يناير 24, 2025
1176298_1411265669097857_1122210240_n

اسم الكاتب : ابو محمد الفرطوسي

عند الحديث عن العراق فإن اللسان يعجز عن التعبير والعقل يتوقف عن التفكير، العراق كلمة كبيرة عندما نسمعها تشتعل قلوبنا بالمحبة وتدمع عيوننا الحائرة فرحا وحزنا وتتوقف ألسنتنا عن الكلام 

مثل شخص محب يريد أن يبوح لحبيبته بكلمة أحبك، وحين تتحول الكلمات لدموع وآهات وأنين يملأ الحزن القلوب وتضيق الصدور ، وحين يبكي الحرف على الوطن يكون الجرح أعمق والأسى أشد وهل بعد حب الأوطان من حب .. فحب الأوطان .. في اعناقنا .. جميعا ..
الوطن هو عزنا وهو الامان لنفوسنا به نحتمي وبه كرامتنا حماك الله ياوطني واعاد الله لك أمنك وأمانك، الوطن غالي لمن يعلم ما هو الوطن، وعزيز لمن لديه العزة وكرامة النفس فكلمّا حاولت أن ابتعد قليلاً عما يدور من احداث في عراقنا الغالي ، أجد نفسي مع أصدقائي نعاود الكلام ونتحدث عن الأزمات التي تعصف هذا البلد الغالي وندور في دائرة الأزمة . فإذا تحدثت عن الحبّ وجدت أن حبّ العراق يفوق حب جميع الأشخاص الذين مروا في حياتي، فهو حبّ خالد ودائم الوجود وأبديّ ، فأنواع الحبّ كثيرة جميعها متغيرة تبعاً بمرور الوقت والظروف . إن حبُّ العراق وحده باقٍ لا يحتاج إلى دليل.
الشَّوق والحنان إلى عراقنا يزداد لهيباً، لا يبرده أي لقاء وإذا بحثت عن السكن وجدت العراق مكاناً للسكينة والراحة . وإذا وقفت عند الانتماء، وجدت انتمائي إلى ألعراق تعدّى الشعارات ، وهنا احتبست دموع الــوطـن الجريــح في الأحداق حزناً وألماً على فقدان أبناءه فلـذات أكـبـاده ( ألابناء ) وحراس ربوعه وحماة منجزاته، وغاصت الغصة في دواعي الحزن والمرارة والألم.
فلك كل ليلة قبل ألنوم دعاء و دمعة وحسرة، دعاء ان يحفظ الله شعبك و يفرج الله عنك،ودمعة تحكي عن حزني على وطن يذبح والعالم يتفرج ، وحسرة تمزقت أوتار قلبى على كل بناء يدَمر وعلى كل طفل يقتل وعلى كل شاب يفارق الحياة وتندفن معه آماله وأحلامه وعلى كل أم فَقَدَتْ ابْنِهَا وكل أسرة فقدت عائلها .. وها هى دعواتى تتعالى على كل يد حقيرة .. دمرت .. المشتل .. وشارع المطبك .. وشناشيل الفضل .. وحلويات نعوش بالاعظمية .. تذكروني دائما .. وتذكريني يا بغداد .. .. وان غيبني الزمان .. .. الزمان .. والمكان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *