مفهوم (البغاء، بغيا) في القرآن الكريم (ح 4)

د. فاضل حسن شريف

جاء في تفسير الميسر: قال الله تعالى عن البغاء “وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” ﴿النور 33﴾ والذين لا يستطيعون الزواج لفقرهم أو غيره فليطلبوا العفة عمَّا حَرَّمَ الله حتى يغنيهم الله من فضله، وييسر لهم الزواج. والذين يريدون أن يتحرروا من العبيد والإماء بمكاتبة أسيادهم على بعض المال يؤدونه إليهم، فعلى مالكيهم أن يكاتبوهم على ذلك إن علموا فيهم خيرًا: مِن رشد وقدرة على الكسب وصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم شيئًا من المال أو أن يحطوا عنهم مما كُوتبوا عليه. ولا يجوز لكم إكراه جواريكم على الزنى طلبًا للمال، وكيف يقع منكم ذلك وهن يُرِدْن العفة و انتم تأبونها؟ وفي هذا غاية التشنيع لفعلهم القبيح. ومن يكرههنَّ على الزنى فإن الله تعالى من بعد إكراههن غفور لهن رحيم بهن، والإثم على مَن أكْرههن. قوله عز وجل. قوله جل جلاله “قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” ﴿مريم 20﴾ بغيا اسم، قالت مريم للمَلَك: كيف يكون لي غلام، ولم يمسسني بشر بنكاحٍ حلال، ولم أكُ زانية؟. قوله سبحانه “يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا” ﴿مريم 28﴾ يا أخت الرجل الصالح هارون ما كان أبوك رجل سوء يأتي الفواحش، وما كانت أمك امرأة سوء تأتي البِغاء.

عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا” ﴿النور 33﴾ الفتيات الإماء والولائد، والبغاء الزنا وهو مفاعلة من البغى، والتحصن التعفف والازدواج وابتغاء عرض الحياة الدنيا طلب المال، والمعنى ظاهر. وإنما اشترط النهي عن الإكراه بإرادة التحصن لأن الاكراه لا يتحقق فيمن لا يريد التحصن، ثم وعدهن المغفرة على تقدير الاكراه بقوله: “ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم” ومعناه ظاهر. قوله عز وجل.وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله جل جلاله “قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا” ﴿مريم 20﴾ تبشرني بغلام؟. كيف؟. ومن أين؟. ولا زوج لي، ولا اقدم على الخيانة والفجور. قوله سبحانه “يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا” ﴿مريم 28﴾ فمن تشبهين أنت بفعلتك هذه التي لا يقدم عليها إلا من كانت بنتا لرجل سوء، أوبنت امرأة بغي.

جاء في كتاب لاهوت المسيح في المسيحية والإسلام دراسة مقارنة للكاتب علي الشيخ: قولهم: “مَا كَانَ أَبُوكِ امْرأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً” (مريم 28) أي لست من بيت هذا شيمته ولا سجيتهم، فكيف ارتكبت هذه الفاحشة العظيمة. فلما ضاق بها الحال سكتت ولم تجب بشي، بل اشارت بيدها الى الطفل حتّى يجيبيهم ويكشف لهم عن حقيقة الامر، “فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ” فأستغربوا من امرها وقالوا: “كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً”وعندها تكلم المعجزة عيسىعليه السلامليبرء ساحة أُمّه القديسة من كل اتهام باطل وقال: “قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً * وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً” (مريم 30-33).

جاء في موقع قاعدة التشريعات العراقية: أحكام قانون مكافحة البغاء رقم 54 لسنة 1958 المنشور بالوقائع العراقية عدد 71 في 10 – 11 – 1958 ننشرها لعلاقتها في هذا الباب: المادة الاولى – يقصد بالتعابير الآتية المعاني المبينة ازاءها: البغاء – هو احتراف الزنا واللواطة بأجر مع أكثر من شخص واحد واتخاذه مهنة للعيش. السمسرة – هي الوساطة بين شخصين بقصد تسهيل فعل البغاء بأية طريقة كانت ويشمل ذلك التحريض ولو بموافقة احد الشخصين او طلبه كما يشمل استغلال بغاء شخص بالرضاء او بالاكراه. بيت الدعارة – هو المحل المهيأ لفعل البغاء أو تسهيله او الدعاية له أو التحريض عليه او ما يحقق أي فعل آخر من الأفعال التي تساعد على البغاء. المادة الثانية – البغاء والسمسرة ممنوعان. المادة الثالثة: يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنين ولا تقل عن سنة واحدة او بغرامة لا تزيد على مائة دينار او بهما: – أ – كل سمسار او من شاركه أو عاونه في فعل السمسرة. -ب – كل مستغل او مدير لمحل عام أو أي محل آخر يسمح لدخول الجمهور فيه استخدم اشخاصا يمارسون البغاء لغرض استغلالهم في التشويق لمحله. – ج – من يملك أو يدير منزلا او غرفا أو فندقا سمح للغير بتعاطي البغاء فيه أو سهل أو ساعد على ذلك يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بغرامة لا تزيد على مائة دينار او بهما. المادة الرابعة – تعاقب البغى التي يثبت تعاطيها البغاء بإيداعها مؤسسة الحجز الإصلاحي مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تزيد على سنتين. المادة الخامسة: -1 – من استبقى ذكرا او انثى للبغاء أو اللواطة في محل ما بالخداع او بالاكراه والقوة او التهديد وكان عمر المجنى عليه او عليها اكثر من ثماني عشرة سنة يعاقب بالأشغال الشاقة مدة لا تزيد على خمس سنوات ولا تقل عن سنة او بغرامة لا تزيد على خمسمائة دينار او بهما. – 2- وتكون العقوبة مدة لا تزيد على سبع سنوات ولا تقل عن ثلاث سنوات إذا كان عمر المجنى عليه او عليها دون الثماني عشرة سنة او بغرامة لا تزيد على خمسمائة دينار او بهما. – 3- على المحكمة الحكم بالتعويض العادل للمجنى عليه أو عليها في الحالتين السابقتين. المادة السادسة: يصح أن يعتبر طرفا في الدعوى الناشئة من افعال السمسرة او البغاء كل شخص كانت له علاقة مباشرة او غير مباشرة بهذه الافعال او ادعى بحق مدني ناشئ منها او مترتب عليها.

جاء في موقع براثا عن وزارة الداخلية وحملتها الامنية للقضاء على ظاهرة البغاء والمخدرات للكاتب محمود الهاشمي: 8- بعض الدول تعتبر البغاء والمخدرات جزء من اقتصادها. 9- هناك دول استطاعت ان تعالج ظاهرة البغاء وفق اليات واجراءات انسانية مثل كوبا. 9- كانت منطقة الميدان ببغداد مكانا (رسميا) للبغاء حيث كانت المرأة تقدم طلبا رسميا الى مختار المحلة تطلب فيه ان تصبح من (بنات الهوى )فيختم طلبها من قبل مختار المحلة ويؤيد انها (لا معيل لها) وتتم المصادقة على طلبها من قبل المتصرف ويوضع لها اسم وحقوق وتلحق بالميدان الذي كان بسياج عال وأجهزة الشرطة تحرس البوابة وتمنع دون السن القانونية من الدخول. 10- حاول الزعيم عبد الكريم قاسم معالجة ظاهرة البغاء فأمر ببناء مساكن خاصة لهم (تجربة كوبا) وانشاء معمل للخياطة مقابل المساكن ليعملن في المعمل ويكسبن رزقهن الحلال ومنع الوصول لهن وتباع منتجات المعمل بالاسواق لكن جاءت حكومات بعد عبد الكريم والغوا المعمل والمساكن. 11- حسب علمي ان الاجهزة الامنية ستعتقل مئات الاشخاص من ذكر وانثى، وفق مذكرات القاء قبض وهناك قضاة تجهزوا لذلك لكن السؤال:- أين سترسلون هؤلاء هل تزوجوهم بالسجون والمعتقلات؟ 12- ان من اخطر الازمات على الدول أن ترعى (مناطق البغاء والمخدرات) كما في أمريكا اللاتينية حيث أن دولة (هاييتي) يحكمها تجار المخدرات والبغاء. وكذلك دول عديدة في أمريكا اللاتينية والمكسيك ايضا. 13- تستخدم دول أوراق البغاء والمخدرات في تدمير الدول التي لا تطبق قراراتها. 14- تزداد ظاهرة البغاء كلما ازدادت الفوضى والحروب بالبلدان حيث بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار أغلب الحكومات التي كانت على منهجه في أوروبا الشرقية وغيرها انطلقت افواج المهاجرين الى دول اخرى هربا من جحيم الحروب (الاهلية) والتي من ضحاياها النساء فلم يجدن سبيلا للعيش سوى اجسادهن، وبعد حرب اوكرانيا تلقفت مؤسسات البغاء في دول الالاف من نساء اوكرانيا لهذه المهنة.

جاء في موقع براثا المندلاوي: تشريع قانون مكافحة البغاء مصلحة عُليا لحماية البُنية القيمية للمُجتمع: أكد رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، اليوم السبت، أن تشريع قانون مكافحة البغاء مصلحة عُليا لحماية البُنية القيمية للمُجتمع. وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب بالنيابة في بيان: إن “تصويت المجلس اليوم على مقترح قانون التعديل الأول لقانون مكافحة البغاء رقم (8) لسنة 1988، خطوة ضرورية لحماية البنية القيمية للمجتمع، ومصلحة عُليا لحفظ أبنائنا من دعوات الانحلال الخلقي والشذوذ الجنسي التي باتت تغزو دول العالم”، مشيراً، إلى أن “القانون وفرّ الغطاء التشريعي لردع هذه الأفعال ومن يروج لها، وعالج النقص الحاصل في التشريعات العراقية في هذا الجانب”. وأضاف المندلاوي، “شاركنا في عدد من اجتماعات اللجنة القانونية المخصصة لمناقشة وانضاج قانون مكافحة البغاء، وأكدنا حرص الرئاسة على استكماله لأهميته، وبدورنا نوجه شكرنا للجنة القانونية والنواب على هذا الأنجاز الذي يصب في مصلحة مجتمعنا”، مؤكدا، أنه “لا مكان للمثلية في عراق الأنبياء والأئمة الطاهرين والأولياء الصالحين”. وجاء في موقع صوت العراق: أشادت عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية، نيسان الزاير، اليوم السبت، بخطوة مجلس النواب بإقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي في العراق. وقالت الزاير، إن “إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي، يمثل انتصارا للقيم الإنسانية والاخلاقيات التي تعتمد عليها بنية المجتمع العراقي”. وأضافت، ان “إقرار هذا القانون سيسهم بتعزيز اخلاقيات المجتمع العراقي ومكافحة الأفكار المنحرفة الشاذة داخل المجتمع”.