أس الخراب…

باقر جبر صولاغ الزبيدي

منذ انطلاق العملية السياسية بعد 2003 ظلت الكثير من المشاكل والأزمات تواجه الحكومات المتعاقبة ومن واقع ما شهدناه خلال سنوات العمل الحكومي والنيابي فقد كانت ولا زالت المحاصصة هي أس الخراب والسبب الرئيس للفشل في بناء الدولة.

وللأسف فإن البعض لا زال يراهن على المحاصصة ويحاول الترويج لها بل ويعمل على ترسيخها في مختلف مفاصل الدولة.

المحاصصة وصلت إلى مديات مخيفة حيث باتت الوزارة الواحدة مقسمة على عدد من الأحزاب بل وصل الأمر إلى أن الدائرة الحكومية الواحدة مقسمة بين الأحزاب وكل قسم لا يتعامل مع الآخر والمواطن هو من يدفع الثمن.

المحاصصة انتعشت ونشاهدها في أزمات مجالس المحافظات التي شكلت ولم تعمل كما نشاهدها في أزمة رئاسة البرلمان والتي هي مثال واضح على وصول المحاصصة إلى المكون الواحد.

كل الحكومات السابقة والحكومات اللاحقة ستواجه نفس المشكلة وستجبرها المحاصصة على وضع الرجل الغير مناسب في موقع غير مناسب وهو ما يسبب خللا كبيرا في عملية إدارة الدولة.

ولعل أكبر مساوئ المحاصصة أنها أوصلت شخصيات غير كفؤة إلى أعلى مناصب الدولة وهو ما قاد البلاد إلى نكسات وأزمات كادت أن تهدد وحدة وسلامة الوطن.

الحديث عن عملية الإصلاح لن يكون حقيقيا ما لم يرفع سياسيو المحاصصة أيدهم عن الدولة ومقدراتها وفي حال استمروا علي نهجم هذا فإنهم يكتبون شاهد وفاة العملية السياسية وقبلها ستكون نهايتهم الحتمية.

باقر جبر الزبيدي

زعيم تحالف مستقبل العراق

26 تشرين الاول 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *