يناير 24, 2025
148120

اسم الكاتب : مهدي قاسم


جنرال الخرائب حزين هذا المساء
و متعكر المزاج جدا لحد هلوسة الهذيان
يسأم أن يمضي أياما طويلة
في هدوء وسكينة ولا شيء آخر
وهذا يضجره كثيرا لحد اللعنة
لكونه بات عاطلا عن صنعته الوحيدة لمدة طويلة
كهاوي حروب شغفا و هوسا و إدمانا متلهفا
وهو الذي لا يجيد شيئا آخر قطعا
غير خوض حروب ضارية وطيس وحامية حتف غزير .
أجل جنرالنا العاطل عن كل الشيء ما عدا صناعة الحرب
كئيب جدا هذا المساء ومصفّر السحنة مللا كاسحا
ففي ذاكرته ثمة مدن لا زالت عامرة شاهقة بأحزمة مشجرة
لابد أن تعصف بين أركانها ألسنة نيران مرتفعة وسحابات غبار ودخان خانقة
لتستحيل إلى أنقاض خرائب شاخصة وتضاريس دمار صارخة
…………………………
بينما على مشارف قرى وبلدات متزاحمة
تلتهمها فصول مجاعة وجراثيم ونعيب غربان متهسترة
تصطدم منقلبة عربات قطارات محملة بتوابيت
تعلن عصيانها لإنها حتما لن تذهب إلى المقبرة
وثمة هضبة تلتمع مخضبة ببقع دماء قانية
وقد أرهقها حنين القتلى نحو أمهاتهم وزوجاتهم
تهرع صوبي بلحية يسترخي فيها بركان متعب
يتدحرج من أكمامها جندي بلا رأس
فر من الحرب برصاصة أخيرة .
* من مجموعتي الشعرية الثانية الصادرة سابقا بعنوان ” ارتطامات وغبار الأزمنة “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *