أدهم الشبيب
الربا والرشوة وأكل الحرام ،، ظهرت في ستر الناس وفضائح أفعالهم وأشكالهم وألبستهم ونجا من ذلك -برحمة الله-المتعففون
يندهش احيانا بعض الناس المحافظين -وقد أصبحوا قلة- من مظاهر مستجدّة في المجتمع وفي شوارع المدن ومحلاتها بل وفي قصبات القرى وضواحي الأرياف ،،
فتيات يرتدين ما تستحي ان ترتديه بنات المدن المتحررة وتصرفات تخجل منها بنات الدول الكافرة ، أطفال ومراهقات يصرخن ويبكين في أحضان المطربين وفتيات ومتزوجات يتقافزن على المسارح ويتزاحمن لتقبيل الراقصين “المشهورين” ،
التسوق من محلات النساء في مدن “محافظة” صار موسما للتعارف ومحطة للعلاقات ومنظرا للفرجة على المتسوّقات اللاتي احترن كيف يبرزن مفاتنهن وبدعم اوليائهن “رجال آخر العصور” ، ولم ينج إلّا من لزم بيته وقصر كسوة أهله على طرق اختصّ بها واوقات يسرقها من هذه المهازل ليستر نفسه وعياله ،
بيع الذمم للسياسيين والسكوت بالرضا عن المفسدين ومحاربة المصلحين وأكل اموال المعوزين ، كل هذا لا يرضاه الله فيترك صاحبه ليد الشيطان فيبيع شرفه ولا يعود مهتما بعرضه ولا اهل بيته ،
مدن كنت لا ترى فيها امرأة دون عباءة تلفّ جسدها وتستره ، صرت ترى فيها نساء يتفاخرن برصّ اجسادهن ويمشين مع اوليائهن ، شوارع كنت لا تسمع فيها أصوات النساء إلا همسا صرت تتحاشى صرخاتهن وضحكات الإستهتار لإثبات انهن متحررات وقويّات ، وأجساد تخرج من نوافذ السيّارات مع اصوات الأغنيات والأب والأخ والزوج يقودون -بتليين الواو- ويرعون السلعة التي يتفرّج عليها الراغبون ،
نعم زادت الأموال وازدحمت مطاعم الدرجة الأولى والحفلات وغرقت الشوارع بماركات السيارات وانتشرت السفرات الجماعية والرحلات وتعالت الابراج السكنية والقصور و”الفيلّاّت” ، ولكن ليس هذا دليلا فقط على الرخاء والاقتصاد فالبلد لا يصنع ولا يزرع ولا يصدّر ولا يعطي الموظفين رواتب كبيرة ولا يدعم العاطلين ولا الفقراء والمعوزين ، ولا يترك ساسته وقادته للشعب إلّا الفتات وقد اخترعوا لهم في السنوات الأخيرة الضرائب والرسوم والغرامات ،
فلا يمكن -بعد خصم حصّة امريكا وايران – أن يبقى مال حلال يملأ الشوارع بما نراه ، فما هذا-في الغالب- إلّا مال الحرام ، وما انتشار البغي والإنحلال وانهتاك الستر إلّا من نتائجه
ادهم الشبيب 16 ك١ 2025