ضياء ابو معارج الدراجي
لم يعد مستغرباً أن يخرج علينا نائب أميركي مثل جون وِلسن نائب مخبول كفائق دعبول، أحد دعابل الكونغرس الامريكي، ليطلق تغريدة مرتجفة يظنّ بها أنه سيهزّ العراق أو يربك معادلات المنطقة.
فالرجل لا يملك أكثر من شاشة هاتف وبضع كلمات يكتبها له موظف، بينما يتخيّل نفسه الجنرال الفاتح الذي يمنح الأوامر من خلف المكاتب.
لكن الغريب—بل المضحك المبكي—هو جوقة “فايق دعبول” ومستخدمي السوشل ميديا من عديمي الشخصية الذين يصيحون مع كل حرف يكتبه نائب أميركي، متوهمين أن تغريدة في واشنطن قادرة على إسقاط بغداد أو تحريك البصريّة.
إنها ثقافة الدعبلة السياسية التي تعيش على فتات الخارج، وتقتات على كل شائعة أو رسالة أو “همس” يصدر من أمريكا أو أدواتها.
أما الحقيقة التي يخشونها… فهي أكبر من تغريداتهم
الجمهورية الإسلامية اليوم ليست دولة هامشية، بل قوة إقليمية كبرى تمتلك جيشاً وصواريخ ومسيّرات وصناعات عسكرية لا يستطيع جون وِلسن ولا عشرة مثله أن يقلّلوا من شأنها.
إيران دولة تُخيف واشنطن، وتربك البنتاغون، وتقلق أوروبا، وتُشعل الليل في تل أبيب.
والدليل؟
الولايات المتحدة وإسرائيل والخليج لم يتجرؤوا على شن حرب مباشرة عليها طوال أربعين عاماً، رغم كل التهديدات… لأنهم يعرفون ما ينتظرهم.
ولم تكن صدفة أن تخطط ايران لنقل عاصمتها جنوبا إلى ساحل البحر العربي بعيداً عن مضيق هرمز.
هذه ليست حركة جغرافية لنقص مياة او تلوث…هذه رسالة عالمية تقول:
“نقاتلكم حيث لا تتوقعون… ونغلق المضيق إن أردنا… ونوقف النفط إن اضطررنا.”
ولم تستطع أمريكا ولا إسرائيل الردّ بكلمة واحدة.
والعراق؟
العراق ليس الساحة التي يتخيّلها جون وِلسن ولا فائق دعبول.
العراق اليوم يمتلك:
جيشاً محترفاً
حشداً شعبياً عقائدياً
فصائل مقاومة تمتلك خبرة قتال حقيقية
جغرافيا لا يستطيع أحد اختراقها بسهولة
وأهم من ذلك…
يمتلك شعباً يعرف عدوه من صديقه.
الحشد وفصائل المقاومة لا تنتظر “مكرمات” من أمريكا، ولا تعيش على دولارات جون وِلسن او دافعي الضرائب الامريكية.
هذه رواتبها ودماؤها وتجهيزاتها من نفط العراق، ومن قرار العراقيين، ومن إرادة جهادية لا تخضع للابتزاز.
لماذا يخافون؟
-أمريكا تخاف… لأنها جربت هذا الشعب.
عرفته في الفلوجة… والنجف… ومدينة الصدر… والناصرية والبصرة… وكل العراق وعرفت أن العراقي إذا حمل سلاحه لا يساوم.
-إسرائيل تخاف… لأنها ترى ظلّ الحشد في كل صاروخ يسقط على قواعدها المؤقتة.
وترى كل يوم أن صواريخ إيران ليست استعراضاً، بل جاهزة، ومجرّبة، وموقوتة.
-دول الخليج تخاف… لأنها تعرف أن أول شرارة حرب مع إيران ستُحرق آبارها وموانئها قبل أن تصل الكهرباء إلى واشنطن.
لذلك تتخبّط سياسياً وتتصرف كمن يجلس فوق فوهة بركان.
أما جون وِلسن وفائق دعبول ودعابل السوشل ميديا…؟
فهؤلاء لا يملكون غير الثرثرة.
لا قرار…
ولا تأثير…
ولا جرأة…
ولا إمكانية لتغيير شيء.
مجرد أصوات عالية لعلها تجد من يسمعها، لكنها لا تهزّ خيط دخان.
الخلاصة التي يخشون سماعها
العراق أقوى من أن يهزه تغريد دعبول…
وأكبر من أن يتحكم به نائب أميركي مغمور…
وأوعى من أن تنطلي عليه ألاعيب السوشل ميديا.
الجمهورية الإسلامية ثابتة…
الحشد وفصائل المقاومة باقية…
وأمريكا وإسرائيل والخليج خائفون…
والعراق سيّد نفسه… وسيبقى كذلك.
ضياء ابو معارج الدراجي