نظام مير محمدي
مقدّمة
تُظهر الصحف الإيرانية المقرّبة من النظام هذه الأيام صورة متناقضة عن حكومة طهران: بين دعوات لتغيير شامل في القيادات، وانتقادات لغياب الرؤية الواضحة، ومحاولات لإظهار “دعم واقعي” في أسبوع الحكومة. غير أن القراءة المتأنية لهذه المقالات تكشف أن النظام يواجه أزمة عميقة في شرعيته، وأن حالة التململ الشعبي لم تعد قابلة للاحتواء، بل تقترب من انتفاضة وطنية واسعة النطاق.
فرهیختگان | الحاجة إلى تنظيف شامل في الصفوف العليا
نشرت الصحيفة مقابلة مع ناصر إيماني الذي طالب بـ”هزّة إدارية كبرى” في المناصب العليا للدولة. أشار إلى أن بقاء مسؤولين غير أكفاء أو متورطين في ملفات فساد يضاعف الأزمة ويفقد الناس الثقة. في مقالات أخرى، شددت فرهیختگان على أن الحكومة تفتقر إلى “فكرة واضحة” في السياسة الداخلية والخارجية، محذرة من أن هذا الارتباك يضعف قدرة النظام على مواجهة التحديات.
الدلالة: حتى الصحف القريبة من السلطة تعترف أن الجهاز التنفيذي فاسد، مترهل، ومفتقر للبوصلة السياسية.
كيهان | أسبوع الحكومة: دعم واقعي ونقد منصف
سعت كيهان إلى إظهار توازن مصطنع بين “دعم الحكومة” و”النقد المنصف”. في الحقيقة، النص مليء بالاعترافات الضمنية بأن الأداء الحكومي ضعيف للغاية. الخطاب ركّز على أن دعم الحكومة واجب “شرعي ووطني”، لكن هذا يؤكد وجود أزمة عميقة في الثقة ومحاولة يائسة لترميم الشرعية المفقودة.
جوان | الدعوة إلى الاتحاد المقدس
في مقالة بعنوان “عزّزوا الوحدة المقدسة بهذه الخطوات”، طالبت الصحيفة المسؤولين بتقوية التلاحم الداخلي عبر إصلاحات عاجلة. لكن استخدام عبارة “الوحدة المقدسة” يكشف عن خوف النظام من التفتت الداخلي وتزايد الفجوة بين الدولة والشعب.
🔻 الخلاصة والتحليل
- جميع الصحف، رغم اختلاف خطابها، تتفق ضمنيًا على أن الحكومة في أزمة: فساد، غياب رؤية، فقدان كفاءات، وانهيار ثقة.
- محاولات كيانات متشددة كـكيهان وجوان لإعادة إنتاج خطاب الدعم والوحدة، تعكس حالة الهلع داخل النظام وليس القوة.
- اعتراف فرهیختگان بضرورة “تنظيف شامل” من المديرين الكبار يوازي إقرارًا بفشل كامل في الإدارة العليا.
خلاصة
هذه المقالات تكشف أن الشرخ بين الدولة والمجتمع بلغ مستويات غير مسبوقة. المواطن الإيراني يواجه تضخّمًا خانقًا، بطالة متصاعدة، وانعدام أفق سياسي، فيما الحكومة غارقة في الفساد والتردد.
إن النقمة الشعبية آخذة في الاتساع، والصحف تحاول الالتفاف عليها عبر الدعوة إلى “الوحدة” أو “النقد المنصف”، لكن الحقيقة أن الانتفاضة الشاملة تلوح في الأفق، وأن أي شرارة اقتصادية أو سياسية قد تتحول إلى انفجار اجتماعي واسع يقوّض أركان النظام.