ظاهرة الإدمان

باقر جبر الزبيدي

يواجه المجتمع العراقي العديد من الظواهر الدخيلة التي تحاول مد جذورها في داخل هذا المجتمع العريق ولعل أخطرها هو ظاهرة الإدمان على المخدرات.

ورغم المؤشرات الإيجابية التي تدل على أن هناك جهودا كبيرة بذلت في هذا المجال من قبل وزارة الداخلية فإننا نحتاج إلى المزيد من العمل.

الداخلية نجحت في إنشاء 16 مركز لعلاج الإدمان في جميع أنحاء العراق بالتعاون مع وزارة الصحة بالإضافة إلى معالجة أكثر من 5 آلاف مدمن وهي أرقام تبشر بالخير وتعطي هذه المراكز بارقة أمل للعوائل التي لديها مدمن في التخلص من هذا المرض.

الخوف الأكبر من هذه الظاهرة ناجما عن تحول العراق منذ مدة من ممر لعبور المخدرات إلى مستهلك وبحسب البيانات الرسمية فإنه في عام 2024 ضبط أكثر من 6 أطنان من المواد المخدرة وتم إلقاء القبض على آلاف الأشخاص بتهم المتاجرة والترويج وتعاطي تلك السموم وصدرت أحكام بحق أكثر من 7 آلاف مدان بجرائم تتعلق بالإتجار والتعاطي والترويج للمخدرات في العام 2023 توزعت بين السجن المؤبد والإعدام وأحكام أخرى.

كما تم تفكيك 230 شبكة ضمنها 27 شبكة دولية لتجارة المخدرات كما بلغ عدد الملقى عليهم في تجارة وحيازة المخدرات 43 ألف تاجر وحائز مخدرات خلال الثلاث سنوات الأخيرة بينهم 150 تاجرا أجنبيا.

هذه الأرقام المرتفعة تؤكد أننا أمام حرب حقيقية تهدد مجتمعنا وأن شبكات تجارة المخدرات العالمية لاتزال ترى في العراق سوقا لها وهي مصرة على إيصال هذه السموم إلينا بكافة الطرق.

نحتاج اليوم إلى وعي مجتمعي يبدأ من المدارس والمنتديات الثقافية وكافة فئات المجتمع ليساند جهود قواتنا الأمنية في مكافحة هذه الآفة.

باقر جبر الزبيدي

25 تشرين الثاني 2025