نعيم الخفاجي
الصبر على الألم يكون قاسي، خاصة إذا كان تحمل الألم بسبب ظلم الإنسان لأخيه الانسان، الفيلسوف المتألق المظلوم الأول على كوكب الأرض بعد وفاة رسول الله ص علي بن أبي طالب ع، وبغض النظر عن أكاذيب الفيالق الإعلامية الوهابية الكارهة لعلي بن أبي طالب ع، نسجوا قصص خيالية بالقول أن علي بن أبي طالب ع لم يظلمه أحد وأن فلان وعلان كانوا اصدقائه، و نسجوا قصصا قرابة ومصاهرة، رغم أن قضية الزواج والتزويج لاتعني براءة وعصمة من عدم وقوع خلاف ما بين الأقارب والمتصاهرين.
الإمام علي ع بخطبة له بنهج البلاغة يقول الإمام علي بن أبي طالب ع، أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ تَقَمَّصَهَا فُلَانٌ وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنْهَا مَحَلُّ الْقُطْبِ مِنَ الرَّحَى يَنْحَدِرُ عَنِّي السَّيْلُ وَلَا يَرْقَى إِلَيَّ الطَّيْرُ فَسَدَلْتُ دُونَهَا ثَوْباً وَطَوَيْتُ عَنْهَا كَشْحاً وَطَفِقْتُ أَرْتَئِي بَيْنَ أَنْ أَصُولَ بِيَدٍ جَذَّاءَ أَوْ أَصْبِرَ عَلَى طَخْيَةٍ عَمْيَاءَ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَشِيبُ فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَكْدَحُ فِيهَا مُؤْمِنٌ حَتَّى يَلْقَى رَبَّه، فَرَأَيْتُ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَى هَاتَا أَحْجَى فَصَبَرْتُ وَفِي الْعَيْنِ قَذًى وَفِي الْحَلْقِ شَجًا أَرَى تُرَاثِي نَهْباً حَتَّى مَضَى الْأَوَّلُ لِسَبِيلِهِ فَأَدْلَى بِهَا إِلَى فُلَانٍ بَعْدَهُ ـ ثُمَّ تَمَثَّلَ بِقَوْلِ الْأَعْشَى ـ :
شَتَّانَ مَا يَوْمِي عَلَى كُورِهَا * وَيَوْمُ حَيَّانَ أَخِي جَابِرِ
فَيَا عَجَباً بَيْنَا هُوَ يَسْتَقِيلُهَا فِي حَيَاتِهِ إِذْ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعْدَ وَفَاتِهِ لَشَدَّ مَا تَشَطَّرَا ضَرْعَيْهَا فَصَيَّرَهَا فِي حَوْزَةٍ خَشْنَاءَ يَغْلُظُ كَلْمُهَا وَيَخْشُنُ مَسُّهَا وَيَكْثُرُ الْعِثَارُ فِيهَا وَالِاعْتِذَارُ مِنْهَا فَصَاحِبُهَا كَرَاكِبِ الصَّعْبَةِ إِنْ أَشْنَقَ لَهَا خَرَمَ وَإِنْ أَسْلَسَ لَهَا تَقَحَّمَ فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَشِمَاسٍ وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ فَصَبَرْتُ عَلَى طُولِ الْمُدَّةِ وَشِدَّةِ الْمِحْنَةِ حَتَّى إِذَا مَضَى لِسَبِيلِهِ جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ لَكِنِّي أَسْفَفْتُ إِذْ أَسَفُّوا وَطِرْتُ إِذْ طَارُوا فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ.
شيء طبيعي الإنسان لديه إحساس ومشاعر يحس في آلام الأمراض ويشعر بظلم الآخرين سواء كان جسديا أو نفسيا، الرب العظيم ميز الإنسان عن سائر مخلوقاته وهب إليه العقل، والإنسان مخير بأن يسلك طريق انساني يخدم اهله وناسه ومجتمعه والبشرية، أو أن يكون انسان شرير ظالم لنفسه والاخرين، يقتل ويظلم ويضطهد الناس إن وقعوا تحت رحمته.
احساس الجسد للألم وإن كان قاسيا لكن الشعور في الاذلال والمهانة لدى الناس الاحرار أشد ألما من آلام الأمراض والجروح على جسم الإنسان الحر وليس الإنسان العبد والدليل، انا عشت في عسكر صدام الجرذ، كنت أشعر بالألم عندما تسمع شتائم قائد الفرقة لواء ركن داوود سلمان الجبوري للشيعة ومعتقداتهم، لانستطيع الرد عليهم، وكنت أشعر بالألم والحزن بسبب طائفية نظام صدام جرذ العوجة أشد من آلام القرحة التي كنت اعاني منها جسديا، كذلك الحال في سجون ال سعود ، مرة عسكري اساء لي رغم انني كنت مريض وراقد في مستشفى حفر الباطن، عندما عرفني شيعي، الدكتور الاختصاص هندي هندوسي تدخل لصالحي، وطرد المطاوعة العسكر.
في سجون صدام الجرذ، رأينا وسمعنا العجب العجاب، مرتضى الحديثي قيادي بعثي كبير، اعتقل بكذبة مؤامرة قاعة الخلد التي عملها صدام لتصفية كل قيادات البعث الذين يشكل بهم أنهم يرفضونه، نقل احد الناجين شهادته، يكنى في فائق السامرائي بحديثه مع الاعلامي حميد عبدالله، يقول كان ضابط أمن تكريتي يتفنن بتعذيبنا، نحن المعتقلين في مسرحية قاعة الخلد، وتطرق كيف يتم إذلال مرتضى الحديثي وشقيقه والذي اسمه كوردي، يقول يجبر الحديثي أن يغني، وأن يكون مثل الكلب يزحف ويأخذ النعال بفمه، الدكتور مرتضى الحديثي ورغم انه عضو قيادة قطرية بحزب البعث هههههه يجبره ضابط أمن تكريتي يعض النعال ويزحف مثل الكلب على الارض، ورغم ذلك مرتضى الحديثي فعل تلك الأعمال المشينة، بالاخير جلبوا له طبيب اعطاه حقنة ونزل من الزنزانة، أحد السجناء صاح عليه دكتور تره مرتضى فتح عيونه، ردت فعل هذا الطبيب فاقد الإنسانية هرب بسرعه، جاء دور شقيقه كوردي، تم إخراجه خارج الزنزانة وبدء الجلاد التكريتي يضربه في كيبل إلى أن وقع على الأرض، وتركه، جاء حارس قال هذا مخلص عليه، جاء الحراس وسحبوا جثة كوردي الحديثي مثل الحيوان النافق أمام السجناء لإرعابنا، بينما قبل ايام مجاميع الجولاني السفياني مسكوا طبيب علوي شيعي من حمص من عائلة حظور طلبوا منه الإساءة للإمام علي ع، رفض وتم قتله، ونال شرف الشهادة، ورفض الذل، وتسجل اسمه في سجلات الخالدين والشرفاء.
اما قصة وزير البسكوت قضت على قائل الكلمة وأهله تم اعدامهم لكونه قال لو كنت وزير البسكويت لكان طعم البسكويت طيب، من نقل هذه القصة الصديق السجين المناضل الاستاذ ابو عباس الكوثري، والذي تعرض للتعذيب فاق تعذيب أبو سفيان إلى عمار بن ياسر في تريليون مرة، والحمد لله لازال الأخ أبو عباس الكوثري لديه قوة عقلية وإلا لفقد عقله منذ زمن اعتقاله، رجل طيب كان طالب هندسة ذنبه من عائلة فيلية متدينة مجاهدة يعتزون بشيعيتهم، اعتقلوه أكثر من عشر سنوات تعرض لابشع أنواع العذاب ، ساعده الله، كان يتحمل آلام الجلادين لأنه يؤمن بقيم نبيلة يرفض ظلم عصابة جرذ العوجة وعصابته البعثيين الأراذل.
لقد أهمل عشرات آلاف العراقيين من الذين تعرضوا لظلم صدام جرذ العوجة والبعثيين الاراذل كتابة مذكراتهم، والتي تصلح أن تكون قصص يستفيد منها المخرجين في عمل افلام سينمائية توثق جرائم حقبة نظام صدام جرذ العوجة الهالك.
علماء النفس قالوا أن شعور الإنسان بالالم يمنع الإنسان من إيذاء نفسه، لكن عندما يقدم الإنسان على الانتحار يفقد السيطرة على العقل وعندها لايشعر في اي احساس إلا أن يطلق النار على نفسه عندها لايمكن له الخلاص من الموت الذي اختاره لنفسه بسبب سيطرة الغضب عليه، وسلب منه عقله، عالم اجتماع بريطاني يقول «الألم يمنعنا من إيذاء أنفسنا»، يطرح سؤالاً مهماً وهو: «ما هي الحاسة التى ستضحى بها لو أُجبرت على ذلك؟»، الغالبية قالوا البصر والسمع، لكن هذا العالم المتخصص بعلم الاجتماع يقول أن حاسة اللمس كحاسة من أهم الحواس، بدونها لن نشعر بأحضان أحبتنا، ولا دفء الشمس على وجوهنا، ولا تحذير الحرارة، حتى المشي يحتاج اللمس، لذلك عدم الشعور بالألم وإن كان بعض بني البشر، لديهم حالة جينية نادرة تسمى متلازمة «عدم الإحساس الخلقي للألم»، لذلك هؤلاء الناس لا يشعرون في أي شيء.
لولا صراخ الشيعة وشعورهم في مأساة أبناء رسول الله ص بواقعة كربلاء، ولولا آلام كربلاء والسقيفة والجمل وصفين واغتيال الإمام علي ع والامام الحسن ع ووقوع مأساة كربلاء لتم التعتيم على ذلك واخفاء حقيقة الانحراف الذي وقع وانتج لنا اسلام الذبح والسبي وقتل الناس بطرق الحرق بالنار، شعورنا في الآلام هو سر بقائنا، لذلك الإنسان الذي لايشعر في الآلام الجسدية والنفسية والعاطفية فهو ليس انسان بل حيوان بل يمكن وصفه هذا الإنسان عبارة عن صنم وله عينان وشفتان، نكرر التذكير للقوى الشيعية في لبنان والعراق ارجوكم دعوا عنكم سالفة فلسطين تره صارت ماصخة، فلسطين قضية العرب ومحيطهم الإسلامي السني من أمة المليار ونصف مليار، نعم من حقك أيها الشيعي تشعر وتتأثر في الام أطفال ونساء غزة لكنك احذر أن تكون كبش الفداء، نسأل الله التوفيق والحفظ إلى الاستاذ نبيه بري فهو امل فقراء شيعة لبنان والذي ينقذهم من غطرسة وبطش نتنياهو وخلفه غالبية دول العالم الغربي والعربي الإسلامي السني، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
8/9/2025
