اسم الكاتب : رياض سعد
كثيرة هي المناسبات واكثر منها هي المهرجانات ولا تقل عنهما ظهورا الاحتفالات … ؛ اذ لا يخلو أي مجتمع من أعياد ومواسم ومناسبات احتفالية يتم إحياؤها في مواعيد سنوية محددة ؛ وفي اغلب دول العالم توجد مناسبات وطنية واحتفالات ثقافية ترتبط بالتاريخ والهوية والفلكور الشعبي وعوامل اخرى , والشعوب والجماعات تحتفل بهذه المناسبات ؛ و كل منهم يحتفل بهذه المناسبات حسب طريقته وثقافته … ؛ فمن الطبيعي والمعتاد ان تتبنى الدول والحكومات والجماعات والفئات بعض المناسبات السياسية والوطنية والدينية والاجتماعية والقومية والثقافية … الخ ؛ وترعاها وتهتم بها ؛ لأنها وليدة المجتمع ؛ فالمفروض بالمناسبة حتى تصبح وطنية ان تقترن هذه المناسبة بحقائق تاريخية غير ثابتة للدحض او الخلاف , وان تأخذ حيزا من الذاكرة الجمعية الشعبية , وان لا تتضمن محتوى يخدش بالهوية الوطنية … ؛ واما المناسبات المفروضة على الشعب بالقهر وقوة السلطة فأنها سرعان ما تذهب مع زوال الحاكم وسقوط الحكومة … , فالاحتفال بمختلف المناسبات التي تمر بنا له مغزى وهدف ومعنى , فالبشرية لا تحتفل بالمناسبة من اجل الاحتفال فقط … ؛ لذا تهتم الحكومات والنخب والشخصيات الوطنية بالمناسبات الوطنية والسياسية وغيرها … ؛ ومن اشكال اهتمام الحكومات بهذه المناسبات الوطنية ؛ ان الحكومات او المؤسسات المعنية ؛ تشكل لجان مختصة تناقش خصوصيات المناسبة ودلالاتها ؛ وكذلك لجان تشرف على تلك الاحتفالات والمهرجانات والاعياد وتنظمها وتسير اجراءات فعالياتها بالشكل الجيد او الامثل ؛ وذلك لأنها تمثل الشعب والامة والهوية والسيادة ومعاني وطنية سامية اخرى … .
وهذه المقدمة كانت توطئة ؛ لموضوعنا ؛ فمع انطلاق فعاليات مهرجان العراق الدولي، بدروته الأولى، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، موجة غضب بسبب ما رافقه من مشاهد وأخطاء، خصوصًا في النشيد الوطني العراقي ؛ الذي كتبه فلسطيني وقام ب تلحينه لبناني ؛ و قامت بإدائه مواطنة ( نصف عراقية ) وثقافتها اجنبية وغريبة ولا تمت للعراق بصلة ؛ بدءا من لهجتها فصاعدا … ؛ فقد تعرضت الفنانة “شذى حسون” لانتقادات واسعة أثناء أدائها النشيد الوطني العراقي، حيث قالت: “هل أراك ناعمًا منعمًا.. وسالمًا مكرّمًا”، وذلك بدلًا من “سالمًا منعَّمًا وغانمًا مكرَّمًا”... ؛ كما تعرضن غيرها للنقد ايضا , وكذلك القائمين على هذا المهرجان .
وانا هنا لست بصدد حقيقة هذه المناسبة السياسية ودلالاتها , وهل تصلح لان تكون عيدا وطنيا ام لا ؟ … ؛ ولست بصدد تقييم فعاليات المهرجان وما حدث فيه … ؛ انما الذي اثارني في الموضوع تعليقات بعض المنكوسين والحاقدين والعنصريين والطائفيين والسياسيين والاعلاميين المأجورين ؛ فالبعض ربط بين هذا المهرجان وبين اهل الجنوب الغيارى ؛ اذ علق البعض بعبارات ؛ امثال : (( الشرقي وباللهجة العامية المبتذلة للدلالة على اصول رئيس الوزراء العراقي السيد السوداني , او ابن الداخل )) ؛ وما علاقة اصول السوداني العريقة والاصيلة بهذه المهرجان , ولماذا دائما يتم الخلط بين الهوية الجنوبية الاصيلة وبعض الاجراءات الحكومية والقرارات السياسية …؟!
والعجيب في الامر ؛ ان هذا التنمر وهذه السخرية ؛ تصدر من الغرباء والادعياء والدخلاء , ومن هاجروا الى العراق قبل مئة عام … ؛ والى متى يبقى الدخيل يطعن بالأصيل …؟!
# هم نزل وهم يدبج عالسطح #