ديسمبر 12, 2024
777

اعداد : انفوبلس

محكوم بالإعدام، ومتهم في عملية التفجير بمجلس النواب عام 2007، مُدان بالاستيلاء على بيتَين عملاقَين في بغداد، وفساده لا يُحجبه غربال، أطلّ يوم أمس بظهور غير منتظر وأطلق تصريحات مستفزة للعراقيين، أساء للحشد عشية يوم النصر، وهدد وزير الداخلية علناً. فمن هو “محمد الدايني”؟ وما قصة تصريحاته الأخيرة؟ إليك تاريخه بالتفصيل وكيف عاد إلى العراق بصفقة قيمتها 5 ملايين دولار.

مَن هو؟

محمد الدايني، هو نائب عراقي سابق، مقرب جدا من خميس الخنجر وعزت الشابندر، كان عضوا في جبهة الحوار الوطني برئاسة صالح المطلك، أما الآن فهو قيادي في تحالف الحسم برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي.

مُنع الدايني من السفر عام 2009، وأعلنت وزارة الداخلية آنذاك، أن السلطات أعادت طائرة كانت متجهة إلى عمان، تقل النائب محمد الدايني المتهم بتورطه في أعمال عنف، إلى مطار بغداد بعد عشرين دقيقة من إقلاعها. وأكدت وزارة الداخلية أن الدايني ممنوع من السفر بقرار من القضاء العراقي.

تصريحات مستفزة

قبل الشروع في تفاصيل التهم الموجهة إلى الدايني، والإدانات المُدان بها، لابد من التطرق إلى الحدث الذي قاد إلى فتح ملفه، وهو ظهوره الأخير يوم أمس عبر إحدى القنوات الفضائية، وإطلاقه سيلاً من التصريحات المستفزة لعل أبرزها وصف الحشد الشعبي بـ”الميليشيات” عشية يوم النصر على داعش الإرهابي.

لا تنقل انفوبلس كفر الكافر، وستكتفي برؤوس إقلام لتصريحات الدايني، إذ وصف الحشد الشعبي بـ”الميليشيات المقنّنة” ثم أساء إلى الشيعة بشكل مبطن عندما وصفهم بـ”العتاكة” ثم هدد وزير الداخلية واتهم وزارته بممارسة تصرفات كـ”العصابات”، لم يكتف بكل ذلك، بل أعلن نفسه واحدا من “رموز السنة” في البلاد، قبل أن يطالب بإنهاء الحلقة بعد استفزازه بسؤال عن استيلائه على بيتين عملاقين في بغداد، وهذا ما ستشرحه انفوبلس بالتفصيل في قادم الأسطر.

القصة الكاملة لاستيلائه على بيتين عملاقين في بغداد

كما قلنا، طالب الدايني من مقدمة البرنامج الذي استضافته يوم أمس، إنهاء الحلقة بعد إصرارها على معرفة حقيقة استيلائه على بيتين عملاقين في بغداد، نافيا ذلك بحجج واهية، ومهددا مقدمة البرنامج بمقاضاتها.

وبهذا الصدد، ولمعرفة حيثيات الموضوع، كشف مصادر وبالوثائق، عن القصة الكاملة لاستيلاء القيادي في تحالف الحسم، محمد الدايني، على بيتين عملاقين في بغداد، أحدهما يعود لأسرة صابر الدوري الذي كان محافظاً لبغداد وكربلاء في زمن النظام البعثي، والثاني، يعود لأسرة سعد الفيصل، الذي كان قيادياً في حزب البعث المحظور.

وأكدت المصادر، أن “الدايني استولى على بيت الدوري، وأجّره من نجله فراس صابر الدوري في سنة 2016، بمبلغ 30 ألف دولار سنوياً، لغاية سنة 2022، وعند بدايتها توقف عن دفع الإيجار لأولاد صابر الدوري”.

وأضافت، أن “أسرة الدوري طالبوا الدايني بالخروج من المنزل، لكنه قال على حد وصفه، إن العتّاگة والميليشيات سيستولون عليه وأنا محافظ عليه، فقالوا له، ليس لك علاقة بالقضية، اخرج ونحن نتصرف”.

وأوضحت، أن “الدايني تحجّج بقضية العقارات، بأن دائرة العقارات، تريد أن تحجز على المنزل، لأنهم يريدون إيجاراً، ولم يقبل أن يخرج”.

وأشارت المصادر إلى أن “الدايني لا يقبل أن يدفع إيجاراً لأولاد صابر، ولا يقبل أن يغادر المنزل”.

وأكدت، أن “الدايني، استولى أيضاً على بيت سعد الفيصل، وقد يكون باعه أيضاً، ويمتنع كذلك أن يخرج من منزله، ويرفض أن يدفع الإيجار”.

محكوم بالإعدام

بعد الظهور غير المنتظر لمحمد الدايني، والإساءات والاستفزازات التي اطلقها عبر اللقاء، تقصت انفوبلس عن تاريخ هذه “الشخصية” وتوصلت إلى معلومات حصرية قد تزج بالدايني مجددا خلف القضبان.

أول هذه المعلومة، هو أن الدايني محكوما بالإعدام! إذ أصدرت محكمة الجنايات المركزية في الكرخ، عام 2010 حكمها بالاعدام عليه لتورطه في ملفات ارهاب.

حكم الإعدام الصادر من محكمة الجنايات المركزية بحق محمد الدايني، جاء لسبب رئيس ومباشر، وهو تورط الدايني في عملية التفجير بمجلس النواب عام 2007.

رشوى بـ5 ملايين دولار لتبرئته

بعد حكم الإعدام آنف الذكر، كشف مجموعة نواب آنذاك، عن صفقة بخمسة ملايين دولار لتسوية التهم القضائية بحق النائب السابق والمدان محمد الدايني.

وقالوا النواب، إن “الدايني دفع مبلغ خمسة ملايين دولار لجهات سياسية داخل البرلمان لإبطال حكم الإعدام الصادر بحقه من خلال الضغط على القضاء”.

وأضافوا أن “الدايني دخل العراق دون علم الحكومة”، لافتاً إلى أن “الجهات السياسية التي أدخلته، مستغلة الحصانة الممنوحة لها، تمارس ضغوطاً كبيرة على القضاء العراقي لتبرئته”.

هنا وأثناء الحكم، كان الدايني هاربا خارج العراق ومستقرا في تركيا، لكنه عاد إلى العراق بعد الصفقة آنفة الذكر، في عودة ستكشف انفوبلس عن كامل تفاصيلها في قادم الأسطر.  عودته للعراق واعتقاله  في عام 2015، عاد النائب السابق المحكوم بالإعدام محمد الدايني إلى بغداد وعرض نفسه على القضاء لمحاكمته في قضية تفجير مجلس النواب، وفق صفقة سياسية ضمن المصالحة الوطنية.
 وذكرت مصادر مطّلعة، أن الدايني وصل إلى بغداد قادما من تركيا برفقة نائب حالي ونائب سابق اللذين توسطا لحضوره إلى العراق وعرضه على المحكمة عن تهمته بالتورط في عملية التفجير في مجلس النواب عام 2007 التي أسفرت عن مقتل نائب وإصابة آخرين. 
كما أكد رئيس لجنة المصالحة والمساءلة آنذاك هشام السهيل، وصول الدايني واعتقاله في مطار بغداد، حيث أعلن في تصريح أن “النائب السابق محمد الدايني المحكوم بالاعدام  وصل على متن طائرة الخطوط الجوية التركية قادما من اسطنبول واعتقل من قبل القوات الأمنية في مطار بغداد الدولي”.
وأوضح السهيل ان “النائب المحكوم بالإعدام كان يحمل جواز سفر عراقيا نافذا تم تجديده لدى السفارة العراقية  في أنقرة ليتمكن من العودة إلى العاصمة بغداد” مشيرا إلى أن “سلطات المطار بدورها سلمته إلى محكمة الإرهاب في الكرخ وإحيل إلى القضاء الذي اودعه في السجن”.  إطلاق سراحه بـ”عفو خاص”  بعد اعتقاله في 2015، أعلن مجلس القضاء الأعلى عام 2016، إطلاق سراح النائب السابق محمد الدايني المحكوم بالإعدام بتهمة “تفجير مبنى البرلمان عام 2007″، والذي جرى اعتقاله في مطار بغداد الدولي عام 2015.
 
وقال القاضي عبد الستار البيرقدار المتحدث باسم المجلس القضاء الأعلىآنذاك في بيان، إنه “تم إطلاق سراح المدان محمد الدايني بعد حصوله على عفو خاص، بناء على مقترح من رئاسة الوزراء وصدور مرسوم جمهوري”.
 
وأكد البيرقدار، انه “لا علاقة للقضاء بهذا الإجراء”.
 
دفن المدنيين وهم أحياء في ديالى

 تنوعت الإدانات بحق الدايني، وتعددت، إذ وصلت شبكة انفوبلس إلى مقطع مصور لأحد حماياته (ستضعه أدناه) وهو يعترف باستخدام هوية الدايني عندما كان نائبا والدخول لمبنى البرلمان وتفجيره.

الحدث الأبرز، أن تفجير البرلمان لم يكن الإرهاب الوحيد الذي مارسه الدايني، إذ يظهر المقطع المصور الذي وصلت إليه انفوبلس، أن الدايني أمر بدفع مدنيين وهم أحياء.  ويقول أحد حمايات الدايني في المقطع، أنهم دفنوا أكثر من 100 شخص أحياء بناءً على طلب الدايني ولدوافع طائفية في ديالى.

في النهاية، تترككم انفوبلس مع المقطع المصور لاعترافات حمايات الدايني على ارتكابهم العديد من الأعمال الإرهابية ودفن المواطنين وهم أحياء.

https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?dnt=false&embedId=twitter-widget-0&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOltdLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2ZvbGxvd2VyX2NvdW50X3N1bnNldCI6eyJidWNrZXQiOnRydWUsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9iYWNrZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19yZWZzcmNfc2Vzc2lvbiI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZm9zbnJfc29mdF9pbnRlcnZlbnRpb25zX2VuYWJsZWQiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X21peGVkX21lZGlhXzE1ODk3Ijp7ImJ1Y2tldCI6InRyZWF0bWVudCIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfZXhwZXJpbWVudHNfY29va2llX2V4cGlyYXRpb24iOnsiYnVja2V0IjoxMjA5NjAwLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3Nob3dfYmlyZHdhdGNoX3Bpdm90c19lbmFibGVkIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19kdXBsaWNhdGVfc2NyaWJlc190b19zZXR0aW5ncyI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdXNlX3Byb2ZpbGVfaW1hZ2Vfc2hhcGVfZW5hYmxlZCI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdmlkZW9faGxzX2R5bmFtaWNfbWFuaWZlc3RzXzE1MDgyIjp7ImJ1Y2tldCI6InRydWVfYml0cmF0ZSIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfbGVnYWN5X3RpbWVsaW5lX3N1bnNldCI6eyJidWNrZXQiOnRydWUsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9mcm9udGVuZCI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9fQ%3D%3D&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1866297976718782611&lang=ar&maxWidth=560px&origin=https%3A%2F%2Finfoplusnetwork.com%2Fnews%2Fpolitics%2F%25D8%25A7%25D9%2586%25D9%2581%25D9%2588%25D8%25A8%25D9%2584%25D8%25B3-%25D8%25AA%25D8%25B0%25D9%2583%25D8%25B1-%25D8%25A8%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AE-%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2585%25D8%25AF-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25A7%25D9%258A%25D9%2586%25D9%258A-%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF-%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%2581%25D8%25B2%25D8%25A7%25D8%25B2%25D9%2587-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2582%25D9%258A%25D9%258A%25D9%2586-%25D9%2585%25D8%25AD%25D9%2583%25D9%2588&sessionId=90d4a539cbc3012920b5feebf972fea85d19e256&theme=light&widgetsVersion=2615f7e52b7e0%3A1702314776716&width=550px

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *