أحاديث نبوية متداولة في مصادر أتباع أهل البيت (ح 286)‎

فاضل حسن شريف

6901- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: بلاغة سورة “والضحى”: جرت حكمته سبحانه على نزول الوحي تدريجياً، لحكمة صرّح بها سبحانه في قوله: صلى الله عليه وآله وسلموَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاًصلى الله عليه وآله وسلم (الفرقان 32). ولأجل وقوع الفترة بين نزول الوحي، عابه المشركون على النبي الأكرم، فقالوا: إنّ محمداً قد ودعه ربُّه وَقَلاه، ولو كان أمره من الله لتتابع عليه، فنزلت السورة التالية: “وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَ مَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى * وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيًما فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى * وَ وَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَر * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَر * وَ أَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث” (الضحى 1-11). إنّ في هذه السورة من أنواع البلاغة ما يَبْهَرُ العقول، وفي الدراسة التالية نشير إلى بعض منها. “وَالضُّحَى* وَ اللَّيْلِ إِذَا سَجَى” (الضحى 1-2) الواو في الموضعين للقسم. والضحى، والليل حال السجي، هو المقسم به. وقوله سبحانه فيما يأتي: (مَا وَدَّعَكَ) هو المقسم له، بمعنى جواب القسم. وقد ورد في القرآن الكريم، ثمان وثلاثون قَسَماً، أفردها إبن القيم بالتصنيف في كتاب أسماه “التبيان في أسماء القرآن”. وقد وقع القَسَم فيها على أشياء مختلفة كالملائكة والنبي الأكرم والقرآن والقيامة، والنفس الإنسانية، والقلم، والكتاب والشمس، وضوئها، والليل وغير ذلك. واهتمّ المفسرّون ببيان سرّ القسم بهذه الأُمور، ولكنهم غفلوا عن مهمة أُخرى في هذه الأقسام، وهي المناسبة بين المقسم به والمُقْسَم له، أي بيان الصلة بين الشيء الّذي وقع الحلف عليه، كالنَّهار والليل، وما رتب عليه من الجواب. وهذا من الأُمور المهمة الّتي إذا كشفها المُفَسر، لأدرك أنّ تخصيص شيء معين بالقَسَم في هذا المجال دون غيره، ليس إلاّ لرابطة بينه وبين جوابه، وليس هو أمراً إعتباطياً فاقداً للمناسبة. وإليك البيان في المقام. إنّ المُقْسَم به في آيتي “والضحى”، صورة مادية، وواقع حسيّ يشهد به الناس تألّق الضوء في صحوة النهار، ثم يشهدون من بعده فتور الليل إذا سجى وَسَكَن، يشهدون الحالين معاً في اليوم الواحد دون أن يختل نظام الكون أو يكون في توارد الحالين عليه ما يبعث على إنكار. بل دون أن يخطر على بال أحد، أنّ السماء قد تخلّت عن الأرض، وأسلمتها إلى الظلمة، والوحشة بعد تألّق الضوء في ضحى النهار. فإذا كان هذا حال الفيض المحسوس، الّذي به حياة البشر، فهكذا حال الفيض المعنوي، فينزل الوحي ويغرق المجتمع في بهاء نوره، ثم يسكن، فلا عجب في أن يجي بعد أُنس الوحي، وتَجَلّي نوره على النبي الأكرم فترة سكون يفتر فيها الوحي على نحو ما نشهد من الليل الساجي، يوافي بعد الضحى المتألق. فإذن، القَسَم بالضحى، وباليل إذا سجى، بيان لصورة حسيّة، وواقع مشهود، يمهّد لموقف مماثل لكن غير حسّي ولا مشهود، وهو فتور الوحي بعد إشراقه وتجلّيه. فعند ذلك، يتجلّى تخصيصهما بالقسم دون غيرهما ممّا ورد في القرآن من الأمور المقسم بها. كما يتّضح أنّ نزول الوحي تدريجاً، ليس دليلاً على أنّه سبحانه ترك نَبِيَّه أو قَلاه. وذلك لأنّ فتور الوحي، كنزول الليل بعد الضحى، فكما هو ليس دليلاً على تخلّي السماء عن الأرض، وتسليمها إلى الظلمة، فهكذا نزول الوحي نجوماً، ليس دليلاً على أنّه سبحانه تخلّى عن رسوله، وتركه بين أعدائه أو قلاه. وبذلك يظهر إتّقان جواب القسم أعني قوله سبحانه: “مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى” (الضحى 3) ومن لطائف ما ورد في الجواب هو أنّه حذف المفعول من قوله: (وما قلى)، ولم يقل: “قَلاَكَ”. وليس ذلك رعاية للفاصلة، لأنّه عَدَلَ عن رعايتها في آخر سورة الضحى، حيث قال: “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” (الضحى 9-11) إذ ليس في السورة، حرف الثاء على الإطلاق، وكان بوسعه أن يقول مكان حَدِّث، فَخَبِّر، لتتفق الفواصل على مذهب أصحاب الصنعة. فهذا دليل على أنْ الحذف لوجه آخر، كما أنّ العناية بذكر بلفظة “حدّث”، مكان “خَبَر”، لنكتة موجودة في الأولى دون الثانية. والظاهرة أنّ حذف المفعول هو لتحاشي خطابه تعالى حبيبه المصطفى في مقام الإيناس، بقوله: “ما قلاك”، لما في القلي من الطرد، والإبعاد وشدّة البغض وهو في الوقت نفسه أَظهر المفعول في “”وَدّعك””، إذ ليس فيه شيء يُكْرَه، بل هو يؤذن بالفراق على كُرْه، مع رجاء العود.

6902- تكملة الفقرة 6901  جاء في موقع منظمة معارف الرسول: بلاغة سورة والضحى: “وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى” (الضحى 4) إنّ الآخرة إذا قرنت بالأولى، يراد منها اليوم الآخر، كما في قوله سبحانه: “فَللهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى” (النجم 25). وقوله سبحانه: “فَأَخَذَهُ اللهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَ الأُولَى” (النازعات 25). ولكن يرجح أن يكون المراد من الأخرة في الآية، هو الغد المرجو من أيام بعثته، لتخصيص كونها خيراً في الآية بالنبي الأكرم، حيث قال: (خَيْرٌ لَكَ) فالآية تبشّر بالمستقبل الزاهر للنبي الأكرم، وبهذا يتمّ تأكيد نفي التوديع والقلي، ليذهب عن الأذهان أثر فتور الوحي. والصلة بين هذه الآية وبين ما تقدمها، واضح على هذا البيان، والكلّ كسبيكة واحدة. “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى” (الضحى 5) اللام لتأكيد لزوم العطاء، وأنّه أمر محقَّق. (وسوف) للتراضي. والجمع بين التوكيد مع التسويف الصريح، لبيان أنّه موضع عناية ربّه في أمسه وغده، وأُولاه، وأُخراه. وأمّا العطاء الّذي يحصل به رضا النبي، فغير محدّد بشيء. وليس وراء الرضا مطمح، ولا بعده غاية، ولا حاجة لتحديد هذا الّذي يُررضي الرسول، حتى تقلّل من روعة ذاك البيان المعجز الّذي يتجلى سرّه في إطلاقه العام وانتهائه إلى الرضا. “أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى  * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى  * وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنى” (الضحى 6-8) هذه الآيات تبث في نفس الرسول الطمأنينة، وتثبت قلبه، بإلفاته إلى ما أسبغه الله عليه في أولاه، من نِعَم: كان يتيماً، فآواه، ووقاه مسكنة الُيتْم، وكان ضالاًّ، فهداه تعالى إلى دين الحق وكان عائلاً فأغناه الله بفضله وكرمه. أفما يكفي هذا ليطمئن كلُّ أحد إلى أنّ الله غير تاركه ولا قاليه؟ وهل تَرَكَه حين كان صبياً يتيماً متعرضاً لما يتعرض له اليتامى من قهر وضياع؟ وهل قاه حين كان ذا عيلة؟ كلا، لا. واليتيم مظنة الضياع والقهر، قال سبحانه: “وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ” (النساء 9). وقد وجد الله محمداً يتيماً عائلاً، فأعفاه سبحانه من تلك الآثار البغيضة، وحفظ جوهره من الآفات الّتي كان معرَّضاً لها بحكم يتمه وعيلته، وبذلك تمّ فيه الإستعداد النفسي لتلقّي الرسالة الكبرى، الّتي بعث بها ليقي الناس من المذلَّة والضلال. “فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ” (الضحى 9-11). أتى بكلمة: “فلا تقهر”، مع أنّ في وسعه أن يستخدم كلمة أُخرى، نحو: “فلا تظلم”، “فلا تمنع حقه”وغيرهما، وذلك لأنّ في عبارة: “فلا تقهر”، معنى أعمق وأدق ممّا يفيده ذانك اللفظان ومشابههما، إذ يجوز أن يقع القهر مع إنصاف اليتيم وإعطائه ماله، وعدم التسلّط عليه بالأذى، لأنّ حساسية اليتيم إلى حدّ أنّه يتأثّر بالكلمة العابرة، واللفتة الجارحة من غير قصد. والنبرة المؤلمة بلا تنبه، وإن لم يصحبها تسلّط بالأذى، أو غلبة عل مالِه وحقِّه. ويحتمل أن يكون المراد من النعمة هو الرسالة الّتي أكرمه الله تعالى بها، وتفضل بها عليه، وعند ذلك يكون المراد من التحدّث بها هو إبلاغ رسالة ربّه. ثم في الآيات الثلاث الأخيرة نكتة بديعة، فإنّا نرى أنّه سبحانه قَدّم النهي عن قهر اليتيم ونهر السائل، على التحدّث بنعمته تعالى، فأخَّر حَقَّ نفسه وهو التحدث بالنعمة، وقدّم حقّ اليتيم والسائل. وما هذا إلاّ لأنّه غنيّ وهما محتاجان، وتقديم حَقِّ المحتاج أُولى.

6903- جاء في موقع منظمة معارف الرسول: مسنداً عن حنان قال: سأل عمرو بن حريث أبا عبد الله عليه السلام وأنا جالس، فقال له: جعلت فداك أخبرني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال عليه السلام: كان النبيّ صلى الله عليه وآله يصلّي ثمان ركعات الزوال وأربعاً الاُولى، وثماني بعدها وأربعاً العصر، وثلاثاً المغرب، وأربعاً بعد المغرب، والعشاء الآخرة أربعاً، وثماني صلاة اللّيل، وثلاثاً الوتر، وركعتي الفجر وصلاة الغداة ركعتين. قلت: جعلت فداك: وإن كنت أقوى على أكثر من هذا يعذّبني الله على كثرة الصلاة؟ فقال: لا، ولكن يعذبّك على ترك السنّة.

6904- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا ذر كن ورعا تكن أعبد الناس و خير دينكم الورع. المصدر: بحار الأنوار.

6905- جاء في موسوعة أحاديث أهل البيت عليهم السلام للشيخ هادي النجفي: روي عن أبي عبد الله من كتاب المحاسن قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس حين يدخل.

6906- يقول الشيخ عبد الحافظ البغدادي في موقع براثا: جاء في تفسير الإمام العسكري عليه السلام في رواية طويلة عن الإمام الباقر عليه السلام ان بعض الشيعة سألوه بقولهم: إن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي عليه السلام وان ما فوقها هو الذباب محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال الباقر عليه السلام: (سمع هؤلاء شيئاً (و) لم يضعوه على حقيقته إنّما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعداً ذات يوم هو وعلي عليه السلام. إذ سمع قائلاً يقول: ما شاء الله وشاء محمد وآخر يقول: ما شاء الله وشاء علي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقرنوا محمدا و(لا) علياً بالله ولكن قولوا: ما شاء الله ثم (شاء محمد ما شاء الله ثم) شاء علي. لان مشيئة الله هي القاهرة التي لا تساوي ولا تكافأ ولا تدانى وما محمد في (دين) الله وقدرته إلاّ كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة وما علي عليه السلام في (دين) الله وفي قدرته إلاّ كبعوضة في جملة هذه الممالك مع أنّ فضل الله تعالى على محمد وعلي هو الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره). هذا ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذكر الذباب والبعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله: “إِنَّ الله لاَ يَستَحيِي أَن يَضرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً” (البقرة 26) (تفسير الإمام العسكري: 210).بهذه الرواية نعلم ان المثل ضربه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتوضيح القدرة الإلهية وليس له علاقة في ظاهر الحال بالآية ولكن بعض الموالين اشتبه عليه الأمر وتواردت إلى ذهنه الآية الكريمة فلم يضع الحديث على حقيقته كما وردت الإشارة إليه في تفسير القمي.