د. فاضل حسن شريف
عن وكالة الأنباء العراقية: من الجفاف إلى الانتعاش سيول الأمطار تقلب معادلة المياه وتعزز الخزين الاستراتيجي للكاتب أياد عطية الخالدي: انتقل المشهد المائي في العراق بشكل متسارع من تحذيرات الشح والجفاف التي هيمنت على التصريحات الرسمية طيلة الأشهر الماضية، إلى واقع جديد فرضته الموجات المطرية والسيول الأخيرة، لتعلن وزارة الموارد المائية وتشكيلاتها سيطرتها التامة على الموقف، وتحويل خطر الفيضان إلى فرصة لتعزيز الخزين الستراتيجي وتأمين “رية كاملة” للموسم الزراعي. وأعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الخميس، ارتفاع الخزين المائي في السدود لأكثر من 700 مليون متر مكعب، مشددة على أن الأمطار والسيول الأخيرة ساهمت بتخفيض الكميات المطلقة من السدود والخزانات، مما عزز الخزين المائي الحي وأطال أمده. سيطرة تامة وتأمين للموسم الزراعي: وفي تفاصيل الموقف المائي، أكد مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات، وسام خلف عبيد، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، السيطرة التامة على مياه السيول والموجات الفيضانية الواردة إلى مقدم سدود حمرين ودوكان ودربندخان والموصل. وقال عبيد: إن “الملاكات الفنية تعمل على استيعاب هذه الكميات وتخزينها في بحيرات تلك السدود لتعزيز الرصيد المائي للبلاد”، مبيناً أن “المياه المتدفقة في المسافة الممتدة من جنوب مدينة الموصل وصولاً إلى سد سامراء، مؤمنة بالكامل ويتم التعامل معها فنياً عبر سدة سامراء، حيث يجري تمرير جزء منها باتجاه العاصمة بغداد لتلبية الاحتياجات المائية، بينما يتم تحويل الفائض لغرض الخزن في بحيرة الثرثار”. وأشار عبيد إلى نقطة جوهرية تتعلق بالقطاع الزراعي، موضحاً أن “هطول الأمطار في عموم المحافظات أسهم بشكل مباشر في توفير (رية كاملة) للمحاصيل الداخلة ضمن الخطة الزراعية، مما أتاح للوزارة تقليل الإطلاقات المائية من جميع السدود بعد اكتمال خطة الري الأولى، والاقتصاد في المخزون المائي لمواجهة احتياجات الصيف المقبل”.
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ” (الرعد 17) فَاحْتَمَلَ: فَ حرف عطف، احْتَمَلَ فعل، السَّيْلُ: ال اداة تعريف، سَّيْلُ اسم، زبدا اسم، فَسَالَتْ: فَ حرف عطف، سَالَتْ فعل، أودية اسم.، بِقَدَرِهَا: بِ حرف جر، قَدَرِ اسم، هَا ضمير. الزبد: الخبث. من السماء ماء: مطرا. فَسالَتْ أوْدِيةٌ: تجمع فيها الماء إشارة إلى قلوب العباد و ما تحويه من العلم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله و سلم. بِقَدرِها: بقدر ما تتسع له (بقدر ما تستوعبه القلوب). زبدًا: هو الغُثاء (الرّغوة) الطّافي فوق الماء. زَبَداً: غثاء (و هي الشكوك التي في القلوب) لا ينفع معها عمل. من السماء ماء: مطرا، ثم ضرب الله سبحانه مثلا للحق والباطل بماء أنزله من السماء، فجَرَت به أودية الأرض بقدر صغرها وكبرها، فحمل السيل غثاء طافيًا فوقه لا نفع فيه. ثم ضرب الله سبحانه مثلا للحق والباطل بماء أنزله من السماء، فجَرَت به أودية الأرض بقدر صغرها وكبرها، فحمل السيل غثاء طافيًا فوقه لا نفع فيه. وضرب مثلا آخر: هو المعادن يوقِدون عليها النار لصهرها طلبًا للزينة كما في الذهب والفضة، أو طلبًا لمنافع ينتفعون بها كما في النحاس، فيخرج منها خبثها مما لا فائدة فيه كالذي كان مع الماء، بمثل هذا يضرب الله المثل للحق والباطل: فالباطل كغثاء الماء يتلاشى أو يُرْمى إذ لا فائدة منه، والحق كالماء الصافي، والمعادن النقية تبقى في الأرض للانتفاع بها، كما بيَّن لكم هذه الأمثال، كذلك يضربها للناس؛ ليتضح الحق من الباطل والهدى من الضلال.
عن موقع شفقنا العراق: الأمطار في العراق انتعاش للزراعة والأهوار وارتفاع لمناسيب المياه: خسائر في بعض المناطق: على المقلب الآخر شكلت الأمطار الغزيرة التي استمرت بالتساقط لـ12 ساعة متواصلة، سيولاً جارفة في إقليم كوردستان ومناطق من محافظتي كركوك وديالى، وتسبّبت بجرف أدوات وسيارات داخل البيوت والأحياء مخلفة ضحايا وخسائر مادية كبيرة، ما زال حجم الخسائر مجهولاً بالنسبة للكثيرين حتى الآن. وقال مدير الموارد المائية في كركوك زكي كريم، إن “حجم الأمطار تراوح ما بين 20 إلى 88 ملم، والأعلى كان في الحويجة، والأدنى في الرياض، وتم تحويل المياه إلى نهر الزاب الصغير، ومن هناك يتحول إلى نهر دجلة”. وذكر، أنه “بحسب المعلومات فإن طفلة غرقت في ناحية ليلان، وأغلب الأضرار في القرى ومنازل المواطنين في في ليلان، نتيجة وجود بناء في مناطق منخفضة متجاوزة، وبالتالي تعرضت للغرق. كما أن قرى هنجير شهدت غرق العشرات من المنازل، ولكن بشكل عام، تم اليوم السيطرة على مياه السيول، بسبب وجود استنفار كامل لجميع الجهود الخدمية”. وأعلنت مديرية صحة جمجمال، أمس الثلاثاء، عن مصرع شخصين وإصابة آخرين وتدهور حالتهم الصحية جراء السيول التي اجتاحت المنطقة. كما أفادت قائمقامية القضاء بأن الحصيلة الأولية تشير إلى إصابة أربعة أشخاص بجروح جراء السيول. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال، محمد شياع السوداني، وجه في وقت سابق من اليوم، بتوفير جميع متطلبات الإغاثة التي يحتاجها إقليم كوردستان لمواجهة السيول الناتجة عن الموجة المطرية الغزيرة التي تجتاح البلاد. وفي الأثناء، كشف قائممقام قضاء مندلي في محافظة ديالى علي ضمد، اليوم الأربعاء، عن حجم الأضرار التي خلفتها السيول الأخيرة في المحافظة. قطع الطرق: وقال: إن “موجة الأمطار والسيول القادمة من إيران تسببت بقطع الطريق الرابط بين مركز المحافظة وناحية قره تبه، كما تسببت بقطع طرق رئيسية وفرعية أخرى”. وأضاف: “حتى الآن هناك سيطرة على مياه السيول، وأغلبها تجمعت في بحيرات حمرين، وتم الاستنفار الكامل للدوائر الخدمية”. مستدركاً بالقول: “ولكن إذا استمرت الأمطار حتى المساء، فسيتم قطع الطريق الرابط بين مندلي والكوت، وباقي الطرق الأخرى المؤدية إلى خانقين أيضاً، لكن حتى الآن لا يوجد ضحايا أو غرق لمنازل وسيارات في محافظة ديالى”.
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ” (الرعد 17) قال في مجمع البيان،: الوادي سفح الجبل العظيم المنخفض الذي يجتمع فيه ماء المطر، ومنه اشتقاق الدية لأنه جمع المال العظيم الذي يؤدى عن القتيل، والقدر اقتران الشيء بغيره من غير زيادة ولا نقصان والوزن يزيد وينقص فإذا كان مساويا فهو القدر، وقرأ الحسن بقدرها بسكون الدال، وهما لغتان يقال: أعطي قدر شبر وقدر شبر، والمصدر بالتخفيف لا غير. قال: والاحتمال رفع الشيء على الظهر بقوة الحامل له، ويقال: علا صوته على فلان فاحتمله ولم يغضبه، والزبد وضر الغليان وهو خبث الغليان ومنه زبد القدر وزبد السيل. بين تعالى ذلك بمثل ضربه للناس، وليس بمثلين كما قاله بعضهم ولا بثلاثة أمثال كما ذكره آخرون كما سنشير إليه إن شاء الله وإنما هو مثل واحد ينحل إلى أمثال فقال تعالى: “أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا” ﴿الرعد 17﴾ وقوله: “أنزل” فعل فاعله هو الله سبحانه لم يذكر لوضوحه، وتنكير “ماء” للدلالة على النوع وهو الماء الخالص الصافي يعني نفس الماء من غير أن يختلط بشيء أو يشوبه تغير، وتنكير “أودية” للدلالة على اختلافها في الكبر والصغر والطول والقصر وتغايرها في السعة والوعي، ونسبة السيلان إلى الأودية نسبة مجازية نظير قولنا: جرى الميزاب وتوصيف الزبد بالرابي لكونه طافيا يعلو سيل دائما وهذا كله بدلالة السياق، وإنما مثل بالسيل لأن احتمال الزبد الرابي فيه أظهر. والمعنى: أنزل الله سبحانه من السماء وهي جهة العلو ماء بالأمطار فسالت الأودية الواقعة في محل الأمطار المختلفة بالسعة والضيق والكبر والصغر بقدرها أي كل بقدره الخاص به فالكبير بقدره والصغير بقدره فاحتمل السيل الواقع في كل واحد من الأودية المختلفة زبدا طافيا عاليا هو الظاهر على الحس يستر الماء سترا.
جاء في صحيفة طريق الشعب: الأهوار والسدود بحاجة إلى موجات إضافية لإنعاش المخزون، أمطار العراق: نفع للأنهار والخزانات.. وخسائر بشرية ومادية: مقر طوارئ بين كركوك وصلاح الدين. وفي ظل الأضرار التي تسببت بها السيول، أعلنت خلية الإعلام الأمني أن القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، وجه بفتح مقر متقدم لإدارة الأزمات بين محافظتي كركوك وصلاح الدين. وتتضمن الإجراءات، تأمين طائرات من قيادة طيران الجيش لتنفيذ عمليات الإجلاء، وفتح الطرق وترميم الجسور المتضررة. إضافة الى تخصيص مبالغ طوارئ لدعم الإغاثة، خصوصاً في إقليم كردستان المتضرر من موجة السيول. فيما أفاد مصدر محلي في قضاء طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين، أن السيول الجارفة التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الماضية أدّت إلى خروج الجسر الرئيس الرابط بين طوز خورماتو ومحافظة كركوك عن الخدمة بشكل كامل، ما تسبب بشلل حركة المرور وإغلاق الطريق الحيوي الذي يربط القضاء بالمحافظة. وقال المصدر، إن “موجة الأمطار الغزيرة تسببت بارتفاع منسوب المياه في وادي طوز، ما أدى إلى تضرر الهيكل الإنشائي للجسر وانهيار أجزاء منه، الأمر الذي دفع الجهات الأمنية والبلدية إلى إغلاق الطريق فوراً حفاظاً على سلامة المواطنين”. وأضاف أن “فرق الدفاع المدني والجهات الخدمية تواصل أعمالها منذ ساعات الفجر لتقييم حجم الأضرار، فيما تم تحويل مسار المركبات إلى طرق بديلة، رغم صعوبتها وبعدها، ما أدى إلى ازدحامات وتأخير في حركة التنقل بين طوز خورماتو وكركوك”. وأشار المصدر إلى أن “خروج الجسر عن الخدمة يهدد بانقطاع الإمدادات بين القضاء والمحافظة ويؤثر على حركة التجارة ونقل البضائع”، مؤكداً أن “السلطات المحلية خاطبت الجهات المعنية في المحافظة ووزارة الاعمار والاسكان للإسراع في إرسال فرق فنية متخصصة للبدء بأعمال الصيانة وإعادة فتح الطريق بأقرب وقت ممكن”. وأفادت مصادر محلية، يوم الثلاثاء، بأن السيول قطعت طريق بغداد – كركوك قرب منطقة طوزخورماتو ضمن محافظة صلاح الدين. أفاد مصدر في مديرية طرق وجسور صلاح الدين، امس الأربعاء، بانهيار جزء من جسر الزركة – طوز خورماتو الدولي، الرابط بين تكريت والقضاء، نتيجة تضرر الركائز بفعل السيول، ما أدى إلى اعتماد مسار واحد فقط لضمان استمرار حركة المرور ومنع أي انهيارات إضافية.