غالبا ما اوجه سهام نقدي الحادة لمن يمارس عملية التقييم السياسي او الاجتماعي، بفوضوية شعاراتية متخبطة، يستند فيها على ادوات بائسة غالبا ما تستخدمها الطوابير الخامسة في الحروب الاستخباراتية، كاستخدام لغة الشمولية والابتعاد عن تحديد المشكلة وتفصيلها، او استخدام ادوات التحريض الانفعالي الوجداني العاطفي، او ذكر انصاف الحقائق، او محاولة استخدام اللهجات الفضائحية التي تعشقها العقلية الشعبوية الجماهيرية البائسة.
صراحة، من بين كل مناهج النقد والتقييم السياسي، وجدت ان منهج الاخ الاستاذ والاعلامي كريم بدر، هو منهج يميل الى العلمية في تحليل وتشخيص المشاكل السياسية والاجتماعية.
كريم بدر يبدأ خطواته بتسلسل منطقي. -يختار موضوع وملف محدد بدقة، ولا يقفز الى غيره. -يجمع عنه كل الملفات والمعلومات والمعطيات والقرائن الادارية والقانونية والمجتمعية والسياسية (الدولية والمحلية). – يحدد الاشخاص والمسؤولين السياسيين والحكوميين، عن حصول هذه المشكلة، ويذكرهم ويشخصهم بأسمائهم، ولا يطلق الاتهامات بشكل شمولي عشوائي احمق، ليخلط الحابل بالنابل، ويوقع بالنقد من ليس له ادنى مسؤولية عن الحدث او المشكلة.
لذا ،نجد ان كريم بدر يتميز منهجه بالبراعة والواقعية والفعالية في عملية تثويره للشارع وخلق رأي عام سياسي واعي، يستطيع من خلاله تحقيق حالة ضغط جماهيري ناجح، في علاج ملف محدد، تتركز عليه الجهود الجماهيرية. – يبين المشكلة المحددة للجمهور، يقنع الجمهور بما لديه من ادلة، ومن ثم يرسم خارطة طريق دقيقة وصحيحة وسليمة لكي يتحرك الجمهور بموجبها على قضية صحيحة موحدة الهدف معلومة ومعروفة بكل تفاصيلها.
وهذا بعكس كل ما يفعله الاعلاميون والناشطون وغيرهم، حيث يعملون في نقدهم السياسي البائس، على تكبيل وعي الجمهور بكم كبير وهائل ومتشابك ومتناقض من الاكاذيب غير المحددة لا بشخوصها ولاباهدافها ولا بمواضعها، مما ينتج نقمة جماهيرية شمولية حمقاء على ما هو جيد وما هو سيء، وهذا الذي سيقود في النهاية الى تقويض عموم النظام .
ملاحظة هامة: لا ادعي ان كل المواضيع التي يخوض فيها كريم بدر صحيحة، ومقالي لا يتعرض لذلك، انما انا ركزت على المنهج، فمنهجه في النقد والتشخيص والتقييم السياسي، هو علمي وصحيح جدا، اتمنى ان ينتشر ويتبع بين كل النخب المثقفة والسياسية والاكاديمية .