الكاتب : علي الخالدي
الحرب اليوم هي حرب إعلامية بحتة، وقد تتجاوز كفاءتها الحرب العسكرية بأضعاف، لسهولة بثها بتدمير ساحات بشرية واسعة، وخاصة بعد تطور النشر الرقمي، والخبر التالي، هو أحد الوسائل التي يحاول العدو تمريرها.
الخبر: أكسيوس (ايران ستشن هجوماً على إسرائيل من العراق)
الخبر أعلاه نشره موقع “اكسيوس” وتلقفته الوكالات والمواقع والقنوات الفضائية، وروجت له بأعلى ما تمكنت من إمكانات فنية، وتعتبر الوكالة مصدر إلهام القنوات المتحالفة والمطبعة مع إسرائيل، في نشر الأخبار والاشاعات.
تفكيك الخبر يحتاج البحث عن مصدره وغايته والمستهدف منه، ومن سوق له، ولماذا اختاروا التسويق له في الساحة العراقية؟ لماذا لم يكن في الخبر أن الاستهداف من سوريا مثلا، او لبنان او اليمن؟
اولاً- أكسيوس: موقع اخبار امريكي، مقرب من إدارة البيت الأبيض ونتنياهو.
هدف الإشاعة:
1- بث الرعب والخوف في المجتمع العراقي، وخاصة الأوساط البعيدة عن الاهتمام بالحرب، كأصحاب السوق والشركات.
2- تهويل نتائج الضربة، من خلال نشر المعاكسة الإسرائيلية أنها ستكون في العراق.
3- تحويل الخبر إلى رأي عام.
4- ضغط الرأي العام على الحكومة والمقاومة العراقية، كخطوة تحييد الساحة العراقية عن وحدة الساحات.
العراق يعتبر من أهم اراضي هيكل وحدة الساحات التي ترعبهم، وأهم روافده اللوجستية، وهو المعروف بفن الإغاثة، ناهيك عن دوره العسكري، كوسيط جغرافي بين دول الهلال الشيعي، فضلا عن تركيز المقاومة الإسلامية على استهداف أكبر مواقع معادية، مثل ميناء إيلات، لذلك العدو يروم عزل ساحة الإسناد العراقية عن باقي الجبهات، وتحييد الجماهير العراقية عن الاستجابة لنداءات المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بالسيد السيستاني “دام وجوده” برفع معاناة الشعب اللبناني المقاوم، بجميع الإمكانات.
الجمهورية الإسلامية وعلى لسان القائد العام للجيوش الإسلامية، الإمام الخامنئي دام ظله، قال “ستلقى أمريكا والكيان الصهيوني رداً قاصماً، على ما يرتكبونه بحق إيران وجبهة المقاومة” وهذا يعني:
1- ان الرد المشرقي سيفوق الوعد الصادق الأول والثاني.
2- إن الاراضي المستخدمة هي الأراضي الإيرانية فقط، وأن إيران لا تحتاج لمن ينوب عنها بالرد.
3- تصريح الإمام الخامنئي واضح وصريح، موجه من إيران مباشر إلى أمريكا والكيان الصهيوني، بدون تورية او خوف.
إذن الموقع المذكور ومواقع إبليسية مشابهة، فقط تنشر الحبال العامة للإشاعة، وحياكة خيوطها وتزيينها وتضخيمها، يقع على عواتق العربية “العبرية” واخواتها.