عدنان جواد
معروف النفاق الغربي والعربي الذي يخدم عدوه لمصالح طبقة الحكام الخائنة لشعوبها وعقيدتها، وان جذر الصراع هي قضية عربية فلسطينية، وان ايران لو ارادت ومنذ (40) سنة البقاء مع امريكا واسرائيل لكانت صديق حميم لهم، وبدل من ان تمتلك قنبلة نووية واحدة لسمح لها بامتلاك (10) منها، والمفارقة ان الاردن يسقط المسيرات الايرانية ويسمح للإسرائيلية بالمرور من اجوائه!!
، العراق مستباحة سمائه، وتركيا كلامها بالعلن يختلف عن السر، ودول الخليج السعودية والامارات والبحرين داعم رئيسي لاسرائيل، وهي من ساهمت في تنفيذ المخطط المعروف في الدوائر الغربية ومعهد بيركنز، بأسقاط الانظمة بأموالها واعلامها،
بدا بما كان يسمى بالربيع العربي ونشر الديمقراطية، الرئيس الليبي معمر القذافي ،
طُلب منه التخلي عن برنامجه النووي والكيمياوي ، فكك البرنامج وتخلى عن الاسلحة الكيميائية ولكن هل تركوه؟! الجواب لا اسقطوا نظامه وتخلصوا منه، ونفس الامر مع صدام قبله، استعملوه بالهجوم على ايران بحرب دامت(8) سنوات و قضوا على برنامجه النووي بضربة جوية إسرائيلية، وبعدها ورطوه في دخول الكويت وادعوا انه يمتلك اسلحة الدمار الشامل،
وقد اثبت مفتشو الامم المتحدة بعدم وجودها ومع ذلك اسقطوا نظامه ولكنهم سمحوا بمحاكمته محاكمة علنية اقرت بإعدامه، الى ان اتى الدور على لبنان وغزة ، وليس ببعيد سوريا ومع الاسف اسقطوا نظامها بمساعدة دول عربية واسلامية كبيرة مثل تركيا، نشر اليوم المفكر الروسي الكسندر دوغين منشور يقال له ومضمونه والمختصر لمنشوره،
“ان هؤلاء لا يقاتلون بنزاهة، هم يتسللون من الداخل ويضربون في الظل، ويستخدمون الوكلاء، كي تستنزف الامة المستهدفة الى ان تنهار سيادتها، فعلى دول الجنوب الا تكرر الخطأ نفسه ويكونون هم التالين على طاولة الجزار، روسيا اوكرانيا ، وتايوان فتيل بطيء لإشغال الصين، فيجب استعادة تايوان ــ كييف واوديسيا، وفلسطين يجب ان تحرر”،
والمعنى ان الغرب بقيادة واشنطن سوف تستفرد بتلك الدول واحدة تلو الاخرى، لان بانتصار اسرائيل على ايران تعني ليس هناك قانون دولي ولا حقوق انسان وانما قانون غابة الغابة والبقاء للأقوى، واذا انتصرت ايران ، سوف يولد نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب متوازن يصعب تفرد دولة وفرض هيمنتها وسطوتها على باقي دول العالم.
ايران تحت قيادة جديدة موالية للغرب واسرائيل:
المعارضة الايرانية اقنعت الدوائر الغربية بمجرد ضرب القيادات في ايران سوف يتظاهر الشارع ويدعو الى اسقاط النظام، وهم سوف يتحركون، فكانت اسرائيل تتوقع ان ايران بعد الضربة الاولى سوف تتعرض للإرباك ولا تستطيع عمل شيء نتيجة الصدمة باستهداف قياداتها في الصف الاول وعلماء نوويين،
فتتحرك الخلايا النائمة وعملاء الموساد ومجاهدي خلق، والاحزاب الكوردية المعارضة التي تتخذ من شمال العراق مقر لها، فتتولى زمام الامور قيادة جديدة في ايران بعد سقوط النظام، لكن القيادة في الجمهورية الاسلامية الايرانية اتخذت زمام المبادرة بعد (10) ساعات فقط،
حيث قام المرشد السيد علي الخامنائي (حفظه الله) بتعيين البدلاء عن القادة المستشهدين، وبدات الجبهة الداخلية باكتشاف شبكات التجسس واماكنها واسقطتها واحدة بعد الاخرى والامساك بقياداتها وادواتها واسلحتها،
ويوم بعد الاخر تثبت الوقائع ان المؤامرة والمخطط كان كبيراً لكنه فشل وانقلبت المعادلة، بل الدول والشعوب اخذت تتمنى ان يقودها مثل هذا الرجل الرباني الحكيم والشجاع، الذي اجاب النتن ياهو بانه سوف يستهدفه ، بان نفسه ليس اعز عليه من نظارته وليس هو افضل من القادة الشهداء الذين استشهدوا على هذا الطريق.
هل ستدخل امريكا في الحرب؟
ان الجواب على هذا السؤال ان الولايات المتحدة الامريكية مشاركة فعلياً ولكن بأحجام معينة، فكيف يمكن للطائرات الاسرائيلية في الوصول الى ايران رغم بعد المسافة وبهذه الكثافة بدون دعم واسناد او مناطق قريبة، وعن تصريحات ترامب بالمشاركة والتهديد والوعيد، فهو كثير التصريحات، وهو لا يستطيع اتخاذ قرار الحرب لوحده، الا بعد موافقة الكونغرس،
وهي جربت الحرب في الشرق الاوسط ضد العراق، وكيف خسرت جنودها ، ترامب متناقض في التصريحات، مرة يصعد لأعلى مستوى وبعدها يرجع يفاوض كما حدث مع الصين واليمن، وبدا تتضح معالم الهدف الغربي الذي فشل بتصريحاتهم بفشل القوة العسكرية في تغيير النظام، والنظام لابد ان يتغير بإرادة شعبية، كما صرح الرئيس الفرنسي ماكرون، وترامب تم احاطته علماً من قبل القادة العسكريين وخبراء الاقتصاد ،
بان جنوده في المنطقة سوف يكونون بخطر، وان حركة السفن في البحر سوف تصبح شبه مستحيلة بوجود الالغام الايرانية والزوارق السريعة، وان امدادات الطاقة سوف تتوقف والشعب الامريكي لا يريد الحرب وخسارة الجنود والاموال من اجل كيان متهور قاتل فقد احترامه في العالم كله.
الحول العربي وتخاذل البعض من الشيعة!!
نتساءل عن الحول وقصر النظر للدول العربية، وهم يتخلون عن قضيتهم العربية التي كتبوا عنها الالاف من الكتب والاشعار،
وعندما تهب دولة من الشرق تساعدهم في التخلص ممن يذلهم ويستعبدهم يرفضون بل يقفون ضدها مع الظالم والعدوان بل يقولون ( اللهم اشغل الظالمين بالظالمين واخرجنا منهم سالمين) وقبلها كانوا يقولون مسرحية، فماذا قدمت لهم اسرائيل غير القتل والحروب والتهديد والوعيد،
في حين ايران تعرض امكانياتها لمساعدة الدول العربية لكنهم يرفضونها ( لان سيدهم لا يقبل بذلك)، والصين تقدم البنية التحتية وانشاء الموانئ والسكك الحديدية لكل الدول المجاورة لها الصديقة والفقيرة وبدون هيمنة وشروط لكن امريكا تمنع حكومات تلك الدول التي تحاول السماح للصين بالاستثمار في دولها وتهددها بالانقلاب عليها واسقاطها بشتى الطرق كما حدث مع العراق في زمن حكومة عادل عبد المهدي ،
ومع الاسف بعض الشيعة يقولون مالنا ومال ايران هي حشرت نفسها في الدفاع عن فلسطين علينا بنفسنا لقد تعبنا من الحروب، ونسوا وتناسوا ماذا قدمت الجمهورية الاسلامية لهم حين تعرضنا لغزو داعش المدعوم من الغرب والعرب ،
والجيش الاموي قادم في قادم الايام لا ادري من يدعمنا غيرهم فهم عمقنا الاستراتيجي، وهناك حديث منسوب للإمام علي عليه السلام ويقال للشافعي: ” سئل كيف نعرف اهل الحق في زمن كثرت فيه الفتن فقال: ( اتبعوا سهام العدو فإنها ترشدكم الى اهل الحق..) واليوم نرى سهام الكيان الصهيوني اين تتجه!، وقول الامام الصادق عليه السلام: (الساكت عن الحق شيطان اخرس، ومن لم يفرق بين الحق والباطل، فهو على شفا حفرة من النار) فمالكم كيف تفكرون.
وفي النهاية بانت بوادر النصر للجمهورية الاسلامية في ايران على الكيان الصهيوني وداعميه من الغرب والعرب، وهم يبحثون عن مخرج لإنقاذ ابنهم المدلل ونتنهم الانتهازي، وحسب طرح مفكرين وقادة عسكريين سابقين، اما تنتهي بالعودة للمفاوضات وبشروط ايران ووقف الحرب على غزة، او تستخدم اسرائيل القنبلة النووية وهذا التهور سوف يقضي على الجميع في المنطقة بما فيهم اسرائيل والعرب ،
ان ايران من الناحية الجغرافية اكبر من اسرائيل بعشرات المرات، وتتمتع بتعدد المنافذ فهي قارة، وهي تعتمد على نفسها في صناعة سلاحها وغذائها ، ولديها نفس طويل وطاقة تحمل كبيرة، واهم شيء شعبها ملتف حول قيادته، وقد تحمل حروب وحصار طويل بسبب اسرائيل وامريكا،
في حين ان اسرائيل تعتمد على امريكا والغرب، وان شعبها بدا يتململ، وقد غادر اصحاب الاموال والمستثمرون بعد الضربات الصاروخية الايرانية، وحتى المواطنين العاديين الذين يبحثون عن الامان سوف يغادرونها في اول فرصة،
الايرانيون لديهم وطنية بمختلف مكوناتهم ولا يمكن ان يصدقوا الغرب الكذاب وقد علمهم الامام الخميني(قدس) ان امريكا هي الشيطان الاكبر فلا تصدقوها في كل شيء، وهم متيقنون من ذلك.