الكاتب : فاضل حسن شريف
عن التفسير الوسيط لمحمد سيد طنطاوي: قوله تعالى “وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلى أَصْنامٍ لَهُمْ قالُوا يا مُوسَى اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ” (الأعراف 138) إن هذه الآيات تحكى قصة عجيبة لبنى إسرائيل ملخصها: أنهم بعد أن خرجوا من مصر بقيادة موسى عليه السلام تبعهم فرعون وجنوده ليعيدوهم إليها، إلا أن الله تعالى انتقم لهم من فرعون وجنده فأغرقهم أمام أعينهم وسار بنو إسرائيل نحو المشرق متجهين إلى الأرض المقدسة بعد أن عبروا البحر، ولكنهم ما إن جاوزوا البحر الذي غرق فيه عدوهم والذي ما زالت رماله الرطبة عالقة بنعالهم، حتى وقعت أبصارهم على قوم يعبدون الأصنام، فمإذا كان من بنى إسرائيل؟. كان منهم أن عاودتهم طبيعتهم الوثنية، فطلبوا من نبيهم موسى عليه السلام الذي جاء لهدايتهم وإنقاذهم مما هم فيه من ظلم أن يصنع لهم آلهة من جنس الآلهة التي يعبدها أولئك القوم. وهنا غضب عليهم موسى غضبا شديدا. ووصفهم بأنهم قوم يجهلون الحق، وبين لهم فساد ما عليه المشركون، وذكرهم بما حباهم الله- تعالى به من نعم جزيلة، يوجب عليهم إفراده بالخضوع والعبادة والطاعة والشكر. وقوله- تعالى “وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ” (الأعراف 138) بيان للمنة العظيمة التي منحهم الله إياها، وهي عبورهم البحر بعد أن ضربه موسى بعصاه، فأصبح طريقا يابسا يسيرون فيه بأمان واطمئنان حتى عبروه إلى الناحية الأخرى، يصحبهم لطف الله، وتحدوهم عنايته ورعايته. وجاوز بمعنى أصل الفعل الذي هو جاز، أى: قطعنا بهم البحر. يقال: جاز الوادي وجاوزه إذا قطعه وخلفه وراء ظهره. والمراد بالبحر: بحر القلزم وهو المسمى الأن بالبحر الأحمر.
جاء في صفحة البداية والنهاية: الفرق بين بني إسرائيل والذين هادو واليهود واليهودية وأصحاب السبت والصهيونية؟ “بنو إسرائيل” أي أبناء سيدنا يعقوب عليه السلام، والذي يسمى أيضا سيدنا إسرائيل ومن بني إسرائيل سيدنا يوسف وسيدنا موسى وهارون وداود وسليمان وأيوب وزكريا ويحيى والمسيح عليهم جميعاً. “الذين هادوا” أي الذين رجعوا إلى الله من بني إسرائيل وهم من آمنوا بموسى عليه السلام وماتوا على ذلك قبل بعثة عيسى عليه السلام. اليهود: العبرانيون هم خليط من الشعوب السامية القديمة التي يعود نسبها إلى سام بن نوح هم الذين استقروا في أرض كنعان القديمة وتألف منهم الآراميون والعموريون والآشوريون والأموريون والعماليق وبعض الهكسوس أيضاً، طبقاً لهذا التعريف فإن نبي الله إبراهيم وأبناءه هم عبرانيون و أن العبرانيين لم يقتصر نسبهم على بني إسرائيل كما هو شائع الأن. اليهودية: هي ديانة العبرانيين المنحدرين من إبراهيم عليه السلام والمعروفين بالأسباط من بني إسرائيل الذين أرسل الله إليهم موسى عليه السلام مؤيداً بالتوراة ليكون لهم نبيّاً واليهودية ديانة يبدو أنها منسوبة إلى يهود الشعب وهذه بدورها قد اختلف في أصلها، وقد تكون نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب ومن ومن ثم أصبحت الديانة محرفة عن الدين الحق الذي جاء به موسى عليه السلام. أصحاب السبت: آلله سبحانه و تعالى حرم على اليهود العمل في يوم السبت ونهاهم عن صيد الأسماك فيه وقد شاء آلله أن يختبرهم ويبتليهم بسبب فسقهم وعصيانهم ليكشف الستار عن الحقيقة عن نفوسهم المتصفة بالضعف والخداع وبظهور السمك الكثير ظهرت حقيقتهم وطبيعة أنفسهم التي جبلت على الاحتيال و الغدر ونكث العهد، والانسياق وراء الأهواء والأطماع فكانوا يحجزون السمك في يوم السبت بطريقة ما وينتشلونه يوم الأحد، محتجين على جواز عملهم بإنهم اصطادوه يوم الأحد، فكانوا يحصلون من ذلك الطريق على أموال طائلة ثم إن القوم انقسموا على ثلاث فرق: 1- فرقة ظالمة معتدية: وهي التي لجأت إلى الاحتيال في صيد السمك فتجاوزت بذلك حكم الله تعالى واقترفت المعصية. 2- فرقة مؤمنة: وهي التي تحملت مسؤولية قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فوعطت العصاة وحذرتهم من مغبة ارتکاب ذلك العمل. 3- فرقة ساكنة:وهي التي امتنعت عن الصيد ولكنها تركت العصاة وشأنهم فلم تنصحهم أو تزجرهم بل اكتفت بموقف المتفرج طلبا للراحة أو خوفا على مصالحها. الصهيونية: هي حركة سياسية قومية تسعى لقيام دولة من نهر النيل إلى النهر الفرات والصهيونية تدعي أنها يهودية وأنها تجسد قيما إثنية دينية أو دينية قومية بل يوجد صهيوني مسلم وعربي وصهيوني مسيحي وصهيوني ملحد.
جاء في موقع الدكتور منصور العبادي عن فلسطين هي الأرض المقدسة والمباركة: وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها: ودخل بني إسرائيل الأرض المقدسة بقيادة يوشع بن نون بعد هزيمة الجبارين في معركة وقعت في مدينة أريحا التي تقع غرب نهر الأردن وشرقي القدس وذلك في عام 1130 قبل الميلاد على أغلب الأقوال. وأسكن يوشع بن نون تسعة أسباط ونصف سبط في مناطق مختلفة من فلسطين وسبطين ونصف سبط في مادبا والسلط وإربد شرقي الأردن”مَشَارِقَ الْأَرْضِ” كما جاء في قوله تعالى “وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ” (الأعراف 137). وبعد موت يوشع بن نون عليه السلام تم دفنه في مدينة السلط وقد بنى الخلفاء العثمانيون مسجدا على هذا المقام والذي تم تجديده. وكان يحكم كل سبط من اليهود رجل منهم يسمى قاضيا ولذلك سميت تلك الفترة بعهد القضاة والتي امتدت لمائة عام تقريبا. وخلال هذه الفترة لم يكن لليهود ملكا حقيقيا على فلسطين فقد سلط الله عليهم الأمم التي من حولهم وهم العمونيون والأدوميون والعمالقة والفلسطينيون والآراميون وذلك بسبب عودتهم للكفر وعبادة الأصنام بعد موت يوشع بن نون عليه السلام. إن سماح الله سبحانه وتعالى لليهود بدخول الأرض المقدسة ليس بسبب صلاحهم رغم وجود الأنبياء فيهم بل لأمر قد قدره الله سبحانه وتعالى كما جاء ذلك في سفر التثنية الإصحاح التاسع ما نصه (1- اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ، أَنْتَ الْيَوْمَ عَابِرٌ الأُرْدُنَّ لِكَيْ تَدْخُلَ وَتَمْتَلِكَ شُعُوبًا أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، وَمُدُنًا عَظِيمَةً وَمُحَصَّنَةً إِلَى السَّمَاءِ. 2- قَوْمًا عِظَامًا وَطِوَالاً، بَنِي عَنَاقَ الَّذِينَ عَرَفْتَهُمْ وَسَمِعْتَ: مَنْ يَقِفُ فِي وَجْهِ بَنِي عَنَاقَ؟ 3- َاعْلَمِ الْيَوْمَ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ الْعَابِرُ أَمَامَكَ نَارًا آكِلَةً. هُوَ يُبِيدُهُمْ وَيُذِلُّهُمْ أَمَامَكَ، فَتَطْرُدُهُمْ وَتُهْلِكُهُمْ سَرِيعًا كَمَا كَلَّمَكَ الرَّبُّ. 4- لاَ تَقُلْ فِي قَلْبِكَ حِينَ يَنْفِيهِمِ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ قَائِلاً: لأَجْلِ بِرِّي أَدْخَلَنِي الرَّبُّ لأَمْتَلِكَ هذِهِ الأَرْضَ. وَلأَجْلِ إِثْمِ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِكَ. 5- لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ وَعَدَالَةِ قَلْبِكَ تَدْخُلُ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَهُمْ، بَلْ لأَجْلِ إِثْمِ أُولئِكَ الشُّعُوبِ يَطْرُدُهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ أَمَامِكَ، وَلِكَيْ يَفِيَ بِالْكَلاَمِ الَّذِي أَقْسَمَ الرَّبُّ عَلَيْهِ لآبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. 6- فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ لأَجْلِ بِرِّكَ يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هذِهِ الأَرْضَ الْجَيِّدَةَ لِتَمْتَلِكَهَا، لأَنَّكَ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ).