result.png12

صباح البغدادي

وارتايت ان يكون كتابة فحوى هذا التوضيح كمقال مشترك ويكون في نفس السياقاو نستطيع ان نسميه توضيح وتعقيب عن منافسة خفية قد تكون غير إخلاقية بين مشروع نيوم السعودي ومشروع راس الحكمة الاماراتي !؟

في إطار المتابعات من قبل بعض القراء الافاضل لما ننشر من مقالات وآراء تتعلق بالشأن السياسي العراقي بشكل خاص، والشأن العربي بشكل عام، توافينا العديد من الملاحظات والتعليقات من قبل قراء الرأي العام. ومن بين هذه التعقيبات، وصلنا توضيح من أحد السادة المهندسين الكرام العاملين في مشروع نيوم، تعقيبًا على مقالنا الأخير , هذا التوضيح يحمل معه وفي طياته نعتبرها أهمية بالغة ونظرًا لطبيعة عمل السيد المهندس ومسؤوليته المباشرة وكذلك معرفته ببواطن الامور وتعقيدات الخلافات غير الظاهرة التي لا يزال يغلي تحت رمادها دخان التوتر بين الرياض ودبي، هذه الخلافات قد تكون غامضة حاليآ وغير مفهومة وضبابية ولكنها ذات تأثير كبير على مجريات السياسة في المنطقة ومع ذلك،ومن خلال توضيح السيد المهندس المحترم ومعرفته ببعض بواطن الامور نظرا لطبيعة وسياق ما تفضل به لنا , فيبدو لنا من وجهة نظره بأن كلا الطرفين يفضل التريث في هذه المرحلة، ولغاية تحديد موقع كل منهما وحجم تأثيره في المرحلة القادمة، خاصة في ظل المتغيرات السياسية المحتملة خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ومع اقتراب تلك المرحلة من بدايتها الغامضة والمبهمة ونهايتها التي قد تكون احد فواجع المنطقة العربية والعالم بعد اربع سنوات عجاف ، وقد يكون من المتوقع أن تكون هناك ضغوط من قبل ادارة مطبخ البيت الأبيض على الطرفين، وحتى اذا طلبوا لقائه فسيكون من قبل ادارة هذا المطبخ بهدف السماح و تمهيد الطريق لهما للمثول أمام الرئيس ترامب، وهو ما سيتطلب تنسيقًا دقيقًا بينهما لتحديد سبل التعامل مع هذه الضغوط وموازنة مصالح كل طرف في هذه المرحلة الحساسة
مستقبل العلاقة بين المشروعين : التعاون أم المنافسة؟
مع تزايد مشروعات التنمية الكبرى في الخليج العربي، من غير المستبعد أن يكون هناك تعاون في المستقبل بين نيوم ورأس الحكمة في مجالات مثل تطوير البنية التحتية، تقنيات النقل الذكي، أو ابتكار المشاريع السياحية. ومع ذلك، يبقى عنصر التنافس قائمًا، حيث يسعى كل منهما لأن يكون النموذج الرائد في مجاله وعلى حساب الاخر وقد تتخطى هذه المنافسة لتشكل معها حرب اقتصادية خفية غير معلنة مثلما تبنت المملكة العربية السعودية قبل سنوات سلسلة من الإجراءات الاقتصادية الهامة التي كان من أبرزها فرض شرط على الشركات الدولية الراغبة في التعاقد مع الحكومة السعودية، يقضي بضرورة نقل مقراتها الإقليمية، والتي تتواجد عادة في مدينة دبي، إلى المملكة. هذه الخطوة تأتي في إطار سعي الرياض لتعزيز مكانتها الاقتصادية والإدارية، واستقطاب الشركات العالمية إلى أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، اتخذت السعودية خطوة أخرى تمثلت في حرمان المنتجات المصنعة في المناطق الحرة، والتي تشكل الغالبية العظمى من صادرات دولة الإمارات، من المزايا الجمركية التي كانت معتمدة بين دول مجلس التعاون الخليجي. هذه السياسات أدت إلى تراجع كبير في حجم الصادرات الإماراتية إلى المملكة، حيث بلغ الانخفاض في هذه الصادرات حوالي الثلث، مما أثر على العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل ملحوظ.

إن التنافس الاقتصادي بين الدول لن يكون بمعزل عن السعي للهيمنة الجيوسياسية في منطقة الخليج، حيث أن الديناميكيات الاقتصادية غالبًا ما تتداخل مع الأبعاد الجيوسياسية، خصوصًا في سياق التنافس على النفوذ الإقليمي والدولي. في هذا السياق، يُحتمل أن يتسع نطاق التنافس بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، ومن ثم داخل دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام، ليشمل مجالات أبعد من الاقتصاد، حيث قد تتداخل القضايا الاقتصادية مع جوانب سياسية واستراتيجية أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أن العلاقات القائمة بين الدولتين ستشهد انهيارًا أو تحولًا جذريًا. فعلى الرغم من التحديات الحالية والتباين في بعض المواقف، لا يزال كل من السعودية والإمارات متمسكين بإطار التعاون الاستراتيجي الذي يجمعهما على المستويين الإقليمي والدولي. حيث يواصل البلدان التشاور والعمل معًا في العديد من الملفات التي تهم مصالحهما المشتركة، وهو ما يعكس عمق العلاقات بينهما على الرغم من التنافسات الظاهرة.

على الرغم من المنافسة لكن هناك قواسم مشتركة بين المشروعين من الناحية الاقتصادية والأبعاد البيئية والتكنولوجية والاستدامة والطاقة النظيفة بينما يعتبر مشروع نيوم واحدًا من أكثر المشاريع الطموحة بيئيًا، حيث يهدف إلى أن يكون المدينة الأكثر استدامة في العالم. سيتضمن المدينة أنظمة متطورة للطاقة المتجددة، والنقل الذكي، والمدن الخضراء. كما سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتسهيل الحياة اليومية وتحقيق الكفاءة في الموارد.
بينما يركز مشروع رأس الحكمة أيضًا على الاستدامة البيئية ولكنه يميل أكثر نحو جذب وتشجيع جمهور الموطنيين من الخارج والداخل في السياحة المستدامة والتطوير العقاري الفاخر وسوف يستهدف كذلك المتقاعدين من كبار السن والاثرياء وكبار في شراء قصور و شقق سكنية لغرض السكن فيها وبما انه سيعتمد المشروع على تقنيات صديقة للبيئة في بناء المنتجعات والمرافق السياحية، مع التركيز على الحفاظ على البيئة الطبيعية للموقع.

أن أبعاد التنافس بين مشروعين نيوم ورأس الحكمة وعلى الرغم من أن المشروعين ينتميان إلى دولتين مختلفتين (السعودية والإمارات)، فإنهما يبدوان في بعض الأبعاد كمنافسين، لا سيما في جذب الاستثمارات الأجنبية وابتكار مشروعات ضخمة. كل من المشروعين يسعى ليكون نموذجًا عالميًا في مجاله، وهذا يخلق نوعًا من التنافس على جذب الشركات الكبرى، والمتخصصين في التكنولوجيا، والسياح.والمنافسة الخفية بين المشروعين قد تكون موجودة في السياق الإقليمي ولكنها غير مرئية في كثير من الاحيان . وهذا ما يشعر به كلا المسؤولون في مشروع نيوم وراس الحكمة , لذا فأن نيوم بنظرهم سوف يساهم في تحسين مكانة المملكة في مجال الابتكار والتنمية الاقتصادية، وبالتالي وكردة فعل غير مدروسة من كلا الطرفين يريدون أن يظهر مشروع رأس الحكمة كوجهة مماثلة من حيث جذب الاستثمارات وتقديم حلول تكنولوجية مبتكرة بالضد من منافسيهم في نيوم .

ولكن مع الاسف وعلى الرغم من هذه المنافسة الخفية،لا احد من المدراء التنفذيين او المهندسين او المسؤولين قد بادر من قبله ان يطرح ورقة عمل او مبادرة يكون من الممكن أن يستفيد كل من المشروعين من التكامل الاقتصادية والسياحي في نفس الوقت من حيث تبادل الخبرات التقنية والمعرفية فيما بينهما وتذليل العقبات من ناحية التاخير في التنفيذ وايجاد حلول سريعة وعملية وغير مكلفة وكذلك يمكن للعديد من الشركات والمهندسين ان يعملوا في كلا المشروعين وأن يكون هناك تعاون جدي عابر للحدود و في كافة المجالات مثل الابتكار في الطاقة، وتكنولوجيا البناء المستدام، والذكاء الاصطناعي ومما قد يسهم معها في التوسع اكثر وامتداد مشروعات نيوم وراس الحكمة خارج الرقعة الجغرافية المقررة لها سابقآ ويكون معها في تعزيز مكانة الخليج كمركز للابتكار والاستثمار في المنطقة. ومعها سوف تتزايد المشاريع الضخمة في منطقة الخليج العربي والتي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية، وتحفيز الابتكار، والارتقاء بالبنية التحتية. ومن بين هذه المشاريع البارزة ويعتبر كل منهما خطوة استراتيجية نحو تحقيق التحولات الاقتصادية الكبرى في منطقتيهما، وتذليل اي صعاب وعراقيل قد تنتج مع هذه الشراكة لتكون مسيرة اقتصادية واضحة في الرؤية المستقبلية والأهداف التنفيذية.

رغم أن مشاريع “نيوم” و”رأس الحكمة” تعكس تطلعات طموحة تهدف إلى إعادة تشكيل اقتصاديات المنطقة من خلال الابتكار والاستدامة، إلا أن هناك تنافسًا ضمنيًا بينهما في جذب الاستثمارات والتأكيد على الريادة الإقليمية. ولكنها قد تفتح مثل هذه المشاريع أيضًا اعين اخرى عليهم ومن خلال اطلاق مبادرات جنونية وعلى سبيل المثال الان مشروع تطوير قطاع غزة بعد ان يتم طرد سكانها وجعله ريفيرا الشرق الاوسط وسط خذلان عربي مبين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *