محمد باقر البهادلي
في 27 تموز 2025 أقدمت السفارة الأمريكية في بغداد على إصدار بيان فجٍّ اتهمت فيه ظلماً وعدواناً كتائب حزب الله القوة الجهادية التي سطّرت أروع ملاحم الدفاع عن العراق وشعبه بأنها تقف خلف حادثة دائرة وزارة الزراعة هذا البيان لم يكن سوى حلقة جديدة من سلسلة التدخلات الأمريكية السافرة التي تستهدف فصائل المقاومة الإسلامية وخاصة كتائب حزب الله التي أوجعت الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي وكانت ولا تزال شوكة في حلق كل مشروع استعماري بالمنطقة.
إن كتائب حزب الله التي تشكّلت منذ الغزو الأمريكي للعراق، حملت السلاح دفاعًا عن الدين والعِرض والوطن وقدّمت قوافل من الشهداء في مقاومة الاحتلال الأمريكي وساهمت بقوة في طرد قواته من العراق ثم كانت في طليعة المدافعين عن العراق ضد تنظيم “داعش” الإرهابي يوم تقاعست جيوش وأنظمة وانكسر كبار بينما وقف أبناء الكتائب في ميادين الشرف من آمرلي إلى بيجي ومن جرف النصر إلى الموصل.
إن ما حدث في وزارة الزراعة لم تكن إلا فتنة ارادت جرّ الحشد الشعبي إلى صدام داخلي، وتفجير الوضع الأمني في قلب بغداد. والمعلومات المتداولة تشير إلى أن الجهة التي بادرت بإثارة التوتر هي مجموعة من داخل الشرطة الاتحادية لا نعلم هل هو بسبب اجتهاد شخصي ام تحريض خارجي وسوف تكشف الأيام عن ملابسات الحادث لكن لا شك لدينا إن ما حدث كاد أن يشق الصف الشيعي بل ويجرّ الحشد إلى مربع العزل والتصفية السياسية.
وبالعودة إلى السفارة الأمريكية التي تغمض عينيها عن مجازر الاحتلال الصهيوني في غزة والتي دعمت الاحتلال الأمريكي وجرائمه في العراق أن تصمت خجلاً من دماء الشهداء التي روت تراب الوطن من أبناء الكتائب وغيرهم من الفصائل لكنّها وكما هي عادتها لا يطيب لها إلا الطعن في ظهور الأوفياء والنازفين في سبيل الكرامة.
من هنا نؤكد أن الشعب العراقي يعرف جيدًا من دافع عنه ومن خانه ويعلم من هو العدو الحقيقي الذي يحاول زرع الفتنة بين أبناء البلد الواحد وعلى الجميع أن يتعامل مع ما حدث بحكمة وألا يسمحوا بتمرير هذا المخطط الأمريكي الخبيث الذي يهدف إلى ضرب الحشد من داخله وتفكيك مشروع المقاومة الذي يشكل الضمانة الحقيقية لعزة العراق وسيادته وفي الختام نسأل الله أن يتغمد الشهداء بالرحمة والمغفرة ومع تمنياتنا للجرحى منهم بالشفاء العاجل …