خطأ الاستعراض العسكري الصيني

كامل سلمان

الاستعراض العسكري للدول كما هو معروف استعراض للقوة والتباهي بما موجود في ترسانة هذه الدول من معدات عسكرية فعالة والتلويح للدول الأخرى بمدى جاهزية القوة العسكرية للدولة في مواجهة أي عدوان وفي كثير من الأحيان يتم استدعاء رؤوساء دول أخرى لحضور العرض العسكري كنوع من إظهار القدرة والتفاخر ، هذا ما حصل فعلاً في الاستعراض العسكري الصيني الأخير الذي تم فيه استدعاء عدد من رؤوساء الدول المهمة للإطلاع على آخر صيحات التكنلوجيا العسكرية الصينية ، بعد هذا الاستعراض علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على قدرة الصين التكنلوجية العسكرية قائلاً أنها دولة صديقة وأن رئيسها صديق لي وأنا أحترمه لإظهار اللا مبالاة بما تستعرض به الصين لكنه بعد يومين فاجأ العالم بتغيير أسم وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون ) إلى وزارة الحرب الأمريكية كرد عملي على الاستعراض الصيني . التسمية الجديدة وزارة الحرب تعني وزارة ( الدفاع والهجوم ) أي أن أمريكا قادرة على الدفاع والهجوم في آن واحد وهذا تحذير من الطراز الرفيع للصين وللدول التي تعول على الاستعراض الصيني أي التلويح بالعصا الغليظة لمن يستعرض قوته العسكرية ، العالم كله قد عرف ترامب وعرف أمريكا بأنها لا تمزح وإنها إذا قالت فعلت ، لكن هذا الرد لم يكن الوحيد ، فقط خرج أحد المحللين العسكريين الكبار ليشرح ماهية السلاح الصيني قائلاً أي سلاح لا يمكن اعتماده فعلياً في الحروب إلا بخوض معارك حقيقية بعدها يتم تقييم السلاح وفي حالة ثبت هذا السلاح نجاحه بنسبة 100% تستطيع الدولة الاستعراض به وبما أن الصين لم تخض أية معارك حقيقية منذ أكثر من ستة عقود فسلاحها عملياً يعتبر استعراضاً كارتونياً عديم القيمة لأن السلاح في أكثر الأحيان لا يثبت فعاليته الحربية إلا بعد تجربته عملياً مع عدو حقيقي . كلام المحلل السياسي جداً منطقي لأننا لو أخذنا مثلاً طائرات النقل المدنية الصينية لحد الأن لم تنل الأجازة الدولية رغم تطورها الكبير بسبب فشل أكثر من رحلة دولية لهذه الطائرات فبقيت هذه الطائرات حبيسة الأجواء الصينية وحتى الدول الصديقة للصين لا تعتمد هذه الطائرات ضمن أساطيلها للنقل الجوي المدني مع رخص سعرها مقارنة بالطائرات المدنية المصنعة في الدول الغربية وبقيت الطائرات المدنية الأمريكية والأوربية وحدها تجوب السماء في القارات السبعة ، ولنأخذ مثالاً أخر حول السيارات النادرة ( بورش ، فيراري ، لامبرغيني ، بوغاتي ) لحد الأن تسعى الصين لتقليدها لكنها فشلت ومازال رجال الأعمال والأثرياء في الصين يدفعون أضعاف سعر هذه السيارات للحصول عليها من السوق السوداء وهي بالأساس محظورة على دخول الصين فجميع سيارات الأثرياء في الصين هي غربية الصنع بينما لا يوجد مواطن واحد في الدول الغربية يقتني السيارات الصينية ،كلنا نعرف أن التكنلوجيا الصناعية الصينية هي تقليد مسروق من الصناعات التكنلوجية الغربية لذلك من المستحيل أن يكون التقليد كالأصل . بناءاً على ذلك ستبقى الاستعراضات العسكرية الصينية هي لإقناع الشعب الصيني وحلفاء الصين بقوة الصين وتبقى الصين الشعبية أكبر دولة في العالم لتصنيع المواد الصناعية التجارية الاستهلاكية اليومية فقط لعامة الناس ولجميع دول العالم وأن ماكناتها الصناعية العملاقة التي تنتج هذه المواد غربية المنشأ وأكثرها تعمل تحت إمرة مالكيها من الجنسيات الغربية داخل الصين بمعنى أن دور الصين فقط أيدي عاملة ، فمن يعول على القوة العسكرية الصينية يعيش الوهم في توازن القوى . الصين نفسها لم تزود أقرب حلفائها بالتكنلوجيا العسكرية الصينية المتقدمة مخافة من ظهور عيوبها في التطبيق العملي لذلك تكتفي الصين كباقي الدول الشمولية بالاستعراضات العسكرية . وأخيراً نقول رغم هذه الاستعراضات العسكرية المهيبة فأن الصين مازالت تخشى استرداد جزيرة تايون التي تدعي عائديتها للصين ولا يوجد مبرر لخشية الصين سوى عدم ثقتها بسلاحها .