الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
عن مجلة دعوة الحق: الإسلام والحرب النفسية: المؤمن الحق لا يخاف الفقر لأنه يعتقد اعتقادا راسخا بان الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى وأنه يرزق النملة المنفردة في البحر المحيط، فكيف ينسى رزق الإنسان ؟ قال تعالى “والله يرزق من يشاء بغير حساب” (البقرة 212) وقال تعالى “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتســـــب” (الطلاق 20) وقال تعالى “وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها” (هود 6). والمؤمن حقا لا يخشى قوات العدو الضارية. فما انتصر المسلمون في أيام الرسول القائد عليه أفضل الصلاة والسلام، وفي أيام الفتح الإسلامي العظيم بعدة أو بعدد، بل كان انتصارهم بالإسلام قال تعالى “قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين” (البقرة 249) وقال تعالى “يا أيها النبيء حرض المومنين على القتال، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين، وإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون * آلان خفف الله عنكم وعلم فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبون مائتين، وان يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله، والله مع الصابرين” (الأنفال 65-66). وقال تعالى “الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء” (آل عمران 173-174).
جاء في موقع مؤسسة السبطين العالمية عن الحرب النفسية: فعلَتِ المكائد التي حاكَها معاوية فِعلَها، حيث كان قد سخَّر طائفةً غير قليلة من ذوي الأطماع، يدبرون له مؤامراته، فيبثون الشائعات عن قوة جيش الشام، وقلة جند الكوفة، وضعفه، وعدم القدرة على مقاومته. وعملت الدنانير والدراهم عملها الخبيث، فإذا بالعدة المعتمد عليها من قُوَّاد جيش الإمام الحسن عليه السلام ينهارون أمام قوة إعلام معاوية، أو قوة إغرائه. ورغم أن قيادة السريَّة من جيش الإمام عليه السلام كانت حكيمة تحت لواء عبيد الله بن العباس فقد ذهبت ضحية مكر معاوية، وتغرير القائد. وإليك القصة: أرسل الإمام عليه السلام ابن عَمِّه لملاقاة جيش معاوية وكتب إليه هذه الوصية: (يا ابن العم، إني باعث إليك اثنَي عشر ألفاً، من فرسان العرب، وقَرَّاء مصر، الرجل منهم يريد الكتيبة، فِسِرْ بهم، وأَلِنْ لهم جانبك، وابسط لهم وجهك، وافرش لهم جناحك، وأَدْنِهم من مجالسك، فإنهم بقية ثقاة أمير المؤمنين. وَسِرْ بهم على شَطِّ الفرات، ثم امضِ حتى تستقبل معاوية، فإن أنت لقيته فاحتبسه حتى آتيك، فاني على أثرك وشيكاً، وليكن خبرك عندي كلَّ يوم، وشاور هذَين يعني قيس بن سعد، وسعيد بن قيس، فإذا لقيت معاوية فلا تقاتله، حتى يقاتلك، فإن فعل فقاتله، وإن أُصبتَ فقيس بن سعد على الناس، فإن أُصيب فسعيد بن قيس على الناس). ثم سار بنفسه بعد أيام في عدد هائل من الجيش، لعلَّه كان ثلاثين ألفاً أو يزيدون، حتى بلغ مظلم ساباط، التي كانت قريبة من (المدائن). فعملت دَسَائس معاوية في مقدمة جيش الإمام عليه السلام، فأذيع بين الناس نبأ كان له أثر عميق في صفوف الجيش، وكان النبأ يقول: إنَّ الحسن يكاتب معاوية على الصُلح، فَلِمَ تقتلون أنفسكم؟ ثم أخذ معاوية يستميل قادة الجيش بالمال والوعود، فإذا هم يتسلَّلون إليه في خفاء، ويكتب عبيد الله نبأ ذلك إلى الإمام عليه السلام. ولكنَّ مؤامرته تلك لم تكن بذات أهمية، حتى اشترى ضمير القائد الأعلى، فكتب إليه يقول: إن الحسن قد راسلني في الصلح، وهو مسلِّم الأمر إليَّ، فإن دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعاً، وإلاَّ دخلت وأنت تابع. ولك إن أجبتني الآن أعطيك ألف ألف درهم أعجِّل لك في هذا الوقت نصفها، وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر.
جاء في موقع سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي عن الحرب النفسية والتضييق على أصحاب المبادئ: انقل لكم هذه الواقعة لنأخذ منها عدة دروس وعبر وقد حصلت مع احد أصحاب الامام الصادق عليه السلام اسمه عمار الدهني تتعلق برّد قضاة العباسيين لشهادته لا لشيء الا لأنه من شيعة اهل البيت عليهم السلام مع اعترافهم بانه من اهل العلم والحديث ونعلم ان رد الشهادة تستبطن معنى التفسيق وعدم الصلاح. في البحار: قيل للصادق عليه السلام إن عمارا الدهني شهد اليوم عند ابن أبي ليلى قاضي الكوفة بشهادة فقال له القاضي: قم يا عمار فقد عرفناك لا تقبل شهادتك لأنك رافضي فقام عمار وقد ارتعدت فرائصه واستفرغه البكاء فقال له ابن أبي ليلى: أنت رجل من أهل العلم والحديث إن كان يسوءك أن يقال لك رافضي أي شيعي موالي لأهل البيت عليهم السلام فتبّرأ من الرفض فأنت من إخواننا، فقال له عمار: يا هذا ما ذهبت والله حيث ذهبت أي ليس بكائي وجزعي من الاستخفاف بي وردّ شهادتي. (ولكن بكيت عليك وعلي، أما بكائي على نفسي فانك نسبتني إلى رتبة شريفة لست من أهلها زعمت أني رافضي ويحك لقد حدثني الصادق عليه السلام أن أول من سمي الرفضة السحرة الذين لما شاهدوا آية موسى في عصاه آمنوا به واتبعوه، ورفضوا أمر فرعون، واستسلموا لكل ما نزل بهم، فسماهم فرعون الرافضة لما رفضوا دينه، فالرافضي كل من رفض جميع ما كره الله، وفعل كل ما أمره الله، فأين في هذا الزمان مثل هذا؟. وإن ما بكيت على نفسي خشيت أن يطلع الله عزوجل على قلبي وقد تلقبت هذا الاسم الشريف على نفسي فيعاتبني ربي عزوجل ويقول: يا عمار أكنت رافضا للأباطيل، عاملا بالطاعات كما قال لك؟ فيكون ذلك بي مقصرا في الدرجات إن سامحني، وموجبا لشديد العقاب علي إن ناقشني، إلا أن يتداركني موالَّي أي المعصومون سلام الله عليهم بشفاعتهم. وأما بكائي عليك فلعظم كذبك في تسميتي بغير اسمي وشفقتي الشديدة عليك من عذاب الله أن صرفت أشرف الاسماء إلي، وإن جعلته من أرذلها كيف يصبر بدنك على عذاب كلمتك هذه؟) قال له ذلك لأنه لا يستطيع أن يقول له انك اغضبت الله تعالى لأنك رضيت أن تكون قاضياً للسلطة الجائرة وأداة لظلمهم فبعت دينك بثمن دنيوي بخس. (فقال الصادق عليه السلام: لو أن على عمار من الذنوب ما هو أعظم من السماوات و الارضين لمحيت عنه بهذه الكلمات وإنها لتزيد في حسناته عند ربه عزوجل حتى يجعل كل خردلة منها أعظم من الدنيا ألف مرة . وتشير المصادر الى ان الواقعة تكررت مع اخرين من أصحاب الامام عليه السلام فقد روى الشيخ الصدوق عن أبي كهمس أنه قال: (تقدمت إلى شريك في شهادة لزمتني فقال لي: كيف أجيز شهادتك وأنت تنسب إلى ما تنسب إليه، قال أبوكهمس: فقلت: وما هو؟ قال: الرفض، قال: فبكيت ثم قلت: نسبتني إلى قوم أخاف ألا أكون منهم، فأجاز شهادتي) و قد وقع مثل ذلك لابن أبي يعفور ولفضيل سكرة.
جاء في شبكة النبأ المعلوماتية عن الحرب النفسية للكاتبة مروة الأسدي: الأهداف التكتيكية: هـي أهداف مؤقتـة يـتم وضعها بشكل تنسجم فيه مع أهـداف الخطط والعمليات المرحلية المراد تنفيذها من قبل جهة ما، كما أنها تعد في الغالب مرافقة للأعمال الحربية، وهذا ما يجعلها ذات طابع تأثيري مباشر، ومـن أمثلتها المحاولات التي تبذل في ميدان المعركة لنشر اليأس في صفوف القوات المعاديـة وبـث الذعر وإثارة العديد من الشائعات والأقوال التي تدلل على هزائمها واستحالة انتصارها، أو محاولة إضعاف جبهة العدو الداخلية عن طريق إظهار عجز النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي ينتهجه العدو. وبما أن هذه الأهداف ذات طابع آني ومرافقة للحروب فكثيراً ما تكون وسيلة الحرب النفسية في مثل هذه المحاولات اللجوء إلى توجيه النداءات المباشرة والمتكررة للقوات المعاديـة بواسطة مكبرات الصـوت أو غيرها من الإذاعـات الـتي تدعوها للاستسلام وترك السلاح أو محاولة إلقاء قصاصات الورق والمنشورات من الطائرات خلف الخطوط المعادية لحض قواته على الاستسلام. أهداف الحرب النفسية خلال الحروب: يحدد البروفسور “رغيار زاكروس”، الذي كان يشغل رئاسة الحرب النفسية في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، أهم أهداف هذه الحرب الاتي: 1- تحطيم قيم وأخلاقيات الشعب الذي توجه إليه هكذا حرب. 2 – إجراء عملية غسل دماغ له عبر دروس جديدة تُعطى ليؤمن بها. 3 – إرباك معتقداته الفكرية ونظريته السياسية. 4 – زيادة شقة الخلاف بين الشعوب وحكوماتها. 5 – غرس بذور الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. ومن أهداف الحرب النفسية أو الحرب الناعمة، أيضاً: 1- تثبيط معنويات العدو وكفاءته القتالية. 2- احتلال مدن العدو عن طريق توزيع الإنذارات. 3- تأكيد العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الدولة على العدو. 4- بث روح الكراهية داخل دولة العدو، وبخاصة العناصر المضطهدة. 5- تقديم المعلومات والتوجيهات اللازمة للعناصر الصديقة التي تعمل داخل منطقة العدو.