هل سيُسارع(قادة العراق)لترجمة الرسائل الاميركية الأخيرة ؟

سمير عبيد

#أولا : مباشرة ودفعة واحدة ارسلت الولايات المتحدة من خلال إسرائيل رسائل مهمة للغاية إلى القادة العراقيين الذين دخلوا جميعهم في غرفة عمليات اختيار رئيس حكومة جديد تاركين جميع الملفات الأخرى واهمها (ملف العلاقات الخارجية العامة، وملف العلاقات مع الولايات المتحدة ،والملف الاقتصادي، وملف الامن ودخول المشروع الاخواني ولاول مرة في العراق ، وملف انحسار المياه ، والملف الاخطر وهو ملف اسعار النفط التي سوف تنخفض وستكون كارثة على العراق الذي يعتمد على بيع النفط بكل شيء ) . نعم ستكون كارثة على العراق والشعب العراقي في حالة ايقاف الحرب الاوكرانية – الروسية ،وفي حالة سقوط النظام الفنزويلي واستيلاء واشنطن على الموارد الفنزويلية!

#ثانيا :-وتلك الرسائل الاسرائيلية هي بالأحرى رسائل أميركية بنسبة ٩٩٪؜ #ومنها :-

١-اغتيال رئيس أركان حرب حز ؟الله من قبل إسرائيل واستمرار مسلسل الاغتيالات !

٢- سلسلة الضربات الاسرائيلية التي لم تتوقف ضد جنوب لبنان وضد بيئة حز؟ الله

٣-العقوبات الاميركية القوية والمستمرة ضد شخصيات وشركات ورموز إيرانية

٤- العقوبات الاميركية والمستمرة ضد شخصيات وفصائل ومنظمات عراقية ووضعها على قوائم الارهاب والتي يفترض ان يمضي بموجبها الفريق الذي يعمل على تشكيل الحكومة القادمة !

٥-ترقب وصول مبعوث ترامب ( مارك سافايا ) والوفد المرافق له إلى بغداد والمكوث فيها لحين تشكيل الحكومة العراقية بشرط ( لن يشترك فيها اي تمثيل تابع للحشد والفصائل والمنظمات الحليفة لايران ، ووضع اليد الاميركية على وزارات المالية والدفاع والداخلية والبنك المركزي بهدف اجتثاث ايران واجتثاث التمويل العراقي السري لها!

٦- والرسالة الاهم هي الغارات الاسرائيلية المباغتة ضد العراق اخيرا . واستهداف معسكرات ومخازن السلاح التابع للفصائل العراقية في العمارة وفي كربلاء ومناطق اخرى ( حسب التقارير الغربية والعربية ) وهي الرسالة الاقوى التي تحمل معنى ( أننا لسنا ناسين او ةمتناسين ولازلتم أهدافا لنا )

٧- ونتوقع هناك رسائل اقوى في الطريق ،وهناك تداعيات اخطر قادمة في الطريق وربما حتى ستتوقف مشاورات تشكيل الحكومة والذهاب إلى سيناريوهات اخرى اعطى رموزا منها القضاء العراقي وبوقت مبكر جدا !

٨- لا سيما وان التصعيد قد عاد مجددا لاستهداف ايران من قبل إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة وسوف تكون هذه المرة بالضد من رموز النظام الإيراني ومؤسسات النظام الحاكم … وخصوصا عندما لم تلتقط إيران “التحرك السعودي الأخير لرعاية مفاوضات أميركية – إيرانية في الرياض ” وبنفس الشروط الاميركية . وفي حالة الشروع بالمرحلة الثانية من الحرب ضد إيران سوف يكون العراق ورقة مهمة في هذه الحرب !

#ثالثا:-والسؤال الكبير …

:-هل لدى القادة العراقيين دراية بما يجري ؟ وهل استوعبوا تلك الرسائل ؟ وهل لديهم اوراقا يستخدموها للإفلات من المخاطر و لصالح العراق ؟ وهل لديهم امكانية الابتعاد والإفلات من هيمنة الدول الاقليمية وغيرها والتي لديها سطوة على القادة العراقيين؟ أم انهم لا يمتلكون غير الشعارات والعنتريات نهارا ..والهرولة من اجل التوسل وتقديم التنازلات ليلا ؟

:-نحن لا نعتقد ان لدى القادة العراقيين اوراقا ولا حتى خارطة طريق لإنقاذ العراق والشعب. ولا حتى إنقاذ انفسهم . لانهم متفرقين ولا يثقون ببعضهم البعض .وبالتالي كل طرف منهم يعمل لوحده ويتصل بالدول لوحده .وايضاً كل طرف يخفي علاقاته السرية مع الخارج .والكل يعمل لمصالح شخصية وحزبية وفئوية ولا يوجد فريق يعمل لصالح مصالح البلاد والعباد ( فالكل يعمل لأجل ان لا يغادر السلطة ، وان يحسن من مواقعه في الحكومة القادمة ) لا يمتلكون غير ذلك !

:- اما عندما نتكلم عن استراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى فلا يوجد شيء من هذا القبيل لدى القادة العراقيين “فهم يعيشون ويحكمون كل يوم بيومه “.

:-أما إذا تكلمنا عن البراغماتية لخدمة الوطن والشعب والمصالح الوطنية فهي غير متوفرة. وربما متوفرة عند اشخاص او جماعات معينة ولكنها غير متوفرة لدى جميع القادة العراقيين الذين ادمنوا على دعم الخارج. وأدمنوا على رمي نتائج الانتخابات ( المزورة في جميع مراحلها) والذهاب إلى تقسيم الكعكة فيما بينهم .ولا يهمهم بقاء العراق دولة فاشلة وفاسدة بنظر دول العالم مادام هناك شعب غرق في الجهل والخرافة. واصبح ولائه للراتب والى فتات موائد الاحزاب والفاسدين مع الأسف الشديد .والقلة الخيرة والوطنية تعمل وتجتهد ولكن تغلبها دوماً الجهات التي تمتلك المال والسلطة وهي الجهات السياسية والدينية والمليشاتية المهيمنة !

سمير عبيد

٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥