السيول تنعش خزانات وأهوار العراق

د. فاضل حسن شريف

عن وكالة الأنباء العراقية: من الجفاف إلى الانتعاش سيول الأمطار تقلب معادلة المياه وتعزز الخزين الاستراتيجي للكاتب أياد عطية الخالدي: الأنبار: استثمار سيول الوديان الغربية: وفي محافظة الأنبار، التي شهدت تبايناً في الهطول المطري، أوجزت مديرية الموارد المائية الموقف بالسيطرة على سيول الوديان وتوجيهها لتعزيز بحيرتي حديثة والحبانية. وقال مدير الموارد المائية في الأنبار، جمال عودة سمير، لـ (واع): إن “المحافظة شهدت غزارة مطرية في المناطق الغربية سجلت 18 ملم، نتجت عنها سيول تدفقت عبر وديان (الگصر، أبو تين 1 و2، ومشهد) بتصاريف تراوحت بين 15 إلى 30 متراً مكعباً في الثانية، تم توجيهها بالكامل إلى بحيرة حديثة”. وأضاف سمير، أن “واديي (حوران) و(عين الأسد) الواقعين أسفل سد حديثة، سجلا تصاريف مائية تراوحت بين 30 إلى 70 متراً مكعباً في الثانية، حيث تعاملت معها الوزارة فنياً عبر توجيهها إلى عمود نهر الفرات في ناحية البغدادي، ليتم خزنها لاحقاً في مقدمة سدة الرمادي”. وبين أن “ارتفاع منسوب المياه في مقدم سدة الرمادي لأكثر من 49 متراً، دفع المديرية لتخفيض الإطلاقات من سد حديثة إلى 150 م3/ثا، مع التخطيط لتمرير الموجة تدريجياً إلى مؤخر السدة وتغذية بحيرة الحبانية بجزء منها”.

جاء في موقع شفقنا العراق: الأمطار في العراق انتعاش للزراعة والأهوار وارتفاع لمناسيب المياه: كميات متفاوتة في ذي قار: وأوضح أن المحافظة سجلت خلال اليوم الأخير كميات أمطار “متفاوتة”، وأن معدل الكميات التي هطلت في 6 وحدات إدارية تقدر ارتفاعها 10 ملم، مبيناً أن “هذه الكمية تُعد كافية لتأمين ريّة كاملة للخطة الزراعية الحالية”. وأشار مدير الموارد المائية إلى أن تأثير الأمطار لم يقتصر على الأراضي الزراعية فحسب، بل امتد ليشمل أهوار الجبايش التي شهدت ارتفاعاً في منسوب مياه الفرات الداخل إليها، إذ ارتفع المنسوب من 45 سنتيمتراً يوم أمس إلى 47 سنتيمتراً اليوم. مشيرًا الى أن “هذه الزيادة ما تزال في بدايتها، لا سيما أن معظم كميات الأمطار التي هطلت خلال الساعات الماضية كانت في المناطق الوسطى من البلاد، ومن المتوقع أن تصل تأثيراتها تدريجياً إلى الجنوب مع تحسن الإطلاقات المائية”. الأمطار في العراق انتعاش للزراعة والأهوار وارتفاع لمناسيب المياه: 85 ملم في قلعة سكر: وأوضح كريم أن مدينة الناصرية سجّلت كمية أمطار بلغت 13 ملم، فيما كانت ذروة الهطول في قضاء قلعة سكر الذي تصدّر القائمة بمعدل وصل إلى 85 ملم، وهو الأعلى منذ بداية الموسم ويعد مؤشراً على حالة مطرية استثنائية شهدها شمال المحافظة. وأضاف أن قضاء الرفاعي جاء في المرتبة الثانية بمعدل أمطار بلغ 40.6 ملم وتليه الشطرة بـ 36.3 ملم ومن ثم الغراف بـ 30 ملم في حين سجّلت الفضلية أقل كمية هطول بواقع 11.8 ملم فقط. وأكد مدير الأنواء أن “هذه الأرقام تعكس تبايناً واضحاً في المسار المطري للحالة الجوية التي أثرت على ذي قار”، مشيراً إلى أن تأثيراتها الإيجابية قد تظهر خلال الأيام المقبلة على مستوى الزراعة والمسطحات المائية، وسط توقعات باستمرار المتابعة الدقيقة لأي تغيّرات جوية مرتقبة. خطة لتوجيه السيول ورفد الأهوار والسدود: تعزيز المياه الجوفية: وبين، أن “الأمطار والسيول التي شهدتها مناطق البادية الشمالية والغربية ساهمت في تعزيز المياه الجوفية، وتخفيف الضغط عليها، وتلبية المتطلبات”. وأردف بالقول: إن “الأمطار والسيول التي شهدتها البلاد أدت إلى اتخاذ قرار من وزارة الموارد المائية، بواسطة المركز الوطني، بتخفيف الإطلاقات المائية من السدود والخزانات، مما سيسهم في المحافظة على الخزين المائي وديمومته وإطالة عمر الخزين الحي”. وأشار إلى، أن “وزارة الموارد المائية تمتلك منظومة خزنية كبيرة، لذلك فهي لا تحتاج إلى إنشاء سدود كبيرة أخرى، وإنما تتمثل خطة الوزارة بالتوسع في إنشاء سدود حصاد المياه”. حصاد المياه: وأوضح، أن “سدود حصاد المياه هي سدود صغيرة تهدف إلى الاستفادة من الأمطار والسيول الواردة في بعض المواقع والمناطق، ولا سيما البادية الشمالية والجنوبية والغربية، لاستقرار سكان هذه المناطق وتأمين المياه للرعي والزراعة، إضافة إلى تغذية المياه الجوفية”. وشدد بالقول: على “أهمية اعتماد المعلومات الصادرة عن وزارة الموارد المائية، وعدم تداول بعض المعلومات التي تنشرها بعض القنوات أو مواقع التواصل الاجتماعي، لكونها غير صحيحة وغير دقيقة”.

جاء في صحيفة طريق الشعب: الأهوار والسدود بحاجة إلى موجات إضافية لإنعاش المخزون، أمطار العراق: نفع للأنهار والخزانات.. وخسائر بشرية ومادية: شهد العراق خلال الأيام الأخيرة، موجة أمطار غزيرة، أدت إلى ارتفاع مناسيب المياه في عدد من الأنهار والسدود التي تقاسي الجفاف، لكنها في المقابل سجلت خسائر بشرية وأضرارا مادية في محافظات عدة. وفي الوقت الذي يرى فيه مسؤولو وزارة الموارد المائية أنها حققت فوائد مهمة للري والمخزون المائي، حذر خبراء وأكاديميون من استمرار غياب التخطيط والتمويل لمشاريع حصاد المياه، وعلى رأسها مشاريع سدود الحصاد التي لم تُنفذ رغم أهميتها، في مواجهة موجات السيول والجفاف. تراجع الضغط على الآبار: من جهته، أكد ميثم علي، المدير العام للهيئة العامة للمياه الجوفية في وزارة الموارد المائية، أن الأمطار التي هطلت يوم أمس في مناطق كركوك والسليمانية دفعت بـ500 متر مكعب من المياه خلال ثلاث ساعات إلى نهر دجلة عبر الزاب الصغير، ما أثر بشكل مباشر على منسوب النهر. وأوضح علي، أن تأثير الأمطار على المياه الجوفية قد لا يكون مباشراً، لكنه مفيد بشكل غير مباشر، إذ سيخفف الضغط على استخدام الآبار من قبل المزارعين لمدة تقارب شهراً كاملاً، نتيجة توفر مياه الري السطحية. وأشار إلى أن الأمطار التي هطلت في المناطق القريبة من سد الموصل عززت المخزون المائي فيه، فيما تتجه مياه الأمطار في وسط البلاد نحو بحيرة الثرثار التي تمثل خزّاناً استراتيجياً للمياه.

سد الموصل ينتعش: من جانبه، قال حاتم طيب، مدير سد الموصل، إن السد شهد ارتفاعاً واضحاً في منسوب المياه نتيجة الأمطار الأخيرة، مؤكداً أن جزءاً من الأمطار التي تهطل سنوياً في دهوك وزاخو يصل إلى السد ويسهم في تعزيز مخزونه المائي. بدوره، أكد غزوان السهلاني، معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري والبزل، أن موجة الأمطار وفرت متطلبات الري للمرحلة الأولى من الموسم الشتوي، ضمن الخطة الزراعية المقرة. وأضاف أن الأمطار رفعت من مناسيب مياه الأهوار وساهمت في دفع اللسان الملحي جنوب البلاد، إلى جانب تقليل الضغط على المخزون الجوفي في المرحلة الأولى من ري الأراضي الزراعية. الخزين ارتفع بنسبة 2% فقط: وبرغم هذه الفوائد التي تحدث عنها المعنيون، يشير مرصد “العراق الأخضر” البيئي إلى أن كميات الأمطار الأخيرة لم ترفع الخزين المائي في السدود والخزانات إلا بنسبة تتراوح بين 1 و2% فقط، ما يؤكد استمرار ضعف الموارد المائية مقارنة بحجم الحاجة. وذكر المرصد، أن محافظة السليمانية تصدرت المحافظات بكمية الأمطار التي بلغت 86 ملم، بينما سجلت دوكان 52 ملم. وحلت محافظة ذي قار ثانياً بمعدل أمطار بلغ 11.5 ملم، فيما تصدرت منطقة الأعظمية في بغداد العاصمة بنسبة 11.4 ملم. ونبه الى أن البلاد ما تزال بحاجة إلى موجات مطرية وسيول مشابهة لتلك التي شهدتها قبل يومين، بهدف إنعاش الأهوار التي تعاني من انخفاض حاد في مناسيب المياه، ورفع الخزين المائي في السدود التي وصلت إلى مستويات متدنية. وطالب المرصد الجهات الرسمية باستثمار هذه الموجات المطرية بعمليات حصاد المياه وتعزيز التخزين في المناطق التي تعاني من نقص حاد، خصوصاً في محافظات الجنوب والوسط.