الكاتب : اياد السماوي
لأول مرّة ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة يكون للعراق إطلالة على الخليج بشكل مباشر عبر ميناء الفاو الكبير ، وهذا الإنجاز التاريخي قد وضع العراق على جادّة البناء والتقدّم والتنمية ، وما تمّ يوم أمس عند إتمام المرحلة الأولى من الميناء والمتمثلة بالأرصفة الخمسة التي استلمتها الحكومة العراقية من الشركة الكورية المنفذة ، كان حلما يدور في وجدان المخلصين من أبناء هذا البلد ، حلم تحوّل إلى حقيقة في زمن حكومة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني ، فالمشروع الذي استلمته الحكومة في بداية تشكيلها ، كانت نسبة الإنجاز فيه 31% فقط ، وصل اليوم إلى نسبة إنجاز 100% بفضل جدّية وعزيمة الحكومة بإكمال المشاريع المتلكئة ..
أهمية ميناء الفاو الكبير تتمّثل بأنّه سيرسم خارطة جديدة لمسارات التجارة العالمية ، وطريق الحرير الذي يتحدّث عنه البعض قد أصبح واقعا على الأرض بفضل إنجاز ميناء الفاو ، فلولا هذا الإنجاز لا يمكن أن يكون هنالك ممرا لطريق الحرير ، فطريق الحرير الحقيقي الذي هو طريق التنمية العراقي ، قد نقل الحلم ليصبح واقعا ، وحين يكتمل طريق التنمية الذي سيربط ميناء الفاو الكبير بتركيا وأوربا عبر خط السكك الحديدية والطريق البرّي ، سيكون للعراق وجهاً آخر غير الوجه الذي هو عليه الآن ، فالتنمية الحقيقية قد بدأت الآن مع هذا الإنجاز التاريخي .. وبالتالي فإنّ هذا الإنجاز المهم قد أجهض كلّ الإدعاءات بعدم جدّية الحكومة في تنفيذ ميناء الفاو ، حيث كان البعض يصفه بالكلاوات والضحك على ذقون العراقيين .. وها أنا أقولها للتاريخ أنّ العراق بفضل ميناء الفاو وطريق التنمية سيصبح في المستقبل القريب أهم مسار للتجارة العالمية ، وهذا بدوره سيجعل من العراق ملتقى إقليمي ودولي في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والثقافية .. وما لم يستكمل طريق التنمية ويتحقق الربط السككي والبرّي ، فلا قيمة لهذا الميناء سوى بإيصال البضائع القادمة إلى العراق .. فالميناء والقناة الجافة هما مستقبل هذا البلد ووجهه الحضاري المشرق ..