صباح البغدادي
من خلال قراءتنا ومتابعتنا عن كثب للإحداث المتسارعة في المنطقة العربية , هناك رؤية تتبلور لنا وتشير لنا تداعياتها حول بعض من خفايا مشروع رجل الأعمال” ترامب ” لتحويل قطاع غزة الى مشروع عقاري استثماري وبتلميحات أخرى من قبله ومن خلال مشاركة دول مثل السعودية والإمارات وقطر في تمويل جزء أو أجزاء أو استثمار من مشروع “ريفيرا قطاع غزة ” وما نحن بصدد قراءته الإن تشير معظم الإحداث الى أن هناك ملف يتم إعداده حاليآ في أورقه الغرف المظلمة وتظهر معه تدريجيآ وبالتتابع الضغوط الأمريكية على السعودية ومن خلال إعادة فتح ملف أحداث 11 سبتمبر , ومن خلال الإيعاز الى عوائل الضحايا الأمريكان بالاتصال بهم مرة ثانية ومن خلال صحفيين وكتاب وباحثين اليمين المتشدد وحثهم في برامجهم الحوارية على إعادة فتح هذا الموضوع لتشكيل صورة للراي العام الأمريكي لاستخدامها بعد ذلك كإدارة للابتزاز وعلى حث عوائل الضحايا على التظاهر وفتح الموضوع لدى المحكمة العليا الأمريكية , وحتى اذا رفضت المحكمة العليا أو أي قاضي فدرالي بفتح موضوع ملف أحداث 11 أيلول / سبتمبر , فان مجرد التحدث فيه من خلال الإعلام والبرامج الحوارية , يعتبر لدينا نوع من الابتزاز السياسي والهدف والغرض سيكون بالدرجة الأساس الرضوخ وتنفيذ المطالب والضغط بعدها لاستقبال لاجئين من غزة أو في أسوأ الظروف أعادة توطينهم في الأردن ومصر وسوريا والعراق والسودان وتمويل هذا التوطين سوف تتحمله بالدرجة الرئيسية السعودية ومدى ما سوف تصل اليه تعقيد العلاقات بين البلدين. هذه الإجراءات نحن في اعتقادنا الإن ليست مجرد قضايا قانونية أو إنسانية تثار بين الحين والأخر، بل هي تندرج كأدوات سياسية تستخدم لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى وستكون حتما لصالح إسرائيل. ولكن وفي نفس موضوع طرحنا لهذا السياق، كيف يتعين على السعودية التعامل مع هذا الطرح والملف هل سوف يتخذون جانب الحذر والتعامل مع هذه الضغوط، ومع الحفاظ على مصالحها الوطنية وسيادتها. صحيح أن العلاقات السعودية الأمريكية في عهد الرئيس ترامب أصبحت مثالًا على كيفية تشابك المصالح والصراعات في السياسة الدولية، حيث أصبحت معها أن تتحول القضايا التاريخية والإنسانية إلى مجرد أدوات للتفاوض والضغط والابتزاز.كما هو معروف تعد العلاقات السعودية الأمريكية واحدة من أكثر التحالفات السياسية تعقيدًا في الشرق الأوسط، حيث تتشابك فيها المصالح الاستراتيجية مع التوترات السياسية والأمنية. ولكن في الآونة الأخيرة ومع تسارع التصريحات بتهجير سكان غزة والإصرار الأمريكي عليها، برزت لنا ومن خلالها مؤشرات قد تكون غير معلنة الإن وخافية على توجه الإدارة الأمريكية نحو استخدام أدوات ضغط غير مباشرة السعودية، ومن خلال إعادة فتح ملف أحداث 11 سبتمبر، وإلى جانب الضغط من جهة أخرى لاستقبال لاجئين من قطاع غزة أو تمويل إعادة توطينهم. هذه الخطوات تثير لدينا تساؤلات مشروعة نطرحها بدورنا على الراي العام العربي، حول ما سوف تكون عليه الأبعاد السياسية والاستراتيجية الخفية والكامنة وراء هذه الإجراءات، وما إذا كانت تشكل شكلاً أخرى وغير مدرج ضمن العلاقات واللياقة الدبلوماسية بين الدول أو شكل من أشكال الابتزاز السياسي وبالتالي نستطيع أن لخصها بالمحاور التالية:

أولاً: إعادة فتح ملف أحداث 11 سبتمبر كأداة ضغط.
شكلت أحداث 11 سبتمبر 2001 نقطة تحول مصيرية في العلاقات السعودية الأمريكية، حيث اتُهمت المملكة صراحة من قبل الكونغرس ومجلس النواب بتوفير بيئة خصبة لتنمية التطرف، وعلى الرغم من نفيها المتكرر لأي علاقة مباشرة بالهجمات. ولكن في السنوات الأخيرة، أعادت الإدارة الأمريكية فتح هذا الملف ومن خلال دعاوى قضائية ومطالبات بتعويضات مالية طائلة جدا، مما أثار في حينها تساؤلات حول دوافع هذه الخطوة. ومن الناحية السياسية، نحن نعتقد أن إعادة فتح الملف لغرض أن يُستخدم كأداة ضغط لدفع السعودية نحو تبني سياسات تتوافق دائما مع المصالح الأمريكية في المنطقة. وفتح الملف ليس مجرد قضية قانونية أو أخلاقية، بل هو أيضًا أداة سياسية لتحقيق أهداف أوسع وأعمق واشمل، وكمثل إجبار السعودية على تعديل سياستها الخارجية أو الداخلية لصالح أجندة واشنطن وإسرائيل.ثانيًا: الضغط لاستقبال لاجئين من قطاع غزة وإعادة توطينهم:وفي سياق آخر، نحن نعتقد بأن تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطًا على السعودية لقبول لاجئين من قطاع غزة وإعادة توطينهم على أراضيها. وهذا الطلب وان كان مرفوض حاليآ من قبل السعودية ولكن قد يتم قبوله تحت ستار ومخرج وان يأتي في إطار الجهود الدولية لتخفيف الأزمات الإنسانية في المنطقة، ولكنه يحمل أيضًا أبعادًا سياسية عميقة حول مدى جدية فتح ملف أحداث 11 أيلول. ولكن سوف يتم تبريره من خلال تخادم وسائل الإعلام مع سلطة الحكم لغرض تخفيف حدة هذا التوجه على الراي العام العربي ومن خلال توجه الخطاب الحكومي من الناحية الإنسانية، ويُنظر إلى استقبال اللاجئين كواجب أخلاقي عربي متعارف عليه، وخاصة في ظل الأزمات الإنسانية المستمرة في غزة. ولكننا نشير كذلك بدورنا كمتابعين للحدث وتداعياته على أن الضغط الأمريكي على السعودية سوف يثير حتما تساؤلات حول مدى ارتباط هذا الطلب بتحقيق أهداف سياسية، مثل تقليل الضغط الدولي على إسرائيل أو إعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية في المنطقة. ثالثًا: الأبعاد الاستراتيجية المستقبلية للضغوط الأمريكية:
شكلت خلال العقود الماضية وتشكل معها صور متباينة ومن مختلف الضغوط الأمريكية على السعودية , وكانت بدورها كجزء لا يتجزأ من استراتيجية أوسع كانت وما تزال تهدف دوما إلى إعادة تشكيل خارطة التحالفات في الشرق الأوسط كلما كانت هناك أزمة تلوح في الافق , وهذا ما شاهدناه على ارض الواقع أثناء المقاطعة السعودية الإمارتية المصرية ضد قطر عندما حاولت الأخير مجرد التفكير خارج الصندوق السعودية وأبداء رايها في سياسات السعودية تجاه جيرانهم , ولذا من خلال استخدام ملف أحداث 11 سبتمبر وقضية اللاجئين، تسعى الإدارة الأمريكية إلى تعزيز نفوذها وتوجيه سياسات السعودية بما يخدم مصالحها الاستراتيجية بالمنطقة . وهذه الضغوط تضع السعودية في موقف صعب، حيث يتعين عليها الموازنة بين الحفاظ على علاقاتها مع واشنطن وعدم المساس بمصالحها الوطنية وسيادتها. كما أن هذه الخطوات قد تؤثر على صورة السعودية الدولية، خاصة إذا تم تصويرها من خلال وسائل إعلام اليمين المتشدد على أنها تخضع دوما لضغوط خارجية.وأخيرآ وليس أخرآ نحن نرى الإن وبعد عودة دونالد ترامب لاستلام السلطة، بدأت ملامح سياساته تتخذ طابعًا استثنائيًا منذ اليوم الأول لتوليه مهامه الرئاسية. من خلال القرارات التنفيذية التي وقعها في البيت الأبيض، وبدا معها أن نهجه السياسي يتسم بسمات فردية تسيطر عليها نزعات تتجاوز الحدود التقليدية للدبلوماسية. وأصبحت تسيطر على قليته بوادر لجنون العظمة، وفي إطار فريق السياسة الخارجية الذي عينه ترامب، والذي يضم أعضاء جددًا، بدا أن القيود الأخلاقية والسياسية التي تحكم العلاقات الدولية قد تم تجاوزها، حيث أصبح كل شيء مباحًا دون مراعاة للتحالفات التقليدية أو القيم الدبلوماسية التي كانت تحكم العلاقات مع الدول الأخرى. صحيح إن الموضوع الذي طرحناه أعلاه في هذا المقام متشعب وقد يكون ما يزال في الإدراج السياسية ويطبخ على نار هادئة ومع هذا نحاول أن نستبق الحدث ومن خلال قراءتنا لمستقبل هذا الموضوع ولطرحه على الراي العام ومن باب العلم بالشيء ومناقشته بأسلوب علمي أكاديمي على الجهل به! sabahalbaghdadi@proton.me


1 thought on “البعد الآخر لقراءة خفية غير معلنة وخارج نطاق التغطية الاعلامية عن ملف الابتزاز الامريكي للسعودية: بين إعادة فتح ملف أحداث 11 سبتمبر بمقابل استقبال لاجئين من غزة أو تمويل إعادة توطينهم في بلدان أخرى!؟

  1. نقل الفلسطينيين من غزة والضفتين.. خطر كبير.. نتذكر ماذا فعل الفلسطينيين من السلطة الفلسطينية بالاردن بايلول الاسود وتفجير المطارات بالاردن للسيطرة على الحكم بالاردن.. ونتذكر ما فعل الفلسطينيين بلبنان وتسببهم بحرب اهلية.. وجعلهم جنوب لبنان محطة لاستهداف اسرائيل لتحتل اسرائيل بيروت.. في حينها..
    اذا كان ولا بد يجب ترحيل اهل غزة بعيدا عن الشرق الاوسط للنرويج واسبانيا وكندا وليس لاي دولة بالشرق الاوسط لانهم خطر وموبوءين بوباء الارهاب (حماس الاخوانية)والاخوان يشكلون تهديد للسلم الامني بالاردن ومصر والسعودية اصلا.. فكيف ينقلون اهل غزة الى تلك الدول؟
    امام السعودية ومصر والاردن خيار.. اما غزة بلا حماس و عوائلهم ومسلحيهم وترحيلهم مع عوائلهم لخارج غزة.. والتطبيع والسلام مع اسرائيل.. وبناء غزة بشركات عالمية كريفيرا الشرق الاوسط.. واجتثاث الاديولوجيات الاسلامية والقومية والشيوعية المسمومة من كل الشرق الاوسط احزاب وقيادات واديولوجيات..
    او القبول بخطة ترامب.. على ان تشترط تلك الدول ترحيل اهل غزة بعيدا عن الشرق الاوسط..
    تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *