د. فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله تعالى عن أعمى “مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ” ﴿هود 24﴾ كَالْأَعْمَى: كَ حرف جر، الْ اداة تعريف، أَعْمَى اسم. مثل فريقَي الكفر والإيمان كمثل الأعمى الذي لا يرى والأصم الذي لا يسمع والبصير والسميع: ففريق الكفر لا يبصر الحق فيتبعه، ولا يسمع داعي الله فيهتدي به، أما فريق الإيمان فقد أبصر حجج الله وسمع داعي الله فأجابه، هل يستوي هذان الفريقان؟ أفلا تعتبرون وتتفكرون؟ قوله عز من قائل “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ” ﴿الرعد 16﴾ قل أيها الرسول للمشركين: مَن خالق السَّموات والأرض ومدبِّرهما؟ قل: الله هو الخالق المدبر لهما، وأنتم تقرون بذلك، ثم قل لهم ملزمًا بالحجة: أجعلتم غيره معبودين لكم، وهم لا يَقْدرون على نفع أنفسهم أو ضرها فضلا عن نفعكم أو ضركم، وتركتم عبادة مالكها؟ قل لهم أيها الرسول: هل يستوي عندكم الكافر وهو كالأعمى والمؤمن وهو كالبصير؟ أم هل يستوي عندكم الكفر وهو كالظلمات والإيمان وهو كالنور؟ أم أن أولياءهم الذين جعلوهم شركاء لله يخلقون مثل خَلْقه، فتشابه عليهم خَلْق الشركاء بخلق الله، فاعتقدوا استحقاقهم للعبادة؟ قل لهم أيها الرسول: الله تعالى خالق كل كائن من العدم، وهو المستحق للعبادة وحده، وهو الواحد القهار الذي يستحق الألوهية والعبادة، لا الأصنام والأوثان التي لا تضرُّ ولا تنفع. قوله عز وجل “وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا” ﴿الإسراء 97﴾ عميا صفة، وَصُمًّا: وَ حرف عطف، صُمًّا اسم. ومن يهده الله فهو المهتدي إلى الحق، ومن يضلله فيخذلْه ويَكِلْه إلى نفسه فلا هادي له من دون الله، وهؤلاء الضُّلال يبعثهم الله يوم القيامة، ويحشرهم على وجوههم، وهم لا يرون ولا ينطقون ولا يسمعون، مصيرهم إلى نار جهنم الملتهبة، كلما سكن لهيبها، وخمدت نارها، زدناهم نارًا ملتهبة متأججة.
عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى “لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون” (النور 61) المخاطب في قوله تعالى: “مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ” من كان له السلطة على المال بالولاية أو الوصاية أو الوكالة. وقوله: ” فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ ” أي ليسلم بعضكم على بعض، والمعنى الظاهر من الآية أن لا بأس على الأعمى والأعرج والمريض ولا على غيرهم أن يأكلوا دون أن يستأذنوا من بيوتهم وبيوت أقاربهم المذكورين مجتمعين مع أصحاب البيوت أو غير مجتمعين. وأيضا لا بأس أن يأكل بالمعروف الوكيل وأمثاله من المال الموكل به، وكذا للصديق أن يأكل من بيت صديقه، فكل واحد من هذه الأصناف له أن يأكل من هذه البيوت شريطة أن لا يعلم بعدم الرضا من أصحابها. وقال كثير من الفقهاء: انه يتناول شيئا من الفاكهة أو الخضار أو الطعام المعتاد الذي أعد للغداء أو العشاء أو الفطور دون الشيء العزيز الذي يدخر لحالات خاصة. وتسأل: إن قوله تعالى: “ولا عَلى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ ” يدل على أن للإنسان أن يأكل من بيته دون أن يستأذن من نفسه، وهذا كلام غير مستقيم؟ الجواب: أن المراد من بيوتكم بيوت أزواجكم وأولادكم على حذف مضاف لقوله تعالى: “جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا” (الشورى 11). وفي الحديث: ان أطيب ما يأكل المرء كسبه، وإن ولده من كسبه. وفي حديث آخر: أنت ومالك لأبيك. فصح اطلاق النفس على الزوج والزوجة لأن كلا من الآخر، وعلى الولد لأنه من والده ولوالده. سؤال ثان: لما ذا خص سبحانه بالذكر الأعمى والأعرج والمريض مع العلم بأنهم يدخلون في قوله: “عَلى أَنْفُسِكُمْ” لأن المخاطب جميع المكلفين، ولا أحد يتوهم ان السلامة من العمى والعرج والمرض شرط لجواز الأكل كي ينبه إلى خطئه وتوهمه؟. وتعددت الأقوال في الجواب عن هذا السؤال، وأنهاها بعض المفسرين إلى خمسة، وأقربها أن الصحابة كانوا يتحرجون من الأكل مع الأعمى، لأنه لا يستطيع معرفة الجيد من الطعام، فيلحقه الحيف، والأعرج وان أبصر الطيب من الطعام لكنه يعجز عن الجلوس مع الجماعة للأكل حيث كانت تمد الموائد على الأرض. والمريض يعجز عن مشاركة الصحيح في الأكل، حيث ينتهي هذا قبله، ويبقى المريض وحده على المائدة فيخجل من الانفراد.. وأيضا امتنع الصحابة عن الأكل من البيوت المذكورة دون استئذان بعد أن نزل قوله تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ” (البقرة 188). فأباح سبحانه لهم الأكل من هذه البيوت من غير استئذان، و الأكل مع الأعمى والمريض والأعرج.
جاء في کتاب الإمام عليّ الهادي عليه السلام سيرة وتاريخ للشيخ علي موسى الكعبي: عن تفسير الأمثال الخمسة للإمام الصادق عليه السلام: صحة الخلقة: أما قول الصادق عليه السلام (وهي صحة الخلقة) فإن معناه كمال الخلق للانسان وكمال الحواس وثبات العقل والتمييز وإطلاق اللسان بالنطق، وذلك قول الله: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً” (الاسراء 70) فقد أخبر عز وجل عن تفضيله بني آدم على سائر خلقه من البهائم والسباع ودواب البحر والطير وكل ذي حركة تدركه حواس بني آدم بتمييز العقل والنطق، وذلك قوله: “لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم” (التين 4)، وقوله “يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك” (الانفطار 6-8) وفي آيات كثيرة. فأول نعمة الله على الانسان صحة عقله وتفضيله على كثير من خلقه بكمال العقل وتمييز البيان، وذلك أن كل ذي حركة على بسيط الأرض هو قائم بنفسه بحواسه مستكمل في ذاته، ففضل بني آدم بالنطق الذي ليس في غيره من الخلق المدرك بالحواس، فمن أجل النطق ملك الله ابن آدم غيره من الخلق حتى صار آمراً ناهياً، وغيره مسخر له، كما قال الله: “كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم” (الحج 37)، وقال: “وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها” (النحل 14)، وقال: “والأنعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس” (النحل 5-7). فمن أجل ذلك دعا الله الانسان إلى اتباع أمره وإلى طاعته، بتفضيله إياه باستواء الخلق وكمال النطق والمعرفة بعد أن ملكهم استطاعة ما كان تعبدهم به بقوله: “فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا” (التغابن 16) وقوله: “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” (البقرة 286)، وقوله: “لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها” (الطلاق 7) وفي آيات كثيرة. فإذا سلب من العبد حاسة من حواسه رفع العمل عنه بحاسته، كقوله: “ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج” (النور 61) الآية، فقد رفع عن كل من كان بهذه الصفة الجهاد وجميع الأعمال التي لا يقوم بها. وكذلك أوجب على ذي اليسار الحج والزكاة لما ملكه من استطاعة ذلك، ولم يوجب على الفقير الزكاة والحج، قوله: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً” (ال عمران 97)، وقوله في الظهار: “والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة” إلى قوله “فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً” (المجادلة 3-4) كل ذلك دليل على أن الله تبارك وتعالى لم يكلف عباده إلا ما ملكهم استطاعته بقوة العمل به، ونهاهم عن مثل ذلك، فهذه صحة الخلقة.
جاء في موقع اسلام أون لاين عن رحمة النبي بذوي الاحتياجات الخاصة للكاتب محمد سعيد ياقوت: تحريم السخرية منهم: كان ذوو الاحتياجات الخاصة، في المجتمعات الأوروبية الجاهلية، مادة للسخرية، والتسلية والفكاهة، فيجد المعاق نفسه بين نارين، نار الإقصاء والإبعاد، ونار السخرية والشماتة، ومن ثَم يتحول المجتمع -في وجدان أصحاب الإعاقات- إلى دار غربة، واضهاد وفرقة.. فجاء الشرع الإسلامي السمح، ليحرّم السخرية من الناس عامة، ومن أصحاب البلوى خاصة، ورفع شعار “لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك”. وأنزل الله تعالى آيات بينات تؤكد تحريم هذه الخصلة الجاهلية، فقال: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” (الحجرات 11) كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: “الكِبْر بطر الحق وغَمْط الناس” ”وغمط الناس”: احتقارهم والاستخفاف بهم، وهذا حرام، فإنه قد يكون المبتلى أعظم قدرًا عند الله، أو أكبر فضلاً على الناس، علمًا وجهادًا، وتقوى وعفة وأدبًا.. ناهيك عن القاعدة النبوية العامة، الفاصلة: “فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ”. ولقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشد التحذير، من تضليل الكفيف عن طريقه، أو إيذائه، عبسًا وسخرية، فقال: “مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ” فهذا وعيد شديد، لمن اتخذ العيوب الخلقية سببًا للتندر أو التلهي أو السخرية، أو التقليل من شأن أصحابها، فصحاب الإعاقة هو أخ أو أب أو ابن امتحنه الله، ليكون فينا واعظًا، وشاهدًا على قدرة الله، لا أن نجعله مادة للتلهي أو التسلي. رفع العزلة والمقاطعة عنهم فقد كان المجتمع الجاهلي القديم، يقاطع ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعزلهم، ويمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، كحقهم في الزواج، والاختلاط بالناس. فقد كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعرج ولا أعمى ولا مريض، وكان الناس يظنون بهم التقذّر والتقزّز. فأنزل الله تعالى: “لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون” (النور 61). أي ليس عليكم حرج في مؤاكلة المريض والأعمى والأعرج، فهؤلاء بشر مثلكم، لهم كافة الحقوق مثلكم، فلا تقاطعوهم ولا تعزلوهم ولا تهجروهم، فأكرمكم عند الله أتقاكم، “والله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم”. وهكذا نزل القرآن، رحمة لذوي الاحتياجات الخاصة، يواسيهم، ويساندهم نفسيًّا، ويخفف عنهم. وينقذهم من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب المعاقين، جراء عزلتهم أو فصلهم عن الحياة الاجتماعية. وبعكس ما فعلت الأمم الجاهلية، فلقد أحل الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة الزواج، فهم -والله- أصحاب قلوب مرهفة، ومشاعر جياشة، وأحاسيس نبيلة، فأقر لهم الحق في الزواج، ما داموا قادرين، وجعل لهم حقوقًا، وعليهم واجبات، ولم يستغل المسلمون ضعف ذوي الاحتياجات، فلم يأكلوا لهم حقًّا، ولم يمنعوا عنهم مالاً.
ويستطرد الكاتب محمد سعيد ياقوت في موقع اسلام أون لاين قائلا: بيد أن هذا التخفيف الذي يتمتع به المعاق في الشرع الإسلامي، يتسم بالتوازن والاعتدال، فخفف عن كل صاحب إعاقة قدر إعاقته، وكلفه قدر استطاعته، يقول القرطبي: “إن الله رفع الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر، وعن الأعرج فيما يشترط في التكليف به من المشي، وما يتعذر من الأفعال مع وجود العرج، وعن المريض فيما يؤثر المرض في إسقاطه، كالصوم وشروط الصلاة وأركانها، والجهاد ونحو ذلك”. ومثال ذلك الكفيف والمجنون، فالأول مكلف بجلّ التكاليف الشرعية باستثناء بعض الواجبات والفرائض كالجهاد.. أما الثاني فقد رفع عنه الشارع السمح كل التكاليف، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ”. فمهما أخطأ المجنون أو ارتكب من الجرائم، فلا حد ولا حكم عليه، فعن ابن عباس قال: أتي عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناسًا فأمر بها عمر أن ترجم، فمرّ بها على علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت، فأمر بها عمر أن ترجم. فقال: ارجعوا بها ثم أتاه، فقال: يا أمير المؤمنين أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة، عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل؟ قال: بلى. قال: فما بال هذه ترجم؟ قال: لا شيء. قال علي: فَأَرْسِلْهَا. فَأَرْسَلَهَا. فجعل عمر يُكَبِّرُ. هكذا كان المنهج النبوي في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، في وقت لم تعرف فيه الشعوب ولا الأنظمة حقًّا لهذه الفئة، فقرر الشرع الإسلامي الرعاية الكاملة والشاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجعلهم في سلم أولويات المجتمع الإسلامي، وشرع العفو عن سفيههم وجاهلهم. وتكريم أصحاب البلاء منهم، لا سيما من كانت له موهبة أو حرفة نافعة أو تجربة ناجحة، وحث على عيادتهم وزيارتهم، ورغب في الدعاء لهم، وحرّم السخرية منهم، ورفع العزلة والمقاطعة عنهم، ويسّر عليهم في الأحكام ورفع عنهم الحرج. فالله في شريعة الإسلام ونبي الإسلام. الأستاذ محمد مسعد ياقوت داعية مصري، وباحث مشارك في إعداد بعض المشاريع العلمية الهامة، ومُعِد ومقدم برامج في التلفزيون المصري والفضائيات العربية، وعضو لجنة الكتاب الأفارقة والآسيويين.
جاء في صفحة تجمع المعوقين في العراق: 17 ايلول عمان – الاردن يشارك تجمع المعوقين في العراق في اعمال الورشة تدريبية الثانية من برنامج بردج برعاية IDA والمنظمة العربية لذوي الإعاقة AODP كلمة حول الورشة / هاشم العزاوي و الاء النعيمي والدكتور احمد الطيب وترجمة لغةٍ الاشارة مصطفى ميران. دعماً للعطاء الإنساني، وشحذاً للهمم نحو تعزيز الأعمال الإنسانية النبيلة التي تميزت بها الدفاع المدني..
السيد المدير العام يستقبل وفداً من تجمع ذوي الإعاقة في العراق بمكتبه في مقر الدفاع المدني العامة. في إطار تعزيز جهود العطاء الإنساني وتحفيز المبادرات الرامية لدعم الأعمال الإنسانية النبيلة التي تميز بها جهاز الدفاع المدني، استقبل السيد اللواء الحقوقي محسن كاظم علك، مدير عام الدفاع المدني، وفداً من تجمع ذوي الإعاقة في العراق، وذلك خلال زيارة تمت في مكتبه بمقر المديرية العامة للدفاع المدني ظهر اليوم السبت. كما تبادل سيادة مع الوفد الزائر الحديث، معبراً عن دعم مديرية الدفاع المدني لكافة التوجيهات التي تخدم هذه الشريحة المهمة في المجتمع. وأكد سيادته على تميز الدفاع المدني العراقي في أعماله الإنسانية التي رسخت في وجدان منتسبيه، مشيداً بالزيارة التي حرص الوفد على إتمامها لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بما يصب في تحقيق المصلحة العامة. من جانبهم قدم ممثلوا تجمع ذوي الإعاقة في العراق شكرهم للسيد المدير العام على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، معبرين عن تمنياتهم له بدوام التوفيق والنجاح في قيادته لمديرية الدفاع المدني نحو مزيد من التميز والتقدم. وقد أثنوا على الأداء المتميز للمديرية تحت قيادته، حيث أصبحت في قمة عطائها. إطلاق برنامج تدريبي بالتعاون مع اليونسيف لتمكين ودمج ذوي الإعاقة في كربلاء بمشاركة تجمع المعوقين في العراق أطلقت هيئة حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وبالتعاون مع منظمة اليونسيف، برنامجاً تدريبياً في محافظة كربلاء المقدسة بمشاركة مجموعة من الأشخاص ذوي الإعاقة وموظفي الهيئة. ويهدف البرنامج إلى بناء القدرات وتعزيز التنسيق بين الجهات الرسمية والمنظمات الشريكة، لتوفير بيئة أكثر استجابة لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان حقوقهم المكفولة. ويتضمن التدريب محاور حول التخطيط والإدارة وآليات الحماية والتمكين، إضافة إلى ورش عمل تطبيقية مع المجتمع المدني لدعم سياسات الدمج. وأكدت رئيس الهيئة السيدة ذكرى عبد الرحيم أن “إطلاق البرنامج خطوة مهمة لتوحيد الجهود نحو سياسات مستدامة تكفل مشاركة فاعلة لذوي الإعاقة”.
عن موقع منظمة الصحة العالمية: اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2025: تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمعات وحفظ حقوقهم وكرامتهم: وفي إقليم شرق المتوسط، صَدَّق 21 من أصل 22 بلدًا وإقليمًا على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وهناك دعوة ذاتية متزايدة والتزام حكومي متزايد لإعمال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذين تُقدَّر نسبتهم بنحو 14.7% من السكان، ومن المرجح أن يزداد هذا الرقم استنادًا إلى الاتجاهات العالمية التي تشمل زيادة الأمراض غير السارية، والسكان في مرحلة الشيخوخة، والأثر الكبير للحروب والصراعات والنزوح القسري والكوارث الطبيعية. وخلص تقرير إقليمي في عام 2022، استنادًا إلى تقييم سريع لإدماج منظور الإعاقة خلال الاستجابة الصحية لجائحة كوفيد-19، إلى أن الإدماج يحتاج إلى تعزيز، وأتاح ذلك التقرير أساسًا لإجراء مزيد من التقييمات للاسترشاد بها في تطوير نُظُم صحية يكون إدماج منظور الإعاقة في صميمها. وإدراكًا من المنظمة للحاجة إلى فهمٍ أعمقٍ لشمول مسائل الإعاقة في جميع أنحاء الإقليم، فقد أعدت تحليلًا لوضع النُظُم الصحية الشاملة لمسائل الإعاقة، بالتعاون مع الدول الأعضاء والمركز العالمي لإدماج مسائل الإعاقة في كلية لندن الجامعية. ويستند تحليل الوضع، الذي سيُنشر قريبًا، إلى التوصيات الواردة في التقرير العالمي عن الإنصاف في مجال الصحة للأشخاص ذوي الإعاقة ويهدف إلى توفير أساس تستند إليه البلدان عند اتخاذ خطوات لتحسين إدماج مسائل الإعاقة، وتحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في نهاية المطاف. إن لتحقيق الإتاحة المنصفة للخدمات الصحية – استنادًا إلى الأطر العالمية مثل سياسة منظمة الصحة العالمية بشأن الإعاقة، واستراتيجية الأمم المتحدة لإدماج مسائل الإعاقة، وقرار جمعية الصحة العالمية رقم ج ص ع 74-8، واتفاقية الأمم المتحدة بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة – أهميةُ محوريةٌ بالنسبة لولاية المنظمة. وقد بُذلت بالفعل مساعٍ عديدة للدعوة إلى تحقيق الإنصاف في الصحة للأشخاص ذوي الإعاقة وتقديم إرشادات عملية في هذا الصدد. ويعرض التقرير العالمي بالتفصيل 10 مداخل و40 إجراءً شاملًا لمسائل الإعاقة للنهوض بالإنصاف في جميع أنحاء قطاع الصحة. وتركز التوصيات على ضمان تَمكُّن الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة حقهم في الصحة، وتحقيق أعلى مستوى ممكن من العافية، والمشاركة بنشاط في القرارات التي تؤثر على حياتهم.
جاء في صفحة تجمع المعوقين في العراق: جمهورية مصر العربية – القاهرة فندق رمسيس، اختتام المؤتمر الاقليمي لذوات الاعاقه بتنظيم المنظمة العربية لذوي الاعاقه ورعاية جامعة الدول العربية، بحضور وزارات ومؤسسات حكوميه و وكالات دولية والتحالف الدولي للاعاقه، واتحادات الاعاقه من الدول العربية شارك من العراق وزارة العمل و السيدة رئيس هيئة ذوي الاعاقه و تجمع ذوي الاعاقه في العراق وموسسة الحياة لحقوق الصم وموسسه دجله لدعم لغة الاشارة،، تناول المؤتمر مستجدات تنمية وحقوق ذوات الاعاقه في، المشاركة السياسيه و التاهيل والتكنولوجيا وتمكين تصدرهن المواقع القياديه وفق اعلان بكين +30، ومعاهدة حقوق ذوي الاعاقه. شكرا لمفوضية الانتخابات لاضافة خبراء لغة الإشارة من مؤسسة دجلة لدعم لغة الإشارة من اعضاء تجمع ذوي الاعاقة في العراق، ويعد استجابة لحق وصول المعلومة للأشخاص الصم وفق المادة 21 من معاهدة الأمم المتحدة لحقوق ذوي الاعاقة. الأطراف الصناعية وطابعات برايل. مشهد تمثيلي يوضح العقول التي تعمل في مؤسسات الدولة التي تجعل من الإعاقة سببا لرفض ذوي الإعاقة في في سوق العمل الحكومي. الحملات الدعائية للمرشحين لانتخابات البرلمانية يجب ان تكون صديقة لذوي الاعاقة. العراق بحاجة الى تمكين ذوي الاعاقة من خلال الفضاء الرقمي. السياحة الدامجة حق ترفيه ذوي الاعاقة – تعمل بها النظم الحضارية. مدينة ڤانتا وسط هلسنكي / فنلندا التعليم الدامج يبدأ من رياض الأطفال وصولا للجامعات / رسالتنا لكل معني بالتعليم المتحضر. بمشاركة رئيس تجمع المعوقين في العراق موفق الخفاجي احد اعضاء الوفد العراقي المشارك في اعمال تحريم الالغام والعنقودي في الامم المتحدة في جنيف للفتره من 16 لغاية 19 ايلول الجاري. جنيف / سويسرا تحياتي باليوم العالمي للغة الاشارة international day for sign language. 17 ايلول من مقر الامم المتحده – جنيف / سويسرا كلمة موفق الخفاجي في اجتماع لجنة الامم المتحدة لاتفاقية اوسلو لتحريم الالغام و العنقودي عن ضحايا الحروب ومخلفاتها بحضور ممثلي 180 حكومة ووكالات انسانيه ومنظمات دولية.