كيف سيعود بشراً سويّاً؟
بقلم. ا. علي بداي
من موظف بسيط يبدأ يومه بالصراخ على ابنه كي يجلب خبز الصباح من الفرن، الى امبراطور يقف عند طاولة فطوره فصيل من الخدم والحراس!
من مواطن يتزاحم صباح كل يوم مع غيره على مقعد في باص ينقله الى عمله، الى طاووس متبختر يسير خطوة كل دقيقة ليصل الى اسطول سياراته التي يصطف امامها وخلفها فيلق من المسلحين!
من انسان يمر بالواقفين فيسلم “السلام عليكم” ليردوا عليه “عليكم السلام” الى كائن اسطوري ما أن يرفع يده حتى تتقافزون عند موكبه من كل صوب.
أسألكم: لماذا تستغربون عندما يتفرعن ويتحيوَن ويتأمْرك ويتصهيَن من أجل البقاء ملتصقاً بكرسيه؟
كيف تريدونه بحق السماء ان يعود لحياته السابقة في الدولة الديموقراطية التي تقوم على اساس مجئ القادة وذهابهم باستمرار؟
مليارات وحمايات و دولة الرئيس وسعادة الوزير وفخامة الرئيس وسيادة النائب..
كيف سيترك كل هذا ؟
كيف سيعود هذا الطاووس بعدها بشراً سويّاً؟