اسم الكاتب : هادي حسن عليوي
ـ قضيتُ أكثر من خمس وأربعين سنة في البحث والاستقصاء.. وصدر لي خمس وعشرين كتاباً في: السياسة.. والاجتماع.. والإعلام.. والتاريخ.
ـ مثلما قرأتُ 70 اضبارة شخصية ل 70 شخصية عراقية.. كان لها تأثير في سياسة العراق الجمهوري منذ العام 1958 حتى العام 2003.
ـ وأجريتُ أكثر من 250 مقابلة مباشرة مع بعض هذه الشخصيات.. وشخصيات أخرى لها دور في العراق الجمهوري في فترات مختلفة.
ـ كما قرأتُ بإمعان كل سير حياة الشخصيات (المدنية والعسكرية) الجمهورية ومذكراتهم.. سواء التي كتبوها هم أنفسهم.. أم التي كتبت عنهم.. واطلعتُ على كل الوثائق التي تخص فترة كتابي هذا.. سواء المنشورة منها.. أم غير المنشورة.. حتى الممنوعة منها.. ولم أبقي مصدراً.. أو ملفاً.. أو كتاباً.. أو أطروحة تخص العراق الجمهوري لم أقرأها للفترة المحددة لكتابي الجديد.
ـ تناولتُ في كتابي هذا 70 شخصية عراقية كانت في الصف الأول.. وبعضاً في الصف الثاني في مسؤولية العراق الجمهوري (الرؤساء.. ورؤساء الوزراء.. ووزراء.. وشخصيات أخرى).. كان لها تأثير كبير على العراق.. سواء كان هذا التأثير إيجابياً أم سلبياً.. وكنتُ دقيقاً جداً في تثبيت المعلومات الحقيقية.. بحيادية وعلمية تامة.. غير معنياً برأيي (أنا) عن هذه الشخصية أو تلك.
ـ استكملتُ كتابي الموسوعي الضخم هذا الذي تجاوز 680 صفحة.. بعنوانه النهائي: (رجالات العراق الجمهوري.. من عبد الكريم قاسم الى صدام حسين).
ـ وبدأتُ أفتش عن دار نشر محترمة ومعروفة لطبعه ونشره لحسابها.. مقابل حقوقي وجهدي الذي لا يقدر بثمن.. كبقية مؤلفاتي السابقة.. التي حصلتُ على مبلغ جيد عن كل كتاب.. مع 30 نسخة منه.. وفي حالة طبعه ثانيةً أحصل على 70 % مما حصلت عن الطبعة الأولى.
ـ باءت محاولاتي لنشره في المؤسسات الرسمية العراقية الحالية الداعمة للتأليف والنشر بالفشل.. كأي مؤلف علمي ليس له سند شخصي فيها.
ـ أما دور النشر الخاصة فهي اليوم تأخذ من الكاتب لأغراض نشر كتابه.. أو يبقى على الرف في بيته.
ـ بعد جهود واتصالات بدور النشر العربية الخاصة: اللبنانية.. والأردنية.. والمصرية.. والعراقية في الخارج.. التي رحبت جميعها بلا استثناء بنشره.. كان أفضل جواب إنهم يقدمون ليً 100 نسخة من كتابي هذا فقط.. ثمن حقوق التأليف فقط!!!!!
ـ سألتُ أكثر من ناشر هل كتابي هذا غير مطلوب ؟ قالوا: كلا.. انه من بين أفضل الكتب ؟ وكتاب مقروء.. لكن المؤلفين اليوم.. يدفعون من جيوبهم لطبع كتبهم.. فلماذا ندفع نحن ؟؟؟ (عجيب أمور غريب قضية).
ـ نعم يدفعون كما يقول العديد من الناشرين.. فمسؤولون كثيرون لا يعرفون كتابة جملتين صحيحتين.. تكتب لهم كتب وتنشر بأسمائهم.. آخرون حصلوا على شهادات عليا بأطاريح مسروقة.. أو اشتروها من مكاتب متخصصة بذلك.. ويرغبون بشدة بنشرها.. مثل هذه (النومونات) تفتش عن جاه (علميٍ).. يدفعون.. ويدفعون.. ليقال عنهم.. إنهم: (كتاب.. ومؤلفون)!!
ـ فصيل آخر يدفع بسخاء لنشر كتابه.. فهناك عوائل بعض الشخصيات المتوفاة.. يكتب لهم كتاب سيرة حياة شخصيتهم.. ويعمدون الى كتابة أمور وصفات لا يتصف بها شخصيتهم.. أو أعمال لم يقم بها صاحبهم.. أو يحاولون تبيض أعمال شخصيتهم التي أجرمت بحق العراق والعراقيين.. وهؤلاء الكتاب يشاركون بتزييف التاريخ مقابل أجور أتعابهم.. أو هدية نقدية قد تكون ضخمة.. لكنها بكل المسميات هي (رشوة).. وجريمة بحق تاريخ العراق والعراقيين.
ـ وهكذا فإن معظم دور النشر العربية والعراقية لم تعد تفرق بين الغث والسمين.. ولم يعد همها الكتاب والمثقف.. بقدر ربحها كيف ما كان.
ـ امرأة كانت جالسة في أحدى دور النشر.. استمعت لحواري مع صاحب دار نشر محترمة.. قالت: صورة إباحية حديثة لغير معروفة.. تشترى بمبلغ يصل 100 ألف دولار أو أكثر بكثير!!.. نظرتُ إليها.. ابتسمت وقالت: (هل لكً رأيُ آخر؟).. قلتُ لها: (في كل الأزمان للجنس والتعري القدح المعلى.. لكن يبقى للعلم قدحه الماسي)!!
ـ لم تخيب أمالي.. ولم يدخل اليأس الى قلبي.. وكنتٌ على ثقة تامة إن العلم مهما تدهورت الأحوال يبقى كأسه ماسياً.. فمن المستحيل وصول العلم والتأليف في العراق لهذا الدرك.. وواصلتُ العمل في التأليف.
ـ وأنجزتُ كتابي الجديد الآخر (فاضل عباس المهداوي.. ومحكمة الشعب العراقية).
ـ مثلما بقيتُ على نفس الهمة بالعمل على استكمال كتابي الثالث: (رجالات العهد الملكي في العراق).
ـ والآن أواصل جهدي البحثي لاستكمال مشروع كتابي: (شخصيات العراق الديمقراطي 2003 ـ 2020).. وهو كتاب سيكون المفاجأة.. حيث أتناول فيه 100 شخصية لعبت أدواراً في العراق منذ 2003 ـ 2018.. إضافة الى استمراري في دراستي وكتابة مقالتي وبحوثي ألأخرى.
ـ منتصف العام 2017 اتصل بيً هاتفياً ناشر عراقي.. قائلاً: أنا مستعد لنشر كتابكً وحقوقكً كمؤلف نتفق عليها.. اتفقنا.. لكن ما يحز في النفس إن حقوقي.. مبلغ يكفيني مصرف شهرين بالكاد.
ـ هكذا وصل العلم والكتاب في العراق الديمقراطي.. مثلما ارتفع سعر صورة تعري لغير معروفة الى (100) ألف دولار.. أما إذا كانت نجمة.. فقد تصل صورتها الى أكثر من مليون دولار.. كما قالت السيدة أعلاه!!
ـ هل نحن خطة ممنهجة لتجهيل شعبنا.. وتهميش مثقفينا وعلمائنا الحقيقيون وقتلهم بالجوع ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟