اليوم العالمي للأراضي الرطبة: 2 شباط (صفوان عليه تراب) (ح 8)‎

فاضل حسن شريف

عن وكالة الأنباء السعودية: اليوم العالمي للأراضي الرطبة يرصد الترابط التاريخي بين الأراضي الرطبة وحياة الناس: جدة 03 شعبان 1446 هـ الموافق 02 فبراير 2025 م واس  يُلامس اليوم العالمي للأراضي الرطبة – الذي يوافق 2 فبراير من كل عام – , الارتباط التاريخي بين الأراضي الرطبة وحياة الناس، وتسليط الضوء على زيادة الوعي بالأهمية التي تمثلها الأراضي الرطبة في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية بالنسبة لكوكب الأرض.  ويأتي هذا اليوم بمناسبة توقيع اتفاقية رامسار بشأن الأراضي الرطبة، التي وافق مجلس الوزراء على انضمام المملكة لها عام 2024م.  وأثبتت الدراسات في الشأن البيئي أن 40% من النباتات والحيوانات تعيش أو تتكاثر في الأراضي الرطبة، و30% من الكربون الموجود في الأرض تخزنه الأراضي الرطبة، وتحمي الأراضي الرطبة 60% من المجتمعات الساحلية من العواصف والأعاصير، كما تعمل الأراضي الرطبة بصفتها دروعًا طبيعية تحمي المجتمعات الساحلية من أخطار الكوارث المرتبطة بتغير المناخ مثل العواصف، والفيضانات، والتآكل، والجفاف.  ويبذل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية – كونه نقطة الاتصال الوطنية في المملكة لاتفاقية رامسار – , جهودًا كبيرة في دراسة التنوع الأحيائي للأراضي الرطبة في المملكة، وتطبيق اللوائح والأنظمة المتعلقة بها، مع مشاركة دول العالم في الحفاظ على الأراضي الرطبة لأهميتها كبيئات نوعية تثري التنوع الإحيائي النباتي والحيواني، ودعم حماية هذه البيئات الحيوية من أجل الوصول إلى التنمية المستدامة، والمحافظة على الحياة الفطرية وبيئاتها الطبيعية اهتماماً كبيراً على كافة الأصعدة، لما تمثله هذه الأراضي في حياة الإنسان ووظائفها الحيوية.  كما يسعى المركز بمناسبة اليوم العالمي للأراضي الرطبة لتعزيز الوعي بالأهمية البيئية للأراضي الرطبة , وسط الاضطلاع بمجهودات حثيثة بالتعاون مع المجتمع الدولي للحفاظ على الأراضي الرطبة لأهميتها كونها بيئات نوعية تثري التنوع الأحيائي النباتي والحيواني، والحرص على تعريف المجتمع بالأراضي الرطبة، كنظم بيئية توجد بها مياه سطحية طوال العام بصفة دائمة أو مؤقتة، حيث تحافظ المملكة على هذا التنوع البيئي بالتعاون مع مختلف دول العالم، كون الأراضي الرطبة جزءًا من الموروث الثقافي للبشرية، وأحد منابع الحس الجمالي، والعامل الأساس الذي يتحكم في البيئة والحياة النباتية والحيوانية المرتبطة بها.  وتحتضن الأراضي الرطبة التي تمتد على حوالي 6% من سطح الأرض، 40% من كافة أنواع النباتات والحيوانات تعيش أو تتكاثر فيها، في حين تٌفقد بمعدل أسرع 3 مرات من فقدان الغابات، وذلك بسبب سحب المياه الكثيف، والتوسع الحضري، والتلوث والجفاف، واستصلاح الأراضي الزراعية، والإفراط في استغلال الموارد، كما تعمل الأراضي الرطبة الساحلية على عزل الكربون وتخزينه بمعدل 55 مرة، أسرع من الغابات الاستوائية المطيرة، وتقوم خدمات النظم البيئية الموجودة في بيئات الأراضي الرطبة بتقليل الاحتباس الحراري وذلك بمنع وحجز الكربون وتنقية المياه، حيث تنقسم هذه الأراضي إلى ثلاثة أنواع هي: الأراضي الداخلية، والساحلية، التي صنعها الإنسان، كما أنها موطن للعديد من النظم البيئية والأنواع الفطرية المهمة.

جاء في الأوكة الشرعية عن التربة في القرآن الكريم (1) للدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة: المفهوم العلمي للتربة: يختلف تعريف التربة باختلاف تخصص الدارسين، ففي مجال الهندسة والإنشاءات، يطلق لفظ التربة على مادة الأرض المفتتة غير المتماسكة، وغالبًا ما يستخدم الجيولوجيون لفظ التربة للتعبير عن الطبقة التي أصابتها التجوية، فجعلتها مادة غير متماسكة ترتكز على الطبقة الصخرية، والتعريف الأخير هو الأقرب إلى الوصف القرآني: “صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ  (البقرة 264)، أما علماء التربة، فإنهم يحصرون التعريف في الطبقات المجواة التي تتكون من مادة الأرض غير المتماسكة التي تحتوي على المادة العضوية والقابلة لأن تنبت، ويطلق مصطلح التربة القمة (Topsoil) على الجزء العلوي من التربة الأكثر خصوبة مقارنة بالتربة تحته. (Subsoil) والتربة القمة هي أقرب في الوصف إلى المسمى القرآني: “جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ” (البقرة 265)، وما التربة النامية في حقيقتها سوى محصلة قرون من التجوية الكيميائية والفيزيائية قد التحمت مكوناتها مع النباتات المتحللة والمادة العضوية، وقد عبر القرآن عن ذلك في قوله تعالى: “وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا” (الكهف 45). وفي الواقع فإن التعبير عن التربة في القرآن بالتراب، تعبير أصاب كبد الحقيقة، حيث إنها تتكون من الوحل (الغرين والطين)، والرمل الناعم، وتلعب معادن الطين (Clay Minerals) والكوارتز الأدوار الرئيسية في نمو كلٍّ من التربة والنباتات، ويعمل معدن الكوارتز على الحفاظ على تفكُّك وتهوية التربة، الأمر الذي يسمح بتصريف الماء خلالها، وفي نفس الوقت تساعد معادن الطين على إمساك التربة للماء والمواد الغذائية اللازمة للنبات.

عن موقع طقس العرب:تحظى الأراضي الرطبة على سطح الأرض بأهمية كبيرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي ورغم أنها تغطي 6% فقط من مساحة الكرة الأرضية، فإنها تستضيف 40% من جميع أنواع النباتات والحيوانات التي تعيش أو تتكاثر فيها. تُعرف الأراضي الرطبة بأنها الأنظمة البيئية التي يعتبر الماء فيها العامل الأساسي للحياة النباتية والحيوانية. وتشمل هذه الأراضي البحيرات، والأنهار، والمستنقعات، والواحات، ومصاب الأنهار، والمناطق الساحلية، والشعاب المرجانية وغيرها. توصف الأراضي الرطبة بأنها “كُلى الأرض”، حيث تساهم في تخليص الكوكب من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

جاء في الموسوعة الحرة عن أهوار العراق: علم البيئة: تشكل الأهوار منطقة إيكولوجية من الأراضي العشبية والمراعي المغمورة بالمياه، والمعروفة أيضًا باسم الأهوار المالحة الفيضية لنهر دجلة والفرات. تشمل المنطقة البيئية كل من الأهوار العراقية وهور الفلاحية، وهي منطقة رطبة على نهر كارون السفلي في إيران المجاورة. تعتبر الأهوار جزءًا لا يتجزأ من صحة السواحل، حيث تقوم بترشيح الملوثات والنفايات قبل أن تصل إلى الخليج، على الرغم من أن هذه القدرة قد تدهورت بشكل كبير بعد تجفيفها. تعمل الأهوار أيضًا كمواقع للتكاثر والحضانة لأنواع الأسماك والروبيان الساحلية. تسيطر النباتات المائية على المستنقعات الموسمية والدائمة، بما في ذلك القصب (قيصوب جنوبي)، والقصب ذو السنبلة (بوط دمياطي)، والبردي (سعد بردي). توجد غابات ضفاف الأنهار من الحور (بشكل رئيسي الحور الفراتي)، والأثل، والصفصاف (بشكل رئيسي صفصاف الجداول) على الجزر وضفاف الأنهار. المستنقعات هي موطن لـ 40 نوعًا من الطيور والعديد من أنواع الأسماك. يحدد حدود نطاق لعدد من أنواع الطيور. تعيش طيور الفلامنجو والبجع والبلشون في المستنقعات. كانت المستنقعات في السابق موطناً لعدد كبير من الطيور ومحطة توقف للعديد من الطيور المهاجرة الأخرى أثناء سفرها من سيبيريا إلى إفريقيا. في خطر هي 40% إلى 60% من سكان العالم من البط ذو البقع الرخامية الذين يعيشون في المستنقعات، بالإضافة إلى 90% من سكان العالم من طائر البازرا للقصب. كما أن أبو منجل المقدس والغراب الأفريقي مهددان أيضًا. توجد في هذا الجزء من جنوب العراق سلالة فرعية من الغراب ذو القلنسوة تُعرف بغراب بلاد الرافدين. سبع أنواع انقرضت الآن من المستنقعات، بما في ذلك الشيهم المتوج الهندي، والجرذ البني، والذئب الرمادي المستنقعي. أدى تجفيف الأهوار إلى انخفاض كبير في الإنتاجية البيولوجية استُعيد تدفق المياه إلى الأهوار وبدأ النظام البيئي في التعافي بعد الإطاحة بنظام صدام حسين من قبل القوة متعددة الجنسيات. كان هناك ارتباك كبير بشأن حالة ثعلب الماء الأوراسي ونوع ماكسوي الفرعي من ثعلب الماء ذو الفراء الناعم في المنطقة، لكن الاستطلاعات الأخيرة أكدت أن كلاهما لا يزال موجودًا. كان هناك ارتباك كبير بشأن حالة قضاعة أوراسية والفرعية المحلية ماكسويلي من قضاعة الماء الناعمة في المنطقة، لكن الاستطلاعات الأخيرة أكدت أن كلاهما لا يزال موجودًا.

جاء في موقع الأمم المتحدة عن المياه والمحافظة عليها وحقوق الانسان لا ينفصلان في أهوار العراق: سلط الدكتور صلاح الحاج حسن، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في العراق، الضوء على أهمية الأراضي الرطبة في العراق بقوله:”إن الأراضي الرطبة في العراق كانت مأهولة بالعائلات الريفية منذ قرون، تعيش المجتمعات المتنوعة وتمارس الأساليب التقليدية للزراعة وهو أمرٌ بالغ الأهمية لمواجهة التحديات في هذه المجالات. إن منظمة الأغذية والزراعة ملتزمة بتحقيق نظام غذائي أكثر مرونة ودعم جهود الحكومة العراقية لتحسين الأمن الغذائي والتغذية وزيادة سبل كسب العيش لسكان المناطق الريفية في العراق في جنوب العراق بما في ذلك مناطق الأهوار. ويتحقق ذلك من خلال تحسين الإنتاجية الزراعية المحلية المستدامة وتوليد الدخل في سلاسل القيمة الاستراتيجية ذات الأولوية لفقراء الريف مع تعزيز موارد الأراضي والمياه والتنوع البيولوجي “. تعتبر الأهوار في بلاد ما بين النهرين من المناظر الطبيعية المائية النادرة ومنطقة للتنوع البيولوجي وجذب الطيور المهاجرة الرئيسية وكانت ذات يوم أكبر ألاراضي الرطبة في الشرق الأوسط. يدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة حكومة العراق منذ عام 2004 في جهودها لإدارة مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية في العراق من إدراج الأهوار العراقية كموقع للتراث العالمي ووضع خطة إدارة بيئية للمنطقة. يعمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة اليوم عن كثب مع وزارة الصحة والبيئة وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين على إنشاء شبكة من المواقع المحمية في البلاد مع الإعلان عن منطقتين رئيسيتين للتنوع البيولوجي كمواقع محمية طيب و دلماج، وهي أرض رطبة طبيعية غنية بالتنوع البيولوجي. صرح السيد سامي ديماسي، المدير الإقليمي للمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في غرب آسيا: “إن إنشاء شبكة من المناطق المحمية في العراق يعد خطوة رئيسية نحو الوفاء بالتزامات وأهداف الحفاظ على التنوع البيولوجي لم لها من التأثير الإيجابي لهذه الشبكة على سبل العيش ورفاهية الإنسان”. صرحت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، السيدة زينة علي أحمد: “لعِبت هذه الأراضي الرطبة المتنوعة دوراً رئيسياً في التنمية الحضرية وظهور المجتمعات عبر التاريخ. وإن الحفاظ على هذا الجزء الغني من التنوع البيولوجي الطبيعي والتاريخ الثقافي في العراق أمرٌ ضروري للتقدم إلى الأمام بشكل أفضل. نؤكد التزامنا، في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالعمل مع المجتمعات المحلية في الأهوار لتعزيز المرونة والتكيف مع تحديات تغير المناخ، إضافة الى خلق فرص معيشية مستدامة للمجتمعات”.

جاء في المرجع الالكتروني للمعلوماتية عن الأراضي الرطبة ( Wetlands ): مساحة من الأرض مشبعة بالمياه السطحية أو المياه الجوفية لفترات كافية لدعم حياة النباتات والحيوانات والطيور والأحياء المائية. وتحتوي الأراضي الرطبة عادة على مستنقعات أو بحيرات ضحلة أو مصبات الأنهار. تعتبر الأراضي الرطبة أماكن ذات أهمية بيئية كبيرة حيث أنها تضم عادة نظام إيكولوجي متوازن يضم كثير من الكائنات الحية التي تتكاثر فيها، وتحتوي أيضاً في كثير من الأحوال أمكان لحضانة البيض أو صغار الحيوانات النادرة والأسماك النادرة والطيور المهاجرة. ولكون الأراضي الرطبة غنية بالتنوع الحيوي فأنها تمثل أهمية اقتصادية كبيرة لكونها مصدر للثروة السمكية والحيوانية. وتعاني كثير من الأراضي الرطبة في العالم من التلوث والصيد الجائر الذي يهدد أنواع معينة من الكائنات الحية مما يهدد توازن هذه النظم الإيكولوجية. كما تتعرض الكثير من الأراضي الرطبة إلى التجفيف عن طريق نزح المياه وذلك لاستغلال هذه الأراضي في التنمية، ولهذه الأسباب تقوم العديد من الحكومات ومنظمات حماية البيئة الدولية باتخاذ إجراءات لحماية الأراضي الرطبة من هذه التعديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *