الإخصاء الكيميائي والإخصاء السياسي

كمال فتاح حيدر

ربما سمعتهم بعقوبة الإخصاء الكيميائي ضد المتورطين بجرائم التحرش الجنسي على الأطفال. .

عقوبة يطلقون عليها: (chemical castration) تتلخص باستخدام مستحضرات كيميائية لخفض الرغبات الجنسية، تمتد على فترات من ثلاث إلى خمس سنوات. وقد جرى تطبيقها في السويد والدانمارك وكندا ودول إسكندنافية وبعض البلدان الآسيوية. .

تشير المعطيات إلى أنها قللت معدلات الاعتداء على الأطفال بنسبة من 5% إلى 40%. .

تعمل مواد الإخصاء على قمع الحوافز الجنسية ومنع الأشخاص من الاعتداء على الأطفال. .

يختلف هذا النوع من الإخصاء عن الإخصاء الجراحي الذي يعني إزالة الأعضاء التناسلية بالكامل وبشكل دائم. .

اما الإخصاء السياسي فهو إنتكاسة اخلاقية تعمقت منذ سنوات معدودات في عموم الديار العربية. إنتكاسة استسلمت لها الشعوب، وتبنتها الحكومات، ودعمها بعض رجال الدين، وايدها قادة بعض الاحزاب المدمنين على التبعية للقوى الدولية الغاشمة. فاصبحت لدينا شعوب مخصية مسلوبة الإرادة، ومنظمات خاضعة خانعة راضخة منبطحة. .

الطامة الكبرى ان بعض الأنظمة القمعية فقدت فحولتها وتنكرت لرجولتها، فلجأت في الآونة الأخيرة إلى التعتيم والتكتيم ومنع الكتابات التوعوية، وحجب التصريحات الوطنية، ومراقبة المكالمات، وتتبع خطوات المفكرين، وما إلى ذلك من أساليب الاخصاء والإقصاء. .

المشكلة الأخرى ان بعض الأنظمة ولدت مخصية، تماما على شاكلة طائر خرافي من طيور الصحراء يدعى: (البرنزى). لا هو ذكر ولا أنثى. .

فالعلاقة بين البيت الأسود والأنظمة المخصية علاقة الكلب بذيوله. وعلاقة السيد بعبيده. علاقة التابع بالمتبوع. .