“كربلاء غزة: مذبحةُ الحق والبطولة في معركة الأحرار ضد الظلم”

الكاتب : ✍🏻//عفاف فيصل صالح ..
—————————————

على مر التاريخ، كانت كربلاء رمزًا للتضحية، للمذبحة الكبرى، حيثُ انطلقت نار الحق على جمر الظلم، وتحت قبّة السماء، وقف الإمام الحسين عليه السلام شامخًا، يُعلم الأمة كيف يكون الموت حريةً.. والذل هوانًا..ويكتب التاريخ أن مذبحة كربلاء ليست إلا بدايةً لانتفاضة الأنبياء والثوار في كل زمان.

وفي غزة، تتكرر مشاهد المذبحة ذاتها، تتجدد فصول المآسي، وتنطلق الصرخات من أعماق الحناجر، لتقول للظالمين: “لن نُكسر، لن نُذل، لن نغادر أرضنا، فدماؤنا ليس بها إلا مُلكَ الله، وستظل حُرّةً رغم الأنقاض والدمار”. فكما كان الحسين عليه السلام رمزًا للثورة ضد الظلم، فإن أبناء غزة، اليوم، هم أتباع دربه، وسيدةُ بيوت الصمود، يصطفون كالأسود، يُحطمون جدران العبودية، ويرسمون لوحات البطولة فوق رُفات الذل.

وفي كربلاء، قال الإمام الحسين عليه السلام: “إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدّي”، فغزة اليوم، تتحدّى الظلم، وتصرخ في وجه المحتل، وتُجسد ذلك الإصلاح على أرض الواقع، فهي مذبحة تُعيد للوجدان العربي والإسلامي المجد والكرامة.

أيها الظالم، هل تعلم أن الذين يُذبحون على أعتاب غزة، هم أنفسهم الذين ذُبحوا على أبواب كربلاء؟ أن دماء الأطفال والنساء هناك، هي امتداد لدماء الحسين، وأن عويل الأقصى، هو صدىٌ لنحيب كربلاء؟ إن غزة ليست إلا مِحْوَرَ المقاومة، ومقام الأبطال، ومأوى الثائرين، الذين استمدوا قوتهم من مدرسة الحسين، ووقفوا دُرعًا من الله، في وجه كل شر.

وقد قال الإمام الحسين عليه السلام: “ما خرجت أشراً ولا بطرًا، وإنما خرجت طلبًا للإصلاح في أمة جدي”، فهل يختلف اليوم أحرار غزة عن أحرار كربلاء، حين يخوضون معركة الإصلاح في زمن الضعف والتآمر؟ إن دماء شهدائنا على أعتاب غزة، هي فصولٌ من نفس القصّة، وسيمضي الظالمون، وسينتصر الحق، كما انتصر أنصارُ الحسين في كربلاء.

وهنا، نقول للظالمين والمنافقين، إن المذبحة لن تُطفئ نور الحق، وإن زمن الانكسار قد ولى، وأن الثورة أُعلن عنها اليوم، على أيدي من يملكون إرادة الحسين، وحرية الأقصى، وصمود أهل غزة، هو الملحمة التي لا تقهر. فكل دم يُراقُ على تراب غزة، هو سهمٌ في قلب الظلم، وكل شهيد يُسقط ذرة من جبروت الطغاة، يُعطي الأمة دروساً لا تنتهي في الكرامة، والصمود، والانتصار.

وفي كربلاء، قال الإمام الحسين عليه السلام: “ألا إنّ الدّنيا قد تغيّرت، وترك ما فيها وُضع، فلا يغترّ أحدٌ بها”، فكما غرت الدنيا أيام كربلاء، وأعمت الأبصار عن الحق، يواصل شعب غزة مقاومته، متوكلًا على الله، غير متردد، مؤمنًا أن الفرج قريب، وأن الحق يُزهِق الباطل وأن موعد النصر حتمٌ محتوم.

لقد غرس الحسين فينا معركةً لا تنتهي، وقد واجه وأهل بيته الذاهبون إلى المجد، مَن يحاولون سرقة الحق، وطمس معالم الحرية. ونحن اليوم—a شعبُ غزة، وكل أبطال الأمة—نكتب فصول ملاحمنا، بمداد من دماء الشهداء، وبنار من إرادة الله، نؤكد أن كربلاء لم تكن ولن تكون إلا بدايةً لحراك التاريخ، وسنظل نُحْييها في وجدان الأحرار، فتاريخُ الظلم لن يُكتب إلا بأحرف من دماء الأبرار.