
عماد ياسين الزهيري
تعتبر العقيدة العسكرية في أشهر تعريف لها انها مجموعة من المبادئ التي يمكن من خلالها تحقيق غايات الدولة والتي تنفذ بأهداف من خلال الوزارات والتي تنفذ من المؤسسات ذات الاختصاص بمهام رئيسية او فرعية ومن خلال الافراد بواجبات او وظائف وهو الأشهر والاكثر واقعيه .
كما ان اغلب الدول وجيوشها تأخذ عقائدها العسكرية من عقيد الدولة السياسية الرئيسية والتي تنتج عقائد الدولة عسكريا وامنيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا وهكذا والعراق يعاني من تحديات كبيره وحقيقة في هذا المجال بسبب التحديات العسكرية والأمنية خارجيا وداخليا وتأثره بالصراع الاقليمي والدولي وعلاقة العراق الغير مستقرة مع دول الجوار وما رافقته من خلافات تاريخية وجغرافية واقتصاديه مما يجعلنا في حالة صراع وتنافس مع اعدائنا وخصومنا بشكل مباشر وغير مباشر مما يتطلب ان تكون عقيدتنا العسكرية ذات مبادئ تمتاز بالشمولية والتعامل مع الازمات والقدرة على احتوائها او تطويعها.
كما اننا يجب ان تنظم هذه العقيدة واعدادها من اهل الاختصاص والخبرة والمشهود لهم بالوطنية وحب العراق ووحدته وشعبه ويمتلكون الاحترافية العالية في مجال فن وعلم الحرب او المجالات الأمنية ذات العلاقة وعلى القيادات السياسية الاستماع بعقل وقلب وطني يقدم مصالح الدولة العراقية على باقي المصالح الفرعية كالحكومية والحزبية والقومية والدينية والطائفية وغيرها ومن خلال هذه المقدمة البسيطة سأناقش نوع العقيدة العسكرية الملائمة حسب الحقائق وتجارب الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها وقراءتي الشخصية وكما يأتي
١.يعاني العراق من علاقات متوترة مع دول الجوار بسبب الحروب العبثية التي زجتها القيادات السياسية مع ايران والكويت والتدخلات الغير مدروسة ببعض مناطق التوتر في المنطقة كما كان ولازال العراق يعتبر القضية الفلسطينية من القضايا المصيرية له عربيا وإسلاميا ويعاني العراق من ازمات عسكريه حقيقة متمثلة بالتدخل التركي بشمال العراق منذ عشرون عاما ومناطق الاهتمام المشترك بين بغداد واربيل مع ظروف محافظة كركوك سياسيا وامنيا واجتماعيا وكذلك استيطان التنظيمات الارهابية بجسد الدولة العراقية منذ الغزو الامريكي ونجاحها بالتأثير سياسيا وفكريا وامنيا على العراق وشعبه ووحدته ونظامه السياسي كما استغلت إسرائيل عدم وجود سيادة جويه من تحقيق خروقات مستمرة وواضحة ونفذت العديد من الضربات الجوية دون اي رادع حقيقي على الارض كما ان اغلب دول الجوار خرقت الحدود والسيادة العراقية بشكل واضح جهارا نهارا وعززت دول الجوار امكانياتها في مجالات بناء قدرات جيوشها بصفقات كبيرة او تطوير التصنيع الحربي مثل ايران والسعودية وكان ولازال الملف السوري واللبناني والفلسطيني حاضر ومؤثر على العراق ومستقبله وامنه واقتصاده بل حتى على وحدته وشعبه ويعتبر وجود الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو حقيقة واضحه وهو سلاح ذو حدين ومؤثر على العراق ورسم سياساته العسكرية والأمنية وبذلك يعرقل بناء عقيدة عسكريه موحده وقادره على الايفاء بمتطلبات امننا القومي كما ان دخول كارتلات الجريمة المنظمة والمخدرات والتهريب قد يعقد المشهد داخليا مما يتطلب الاخذ بعين الاعتبار مراعاة العقيدة العسكرية للتعامل مع هذا التهديد داخليا وخارجيا
٢.تساهم التحالفات الدولية والعلاقات الدفاعية التي تفرضها ظروف السياسة على رسم نوع العقيدة العسكرية وعلى ضوء قناعات الحكومات المتعاقبة على ادارة وقيادة الدولة العراقية لذا يعتبر ذلك من المؤثرات المهمة والخطيرة كما ان نوع الاقتصاد وقدرته على تمويل صفقات السلاح وبناء البنى التحتية والقواعد العسكرية واعداد مسارح العمليات وساحات الحركات بما يضمن القدرة على الدفاع عن العراق ووحدته وشعبه وثرواته من التقسيم والنهب والسرقة داخليا وخارجيا من العوامل الرئيسية في اعتماد نوع وشكل العقيدة العسكرية العراقية
٣.بناء على ما تقدم يتطلب اقرار العقيدة العسكرية العراقية اعتماد ما تقدم من وقائع وحقائق وبدون مجامله سياسيه من قبل قيادات الدولة وان تكون (( دفاعيه تعرضيه فعاله وشرسة تؤمن متطلبات وحدة العراق وشعبه وحماية مصالحه وثرواته داخل وخارج العراق بالموارد والقدرات المتيسرة ))وبغيه تحقيق ذلك يتطلب وثيقة شرف توقع من قبل قيادات الدولة بجميع قومياتهم ودياناتهم وطوائفهم وتوجهاتهم السياسية ويصوت عليها بالبرلمان وتلحق بالدستور كملحق دستوري
٤.كيف نحول هذه الجهد الفكري والسياسي الى موارد وقدرات تغذي عقيدتنا العسكرية بمتطلباتها للدفاع عن العراق ولقد ذكرت مرارا وتكرار رؤيتي في هذا المجال بالمشاريع الاتية
أ. اقرار قانون وزارة الدفاع
ب. اقرار قانون الخدمة العسكرية
ج. انشاء صندوق تسليح الجيش وبموارد وطنيه حصرا
د. انشاء صندوق التصنيع الحربي وبموارد وطنيه والاستثمار الذي يراعي امننا القومي
هـ. اعتماد معايير الوطنية والاحترافية والخبرة والمؤهلات العلمية والنزاهة والكفاءة والولاء لوحدة العراق في القبول بالمؤسسات العسكرية والتدرج بالمناصب وتقلد المناصب الاتحادية العليا
ز. اعادة انفتاح وانتشار الجيش على الحدود الوطنية وبضمنها حدود العراق في كردستان مع تركيا وايران وسوريا
ح. المباشرة بإعادة تنظيم الجيش ويعتبر مشروع دوله تدعم وتساند فيه كافة الوزارات الجيش العراقي بعد خرب استمرت اكثر من ١٨ عام
ط. اعتماد سلاح ردع من القوة الجوية او الصاروخية على ضوء التهديدات الحالية او المحتملة
ي. انشاء القيادة العامة للقوات المسلحة واعتماد سياقات واوامر موحدة لجميع المؤسسات العسكرية والأمنية مثل ( الجيش ، جهاز مكافحة الارهاب ، الحشد الشعبي ، البيشمركة) مع توحيد قوانين الخدمة والتقاعد والحقوق والرتب
ك. اقرار قانون الأوسمة والانواط
ل. انشاء المدينة العسكرية الصناعية وتمويلها وطنيا وبمساعدة الدول الصديقة والحليفة لإنتاج الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة مع الاعتدة والتجهيزات الخاصة بالمقاتلين واعتماد مشروع عجلة عسكرية عراقية تلائم البيئة العراقية
م. ربط دائرة المحاربين والاحتياط القريب بالقائد العام للقوات المسلحة واقرار تنظيم عسكري قادر على استيعاب الرتب الكبيرة والمهمة والحفاظ عليهم وعلى خبرتهم وعدم التفريط بهم
مما تقدم فان هذه المقالة قد تكون الخطوة الاولى او الشرارة التي نحتاجها في اقرار العقيدة العسكرية العراقية والتي يمكن لنا بعد ذلك على انتاج عقائد قتاله لقيادات الاسلحة والصنوف
وفقكم الله لخدمة العراق وشعبه ووحدته
رمضان كريم
الفريق ق خ الركن الدكتورعماد ياسين الزهيري