ضياء المهندس
العراق، مهد الحضارات وبلاد الرافدين، ما يزال يعيش في دوامة من الفوضى والصراع السياسي منذ أكثر من عقدين، في وقت استطاعت دول حديثة النشأة مثل الإمارات أن تتحول إلى مراكز استقرار اقتصادي وتجاري.
الأسباب متعددة؛ أبرزها أن العراق بعد 2003 تحوّل إلى ساحة صراع إقليمي ودولي:
القوى الإقليمية: إيران، تركيا، والسعودية تتنافس على النفوذ داخل مؤسساته.
الولايات المتحدة: حرصت منذ الاحتلال على إبقاء العراق ضعيفًا عسكريًا واقتصاديًا، عبر تفكيك جيشه وفرض نظام محاصصة.
الإحصاءات تكشف حجم الفجوة:
– في 2024 تجاوز الدين العام العراقي 125 مليار دولار، فيما بلغ معدل البطالة أكثر من 16%.
– بينما تنفق الإمارات ما يقارب 25% من ناتجها المحلي على الاستثمار، يذهب أكثر من 60% من ميزانية العراق إلى الرواتب والدعم الحكومي.
الأحداث شاهدة: من داعش 2014 إلى أزمة احتجاجات تشرين 2019، كان العراق يعيش على وقع انعدام الاستقرار الذي غذّته التدخلات الخارجية وضعف الحكومات.
إضعاف العراق ليس صدفة، بل سياسة متعمدة؛ فدولة قوية بحجم العراق، بموارده الهائلة وموقعه الجيوسياسي، تمثل تهديدًا لمعادلات النفوذ في المنطقة. لذلك يظل محاصرًا بالديون والانقسامات، بينما يواصل الآخرون الاستثمار في استقراره على حسابه.
البروفسور د.ضياء واجد المهندس
رئيس مجلس الخبراء العراقي