د. فاضل حسن شريف
عن موقع الجزيرة: القصة الكاملة لاعتقال صدام حسين تعرف على حقيقة مخبئه ورمزيته ولماذا لم يقاوم القوة الأميركية المهاجمة؟ للكاتب طه العاني: ويرى المحلل السياسي نجم القصاب أن عملية اعتقال صدام لم تكن مفاجئة، بسبب تخلّي كل الأطراف وكل المقربين عنه، حتى من عائلته ومن عشيرته. ويضيف القصاب للجزيرة نت أن صدام كان يعتقد أن أجهزته ستقاوم القوات الأميركية لسنوات وليس لأشهر، ولم يعتقد أنه سيلقى القبض عليه، ويتخلى عنه المقربون منه. ويقول الباحث والكاتب السياسي كفاح محمود “لم أكن أتوقع اعتقاله بهذا الشكل، كل توقعاتي أنه سيقود مجموعاته للمقاومة حتى يُقتل، لكن يبدو أننا لم نكن ندرك سريرة هذا الرجل الحقيقية”. ويعرب محمود للجزيرة نت عن اعتقاده أن صدام كان ينتظر أمرا ما، أو يأمل تغييرا في توجهات الأميركان أو بعض مفاصلهم معه، لكن ما حصل أنهى كل ما كان يظنه. مقتنيات صدام: وينقل الشيخ الندا عن المحامين الذين دافعوا عن صدام أن القوات التي هاجمت مكان اختباء صدام عثرت على مبالغ مالية، وأسلحة شخصية خفيفة مكونة من بندقية كلاشينكوف ومسدس من نوع براوننك “9 ملم”. كما يفيد النجداوي بأنه لم تكن مع صدام يوم اعتقاله سوى بندقيته ومسدسه وملابسه وبعض الطعام الموجود في مطبخ المنزل، والأشياء التي تكفيه لمؤونة الحياة. وفي هذا السياق، يؤكد كامل أن ما عُثر عليه مع صدام كانت مستلزمات شخصية بسيطة، ومبلغ مالي بحدود 750 ألف دولار، كان يجري الصرف منه على بعض الفصائل لتهيئتها لمقاومة القوات الأميركية. في الزنزانة وحول مكان احتجاز صدام حسين يقول النجداوي إنه احتجز في أحد القصور الرئاسية، الذي حولته القوات الأميركية إلى مكان للاعتقال. ويضيف أن الأميركيين تعاملوا معه إجمالا بطريقة إيجابية، “لإعطاء صورة أمام الإعلام أنهم يحترمون حقوق الإنسان ويحترمون قواعد القانون الدولي الإنساني”. ويكشف محامي صدام عن محاولات أميركية لعقد لقاءات وجلسات مع صدام في مكان الأسر، وكان من ضمنهم جنرال أميركي، فتفاوضوا معه، وخيّروه بين مصير كمصير نابليون أو غيره، إذا لم يطلب من المقاومة العراقية أن توقف أعمالها. ويتابع أن العملية التحقيقية كانت تجري من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية، إلا أنه كان يحاور ويناور، فلم يستطيعوا أخذ إلا ما يريد إعطاءه. قبر مجهول: قبر الرئيس العراقي الراحل كان في منطقة العوجة قرب تكريت، حيث دُفن بعد إعدامه في قاعة للمناسبات، كما يقول الندا. ويضيف أنه بأمر من وزارة الداخلية -في وقتها- جرى رفع جثمانه من هذه المقبرة إلى المقابر العامة، “ولكن لا أعلم حقيقة أين دفن”. في حين ينوّه مرعي إلى أن القبر موجود، ولكن هناك نوعا من القلق لدى من يرقب زيارته، عدا عن تحول في المزاج العام، بسبب حجم الأحداث المريرة التي توالت على العراقيين. ويظن محمود أن موضوع قبر صدام لم يعد يشكل رمزية كما كان متوقعا، وما يواجهه العراقيون اليوم -بمن فيهم بعض مؤيديه- يجعلهم لا يهتمون بقبره أو مكانه. وحاولت الجزيرة نت التواصل مع مسؤولين حكوميين في فترة اعتقال صدام حسين، لكنهم رفضوا التصريح، وعلل المستشار السابق للأمن الوطني موفق الربيعي رفضه الحديث لنا بأن “جميع السياسيين يريدون أن يبعدوا أنفسهم عن هذا الحدث التاريخي”.
عن موقع الجزيرة: ما الطعام الذي حمله صدام حسين إلى مخبئه؟.. تفاصيل ومواقف طريفة يرويها طباخه الشخصي للكاتب محمد موسى: حملت “البسطرمة” التي يحبها صدام حسين إليه بالقصر الرئاسي قبل أيام من الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ورغم أنني كنت قد تركت الخدمة قبل سنوات فإنني بقيت على علاقة بالقصر وواصلت طبخ الأكلات المحببة التي يحبها الرئيس الراحل وحملها إليه. هكذا تحدث الطباخ الشخصي لصدام في كتاب ترجم للهولندية مؤخرا “على مائدة الدكتاتور”، لمؤلف بولندي وصدرت منه الترجمة الهولندية مؤخرا. يشاهد هذا الطباخ الذي يحمل الاسم الحركي “أبو علي”، البسطرمة التي عملها معلقة فوق الحفرة التي كان يختبئ بها صدام حسين، في الصور الفوتوغرافية التي نشرتها القوات الأميركية، والتي قبضت على الرئيس العراقي في شهر ديسمبر/كانون الأول 2003. وأثارت تلك الصور الكثير من الذكريات في قلب الرجل العراقي، كما جاء في كتاب “على مائدة الدكتاتور”، الذي حاور فيه مؤلفه البولندي ويتولد زابلوفسكي، “أبو علي” ضمن طباخين خاصين بخمسة حكام وصفهم بالقساة هم إلى جانب صدام حسين، الرئيس الكوبي فيديل كاسترو، والرئيس الأوغندي عيدي أمين، وبول بوت رئيس كمبوديا السابق والرئيس الألباني أنور خوجة. الاختبار الأول: تعرف صدام حسين على أبو علي، عندما كان الأخير يعمل كموظف في وزارة السياحة العراقية، وحينها طلب منه أن يشوي له قطعا من اللحم، وكان هذا الاختبار الأول له، أعجب طبخ أبو علي الرئيس العراقي السابق، ومنحه هدية مالية، ثم طلب منه بعد ذلك العمل كطباخ مساعد للرئيس، قبل أن يتحول إلى الطباخ الأساسي بعد سنوات. عندما سأل المؤلف البولندي أبو علي إذا كان من الممكن رفض عرض صدام بالعمل عنده وقتها، رد أبو علي “لا أعرف بالحقيقة، لكني لم أرغب في المحاولة”. عمل أبو علي إلى جانب فريق من الطباخين، وصلوا في فترة من الأوقات إلى 12 طباخا، منهم اثنان خاصان بزوجة صدام، ساجدة.
عن موقع الشرق الأوسط: القصة الكاملة لعملية القبض على صدام حسين الرقيب أول كيفين هولاند أحد أفراد قوة (دلتا) كسر أخيراً حاجز الصمت: في 13 ديسمبر (كانون الأول) من عام 2003، ألقت قوة كوماندوس أميركية القبض على الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين الذي اختفى من الصورة مباشرة عقب سقوط العاصمة بغداد. وكان البحث والقبض عليه من أولويات القيادة الأميركية السياسية والعسكرية، خصوصاً بعد أن تفاقمت العمليات التي تستهدف هذه القوات في عدد من المناطق العراقية. ورأى الجميع مشهد صدام وهو يخرج من حفرة ضيقة مغطاة بالحشائش والتراب والرمل كان يختبئ تحتها فيما يشبه الغرفة البدائية المحفورة تحت الأرض التي كان يصل إليها الهواء من خلال أنبوب بلاستيكي. صدام كان ملتحياً، (منكوش) الشعر، لا يبدو عليه الخوف، بل الاندهاش، وحوله أفراد قوة (دلتا فورس) الأميركية التي كانت مكلفة بالقبض عليه. لكن حتى تاريخه، لم يجرؤ أي من العسكريين الذين شاركوا في العملية على الكشف عن التفاصيل التي أفضت إلى القبض على المطلوب الأول للقوات الأميركية (من بين 55 مطلوباً) في المحلة المسماة (الدوار) في منطقة تكريت المناصرة تقليدياً لحكم صدام، وذلك بسبب القانون الأميركي الذي يأمر بكتم التفاصيل حتى عام 2028. بيد أن الرقيب أول كيفين هولاند، تجرأ وكسر الحظر، وذلك من خلال تسجيلات بودكاست المسماة بالإنجليزية (Danger Close) المخصصة للشؤون العسكرية الأميركية، والتي يديرها الضابط السابق في القوات الخاصة الأميركية جاك كير. وقد نجح الأخير في إقناع العسكري كيفين هولاند بأن يتحدث، لا بل أن يكون حديثه مصوراً، وذلك في 9 ديسمبر الماضي. وأخيراً، أفرج كير عن (شهادة) هولاند. ونقلت صحيفة (لو فيغارو) قبل يومين بعض تفاصيل هذه الشهادة، علماً أن العدالة الأميركية لم تحرك حتى اليوم ساكناً، ولم تلاحق أياً من الشخصين المسؤولين عن كشف أحد أهم الأسرار التي بقيت طي الكتمان عقدين من الزمن، وخصوصاً هوية الشخص الذي (باع) الرئيس العراقي الأسبق. تتبع قيادة العمليات العسكرية الخاصة التي يقع مقر قيادتها في مدينة تامبا في ولاية فلوريدا، نهجاً صارماً يمنع أياً من أفرادها من الحديث إلى الصحافة بأي شكل من الأشكال، لكن يبدو أن كيفين هولاند أراد المخاطرة وكأن سراً دفيناً يطأ على صدره ولم يعد يحتمل التستر عليه؛ لذا تحدث وفصّل وأطال.
عن صوت كردستان اراء في ذكرى الاطاحة بـ”الرئيس” الذي اختطف العراق للكاتب عباس سرحان: أخرج الامريكان صدام من حفرته ولم يطلق نحوهم رصاصة واحدة من سلاح لطالما أرعب به خصومه ومنافسيه وأفرغ رصاصاته في رؤوس رفاق دربه ممن شك بولائهم. واكتفى بالصياح بوجه الامريكان “أنا صدام حسين يا أمريكا لا تطلقوا النار”. كأنه يذكّرهم بما قدمه لهم من إنجازات طوال فترة حكمه، وهذه الجملة وحدها تثير أسئلة كثيرة حول تاريخ حكم حزب البعث في العراق. فلماذا أصر صدام على دخول الحرب ضد امريكا وهو يعلم أن العراق لن يكون قادرا على مواجهتها، ولمَ رفض مبادرة روسية حملها له يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي الاسبق طلبت منه التنحي عن السلطة حفاظا على العراق وتجنبا للمواجهة غير المتكافئة ؟. لماذا جعل صدام مصير العراق بكل ما فيه ومن فيه مرتبطا بمصيره، ولم يختر موقفا مشرفا شجاعا فيجنب العراق الدمار الحتمي والكارثة التاريخية ويتنحى عن السلطة حتى لا يمنح امريكا مبررا لاحتلال بلد طالما حلمت باحتلاله والسيطرة عليه، فقدمه لها على طبق من ذهب؟. هل يحق لصدام وهو شخص واحد أن يختطف بلدا بشعبه وتاريخه ومستقبله وثرواته ويتمترس به معرضا وجوده لخطر جسيم، وبأي منطق يمكن تبرير ذلك سوى أنه منتهى الأنانية وعدم الشعور بالمسؤولية في أحسن الأحوال وأين صدام من جمال عبد الناصر الذي استقال فور هزيمة جيشه في حرب 1967؟. هذه التساؤلات ظلت بلا اجابات لكنها تقود الى تساؤلات خطيرة اخرى، فمن هو صدام، ولماذا أعدم العراقيين دون رحمة، وانقلب على البعثيين؟. ولماذا غزا ايران بينما كانت تعيش اضطرابات داخلية بسبب ثورتها الفتية بذريعة تهديدها لأمن العراق وهي لم تشكل حكومة بعد، ولماذا حظي بدعم امريكي وغربي مطلق خلال حربه ضد شعبه وضد ايران، ولمصلحة من ولماذا غزا الكويت وهي بلد مسالم صغير وادع؟. كيف تمكن شاب قروي مغمور بلا تجربة سياسية من الاستحواذ على الحكم وتصفية كل معارضيه ومن يشك بولائهم له بمن فيهم البعثيون وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية في حينه احمد حسن البكر الذي اجبره على التنحي قبل ان يقتله بحقنة من مادة الثاليوم دون ان يكون لمجلس الأمن أي موقف من جرائمه تلك؟. من الواضح أن صعود صدام خُطط له بعناية فائقة، وبدت لمسات جهات مجهولة ذات خبرة فائقة، جلية في رسم تلك الخطة والاشراف على تنفيذها. لكن الكم الكبير من عمليات الاغتيال المدبّرة التي طالت خصوم صدام ومنافسيه ومن يُعتقد أنهم يقفون في طريق صعوده السريع تشير إلى أن الجهة التي أحاطته بالرعاية، جهة أو جهات دولية قوية ذات خبرة مخابراتية أرادت له الإمساك بحكم العراق تنفيذا لاستحقاقات طلبت منه فيما بعد.
ويستطرد الكاتب عباس سرحان قائلا: لقد تمكن صدام من ازاحة كبار ضباط الجيش ممن ساعدوا في انقلاب البعث عام 1968 أمثال ابراهيم الداود وحردان التكريتي وطاهر يحيى وعبد العزيز العقيلي ورشيد مصلح وغيرهم، ثم استدار وانقض على رفاقه في حزب البعث فأعدم كبارهم في مجزرة قاعة الخلد 1979. وبذلك أنهى كل القيادات العسكرية والسياسية التي يمكن ان تنافسه في قيادة الحزب والدولة ومرّت تلك الجرائم دون أدنى إدانة دولية، ومرّ قرار طرد الشركات النفطية البريطانية والامريكية والهولندية من العراق، ولم تحرك الدول الكبرى ساكنا مع أنها هاجمت مصر عام 1956 حين أمم عبد الناصر قناة السويس. من الواضح أن صدام قدم خدمات جليلة للدول الكبرى الطامعة بالمنطقة حين وقف بوجه المد الشيوعي ونكل بالشيوعيين العراقيين، وقضى على المد الاسلامي في العراق فأعدم كل من شك بانتمائه لحزب اسلامي فضلا عن كبار مراجع الدين في النجف الأشرف. وأوقف تقدم العراق الاقتصادي وجعله بلدا استهلاكيا يعتمد على ما يستورده من الدول الأخرى، ثم شن حرب نيابة ضد إيران فدمر الجيش العراقي الذي كانت اسرائيل تحسب له ألف حساب، وعرقل لعدة سنوات تطور ايران بعد ثورتها وتسببت حربه معها باستنزاف الاموال العراقية والايرانية لصالح شركات انتاج الاسلحة. وابتلع الكويت فجاء بأمريكا وحلفائها الى المنطقة ودفعت الكويت اموالا طائلة لأمريكا بغية تحرير نفسها، ثم استمر بالحكم بعد كل تلك الكوارث فمنح الامريكان ذريعة مثالية لاحتلال العراق الى وقت غير معلوم. أليست هذه السياسات تبدو مقصودة خدمة لأمريكا والغرب، ولم يستفد منها العراق والمنطقة بل كانت وبالا على الجميع، أبعد ذلك يمكن لعاقل أن يحسن الظن بصدام؟. أما حكاية الإطاحة به فلا تعدو عن كونها نهاية عميل انتفت الحاجة إليه وأصبحت إزالته بحد ذاتها مكسبا لأمريكا وحلفائها حققت بها ما كانت تحلم به فأصبحت لها قواعد في العراق وسيطرة شبه كاملة عليه. وقد سبقه بالمصير غيره من العملاء مثل جنرال بنما الأسبق نورييغا الذي عمل مع وكالات المخابرات الأمريكية عشرات السنين وكان من أهم مصادرها، ثم اتهمته امريكا بتهريب المخدرات فاعتقلته عام 1988 ومكث في السجن الى ان توفي في 2017.