د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله تعالى “وَأَنَّهُ هُو أَمَاتَ وَأَحْيَا” (النجم 44) أمات فعل، أحيا فعل، وأنه سبحانه أمات مَن أراد موته مِن خلقه، وأحيا مَن أراد حياته منهم، فهو المتفرِّد سبحانه بالإحياء والإماتة. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “وَأَنَّهُ هُو أَمَاتَ وَأَحْيَا” (النجم 44) “وأنه هو أمات” في الدنيا “وأحيا” للبعث. وجاء في تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى “وَأَنَّهُ هُو أَمَاتَ وَأَحْيَا” (النجم 44) أي خلق الموت فأمات به الأحياء لا يقدر على ذلك غيره لأنه لو قدر على الموت لقدر على الحياة فإن القادر على الشيء قادر على ضده ولا يقدر أحد على الحياة إلا الله تعالى وخلق الحياة التي يحيا بها الحيوان فأمات الخلق في الدنيا وأحياهم في العقبي للجزاء.
جاء في موقع الأستاذ علي أحمد الأديب عن دروس في البـلاغـة: أولاً: الطباق: وهو الجمع بين الشيء وضده في الكلام بمعنى الجمع بين معنيين متناقضين متضادين. كقوله تعالى “وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ” (الكهف 18) فـ أيقاظ في المعنى عكس رقود فالآية جمعت بين كلمتين متضادتين بالمعنى وهذ هو الطباق. وقوله تعالى “وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ” (فاطر 19) الأعمى والبصير متضادتين بالمعنى. ومثال عن الطباق أيضاً قول أبي فراس الحمداني: تطولُ بي الساعاتُ وهي قصيرة * وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ الطباق. بين الطول والقصر (تضاد بالمعنى بين كلمتين في عبارة واحدة). والطباق نوعان: إيجاب وسلب: أ- الإيجاب: كما مر معنا في كل الأمثلة السابقة (ليل ونهار – علم وجهل – طويل قصير) ب- طباق السلب: هو طباق يجب أن يحوي نفياً. أمثلة: قوله تعالى “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” (الزمر 9).
وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله تعالى “وَأَنَّهُ هُو أَمَاتَ وَأَحْيَا” (النجم 44) الكلام في انتساب الموت والحياة إلى أسباب أخر طبيعية وغير طبيعية كالملائكة كالكلام في انتساب الضحك والبكاء إلى غيره تعالى مع انحصار الإيجاد فيه تعالى، وكذا الكلام في الأمور المذكورة في الآيات التالية. وجاء في التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “وَأَنَّهُ هُو أَمَاتَ وَأَحْيَا” (النجم 44) هو سبحانه يهب الحياة ويأخذها، أما قول من قال: ان المادة أصل الحياة وسببها فهو مجرد ادعاء تكذبه بديهة العقل لأن المادة لا تتحرك بطبيعتها بل بعلة مغايرة لها، وأي عاقل يقبل القول بأن المادة الصماء أنشأت بنفسها لنفسها أبصارا وأسماعا وأفئدة، وإذا كانت الحياة صفة تلازم المادة فلما ذا ظهر النمو والحركة والحس والتفكير في بعضها دون بعض ؟. وان قال قائل: ان لبعض أفراد المادة استعدادا للحياة دون بعض قلنا في جوابه: من أين جاءت هذه التفرقة ؟ هل جاءت من داخل المادة أو خارجها. فإن كانت من الداخل وجب أن تكون كل مادة صالحة لاستقبال الحياة، وإلا لزم أن يكون الشيء الواحد سببا لوجود الشيء وعدمه في آن واحد، وان جاءت بسبب خارج عن المادة فهو الذي نقول.
عن الموسوعة الحرة اليوم العالمي للغة العربية هو يوم للاحتفال باللغة العربية ويصادف 18 كانون الأول (ديسمبر) من كل عام: أهمية اللغة العربية: تعد العربية من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية تحدثًا، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، فهي لغة القرآن، ولا تتم الصلاة في الإسلام إلا بإتقان بعض من كلماتها. تتميز العربية بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة. فيها خاصية الترادف، والأضداد، والمشتركات اللفظية. وتتميز كذلك بظاهرة المجاز، والطباق، والجناس، والمقابلة والسجع، والتشبيه. وبفنون اللفظ كالبلاغة الفصاحة وما تحويه من محسنات بديعية.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى “وَأَنَّهُ هُو أَمَاتَ وَأَحْيَا” (النجم 44) وهذه الآيات الأربع وما قبلها في الحقيقة هي بيان جامع وتوضيح طريف لمسألة إنتهاء الاُمور إليه وتدبيره وربوبيته، لأنّها تقول: إنّ موتكم وحياتكم بيده وإستمرار النسل عن طريق الزوجين بيده، وكلّ ما يحدث في الحياة فبأمره، فهو يضحك، وهو يبكي، وهو يميت، وهو يحيي، وهكذا فإنّ أساس الحياة والمعوّل عليه من البداية حتّى النهاية هو ذاته المقدّسة. بالإضافة إلى التناسب الموجود بين الضحك والبكاء والحياة والفناء. وعلى كلّ حال، فإنتهاء جميع الاُمور إلى تدبير الله وربوبيته لا ينافي أصل الإختيار وحرية إرادة الإنسان، لأنّ الإختيار وحرية الإرادة في الإنسان أيضاً من قِبَلِ الله وتدبيره وتنتهي إليه.