رياض سعد
وُلد وفي جبينه أثرُ نورٍ لا يُرى، لكنه كان كافيًا ليوقظ العتمة من سباتها… ؛ لم يعرف لماذا كانت العيون ترتاب منه قبل أن يعرف اسمه، ولا لماذا كانت القلوب تشهر أنيابها كلما اقترب... !!
كان طيّبًا حدَّ الخطر... ؛ والطيبة – في عالمٍ جائع – رائحةُ دم …
كبر، فكبرت معه الأسئلة، وتكاثرت حوله الأفخاخ والمصائد وحيكت ضده المؤامرات … ؛ كلما صافح أحدًا، شعر أن يده تعود ناقصة الثقة… ؛ و كلما ابتسم، لمح في الأسنان المقابلة بريق خديعة… ؛ لم يؤذِ أحدًا، ومع ذلك كان يُعاقَب كأنه أصلُ الخطيئة...!!
حتى فهم متأخرًا: أن النور لا يُحارَب لأنه مؤذٍ، بل لأنه كاشف …
حاول أن ينطفئ قليلًا لينجو، فلم ينجُ… ؛ و حاول أن يشبههم، فخانته ملامحه الملائكية … ؛ تسلل إلى الظلّ، فلاحقه ظل أعمق … ؛ عندها فقط، أدرك أن الهرب لا ينجّي من قانونٍ كُتب قبل الأسماء.
وفي لحظة موته، حين صار الألم ذكرى خفيفة، اصطفّوا حوله: نورٌ ينتظره بصمت، وظلامٌ يهدده بلا جدوى...
ابتسم… ؛ ومضى …
كأن كل ما قاساه لم يكن خسارة، بل ثمن العبور.