د. فاضل حسن شريف
بر الوالدين من افعال الانبياء حيث قال الله تعالى بشأن النبي يحيى عليه السلام”وَبَرًا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا” (مريم 14) وكذلك نبي الله عيسى عليه السلام”وَبَرًا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيّ” (مريم 29). قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث له (إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ) ويتضح ان دعوة الولد الصالح لابيه لها الاهمية الثانية بعد موت الاب في حصول الثواب للميت بعد علم له ينتفع به. لذلك فتربية الأب لولد صالح ينفعه بعد موته.
فطر الله تعالى الحب المتبادل بين الابناء والاباء وهذا ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية واحاديث اهل البيت. بالاضافة للاب مفهوم اخر غير الاب الوالد. سيتم التطرق لموضوع الاباء وعلاقتهم بالابناء في هذا المقال. قال الله جل جلاله “وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (الاسراء 24) ورد ان”وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ” (الاسراء 24) تعني التواضع لهما وعدم اظهار تفوقك عليهما عن واقع الرحمة وليس تصنعا”مِنَ الرَّحْمَة ” والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة “وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” (الاسراء 24) وذلك جزاء التربية التي لا تكتمل الا بصرف المال ومتابعة الابناء منذ صغرهم.
قال الله تبارك وتعالى “رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا” (الاسراء 25) جاءت هذه الاية بعد الايتين السابقتين عن الاحسان والرحمة والدعاء الى الوالدين. فعندما يتعامل الابن مع والديه معاملة مخالفة لما ارادها رب العباد فعليه بالمغفرة “لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا” ليكون شخصا صالحا”إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ” (الاسراء 25).
الائمة عليهم السلام هم ورثة علم النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، لذلك جاء في الحديث الشريف (يا علي انا وانت ابوا هذه الامة). فكما أن عالم الدين المسيحي يسمى أب فان علماء الدين المسلمين هم الآباء الروحيين للامة، فموت الاب الوالد يحزن الابناء فان موت الأب الروحي لا يقل حزنا.
ان على الآباء عدم تعنيف الأبناء الأطفال عند الخطأ وإنما بتوضيح الخطأ ونتائجه، وأن لا نخطأ في تصرفاتنا امام الاطفال لان ذلك سيؤثر عليهم سلبيا. ونجعل للطفل شخصية يستطيع الحديث مع الكبار بدون خوف او تردد. وأن يعرض مشاكله أمام أهله ليجد حلا لها بدل نهره عما يفعل حد العنف. وعدم التمييز او تفضيل احد على اخر بين الطفل الذكر والانثى فإنهما متساويان من حيث الحلال والحرام. قال الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم (اعدلوا بين أولادكم). وجاء في الحديث النبوي: أكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم. والعفو من شيم الرجال وهكذا على الاباء العفو عن ابنائهم وارشادهم على الطريق الصحيح بالتي هي أحسن.