اسم الكاتب : طه باقر
ملوك الدولة الآكدية:
1ــ سرجون:
مؤسس هذه السلالة، سرجون الآكدي الشهير. وأول ما نذكره عنه أننا لا نعرف اسمه الحقيقي. اما التسمية “سرجون”، التي تعني “الملك الصادق” أو “الملك الحق” (بالآكدية شرو ــ كين) فأغلب الظن أنها تسمية اصطنعها هذا الملك في الفترة الأولى من حكمه، من بعد ان استقل عن تبعيته إلى ملك “كيش”. وهي تسمية نالت شهرة واسعة بين ملوك العراق القديم، بحيث اتخذها ملكان من مشاهير الملوك الآشوريين. ويؤخذ من الإشارات الكثيرة التي وردت عن سرجون في النصوص المتأخرة عن عهده أن هذا الملك دون أعماله المختلفة وأخبار فتوحه في عدة نصوص، ولكن لم يأت إلينا منها إلا النزر اليسير ولعل الاكتشافات المقبلة ستكمل هذا النقص، أما الآن فإن أغلب النصوص التأريخية التي بين أيدينا عن سرجون كما قلنا نسخ يرجع زمنها إلى العصور المتأخرة، وأقدمها النسخ التي خلفها لنا كتبة مدينة “نفر” التابعون لمعبد هذه المدينة “أنليل”، ومعظمها من العصر البابلي القديم، ويليها في الزمن النسخ الآشورية (1). ومن قبيل هذه المصادر المتأخرة الإشارات التأريخية المهمة الواردة في الكتابات التي تعرف بنصوص الفأل والتنبؤ (Omen Texts). فمن النصوص الطريفة التي ترجع إلى العصر الآشوري الحديث (القرن السابع ق.م) أسطورة تتعلق بأصل سرجون وطفولته، اشتهرت في تأريخ حضارة وادي الرافدين، وهي ذات شبه كبيرة بأسطورة طفولة النبي “موسى” المشهورة في التوراة. ويلاحظ في أسطورة سرجون أنها جاءت على لسان هذا الملك (أي بضمير المتكلم) إذ يقول: إن أمي كانت كاهنة (؟) ولم أعرف أبي وكان متجولاً، وأصلي من مدينة “آزوفيرانو” (مدينة الزعفران) على الفرات. وحملت بي أمي ووضعيتي سراً، فأخفتني في سلة من الحلفاء مقيرة، وغطتها ورمتني في الماء(2) الذي لم يغرقني. وحملني الماء إلى “آكي”، ساقي الماء، فانتشلني “آكي” ورباني واتخذني ولداً وعينتي بستانياً عنده. وبينا كنت أعمل بستانياً احبتي عشتار. وتوليت الملوكية طوال أربع و….. سنة . وهنا ينخرم النص، ولكن يمكن إكماله في نص سومري للأسطورة، ومما جاء من ملاحظة عنه في أثبات الملوك السومرية من أنه كان ساقياً عند ملك مدينة “كيش” المسمى “أور ــ زبانا”، وهو ثاني ملك من سلالة هذه المدينة الرابعة، وأن سرجون بالإضافة إلى الرعاية التي أولته إياها الإلهة عشتار نال رضا الإله “مردوخ” الذي غضب على ملك كيش لأنه أهمل شعائر معبده “ايساكلا” (E-sag-ila) في بابل. هذا ولا يعلم بوجه التأكيد هل استقل سرجون عن “أور ــ زبانا”، ملك كيش عن طريق ثورة أطاحت به. على أن دلالة أثبات الملوك السومرية تشير إلى أن سلالة كيش التي حكم فيها هذا الملك قد استمرت في الحكم إذ خلف “اور ــ زبانا” السالف الذكر خمسة ملوك، وكانت السلالة التي أعقبت سلالة كيش في حكم البلاد ليست سلالة “اكاده” (سلالة سرجون) وإنما سلالة الوركاء الثالثة التي اسسها “لوكال زاكيزي” الذي قضى عليه سرجون. وإذا سلمنا بدلالة أثبات الملوك فيكون تفسير الموقف السياسي أن سرجون لم يستطع القضاء على سلالة الملك “أور ــ زبانا” في كيش، بل إنه استقل عن تبعيته لها وأسس حكمه في المدينة الجديدة التي ابتناها، أي عاصمته “أكد” او “اكاده”، وان الذي قضى على سلالة كيش كان “لوكال ــ زاكيزي” الذي نازعه سرجون زعامة البلاد وقضى عليه. والمرجح كثيراً أن سرجون شغل نفسه في هذا الفترة الأولى من حكمه بتثبيت استقلاله وتأسيس عاصمة مملكته، وكان هذا مظهراً من مظاهر استقلاله.
سمى سرجون عاصمته الجديدة “أكد” أو “اكاده”، التي قلنا إن النسبة إليها صارت تطلق على الساميين في العراق، أي الآكديين، كما نسب إليها القسم الخاص بهم من السهل الرسوبي وهو القسم الأوسط، أي “بلاد أكد” المرادفة للمصطلح السومري “كي ــ أوري” (Ki-Uri). هذا ولا يعرف اشتقاق اسم هذه المدينة ومعناه. كما لم يحدد بعد موقع بقاياها، وإنما يمكن القول بوجه عام إنها تقع في موضع ما بين منطقة بلدة المحمودية وبين مدينة بابل (بجوار مدينة الحلة)، ولا يستبعد احتمال أنها أسست بالقرب من كيش وبابل أو بالقرب من مدينة “سبار” (أبو حية الآن قرب اليوسفية)، وكان الرأي عند بعض الباحثين أنها تل الدير الواقع في الطريق الذاهب إلى مركز ناحية اليوسفية، ولكن تحريات مديرية الآثار في هذا الموضع الأثري (1941-1940) وتحريات البعثة البلجيكية فيه من بعد ذلك (منذ عام 1970) لم تظهر ما يؤيد هذا الظن. وهناك احتمال آخر في أن مدينة “اكاده” كانت بابل نفسها، حيث يذكر أحد نصوص الفأل من العهود المتأخرة ان سرجون أخذ تراب بابل لتأسيس مدينة تنافسها، الامر الذي أغضب إلهها مردوخ، وصار هذا الحدث من الأسباب في سقوط سلطان الآكديين.
ومما يقال عن الأحداث في حكم سرجون إن تسلسلها غير معروف على وجه التأكيد لانتفاء النصوص المتعلقة بالموضوع، وإن جل استنادنا في ترتيبها الزمني يعتمد على ما ينبغي أن تكون عليه مجريات الحوادث من الناحية المنطقية التأريخية. وعلى ضوء هذا المنطق يبدو ان الأمر المهم الثاني الذي وجه إليه سرجون نشاطه من بعد تأسيس عاصمته تصفية الحساب مع “لوكال زاكيزي”، الذي رأيناه من بعد قضائه على دول المدن يؤسس مملكة شملت معظم أنحاء البلاد ويمد سلطانه بالفتوح الخارجية.
ومع أننا نجهل تفاصيل المعركة أو المعارك التي نشبت بين هذين البطلين، بيد أنها كانت على ما ينبغي حرباً عنيفة بالنظر إلى ما عرف به لوكال زاكيزي من البأس والقوة، وان هجوم سرجون على مدينة الوركاء، عاصمة خصمه، كان كذلك هجوماً مباغتاً دمرت فيه أسوار المدينة واستطاع أن يأسر “لوكال زاكيزي” ويأتي به مصفداً بالأغلال إلى باب الإله “أنليل” في مدينة نفر تذكاراً لنصره العظيم. وبعد تغلب سرجون على خصمه القوي شرع يخضع مدن بلاد سومر الواحدة تلو الأخرى ويدمر أسوارها، مبتدئ بأولى مدينة في الجنوب ، هي مدينة “أور” ثم دولة مدينة “لجش” التي يبدو أنها حالت “أور” في حربهما الدفاعية، فقضى عليها وتم إخضاع المدن الاخرى التابعة لها، وتبعها دولة المدينة المجاورة “اوما” (تل جوخة)، واستمر في إخضاع المدن الاخرى، وكلل انتصاراته على بلاد سومر بالسيطرة على منطقة الخليج واستطاع ان يضمن منفذاً من اهم المنافذ في طرق التجارة الخارجية، وجاء في نصوصه التأريخية أن سفن ملوخاً ومكان (عمان) وتلمون (البحرين) كانت ترسو في ميناء عاصمته اكد.
وبعد ان تمت لسرجون السيطرة على جميع القطر، وبوجه خاص بلاد “سومر وآكد” ووطد حكمه الداخلي ووضع التنطيمات الإدارية مما أشرنا إليه في أول كلامنا على العهد الآكدي، وجه نشاطه إلى حقل الفتوح الخارجية التي أوجزنا نتائجها وآثارها سياسياً وحضارياً واقتصادياً. وقد شرع من سلسلة فتوحاته الخارجية بإخضاع المدن الواقعة على طول نهر الفرات والاستيلاء فتوحاته الخارجية بإخضاع المدن الواقعة على طوال نهر الفرات والاستيلاء على بلاد الشام وسيطر على أشهر الموانئ الفينيقية على البحر المتوسط مثل “ابلا” (جبيل” و “يارموتي” (لعلها جنوب جبيل)، وبلغ غابات الأرز المشهورة ومنها إلى الجبال التي ورد ذكرها في أخباره باسم جبال الفضة أي جبال “طوروس”، والمرجح كثيراً أنه فتح الاجزاء الشرقية من آسية الصغرى، ولا سيما “كبدوكية”. ومما له علاقة بتغلغله إلى آسية الصغرى القصة الطريفة التي وردت بعنوان “ملك الحرب” (وبالآكدية شار ــ تمخاري)، وهي ملحمة قصيرة لا يعلم زمن تدوينها ولكن النص الذي جاءنا عنها وجد في لوح من الألواح المسمارية التي عثر عليها في “تل العمارنة” (في مصر الوسطى، وهي عاصمة الفرعون الشهير أخناتون، القرن الرابع عشر ق.م)(3)، كما وجدت لها نسخة باللغة الحثية في “بوغازكوي” (موضع الحثية “حاتوشاش”)، كما أشار إلى فتوح سرجون في آسية الصغرى الملك الحثي المسمى “حاتوشيلش” الأول (1650 ق.م). وخلاصة هذه الملحمة أن جماعات من التجار الآكديين كانوا يقيمون في المدين المسماة “بورشخندا” أرسلوا إلى سرجون يستعطفونه في حمايتهم من الاضطهاد الذي حل بهم من جانب حاكم هذه المدينة، فاستجاب سرجون لشكواهم وخف لنجدتهم بحملة حربية وجهها إلى تلك البلاد النائية ولاقى فيها الصعاب، ولما بلغ المدينة استسلم له الحاكم ويبدو أن معاهدة فرضت عليه. وأغلب الظن أن تلك الملحمة القصيرة كانت على شيء كبير من الحقيقية التأريخية فإن تلك المدينة ذكرت أيضاً من بين الأقاليم التي فتحها حفيده “نرام ــ سين”. وأكثر من هذا يؤخذ من المصادر الآشورية ولا سيما تلك الوثائق التي نظمت على هيئة أثبات بالأسماء الجغرافية والمسافات ما بينها التي يظهر سرجون في الكثير منها فاتحاً، أن هذا الفاتح العظيم تعدى أقاليم “البحر الأعلى” (البحر المتوسط) المشهورة، فذكرت ضمن الأقاليم البعيدة التي فتحها “كفتارا” (Kaptara) التي هي بلا شك جزيرة “كريت” الواردة في التوراة بالصيغة نفسها تقريباً أي بهيئة “كفتور”، ولعل مما يؤيد حقيقة هذا الفتح ما عثر عليه حديثاً من أختام اسطوانية من العهد الآكدي في جزيرة قبرص(4). وتذكر تلك الأثبات إلى جانب “كفتارا” السالفة الذكر موضعاً جغرافياً باسم “بلد القصدير” او الرصاص (انكو Annaku بالبابلية)(5).
وبعد استيلاء سرجون على بلاد آشور ومدنها المشهورة مثل نينوى(6) وآشور وغيرها وجه نشاطه العسكري إلى الجهات الشرقية والشمالية الشرقية أي الأقاليم الجبلية المتاخمة بلاد آشور، وشملت أيضاً أجزاء مهمة من بلاد إيران، ومنها بلاد عيلام، وقد جاءتنا بهذا الصدد قائمة بأسماء الحكام التابعين إلى سرجون. وتحدد فتوح سرجون في بلاد عيلام نهاية الدائرة الكبرى التي شملتها تلك الفتوح.
خلفاء سرجون:
تذكر نصوص الفأل والتواريخ (Chronicles) المتأخرة ان ثورات داخلية وخارجية قامت في أواخر حكم سرجون، ولكن ذلك الأسد رغم شيخوخته لم يزل حاد الانياب والمخالب فقضى على الثائرين وقرب أسرارهم إلى الإلهة عشتار، حامية مدينة “أكد”، ومع ذلك يسلم من غضب الآلهة الاخرى ولا سيما إله بابل “مردوخ” بسبب بنائه لمدينة “اكاده” بالقرب منها ومزاحمتها لها. ومات سرجون وهو شيخ بعد ان حكم ما يربو على نصف القرن (56 سنة) بحسب أثبات الملوك، وخلفه في الحكم ولداه “رموش” و “مانشتوسو” بالتعاقب، ولكن “رموش” كان الابن الأصغر، وشغل عهد الاثنين بالدرجة الاولى في الحملات الحربية الموجهة لإخماد الثورات في أرجاء الامبراطورية التي أسسها أبوهما.
رموش:
حكم “رموش” تسع سنوات قضى معظمها كما قلنا في إخماد الثورات والحملات الحربية، ويبدو ان باكورة هذه الحملات كانت في سنة حكمه الثالثة على بلاد عيلام، اما السنوات الاولى فالمرجح انها خصصت لإخماد ثورات المدن السومرية التي انتهزت فرصة موت سرجون فانفصلت وأعلنت استقلالها وتزعمت حركة التحرر مدينة “أور”، ولذلك دمرت أكثر من غيرها. والطريف ذكره بهذا الصدد أن تدمير هذه المدينة جاء في رثاء يعزى إلى أخت “رموش” المسماة “انخيدو أنا”، التي عينها أبوها كاهنة عليا في معبد الإلهة القمر “ننا” في أور، وكيف تخلى هذا الإله عن مدينته ولم تستطع هذه الكاهنة أن تخفف من غضب اخيها(7)، ثم أخضع المدن الاخرى من بعد “اور” وعندئذ اتجه في نشاطه العسكري إلى الخارج، مبتدئاً بالأقاليم الشرقية وقد جاءتنا أخبار هذه الحملات من النصوص المكتشفة في “نفر”، وأعقب ذلك غزوه بلاد عيلام وتدمير مدنها، واعاد توطيد امبراطورية أبيه فحق له ان يتبجح بأنه “فتح للإله أنليل البحر الاسفل (الخليج) والبحر الأعلى (البحر المتوسط) وجميع الجبال”.
ومما تجدر ملاحظته بصدد هذه الفتوح أنه يوجد ما يؤيدها في المآثر التي خلفها “رموش” في جملة أقاليم من الشرق الادنى، ومنها أجزاء من أواني الرخام المنقوشة بكتابته مما وجد في تل “براك” وفي شماي ما بين النهرين ولكن السنوات الاخيرة من حكمه انتهت بمؤامرة دبرت من جانب رجال القصر يرجح كثيراً ان اخاه “مانشتوسو” اشترك فيها. ويروي لنا أحد نصوص الفأل ان حاشية قصره قتلته “بألواح الطين المختومة او بالأختام الاسطوانية”(8).
مانشتوسو:
خلف “مانشتوسو” اخاه “رموش” على عرش الدولة الآكدية وحكم خمس عشرة سنة، ساد في السنوات الاولى منها السلم واستتباب الأمور في أرجاء المملكة والامبراطورية. وقد وجد في مدينة سوسة (عيلام) تمثال من الحجر لهذا الملك وفيه كتابة لحاكم المنطقة المسمى “اشيم” يقدم فيه التمثال لإلهة محلية “من اجل حياة سيده الملك مانشتوسو”. ولكن هذا السلم لم يدم فترة طويلة إذ تكررت الثورات الداخلية والخارجية. وقد جاء في أحد النصوص التأريخية (9) وصف لحرب هذا الملك في جبهتين مهمتين: في الجهات الشرقية والجهات الجنوبية الشرقية في المنطقة الخليج إزاء بعض الأقاليم الواقعة عليه، حيث جاء فيه أن: “مانشتوسو” ملك كيش (أي ملك العالم) بعد أن أخضع “أنشان” و “شريختم” (في بلاد عيلام) عبر البحر الأسفل (الخليج) في سفن فحارب 32 ملكاً من ملوك المدن الواقعة في الجانب الآخر من ذلك البحر، وأخضعهم واستولى على هذه الأقاليم وبلغ مناجم الفضة، والجبال الواقعة ما وراء البحر الأسفل وجلب الأحجار الجيدة منها، ونحت لنفسه تمثالاً وقدمه إلى الإله “أنليل”. وفي نص تأريخي آخر جاء ذكر “ملوخاً” بدلاً من “شريختم” . فيجدر قبل أن نواصل كلامنا على الدولة الآكدية أن نذكر لمحة عن إقليم “ملوخا” الذي كثر وروده في مآثر حضارة وادي الرافدين من مختلف عهود التأريخ. فمما يقال عن تعيين موقع “ملوخا” أنها ترد في الغالب مع اسم إقليم قان هو “مكان” (Magan) التي أصبح تعيينها بعمان من الأمور المؤكدة. اما ملوخا (Melukhkha) فيبدو من النصوص القديمة أنها كانت تقع في جهات نائبة شرقية ويقترن اسمها بالبضائع المستوردة منها وعلى رأسها الأخشاب والذهب والأحجار الثمينة والعاج، ورجح تعيينها بالجهات الغربية من بلاد السند، ولا سيما مدن دلتا نهر السند التي اشتهرت منها “موهنجودارو” و “هرابا”، وقد سبق أن نوهنا بالصلات الحضارية القوية بين وادي الرافدين وبين بلاد السند. اما النصوص التأريخية المتأخرة، أي النصوص التي جاءتنا منذ الألف الثاني، فتشير إلى “ملوخا” وهي أقرب ما تكون إلى احد الأقاليم الإفريقية ، اما بلاد النوبة أو “الحبشة”(10).
انتهى حكم “مانشتوسو” بحسب رواية أحد النصوص المتعلقة بنبوءات الفأل أنه مات مقتولاً في أثناء مؤامرة داخلية، وخلفه على العرش ابنه “نرام ــ سين” الشهير.
نرام ــ سين:
حكم “نرام ــ سين” الذي يعني اسمه “محبوب الإله سين”، أمداً طويلاً دام 37 عاماً، وتميز حكمه، باستثناء السنين الاخيرة منه، بالقوة والازدهار. وكان “نرام ــ سين” أقوى وأشهر ملك آكدي من بعد جده مؤسس السلالة “سرجون”. ويتفرد عهد هذا الملك من ناحية مصادرنا التأريخية بوفرة هذه المصادر سواء كان ذلك النصوص الأصلية من عهد الملك نفسه، مثل الحوادث المؤرخ منها والمنحوتات والمسلات أم الكتابات التي جاءت إلينا من العهود المتأخرة وبضمنها نسخ من النصوص الأصلية ونصوص الفأل.
ولعل أول ما يجلب الانتباه في حكم “نرام ــ سين”، أن هذا الملك أوجد بدعتين في نظام الحكم، أولاهما انه صدر كتابة اسمه بالعلامة الدالة على الألوهية، وقد سار على هذا العرف عدد من الملوك الذين جاؤوا من بعده. واكثر من هذا صار بلقب نفسه “إله آكاده”، وهذه بدعة، ولا سيما الشق الثاني منها، كانت أقرب ما تكون إلى الكفر والخروج على العرف الديني، لأن الحكام في وادي الرافدين لم يتجاوزوا، وهم في أقصى تعاظمهم، حد التقديس والتأليه، وكونهم نواباً عن الآلهة في حكم البشر. وعزت بعض القصص والأساطير ونبوءات الفأل المتأخرة سب سقوط “نرام ــ سين” إلى ذلك التطاول الديني. اما البدعة الثاني فكانت اتخاذه لقب “ملك الجهات الأربع”(11)، وهو اللقب الذي أشرنا إليه في أول كلامنا على العصر الآكدي. والمرجح أن “نرام ــ سين” تفرد في تمثيله بالمنحوتات بارتداء لباس الرأس ذي القرون أو الأصح ذي القرنين، مما يخص لباس الآلهة.
وباستثناء عدد من السنين التي يمكن ترتيب احداثها الزمني بالاستناد إلى إثبات الحوادث المؤرخ بها من حكم “نرام ــ سين”، فإنه يتعذر ترتيب تسلسل الاحداث الأخرى بصورة مضبوطة. وأول ما يلاحظ عن حكم هذا الملك أنه مثل أسلافه بدأت سنوات حكمه الاولى بإخماد بعض الثورات والاضطرابات التي قامت في بعض المدن في الداخل، ويبدو أن مدينة “كيش” تزعمت إحدى تلك الثورات. اما في الخارج فإن أولى الجهات التي وجه إليها عنايته كانت أقاليم شمالي ما بين النهرين والفرات الاعلى ومنطقة مدينة “ماري”، ثم جهات بلاد الشام الساحلية والداخلية، ومنها منقطة حلب التي ورد ذكرها في أخباره باسم “أرمانم” (Armanum) وجبيل (ابلا)، وقد ذكر اسم حاكم المنطقة بهيئة “ريش ــ أدد”، الذي أسر في الحرب، وصر في المنحوته التي قدمها الملك في معبد الإله “سين”. وسار كذلك إلى جبال الارز ف لبنان وإلى جبال “امانوس”. اما في آسية الصغرى فلا يمكن الجزم بأن “نرام ــ سين” أعاد سلطان الدولة الآكدية فيها، رغم الإشارات التأريخية الواردة في النصوص التأريخية من العهود المتأخرة. ومن الجهات التي مد إليها فتوحه إقليم الحوريين في أعالي الجزيرة مما بين النهرين. وقد سبق أن ذكرنا هؤلاء الحوريين في كلامنا على الأقوام القديمة في العراق. ووطد “نرام ــ سين” السلطان الآكدي في جهات شمالي العراق وفي منطقة الجزيرة (أعالي ما بين النهرين) والفرات الأعلى وفي منقطة الخابور والباليخ، وأقام بعض الحصون في المواضع الاستراتيجية في الطرق الرئيسية إلى بلاد الشام والأناضول مثل الحصن الشهير في تل “براك” الذي سبقت الإشارة إليه في عدة مواضع، ووجدت مسلة منقوشة بكتابة مشوهة وصورة الملك في القرية المسماة “بير حسين”، بالقرب من ديار بكر.
وبذل “نرام ــ سين” جهوداً اكبر في توطيد سلطانه في الجهات الشرقية والشمالية الشرقية، حيث القبائل الجبلية الشديدة المراس المتاخمة لسهول وادي الرافدين الخصبة. وخلف “نرام ــ سين” جملة آثار مشهورة عن حملاته وانتصاراته العسكرية على أولئك الأقوام في تلك المناطق، ومنهم القوم الذين ورد اسمهم بعدة صيغ منها “لولوبو” و “لولو” و “لولومو”. ويستبان من أخبار الحملات الحربية لملوك السلالة الآكدية وحملات الملوك الآشوريين على هؤلاء الأقوام أن مركز تجميعهم كان في سهل “شهرزور”، وإلى الجنوب منهم كان الكونيوم. وخلد “نرام ــ سين” حملته الحربية على “اللولوبو” في المنحوتات الجبلية في إحدى مجازات جبال “قرة داغ” المسمى “دربندي كاوور” (جنوبي شرقي نحاو جربتجي بازيان الكائن في الطريق إلى السليمانية من كركوك)(12). وقد نحت وجه الجبل المطل على هذا المجاز الجبلي مشهد يمثل إخضاع تلك الأقوام، حيث الملك “نرام ــ سين” يدرس على جثث قتلاهم، وهو لا بس الخوذة الحربية ذات القرنين، سمة الألوهية ورمزها. ويبدو ان موضوع هذه المنحوتات الجبلية يكرر مشاهد مماثلة نحتت في مسلة “نرام ــ سين” الشهيرة المعروفة باسم “مسلة النصر”، وقد عثر عليها في مدينة سوسة (عاصمة بلاد عيلام)، حيث كانت من جملة الغنائم التي نقلها العيلاميون إلى بلادهم في أثناء غزوتهم التي قضت على الكشيين في بلاد بابل (القرن الثاني ق.م)، وهي الآن من أنفس آثار متحف اللوفر في باريس، وتخلد انتصار الملك الآكدي على ملك “اللولوبو” المسمى “ساتوني”(13)، ونشاهد في المسلة صورة “نرام ــ سين” وهي تطغى بكبرها على المشهد وقد تنكب الملك القوس وعلى رأسه تاج الألوهية ذو القرنين ويتسلق جبلاً شاهقاً على جثث الأعداد.
وانتشر هؤلاء اللولوبو من مركزهم إلى الجهات الشرقية والغربية ومنها منطقة “زهاب” (زهاو) بالقرب من “سريبول” حيث وجدت جبلية فيها صورة ملك “اللولوبو” وكتابة تذكر اسمه بهيئة “آنو ــ بانيني” بالخط المسماري واللغة الآكدية. وتوطدت سلطة “نرام ــ سين” في بلاد عيلام، وفرض على أحد الملوك العيلاميين المسمى “خيتا” معاهدة صداقة(14). ووجدت في سوسة جملة مآثر بنائية تدل على تبعية بلاد عيلام إلى “نرام ــ سين”، ومنها الآجر المختوم باسمه، وأسماء بعض الحكام الذين عينهم على عيلام مثل “أبير ــ موبي” (Epir-Mupi) و “اين ــ شوشناك” و “بوزر ــ اين ــ شوشناك” الذي انفصل عن تبعية إلى الآكديين في عهد خليفة “نرام ــ سين”، “شاركالي شري”.
مكان ودول الخليج:
لم يقتصر “نرام ــ سين” على تثبيت سلطانه في أرجاء الأمبراطورية في الشمال والشرق والغرب، بل إنه أراد أن يبرز لقبه الضخم الذي ابتدعه، أي “ملك الجهات الأربع” فسجل انتصارات مهمة في أقاليم الخليج والبحر العربي ولا سيما “مكان” (عمان) التي سبق ذكرها حيث دخلت في نطاق النفوذ الآكدي في عهد أسلاف “نرام ــ سين”، وجاء توطيد سلطة هذا الملك في “مكان” معززاً بنص كتابي جاء فيه اسم ملكها على هيئة “مانيؤم” وذكر أيضاً في الأخبار التأريخية وفي نصوص الفأل من العهود على منطقة عمان في العصور القديمة، إلا أن الأسم نفسه صار يطلق في العصور المتأخرة من تأريخ العراق القديم على بلاد مصر(15)، الأمر الذي يثير تساؤلاً محيراً هو: هل كان المقصود من قطر “مكان” وملكه “مانيئم” في عهد نرام ــ سين بلاد مصر؟ ومع أننا نستبعد ان يكون المقصود كذلك بيد أنه يجدر ان نذكر بهذا الصدد أن كسر أواني الرخام المشار إليها تضاهي الاواني المصرية المنقوشة بالكتابة من عهد الأسرتين الخامسة والسادسة الذي يقع ضمنه حكم “نرام ــ سين”.
نهاية حكم “نرام ــ سين” وآخر ملوك السلالة:
كان “نرام ــ سين” آخر ملك قوي من ملوك السلالة الآكدية بل كان في الواقع، كما ذكرنا، أقوى ملوك هذه السلالم من بعد المؤسس، جده سرجون. وتذكر الأخبار المتأخرة (Chronicles) أن حكم “نرام ــ سين” انتهى بالاضطراب وتجمع الأعداد عليه. ومع أنه لا يمكن الجزم بأن حكم هذا العاهل انتهى بكارثة بيد أنه يمكن القول إن بوارد الأخطار كانت تعم أرجاء الامبراطورية من بعد موته فأدت إلى تحطيمها في عهد خلفائه الضعفاء، وجاءت الضربة القاضية على ما سنذكره من جانب جموع الكوتيين. وننوه من بين تلك الاخبار والقصص بالأسطورة المشهورة التي وجدت نسخ منها في مكتبة الملك الآشوري “آشور ــ بانيبال” (القرن السابع ق.م)، وجاءتنا أيضاً أجزاء منها من العهد البابلي القديم (الألف الثاني ق.م)، ونسخة أخرى من “سلطان تبه” في آسية الصغرى وبعضها باللغة الحثية(16). فتروي هذه الأسطورة الطريفة تدفق جموع عفيرة من المحاربين البرابرة الذين كانوا ذوي أجسام وهيئات غريبة على هيئة الطيور الجوارح وقد زحفوا من الجبال الشمالية مكتسحين جميع الأقوام في طريقهم مثل “السوباريين” والكوتيين والعيلاميين وانحدروا إلى بلاد “سومر وآكد”، وواصلوا زحفهم إلى مناطق الخليج مثل تلمون (البحرين) ومكان (عمان) وبلغوا إقليم “ملوخا” ولم تستطع جيوش “نرام ــ سين” صد تقدمهم . وإلى هذه الاخطار الماحقة حلت بالبلاد كوارث أخرى كالجفاف والقحط والطاعون والطوفان. ومن الأخبار المتأخرة نصوص تجعل مجيء الكوتيين في حكم “نرام ــ سين” وأن الإله مردوخ هو الذي لتدمير سلطهم لتدمير مملكته.
خلف “نرام ــ سين” في الحكان ابنه المسمى “شار ــ كالي ــ شري” (أي ملك كل الملوك). ويتميز حكم هذا الملك بكثرة ما جاءنا منه من السجلات التأريخية من بينها ثبت بأسمار السنين المؤرخ منها (Data-Formulae)، وهذا يمكننا من ترتيب بعض الأحداث المهمة بحسب تسلسها التأريخي. فنذكر في مقدمة الأحداث التي بدأ بها انهيار الأمبراطورية انفصال بلاد عيلام واستقلالها، ولم تكتف بذلك بل إنها هاجمت بلاد بابل، ومع أنا لملك الجديد استطاع أن يطرد العيلاميين إلا أنه لم يفلح في إرجاعهم إلى سلطته. وما كاد ينتهي من دفع خطر الغزو العيلامي حتى وجد نفسه إزاء خطر آخر من الجهات الغربية، من جموع الأموريين فقد جاء اسم سنة حكمه الثانية بأنها السنة التي تغلب فيها على الأموريين في مرتفعات “بسار”(17). وهذا أقدم ما جاء إلينا من بوادر هجرات هؤلاء الأقوام السامية الغربية إلى سهول وادي الرافدين وسنراهم بعد اكثر من قرن يتدفقون على بلاد بابل ويقضون على أمبراطورية “أور”. ويجدر أن نذكر بهذه المناسبة الشبه الواضح ما بين الاحداث التي وقعت في عهد الملك “شار ــ كالي ــ شري” استطاع ان يصد جموع الأموريين، ولكن الخطر الاكبر جاء من جهة اخرى. ففي حادثة سنة اخرى يذكر هذا الملك أنه جرد حملة على الكوتيين، ويدعي الانتصار عليهم في سنة اخرى وأسر ملكه المسمى “شارلكاب” (Sharlagab) ومهما كان نصيب هذا الأدعاء من الصحة فإن هؤلاء الكوتيين أفلحوا في نهاية حكم “شار ــ كالي” شري” في سن هجومهم النهائي الكبير الذي قصى على حكم السلالة الآكدية. وفي وسعنا أن نستشف الفوضى السياسية التي أعقبت حكم “شار كالي شري” والذي حكم 25 عاماً بحسب أثبات الملوك، من الأخبار المعاصرة، نخص بالذكر منها العبارة الساخرة التي أضافها جامعو تلك الأثبات من بعد حكم هذا الملك، وهي: “من كان الملك ومن كان غير سنوات، كانوا بالظل أشبه منهم بالحقيقة. والمرجح أن هجوم الكوتيين بلغ في عهدهم أوج شدته فاستطاعوا غزو السهل الرسوبي. ثم تذكر أثبات الملوك ملكين آخرين من السلالة الآكدية، خصصت لحكم الأول منهما المسمى “دودو” واحداً وعشرين عاماً والثاني المسمى “شو ــ دورل”، خمسة عشر عاماً، ويبدو أن هذا الملك كان على شيء من القوة بحيث استطاع أن يبسط نفوذه على منطقة اشنونا(18)، وهنا تعترضنا مشكلة تأريخية في التوفيق ما بين الانتعاش الجزئي في حياة السلالة الآكدية وبين تسلط الكوتيين على البلاد، فلا معدى من الافتراض إزاء ذلك أن ذلك التسلط لم يعم البلاد بل إنه كان جزئياً، يؤيد ذلك بعض الحقائق التأريخية الأخرى ، على أنه يجوز الافتراض أيضاً أن هذين الملكين الآكديين حكماً تحت سيادة الكوتيين الاسمية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حول النصوص الخاصة بحكم سرجون وملوك السلالة الآكدية بوجه عام نورد المراجع الأساسية الآتية:
Barton, RISA, Thureau – Danginm SAK; King, Chronicles Early Babylonian Kings, II (1907).
H. E. Hirsch in Archiv Fur Orientforschung, XX (1963), 1ff;
Albright, “The Epic of the Battle” in JSON, 7. (1923), 1ff.
Albrighr. “A Babylonian Geographical Treatise on Sargon of Akkas Empire”, in JAOS, 45, (1925), 193ff.
Goetze, “HistoricalAllusions in old Babylonian Omen Texts”, in JCS. I. (1947).
(2) أغلب الظن أن السبب الذي دفع أمه على أن ترميه في الماء أنها كانت من طبقة عليا من الكاهنات تسمى الواحدة منهن “اينتم” (Entum) حرم عليهن الزواج ما دمن في أثناء خدمتهن الدينية، وحرم عليهن إنجاب الأطفال. قارن هذا بالنظام الذي كانت تسير عليه رومة القديمة بالنسبة إلى صنف الكاهنات الهذاري (Vestals). واعتاد الباحثون ترجمة النص بعبارة “أمي وضيعة” ولكن الدراسات الحديثة أثبت أن المصطلح الوارد في النص بهيئة (Enitum) ليس إلا صيغة أخرى لكلمة (Entum) التي تعني “الكاهنة العليا”. انظر معجم شيكاغو تحت مادة (enu). وعلى هذا كان سرجون من الطبقات العليا في المجتمع، إذ جرى العرف أن الكاهنات العليا كن بنات الملوك والحكام.
(3) عن نصف هذه الملحمة القصيرة راجع المصادر الخاصة بحكم سرجون، وراجع تحليل النص في : CAH, I, part 2, (1971), p 426
(4) انظر عن هذا الموضوع:
C. H. Gordon, Before the Bible, (1962), 28f.
(5) حول تحديد معنى الكلمة الآكدية “انكوم” (قارن العربية أنك) بالقصدير أو الرصاص راجع البحث الآتي:
Laesson, “Akkadian, Tinor Lead” in Acta Oritntalia, 24 (1959), 83f.
(6) حول الرأس البرونزي الذي يمثل نرام ــ سين أو سرجون والذي عثر عليه في معبد الإلهة عشتار في نينوى انظر:
Mallowan, IRAQ, 3. (1936), 104ff.
(7) كان تعيين ابنة سرجون كاهنة عليا في معبد الإله “ننا” في أور بداية العرف الذي سار عليه معظم ملوك وادي الرافدين في تعيين بناتهم واخواتهم في هذا المنصب الديني المهم وقد جاءتنا من ابنه سرجون جملة آثار وجدت في أور وبعض الأختام الاسطوانية العائدة إلى خدمها وحاشيتها. انظر:
Falkenstein, “Enkheduanna, die Tochter Sargons von Akkad” in RA, 52, (1958), 129ff.
(8) راجع النص في المرجع الآتي:
A. Goetze in JCS, I, (1947), P. 256, No. 13.
(9) هو النص المنقوش على حجر بهيئة الصليب، وقد اظهرت الدراسات الحديثة أن هذا النص لا يرجح في تأريخه إلى العصر الآكدي وإنما هو نسخة عن الأصل حول ذلك انظر:
CAH. I, part2, (1971).
(10) أحدث البحوث عن “ملوخا” في :
B. Landsberger in die Welt Des Orient, (1966), 261ff.
(11) انظر:
Hallo, Early Mesopota mian Titles (1957).
(12) حول منحوتات جبال (قرة داغ) انظر:
(1) S. Smith. History of Assuria (1928), P. 96.
(2) Edmons, in The Geographical journal, (1925).
(13) انظر:
De Morgan. MDP. I, (1900), 144ff.
Scheil, Ibid, II, 53ff. Parrot, Sumer, P. 15-212-213.
(14) راجع حول هذه المعاهدة:
W. Hinz, “Elams Vertag mit Naram – Sin” in ZA, 58 (1967), 66ff.
(15) راجع: CAH., I, Part2, (1971), 445.
(16) انظر ملخص الأسطورة:
Saggs, the Greatness That Was Babylon, (1962), 419ff.
(17) جبل بسار (Basar) أو “يسرى” الوارد في النصوص المسمارية يعرف الآن باسم جبل “بشرى”، وهي مجموعة المرتفعات الممتدة إلى الضفة اليمنى من الفرات أسفل الرقة وسيأتي الكلام على هذه المنطقة في أثناء كلامنا على الأموريين.
(18) المرجح في اسم هذا الملك أنه يدخل في تركيبه اسم نهر ديالى القديم أي “دورل”.