نعم تضاد لكن ليسوا متعاونين، نعيم الخفاجي 

نعم تضاد لكن ليسوا متعاونين، نعيم الخفاجي 

 نسمع ونقرأ كثيرا من طروحات كتاب وصحفي ومحللي فيالق دول الرجعية العربية صنيعة الاستعمار بكتاباتهم واحاديثهم عن وجود مشروعين بالمنطقة مشروع إسرائيلي ومشروع ايراني، ويتفلسفون بالقول، حتى أحد اراذلهم قال (أن الأزمات بالمنطقة تغدي  مشروعين متصارعين ظاهرياً ومتكاملين موضوعياً، إيران وإسرائيل  …..في الظاهر الطرفان خصمان، وليس بينهما تعاون مباشر، بل علاقات متعارضة، يحصل كل طرف على فائدة سياسية وآيديولوجية أو أمنية، من وجود الطرف المضاد. الطرفان، حتى لو قالا إنهما عدوّان، فإن كلاً منهما يستفيد من موقف الطرف الآخر).
أقول إلى هذا الكذاب أين موقع  العرب من وجود مشروع إسرائيلي إيراني تركي متصارع بالمنطقة، ماهو مشروع العرب،  هذا الكاتب السيء يجمع لوثة الفكر الإخواني مع لوثة الحقد المذهبي للثقافة النجدية التيمية الظلامية.
نعم منطقة الشرق الأوسط، تعيش بصراعات مستدامة، منذ أن رسمت حدودها بريطانيا وفرنسا وخلفهم أمريكا بالحرب العالمية الأولى، شعوبنا تعيش في  وضع غير مستقر وصراعات وحروب قومية ومذهبية، بل الكثير من العسكر بالدول العربية قاموا في عمل انقلابات عسكرية ضد أنظمة ملكية صنعتها بريطانيا وفرنسا مثل ماحدث بالعراق ومصر وليبيا…..الخ، قادة العسكر تم دعمهم من قبل السوفيت، في حقبة صراع النفوذ بين المعسكر السوفيتي ومعسكر الناتو بقيادة أمريكا.
 عدم وجود حل دائم ينهي الصراع مابين دولة بني صهيون التي تشكلت بموافقة من مفتي مكة زعيم العالم العربي والإسلامي السني شريف مكة الشريف حسين وأولاده ومن موافقة عبدالعزيز ال سعود في إعطاء كل فلسطين حسب وصف الملك عبدالعزيز ال سعود لليهود ب( اليهود المساكين)، بالتأكيد انقلابات العسكر حدثت بسبب قضية فلسطين، ولازال الصراع الحالي ايضا بسبب عدم وجود حل دائم لقضية فلسطين.
في ثورة الإمام الخميني رض كان صراع مابين السوفيت والناتو بالسيطرة على ايران، الشعب الإيراني ثار على الشاه، رحل الشاه للخارج، لكن أمريكا والناتو لايريدون التخلي عن ايران، بالمقابل السوفيت  من خلال الشيوعيين يريدون السيطرة على الحكم في إيران.
لكن شائت القدرة الإلهية أن يستطيع رجل دين مجتهد شيعي، لأول مرة بالتاريخ الشيعي الجعفري،  أن يسيطر على الحكم رغم وقوف المعسكر السوفياتي والمعسكر الغربي الناتو ضده، رفع الإمام الخميني رض شعار لا شرقية ولاغربية، انا شخصيا عاصرت ثورة الإمام الخميني رض ورأيت كيف تم تسليم الحكم بالعراق إلى صدام جرذ العوجة وتوكيله بمهمة إسقاط، نظام  الثورة الإسلامية في ايران، ودفعنا نحن شيعة العراق اثمان باهظة، كنت طالب بالاعدادية عمري ١٦ سنة وتم اعتقال مدرس مهندس بتهمة كيدية في اسم الدعوه، اسمه المهندس محسن جسام الشمري رحمه الله،  ويوميا سيارات الامن تدخل إلى الاعدادية لاعتقال زملائنا طلاب، كنا نعيش في وضع ارهابي يسوده الخوف والألم، وفق قوانين دول الغرب اعمارنا ضمن سن الطفولة، لكن جلاوزة البعث يعتقلون حتى الاطفال.
كانت معظم الأحزاب في إيران بالثورة الاسلامية،مقسمة بالولاء إلى السوفيت وإلى فرنسا مثل منظمة خلق، ماعدى حزب الجمهورية الإسلامي كان الداعم الرئيسي للإمام الخميني، وتشكلت قوات شعبية لحماية الثورة وتحقق ذلك الهدف، والدليل لازالت الثورة تحكم إيران ليومنا هذا.
الإمام الخميني رض رفع شعار لاشرقية ولاغربية، وتبنى دعم قضية العرب فلسطين، ولولا بقاء الصراع مابين الاسرائسليين والفلسطينيبن لما تبنى الإمام الخميني دعم قضية فلسطين، إيران بسبب دعمها إلى فلسطين تعرضت للحصار والحروب ودفعت اثمان باهظه، يفترض بعد انبطاح العرب وتخليهم عن قضيتهم الخاسرة فلسطين، على قادة إيران أيضا إعادة النظر وترك قضية فلسطين وحماس للعرب ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار سني، الحقيقة نحن العرب الشيعة قتلنا بالعراق وسوريا ولبنان بسبب كذبة وجود مشروع إيراني يريد احتلال الشرق الاوسط، هذه كذبة كبرى.
الخلاف مابين نتنياهو وإيران ليس شكلي بالعلن كما يصوره إعلام العرب الطائفين، وياليت أكاذيب الإعلام العربي تكون حقيقية، ولو كانت حقيقية علاقات إيران في اسرائيل، لحج العرب إلى طهران ولعملوا تشريعات في انصاف مواطنيهم الشيعة، يوجد قول إلى الفيلسوف الكبير العظيم المتألق الإمام علي بن أبي طالب ع وجدته منقوش على قبر عالم لغة دنماركي متوفي عام ١٨٠٤ يقول القول الحق أبلج والباطل لجلج.
العالم حدثت به تغيرات كبرى منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران من  1979، والى يومنا هذا، سقط المعسكر  الشرقي وتهيكل الاتحاد السوفياتي، وتغير ميزان القوى بالعالم، وانقلبت التنظيمات الوهابية التكفيرية على صانعيهم، وحدث غزو أفغانستان والعراق، وتم عمل الربيع العربي لإسقاط الأنظمة الجمهورية العربية، وتم سحق شعوب عربية معينة دون غيرها، شاهدنا استسلام الأنظمة العربية وشعوبهم، وشاهدنا كيف وقفت الدول العربية ومحيطهم السني مثل تركيا مع نتنياهو لسحق منظمة حماس بغزة، وتحولت غزة إلى أنقاض، واليوم بدأت عمليات حربية  إسرائيلية في سحق شمال الضفة الغربية.
شاهدنا سقوط الأنظمة البعثية والقومية، واخرهم كان نظام بشار الأسد، ورأينا كيف تعاونت التنظيمات الإسلامية الإخوانية الوهابية مع نتنياهو لإسقاط نظام بشار الاسد، وحدث ماحدث من مجازر طالت حتى نساء المكون الشيعي العلوي، يتم خطف وسبي السيدة العلوية المتزوجة ويتم اهدائها إلى أنصار المجاميع التكفيرية ولديهم فتوى إلى ابن عاشور أجاز لهم خطف النساء من الكفرة وان السبي يفسخ عقد الزواج وأن كان الزوج موجود وحي يرزق، الوهابية يعتبرون كل شيعي وصوفي كافر يجوز قتله وسبي نسائه واغتنام أمواله.
بعد ماحدث من إبادة للشيعة بسوريا وتدمير في لبنان،  يفترض بقادة إيران إعادة النظر من قضية تبني قضية العرب الخاسرة فلسطين.
هناك استهداف واضح لكل الشيعة العرب بالعراق وسوريا ولبنان بشكل خاص، هذا الاستهداف من قبل اتباع المكونات السنية بالعراق وسوريا ولبنان، وبدعم إسرائيلي وغربي،  وبكذبة ان ايران تريد احتلال هذه الدول، انا لست رجل دين، لكن إذا كان أصحاب القضية العرب ومحيطهم السني وقفوا مع نتنياهو للقضاء على منظمة حماس، فبات على القيادات الشيعية إعادة النظر والتفكير بواقعية والعمل عن التوقف في تبني قضية خاسرة( فلسطين) حيث تنازل عنها أهلها العرب السنة ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار مسلم سني.
دولة بني صهيون ومعهم ترامب والعالم الغربي يقفون مع إسرائيل ويعتقدون وقوف إيران مع حماس يشكل خطر وجودي على بني صهيون أسياد العالم بأسره، قادة العالم الغربي يتسابقون لتقديم خدمات إلى بني إسرائيل، في مطارات العالم المسافر الذي يحمل جواز إسرائيلي وحتى لو كان من عرب إسرائيل يقدمون له الموظفين بالمطارات خدمات لكسب رضاهم والتقرب والتودد اليهم، ساسة العالم الغربي يعتبرون أنفسهم محظوظين وفقهم الرب بتقديم خدمة إلى أي مواطن يهودي، اخي الشيعي المحترم هذا هو الواقع فعليك ترك العرب وقضاياهم الخاسرة واهتم باهلك وناسك، انا لو كنت مسجون في سجون بني صهيون وليس في سجون ال سعود، لما تعرضت للتعذيب بكافة أنواعه والحرمان والعيش في سجون بدون علاج وكنت مصاب بقرحة معدية نازفة، الاسرائيليين لم يفعلوا واحد بالمليار مما فعله معي السعوديين اخوتي بالعروبة.
للأسف قادة إيران تبنوا قضية العرب الخاسرة، وتعرض الشعب الإيراني للحصار، والحروب وعمليات الاغتيالات، وكل هذا والإعلام العربي السني يقول، أن لدى إيران مشروع يتناغم مع المشروع الاسرائيلي، رغم أن الدول العربية طبعت وفتحت سفارات وقنصليات ومراكز إسرائيلية بغالبية عواصم الدول العربية السنية، بل نفسه الكاتب الإسرائيلي ايدي كوهين قالها أن ملوك ورؤساء الدول العربية واردوغان مع دولة بني صهيون لقتال منظمة حماس، نفسهم الاسرائيليين يقولون أن إيران ترفض بناء علاقة معنا، وكل هذا الإعلام العربي يقولون أن إيران والشيعة اصدقاء إلى اسرائيل، إذن على قادة إيران مراجعة مواقفهم وترك العرب وقضيتهم الخاسرة فلسطين، والاولى على قادة الجمهورية الإسلامية وقادة القوى الشيعية في العراق ولبنان الاهتمام برفاهية مواطنيهم وترك هذا الصراع المدمر، الذي بات يستهدف  عامة الشيعة بالعراق وسوريا ولبنان يدفعون أثمان باهظة بسببه، لم أجد ولا حديث عن الرسول ص وال بينه ع طلب من الشيعة بحقبة فتنة الوهابية السفيانيين تحرير فلسطين، بل طلب أئمة ال البيت ع من الشيعة تجنب الدخول بصراعات وطلبوا المحافظة على مناطق الشيعة بشكل خاص، بل ويوجد حديث عن أئمة ال البيت ع يطلبون من الشيعة بمناطق الاكثريات الوهابية السفيانية التواري عن الأنظار لتجنب القتل والذبح والسبي مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
26/11/2025