اسم الكاتب : سمير ناجي الياسري
والسؤال هنا::: هل أنت عراقي كردي ، أم أنت كردستاني؟ إذا كان جوابك : عراقي كردي ! إذا كان جوابك : كردستاني فقط , فعلى الأستاذ مسعود بارزاني أن يعيد النظر في عائدية أكراد إقليم كردستان إلى العراق !!! !؟ وحاشى ان تجد عربي واحد يقول قادة الاكراد عبارة عن كومة صبير لامكان لل-لمسه..
شنو عراقي بالقوة او لا اعترف بالعراق والعراق بلد ظهر حديثا والحضارة الكردية تسبق نبي الله نوح عليه السلام وبالاف السنين الضوئية !!! فأذا كان العراق لايليق بك فما جدوى البقاء ؟؟؟ هل المنافذ الحدودية ام النفط ام الموازنة ام الداستور الذي جعلتموه زنبور لكل العراقيين عداكم … فلا داعي لكل ذاك والعراق للجميع ولاموجب للسخرية واستصغار الوطن ولعنة الله على ردام المقبور والذي أشعل فتيل البغضاء والحقد
هل حقا الشعب الكردي عاش وتواجد منذ آلاف السنين على وجه المعمورة ؟ و ما هو الدليل على ذلك . وهل حقا أن للأكراد تاريخ متواصل منذ قرون بعيدة فى شمال العراق ؟ وما الدليل على ذلك . وهل كان شمال العراق كرديا عبر التاريخ ؟ وهل للشعب الكردي تأثير مباشر أو غير مباشر على الأقوام المجاورين وعلى الشعوب والأمم الأخرى ؟ وهل كانت لهم معالم حضارية فى تاريخ المنطقة التي سكنوها كالعمارة أو الثقافة أو التراث الشعبي ؟ . كل هذه الأسئلة سنحاول الإجابة عليها فى هذا المقال المتواضع ، لان قادة الأكراد يرددون على مسامعنا دوما بوجود شراكة تاريخية بين العرب والأكراد فى شمال العراق ، ولم يقدموا الدليل على وجود الأكراد تاريخيا فى شمال العراق . لأنهم سوف لن يجدوا أي أثر تاريخي لقومنا أبدا ، ولم يكن لهم تاريخ مشترك مع العرب على مر العصور . ومن هنا سنقتفي مقولة الشراكة التاريخية التي يتحجج بها هؤلاء القادة . لأننا نحن كأقلية كردية فى محيط أكثر من عشرين مليون مواطن عربي تحاول قيادتنا العملية توريطنا مع أشقائنا العرب فى حرب أهلية قادمة ، فهذه القيادة قد ركب رأسها الفدرالية والاستقلال ، وقد طغت وظلمت وتكبرت ، وأخيرا خانت وطنها العراق العظيم وشعبه الذين هم جزء منه . لم يحدث فى تاريخ البشرية قديما وحديثا أن تفرض أقلية عرقية مفاهيمها ومطالبها وشروطها على شعب وبلد ذات أغلبية عربية كبيرة مثلما يفعل الأكراد حاليا . فهذه الأقلية للحقيقة والواقع تريد ان تبسط سيطرتها على الأكثرية ، وتفرض إرادتها ومبادئها على مبادئ الأغلبية العربية ، وهم يعلمون إنَّ أية أقلية فى وطن ما وان كانت مضطهدة ، فأن مطالبها لاتتجاوز ابعد من الحصول على الحقوق المدنية والثقافية ، فالأكراد مثلا فى تركيا وإيران لم تتجاوز مطالبهم أكثر من الحقوق الإدارية والثقافية ، وحتى الأقباط فى مصر لم يطالبوا بالفدرالية أو حق الانفصال عن الوطن الأم مصر مع العلم ان عددهم أكثر من أكراد العراق عشرات المرات ، بينما فى العراق الجريح بسبب خيانتهم ، ووقوفهم بجانب المحتل استغل قادة الأكراد الانتهازيين الفرصة الذهبية فى تحقيق الفدرالية والاستقلال بعد ان قاموا بتزوير الاستفتاء على الدستور الطائفي البغيض ، القيادة الكردية تريد حكم العراق ، بينما تمنع العرب من التدخل فى الشؤون الإدارية للمنطقة الشمالية . نعود الى موضوع الأكراد فى العراق لكي نوضح تاريخ تواجدهم الأول فى الجزيرة (مابين النهرين) فى الحقيقة ليس للأكراد أية جذور تاريخية أو حضارية أو مدنية فى شمال العراق ، فمجيء الأكراد الى العراق جديد ، بل هم آخر الأقوام التي نزحت الى العراق ، وكان نزوحهم مستمر من طرف الحدود والجبال الإيرانية باتجاه قرى المسيحيين التركمان وحتى العرب . لقد نزح الأكراد فى منتصف القرن التاسع عشر من جبال زاكروس الإيرانية ومن الشريط الحدودي مابين تركيا وإيران والعراق الى مدن وقرى شمال العراق ، واستوطنوا هناك جنبا الى جنب مع التركمان والعرب والمسيحيين الاشورين، ومن حسن حظ الأكراد الذين سكنوا شمال العراق ان الشعب العراقي من الشعوب المسالمة لا تحب الاعتداء على الأقوام والشعوب الأخرى ، فبسبب هذا عاش الأكراد وقبائلهم جنبا الى جنب مع إخوانهم العرب و التركمان و الآشوريين بسلام وبدون تميز عرقي أو طائفي أو عدوان ، على الرغم من ان العصابات التي كونها قادة الأكراد لاحقا كانت تحاول بشتى الطرق فى الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة والترهيب أو بتكريد الطوائف الأخرى ، فمثلا قامت بتكريد اليزيدية والآشوريين فى دهوك ، وحتى التركمان فى أربيل والشبك والأرمن لكي يصل عددهم الى أكثر من أربعة ملايين كردى ، ولو حاولنا الآن طرح هذه القوميات والطوائف من المعادلة الكردية وإرجاعهم الى أصولهم الحقيقية لما وصل عدد الأكراد أكثر من مليون ونصف كردى . وبمرور الوقت تم إضفاء الطابع الكردي على هذه القرى والمدن والسيطرة عليها بحجة الحقوق القومية والأكثرية للشعب الكردي. كانت الجزيرة وهى المنطقة الواقعة شمال الرافدين ، منذ القدم مقرا للدولة الآشورية وشعوبها تنطق باللغة السريانية ، وخلال القرون الأولى للإسلام ظلت هذه المنطقة بغالبية سريانية وعربية إسلامية ، قبل ان يبدأ الزحف الكردي إليها فى القرون المتأخرة . علما ان معالم الحضارة الآشورية والتي هي متواجدة قبل استيطان الكرد بآلاف السنين مازالت معالمها ظاهرة للعيان على مر العصور ، بينما لم يصل الى علمنا وجود اثر من معالم الحضارة للشعب الكردي على مر العصور . فالحقيقة العلمية يجب ان تذكر ، فليس لدى الشعب الكردي مايقدمه للشعوب المجاورة . ويقول البروفيسور الكردي عمر ميران الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1952 ، والمتخصص فى تاريخ شعوب الشرق الأوسط ، وأستاذ التاريخ فى جامعات مختلفة ( ان الشعب الكردي كله شعب بسيط وبدائي فى كل ما فى الكلمة من معنى حقيقي . وهذا ينطبق على أخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما الى آخره . فلو أخذنا نظرة عامة ولكن ثاقبة لتاريخ الشعب الكردي لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ، ولو أردنا ان نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك أكثر من بضع صفحات . هذا ليس عيبا أو انتفاضا من شعبنا الكردي ولكنه حال كل الشعوب البسيطة فى منطقتنا المعروفة حاليا بالشرق الأوسط) . إننا لم نسمع أو نجد الى يومنا هذا أي اثر لنا ككرد ان نقول انه تراث حضاري كردى خالص ، ولم نجد أي أثر لمدينة كردية تأسست على أيدي الشعب الكردي . فالقيادة الكردية الحالية وبعض المثقفين الأكراد المغرورين يؤكدون على وجود هذه الحضارة بدون تقديم الدليل والإثبات بطريقة علمية . فالباحث العلمي يجب ان يتحلى بالصدق والأمانة العلمية الدقيقة قبل ان يفهموا العالم بأن الأكراد كانوا أصحاب حضارة وعلم وتراث ، لان كل هذه الحجج غير واردة تاريخيا فى تاريخ المنطقة . ويذكر الكاتب سليم مطر فى كتابه (الذات الجريحة) ان تسمية إقليم الجزيرة هي تعريب لكلمة (مابين النهرين) لأنها بين دجلة والفرات ، وكان يطلق عليه فى التاريخ القديم إقليم آشور ، كما ذكر ذلك ياقوت الحموي . إن إقليم الجزيرة هذا كان يضم ثلاث مناطق سميت بحسب القبائل العربية التي فرضت سيطرتها على المنطقة ما قبل الإسلام ، والكثير من هؤلاء العرب اعتنقوا المسيحية ، وهذه المناطق التي سكنها العرب هي ديار ربيعة فى الجزء الجنوبي والتي تشمل تكريت وسامراء والموصل وسنجار ، وديار مضر تشمل الرها والرقة ورأس العين ، ومركزها حران ، وديار بكر فى تركيا حاليا . ظلت منطقة الجزيرة عموما مرتبطة بدمشق فى زمن الدولة الأموية ، وكذلك فى زمن العباسيين عاصمتها الموصل .الأكراد يطلقون على مناطقهم المستولى عليها من أصحابها الشرعيين باسم كردستان ، وهى بعيدة عن الواقع ، لأنهم يريدون ان يفهموا العالم انه حقا هناك وطن اسمه كردستان على مر الزمان ، وإنني كلما تذكرت هذه التسمية الطارئة والحديثة وأنا ابن تلك المنطقة اشعر بالغثيان والاشمئزاز لما تحمله هذه التسمية من نعرة عنصرية شوفينية مقيتة تبعدنا عن روح التسامح والمحبة بين الإخوة المسلمين . إن القيادة العشائرية المتعصبة تريد ان تجعل من شعبنا الكردي شعبا كاليهود فى فلسطين العربية . وقد صدق القائد الكردي عبد الله اوجلان عندما قال (دولة كردية كإسرائيل مرفوضة نهائيا) اليهود الغوا اسم فلسطين من الخارطة وجعلوها حكرا لهم لأنها أرض الميعاد حسب اعتقادهم التوراتي . ان كلمة كردستان شبيهة بكلمة إسرائيل بعد ان كانت منطقة الآشوريين فى شمال العراق . فاختيار هذا الاسم يلغى الوجود الفعلي للكثير من القوميات المتواجدة فى المنطقة من العرب و التركمان والآشوريين و الكلدان واليزيدين . فلو درسنا التاريخ الإسلامي فى شمال العراق نجد انه لم يكن هناك ذكر للأكراد أو كردستان فى هذه المنطقة ، كما يقول المؤرخ الكردي فيدو الكورانى فى كتابه الأكراد (إن كردستان لم تعرف إلا فى القرن التاسع عشر الميلادي ، فقد كانت هذه المنطقة الشمالية للعراق خاضعة الى حكم الدولة العربية الإسلامية التي توزعت الى إمارات ودول صغيرة بعد الانهيار الذي أصاب عاصمتها وخلافتها فى بغداد ،) كما يحدث الآن فى العراق كأن التاريخ يعيد نفسه ، فقد تكونت الإمارة الاتباكية فى الموصل ، والإمارة التركمانية فى اربيل التي أنشأها زين الدين على كوجك من أمراء السلاجقة عام 1144 ميلادية . والإمارة الايواقية الايوانية التركمانية فى كركوك التي ضمت سليمانية ، ومن خلال هذا يظهر ان التركمان حكموا العراق قبل الاحتلال العثماني بأكثر من قرنين من الزمن . ومن خلال هذا العرض البسيط يظهر لنا عدم وجود إشارة الى كيان كردى فى شمال العراق ، فلم يحصل ان تأسست دولة كردية أو إمارة كردية تنافس الإمارات التركمانية ، لأنه لم يكن للأكراد وجود وموضع قدم أصلا فى المنطقة الشمالية من العراق ، وحتى فى إيران لم يكن للأكراد وجود يذكر أو كيان قبل ان تنشب المشاكل والصراعات المذهبية بين الدولة الصفوية الشيعية ، والدولة العثمانية السنية . وأول مرة تم فيها استخدام مصطلح كردستان كان فى زمن السلاجقة التركمان فى العصر العباسي عام 1157 ميلادية . وفى عهد السلطان العثماني سليم الأول 1515 ميلادية تكونت بعض الإمارات الكردية بتشجيع من الدولة العثمانية للحد من المد الشيعي الصفوي ، فمعظم المؤرخين الإسلاميين والأجانب ينظر الى الخلاف الذي نشب بين الدولة الصفوية الشيعية والدولة العثمانية السنية هو بداية تأسيس الكيان الكردي فى العراق والدول المجاورة ، فقد تحول الأكراد من قبائل راحلة تعيش على السلب والنهب والقتل الى إمارات متشتتة وفق متطلبات الحروب التي قامت بين الدولة العثمانية والفارسية ، حيث تم تسخيرهم وفق ما يريده الطرفان . فقد ذكرت الرحالة الانكليزية المس بيشوب فى كتابها الرحلات عام 1895 (إن حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة) وكذلك ذكر الدكتور جورج باسجر عندما قام برحلته الى المنطقة الشمالية عام 1828 ذاكرا (إن القبائل الكردية قامت بهجمات دموية مروعة على السريان وتصفيتهم وحرق بيوتهم وأديرتهم) . ويقول المؤرخ باسيل نيكتين وهو مختص بالقبائل الكردية (إن الأكراد الذين يعيشون على حدود الرافدين يعتمدون القتل والسلب والنهب فى طريقة حياتهم ، وهم متعطشون الى الدماء) وكتب القنصل البريطاني رسالة الى سفيره عام 1885 يقول فيها (إن هناك أكثر من 360 قرية ومدينة سريانية قد دمرها الزحف الكردي بالكامل وخصوصا فى ماردين) ويقول الدكتور كراند الخبير فى المنطقة وشعوبها فى كتابه النساطرة (يعمل الأكراد فى المنطقة على إخلاء سكانها الأصليين وبشتى الطرق). وأن الأكراد لم يؤسسوا أية مدينة كردية فى شمال العراق.(*)
و أن َّ مدن كردية كالسليمانية لم يؤسسها الأكراد ، بل ؛ أسسها سليمان القانوني عام 1503م وسميت باسمه، أما مدينة أربيل فقد كانت مدينة آشورية الأصل ، واسمها الأصلي أريخا وتعنى مدينة الآلهة الأربعة، يكفى ان تشهد قلعتها التاريخية العظيمة على آشوريتها و أكديتها ، وقد أطلق عليها اسم أربل فى العصر العباسي . و كركوك مدينة قديمة قدم التاريخ الآشوري والكلدانى ، وكانت مدينة سريانية عربية خاضعة للاحتلال الساسانى الفارسي، وكانت مركزا مهما للمسيحية النسطورية، وقد قام الأباطرة الساسانيون بعدة مذابح شهيرة ضد النساطرة وأشهرها فى القرن الرابع الميلادي. وفى القرن السادس تمكن يزيدن أحد القادة السريان أن يكون أميراً على المدينة حتى سميت باسمه (كرخا يزدن). أما دهوك فهي مدينة آشورية الأصل نزح إليها البادينانيون الأكراد من الجبال الواقعة جنوب الأناضول ، ولازال الآشوريون سكانها القدماء يشكلون نسبة مهمة من سكان دهوك .
لان قادة الاكراد يرددون على مسامعنا دوما بوجود شراكة تاريخية بين العرب والاكراد فى شمال العراق ، ولم يقدموا الدليل على وجود الاكراد تاريخيا فى شمال العراق . لانهم سوف لن يجدوا أي اثر تاريخى لقومنا ابدا ، ولم يكن لهم تاريخ مشترك مع العرب على مر العصور . ومن هنا ستنتفى مقولة الشراكة التأريخية التى يتحجج بها هؤلاء القادة . لاننا نحن كاقلية كردية فى محيط اكثر من عشرين مليون مواطن عربى تحاول قيادتنا العملية توريطنا مع اشقائنا العرب فى حرب اهلية قادمة ، ، فهذه القيادة قد ركب رأسها الفدرالية والاستقلال ، وقد طغت وظلمت وتكبرت ، واخيرا خانت وطنها العراق العظيم وشعبه الذين هم جزء منه . لم يحدث فى تاريخ البشرية قديما وحديثا ان تفرض اقلية عرقية مفاهيمها ومطاليبها وشروطها على شعب وبلد ذات اغلبية عربية كبيرة مثلما يفعل الاكراد حاليا . فهذه الاقلية للحقيقة والواقع تريد ان تبسط سيطرتها على الاكثرية ، وتفرض ارادتها ومبادئها على مبادىء الاغلبية العربية ، وهم يعلمون ان اية اقلية فى وطن ما وان كانت مضطهدة ، فأن مطاليبها لاتتجاوز ابعد من الحصول على الحقوق المدنية والثقافية ، فالاكراد مثلا فى تركيا وايران لم تتجاوز مطاليبهم اكثر من الحقوق الادارية والثقافية ، وحتى الاقباط فى مصر لم يطالبوا بالفدرالية او حق الانفصال عن الوطن الام مصر مع العلم ان عددهم اكثر من اكراد العراق عشرات المرات ، بينما فى العراق الجريح بسبب خيانتهم ، ووقوفهم بجانب المحتل استغل قادة الاكراد الانتهازيين الفرصة الذهبية فى تحقيق الفدرالية والاستقلال بعد ان قاموا بتزوير الاستفتاء على الدستور الطائفى البغيض ، القيادة الكردية تريد حكم العراق ، بينما تمنع العرب من التدخل فى الشؤون الادارية للمنطقة الشمالية .
فى الحقيقة ليس للاكراد اية جذور تاريخية او حضارية او مدنية فى شمال العراق ، فمجىء الاكراد الى العراق جديد ، بل هم اخر الاقوام التى نزحت الى العراق ، وكان نزوحهم مستمر من طرف الحدود والجبال الايرانية بأتجاه قرى المسيحيين والتركمان وحتى العرب . لقد نزح الاكراد فى منتصف القرن التاسع عشر من جبال زاكروس الايرانية ومن الشريط الحدودى مابين تركيا وايران والعراق الى مدن وقرى شمال العراق ، واستوطنوا هناك جنبا الى جنب مع التركمان والعرب والمسيحيين الاشورين، ومن حسن حظ الاكراد الذين سكنوا شمال العراق ان الشعب العراقى من الشعوب المسالمة لاتحب الاعتداء على الاقوام والشعوب الاخرى ، فبسبب هذا عاش الاكراد وقبائلهم جنبا الى جنب مع اخوانهم العرب والتركمان والاشوريين بسلام وبدون تميز عرقى او طائفى او عدوان ، على الرغم من ان العصابات التى كونها قادة الاكراد لاحقا كانت تحاول بشتى الطرق فى الاستيلاء على اراضى الغير بالقوة والترهيب او بتكريد الطوائف الاخرى ، فمثلا قامت بتكريد اليزيدية والاشوريين فى دهوك ، وحتى التركمان فى اربيل والشبك والارمن لكى يصل عددهم الى اكثر من اربعة ملايين كردى ، ولو حاولنا الان طرح هذه القوميات والطوائف من المعادلة الكردية وارجاعهم الى اصولهم الحقيقية لما وصل عدد الاكراد اكثر من مليون ونصف كردى . وبمرور الوقت تم اضفاء الطابع الكردى على هذه القرى والمدن والسيطرة عليها بحجة الحقوق القومية والاكثرية للشعب الكردى.
كانت الجزيرة وهى المنطقة الواقعة شمال الرافدين ، منذ القدم مقرا للدولة الاشورية وشعوبها تنطق باللغة السريانية ، وخلال القرون الاولى للاسلام ظلت هذه المنطقة بغالبية سريانية وعربية اسلامية ، قبل ان يبدأ الزحف الكردى اليها فى القرون المتأخرة . علما ان معالم الحضارة الاشورية والتى هى متواجدة قيل استيطان الكرد بالالاف السنين مازالت معالمها ظاهرة للعيان على مر العصور ، بينما لم يصل الى علمنا وجود اثر من معالم الحضارة للشعب الكردى على مر العصور . فالحقيقة العلمية يجب ان تذكر ، فليس لدى الشعب الكردى مايقدمه للشعوب المجاورة . ويقول البروفيسور الكردى عمر ميران الحاصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1952 ، والمتخصص فى تاريخ شعوب الشرق الاوسط ، واستاذ التاريخ فى جامعات مختلفة ( ان الشعب الكردى كله شعب بسيط وبدائى فى كل مافى الكلمة من معنى حقيقى . وهذا ينطبق على اخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما الى اخره . فلو اخذنا نظرة عامة ولكن ثاقبة لتاريخ الشعب الكردى لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ، هذا ليس عيبا او انتفاضا من شعبنا الكردى ولكنه حال كل الشعوب البسيطة فى منطقتنا المعروفة حاليا بالشرق الاوسط) . اننا لم نسمع او نجد الى يومنا هذا اى اثر لنا ككرد ان نقول انه تراث حضارى كردى خالص ، ولم نجد اى اثر لمدينة كردية تأسست على ايدى الشعب الكردى . فاالقيادة الكردية الحالية وبعض المثقفين الاكراد المغرورين يؤكدون على وجود هذه الحضارة بدون تقديم الدليل والاثبات بطريقة علمية . فالباحث العلمى يجب ان يتحلى بالصدق والامانة العلمية الدقيقة قبل ان يفهموا العالم بأن الاكراد كانوا اصحاب حضارة وعلم وتراث ، لان كل هذه الحجج غير واردة تاريخيا فى تاريخ المنطقة . ويذكر الكاتب سليم مطر فى كتابه (الذات الجريحة) ان تسمية اقليم الجزيرة هى تعريب لكلمة (مابين النهرين) لانها بين دجلة والفرات ، وكان يطلق عليه فى التاريخ القديم اقليم اشور ، كما ذكر ذلك ياقوت الحموى . ان اقليم الجزيرة هذا كان يضم ثلاث مناطق سميت بحسب القبائل العربية التى فرضت سيطرتها على المنطقة ماقبل الاسلام ، والكثير من هؤلاء العرب اعتنقوا المسيحية ، وهذه المناطق التى سكنها العرب هى ديار ربيعة فى الجزء الجنوبى والتى تشمل تكريت وسامراء والموصل وسنجار ، وديار مضر تشمل الرها والرقة ورأس العين ، ومركزها حران ، وديار بكر فى تركيا حاليا . ظلت منطقة الجزيرة عموما مرتبطة بدمشق فى زمن الدولة الاموية ، وكذلك فى زمن العباسيين عاصمتها الموصل .
الاكراد يطلقون على مناطقهم المستولى عليها من اصحابها الشرعيين بأسم كردستان ، وهى بعيدة عن الواقع ، لانهم يريدون ان يفهموا العالم انه حقا هناك وطن اسمه كردستان على مر الزمان ، واننى كلما تذكرت هذه التسمية الطارئة والحديثة وانا ابن تلك المنطقة اشعر بالغثيان والاشمئزاز لما تحمله هذه التسمية من نعرة عنصرية شوفينية مقيتة تبعدنا عن روح التسامح والمحبة بين الاخوة المسلمين . ان القيادة العشائرية المتعصبة تريد ان تجعل من شعبنا الكردى شعبا كاليهود فى فلسطين العربية . وقد صدق القائد الكردى عبد الله اوجلان عندما قال (دولة كردية كأسرائيل مرفوضة نهائيا) اليهود الغوا اسم فلسطين من الخارطة وجعلوها حكرا لهم لانها ارض الميعاد حسب اعتقادهم التوراتى . ان كلمة كردستان شبيهة بكلمة اسرائيل بعد ان كانت منطقة الاشوريين فى شمال العراق . فأختيار هذا الاسم يلغى الوجود الفعلى للكثير من القوميات المتواجدة فى المنطقة من العرب والتركمان والاشوريين والكلدان واليزيدين . فلو درسنا التاريخ الاسلامى فى شمال العراق نجد انه لم يكن هناك ذكر للاكراد او كردستان فى هذه المنطقة ، كما يقول المؤرخ الكردى فيدو الكورانى فى كتابه الاكراد (ان كردستان لم تعرف الا فى القرن التاسع عشر الميلادى ، فقد كانت هذه المنطقة الشمالية للعراق خاضعة الى حكم الدولة العربية الاسلامية التى توزعت الى امارات ودول صغيرة بعد الانهيار الذى اصاب عاصمتها وخلافتها فى بغداد ،) كما يحدث الان فى العراق كأن التاريخ يعيد نفسه ، فقد تكونت الامارة الاتباكية فى الموصل ، والامارة التركمانية فى اربيل التى انشأها زين الدين على كوجك من امراء السلاجقة عام 1144 ميلادية . والامارة الايواقية الايوانية التركمانية فى كركوك التى ضمت سليمانية ، ومن خلال هذا يظهر ان التركمان حكموا العراق قبل الاحتلال العثمانى بأكثر من قرنين من الزمن . ومن خلال هذا العرض البسيط يظهر لنا عدم وجود اشارة الى كيان كردى فى شمال العراق ، فلم يحصل ان تأسست دولة كردية او امارة كردية تنافس الامارات التركمانية ، لانه لم يكن للاكراد وجود وموضع قدم اصلا فى المنطقة الشمالية من العراق ، وحتى فى ايران لم يكن للاكراد وجود يذكر او كيان قبل ان تنشب المشاكل والصرعات المذهبية بين الدولة الصفوية الشيعية ، والدولة العثمانية السنية . واول مرة تم فيها استخدام مصطلح كردستان كان فى زمن السلاجقة التركمان فى العصر العباسى عام 1157 ميلادية . وفى عهد السلطان العثمانى سليم الاول 1515 ميلادية تكونت بعض الامارات الكردية بتشجيع من الدولة العثمانية للحد من المد الشيعى الصفوى ، فمعظم المؤرخين الاسلاميين والاجانب ينظر الى الخلاف الذى نشب بين الدولة الصفوية الشيعية والدولة العثملنية السنية هو بداية تأسيس الكيان الكردى فى العراق والدول المجاورة ، فقد تحول الاكراد من قبائل راحلة تعيش على السلب والنهب والقتل الى امارات متشتتة وفق متطلبات الحروب التى قامت بين الدولة العثمانية والفارسية ، حيث تم تسخيرهم وفق مايريده الطرفان . فقد ذكرت الرحالة الانكليزية المس بيشوب فى كتابها الرحلات عام 1895 (ان حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة) وكذلك ذكر الدكتور جورج باسجر عندما قام برحلته الى المنطقة الشمالية عام 1828 ذاكرا (ان القبائل الكردية قامت بهجمات دموية مروعة على السريان وتصفيتهم وحرق بيوتهم واديرتهم) . ويقول المؤرخ باسيل نيكتين وهو مختص بالقبائل الكردية (ان الاكراد الذين يعيشون على حدود الرافدين يعتمدون القتل والسلب والنهب فى طريقة حياتهم ، وهم متعطشون الى الدماء) وكتب القنصل البريطانى رسالة الى سفيره عام 1885 يقول فيها (ان هناك اكثر من 360 قرية ومدينة سريانية قد دمرها الزحف الكردى بالكامل وخصوصا فى ماردين) ويقول الدكتور كراند الخبير فى المنطقة وشعوبها فى كتابه النساطرة (يعمل الاكراد فى المنطقة على اخلاء سكانها الاصليين وبشتى الطرق). وبما ان الاكراد لم يؤسسوا اية مدينة كردية فى شمال العراق ، فأننى سأقدم هنا نبذة قصيرة عن مدن شمال العراق وتاريخها التى اصبحت كردية بمرور الزمن .
السليمانية-وهى اكبر المدن الكردية فى شمال العراق. ويمكن اعتبارها اول مستوطنة كردية داخل الاراضى العراقية ، والتى انشأها العثمانيون عام 1503 ، وسميت بمخيم السليمانية نسبة الى السلطان العثمانى سليمان القانونى ، ليكون مأوى للمجموعات الاكردية اللاجئة والفارة من الحرب مع الصفويين الفرس او الذين اضطهدهم الفرس لانحيازهم الى الدولة العثمانية ، وتذكر بعض الاخبار الاخرى انه قد بناها بعد ذلك ابراهيم باشا بابان عام 1871 عندما ولاه الامارة البابانية سليمان باشا والى بغداد العثمانى ، فشيدها ابراهيم ولكنه سماها بأسم الوالى المذكور ، وهذا يؤكد بتبعيتها الى ولاية بغداد وليس ولاية الموصل . لقد كان تحالف الاكراد فى شمال غربى ايران مع الدولة العثمانية لمحاربة الدولة الصفوية اول بداية لنزوح الاكراد الى داخل العراق ، ودخولهم التاريخ . وكانت معركة جالدران المعروفة فى تلك المنطقة والتى قتل فيها اكثر من 120 الف شخص ، وهرب بسببها اعداد كثيرة من الاكراد من جبال زاكروس الايرانية الى الوديان الواقعة فى شمال شرقى العراق على خط الحدود مع ايران ، وتم اسكانهم فى مدينة السليمانية ، وبقيت الحال هكذا الى ان انسحب العثمانيون من السليمانية اثر الاحتلال الانكليزى للعراق ، وقد سلموها للشيخ محمود . سبق وان ذكرت ان الاكراد فى العراق لم يؤسسوا اية مدن قديمة فى شمال العراق ، وبما ان المناطق التى يسكنه الاكراد الان تحتوى على ارعة مدن رئيسية فأننى سأقدم هنا نبذة سريعة ومختصرة لتاريخ هذه المدن التى تم استكرادها واصبحت كردية بمرور الزمن الحديث .
اربيل -اما مدينة اربيل فقد كانت مدينة اشورية الاصل واسمها الاصلى اريخا وتعنى مدينة الالهة الاربعة يكفى ان تشهد قلعتها التاريخية العظيمة على اشوريتها واكديتها ، وقد اطلق عليها اسم اربل فى العصر العباسى ، وكانت تسكن فى ذلك العصر من قبل العرب والاكراد ، وحتى ان المؤرخ الكبير ياقوت الحموى الذى زارها عام 1228 ميلادية وصف اهلها بأنهم من الاكراد ولكنهم استعربوا ، وقد ذكر ابن المستوفى فى كتابه (تاريخ اربل) بأنها كانت زاخرة بأعداد كبيرة من العلماء والادباء العرب . يدرك مدى الاستعراب الذى بلغته . وحتى الباحث محمد امين زكى ذكر فى كتابه (تاريخ الكرد) وقوع فتنة فى اربل سنة 1279 ميلادية ضد المغول بتأييد من العرب والاكراد ، اى بالاتفاق بين الفرقيين ، مما يدل على وجود العرب بنسبة مهمة . ولاحظ الرحالة البريطانى رش الذى زارها عام 1826 وجود مضارب قبيلة (حرب) العربية فى السهول المحيطة بقلعة اربل . وكذلك يذكر القنصل الفرنسى بالاس وجود قبيلة طى بجوار اربل سنة 1851 ، وان شيخها تعهد له بحماية عماله الذين كانوا يعملون فى التنقيب عن الاثار . ويقول الباحث عباس العزاوى ان بعض القبائل العربية لاتزال تقيم فى مواطن عديدة من لواء اربيل . وسكانها الاصليون الان من التركمان ، والاكراد نزحوا اليها بعد الحرب العالمية الثانية وبكثافة . والحكومة العراقية السابقة جعلت من مدينة اربيل مركزا للحكم الذاتى لكردستان العراق ، وقد هاجر كثير من الاكراد الى هذه المدينة ابتدأ من النصف الثانى من القرن العشرين . وفى السنوات الاخيرة استبدلت المليشيات الكردية اسم المدينة التاريخية الى كلمة كردية وهى (هولير) ضاربين التاريخ والجغرافيا عرض الحائط
كركوك- مدينة قديمة قدم التاريخ الاشورى والكلدانى ، وكانت مدينة سريانية عربية خاضعة للاحتلال الساسانى الفارسى، وكانت مركزا مهما للمسيحية النسطورية، وقد قام الاباطرة الساسانيون بعدة مذابح شهيرة ضد النساطرة واشهرها فى القرن الرابع الميلادى. وفى القرن السادس تمكن يزيدن احد القادة السريان ان يكون اميرا على المدينة حتى سميت بأسمه (كرخا يزدن) .
دهوك- فهى مدينة اشورية الاصل فقد نزحت اليها البادينانيون الاكراد من الجبال الواقعة جنوب الاناضول ، ولايزال الاشوريين سكانها القدماء يشكلون نسبة مهمة من سكان دهوك .
و نقول ان هذه الممارسات التى تقوم بها مليشيات الاحزاب الكردية بتشجيع من قادتهم الشوفينين المتعصبين للقومية الكردية ، والبعيدين عن روح وجوهر الاسلام الحقيقى، انهم يقودون شعبنا الكردى المسلم المسكين الى خطر حقيقى لايدركونه فى الوقت الحاضر ، وهم يعلمون علم اليقين ان تحقيق هذه المكاسب االانية فى ظل الاحتلال الامريكى الصهيونى لايمكن ان يستمر طويلا ، وحتى ايضا فى ظل هذا الدستور الصهيونى . وعند هروب قوات الغزو من العراق عليهم ان يعصروا هذا الدستور الطائفى البغيض فى نبيذ عنب الشمال ، ويشربوا مسكراته حتى الثمالة، وسوف يصحون على انفسهم ويقولون كنا سكارى وماهم بسكارى ، اعمتهم نشوة التحرير الامريكى من الاستعمار العربى . ويقول البروفيسور الكردى عمر ميران بهذا الصدد ( ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم قادة الشعب الكردى انما هم يمثلون انفسهم واتباعهم فقط وهم قلة فى المجتمع الكردى ولايمكن القياس عليهم ، ولكنهم وللاسف اقول يستغلون نقطة الضعف فى شعبنا ويلعبون على وتر حساس ليجنوا من وراء ذلك ارباحا سياسية خاصة تنفيذا لرغبة اسيادهم الامريكان) . اللهم اكشف لشعبى الكردى الطريق الصحيح قبل فوات الاوان ، واهدى عقول هؤلاء النفر المخدوعين الذين يركضون خلف قادة الاحزاب الكردية العلمانية الذين ارتبط مصيرهم بقوى الاحتلال والصهيونية والموساد . لكى لايدمروا مصير شعبنا الكردى المخدوع بوهم الفدرالية والاستقلال ، لان مصيرهم فى المستقبل على كفة عفريت .
قال رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور برزاني خلال منتدى السلام والأمن الذي عقد في دهوك عندما سأله المحاور هل أنت عراقي أم كردي فأجاب أنا كردي واضطررت للعيش في هذا البلد (والعراق كيان مصطنع ) عجيب أمور هؤلاء الساسة الأكراد الذين يعيشون في العراق ويتنعمون بخيراته ويتنكرون له بل ويناصبوه العداء(وكل إناء بالذي فيه ينضح ) وقبل الرد على مسرور نقول له ان العراق ليس كيانا مصطنعاً فمن في العالم كله لا يعرف العراق؟ عراق الحضارة والتاريخ عراق السومريون الذين علموا البشرية لكتابة والصناعة والزراعة عراق الاكديون الذين امتدت إمبراطوريتهم من إيران والأناضول وبلاد الرافدين الى شرق البحر الأبيض المتوسط ومصر, عراق الآشوريين سكان شمال العراق الأصليين الذين جئتم إليهم وافدين من بلاد الفرس فآووكم واحتضنوكم وأسكنوكم أرضهم ثم انقلبتم عليهم تقتلونهم وتغتصبون أراضيهم ومزارعهم وممتلكاتهم واستوطنتم المناطق الجبلية في شمال العراق وادعيتم أنها أرضكم كما اغتصب واستوطن حلفائكم الصهاينة ارض فلسطين ارض كنعان ويدعون أنها ارض أجدادهم فهل يعرف مسرور من أين جاء الأكراد الى شمال العراق ومتى جاءوا وما هو موطنهم الأصلي؟ ثم لماذا اضطر للعيش في العراق ولم يبق في بلده الأصلي بلد أجداده ؟ سأقول له وعلى لسان العديد من المؤرخين عن تاريخ الأكراد في شمالنا الحبيب لأنه وغيره من السياسيين الأكراد لم يقرؤوا التاريخ وبالذات تاريخ العراق جيداً , فلم ترد في تاريخ العراق القديم منذ أول الحضارات في بلاد الرافدين وإمبراطوريات سومر وأكاد وبابل وآشور كلمة كرد أو أية مجموعة عرقية تحمل اسم كرد فلا وجود لكم في ارض العرق ,يقول المؤرخ (ب.ليرخ) عن الكرد بأنهم هندوآرييه أي أحفاد الفرس أما مؤرخ التاريخ هيرودوتس فيقول إنهم من منطقة شرق بوطان من تركيا أما المؤرخ اليوناني (زنيفون) فيقول بان الآراميون هم الذين سموهم بهذا الاسم (كرد) نسبة الى جبل الجودي الذي كان يطلق عليه (طورو قردو) أي جبل القرود لوعورته ومنه انحدرت مجاميع سموهم الآراميون والآشوريين (قراديه) أي أكراد وهذه تسميتهم الى اليوم , ويقول مارك ساسك في كتابه أرمينيا ان الأكراد والفرس من أصل واحد وهناك من يرجع تسميتهم الى كلمة كيرتي وهم قوم كانوا يعيشون في المنطقة الجبلية غرب بحيرة وان كل هذه المصادر والدلائل التاريخية تشير الى ان الأكراد ليسوا عراقيين ولا صلة لهم في بلاد ما بين النهرين , وانتم يا مسرورلا تعرفون من تكونون ومن أين جئتم مرة تدعون إنكم آريين إيرانيين ومرة ميديون ومرة سومريون وهذه ادعاءات تريدون ان تلتصقوا من ورائها بأي حضارة وهي ادعاءات سخيفة لتزوير التاريخ وتزييف الحقائق بواسطة أقلام رخيصة وأدلة مزورة كتلك التي يذكرها احمد أمين, هذا في التاريخ القديم أما في التاريخ الحديث فاقرأ ما يقوله المؤرخ الكردي تيدو الكوراني في كتابه الأكراد ان كردستان لم تعرف إلا في القرن التاسع عشر الميلادي فقد كانت المنطقة الشمالية للعراق خاضعة لحكم الدولة العربية الإسلامية التي توزعت الى إمارات ودول صغيرة بعد انهيار الدولة العباسية فقد تكونت الإمارة الاتنباكية في الموصل والإمارة التركمانية في اربيل التي أنشاها زين الدين على كوجك من أمراء السلاجقة عام 1144م والإمارة التركمانية في كركوك والسليمانية ومن هذا يتضح عدم وجود كيان كردي في شما العراق فلم يحصل ان تأسست إمارة كردية إنما انتشرت الإمارات لتركمانية وحتى أربيل كانت ذات أغلبية تركمانية ولم يكن للأكراد أي موضع قدم أصلاً في شمال العراق, وفي عهد السلطان العثماني سليم الأول سنة 1515 تكونت بعض الإمارات الكردية والبعض يقول بعد عام 1600م للحد من المد الشيعي الصفوي القادم من إيران وكان الخلاف بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية هو بداية تأسيس الكيان الكردي في شمال العراق والدول المجاورة بعد ان كان الأكراد قبائل رحل تعتاش على السلب والنهب والقتل ,كما ذكرت الرحالة البريطانية المس بيشوب في كتابها الرحلات عام 1895 ان حياة القبائل الكردية تقوم على النهب والقتل والسرقة وذكر الدكتور جورج باسجر عندما قام برحلاته في شمال العراق عام 1828 ان القبائل الكردية قامت بهجمات دموية مروعة على السريان فقتلتهم وجرفت بيوتهم ,ويقول المؤرخ باسيل نيكس وهو متخصص بالقبائل الكردية ان الأكراد الذين يعيشون على حدود بلاد الرافدين يعتمدون القتل والسلب والنهب وهم متعطشون للدماء, وكتب القنصل البريطاني رسالة الى سفيره عام 1885 يقول فيها ان أكثر من 360 قرية ومدينة سريانية في شمال العراق قد دمرها الزحف الكردي القادم من إيران بالكامل ويقول الدكتور كراند الخبير في شؤون المنطقة وشعوبها في كتابه النساطرة يعمل الأكراد في شمال العراق على إخلاء سكانه الأصليين وبشتى الطرق ويستوطنوا محلهم , لقد كان تحالف الأكراد في شمال غرب إيران مع الدولة العثمانية لمحاربة الدولة الصفوية أول نزوح للأكراد الى شمال العراق وكانت معركة جالدران بين الدولة الصفوية والدولة العثمانية عان 1514 التي قتل فيها (120) ألف شخص وهرب بسببها أعداد كبيرة من الأكراد من جبال زاكروس الإيرانية الى الوديان الواقعة شمال العراق وتم إسكانهم في المناطق الجبلية شمال العراق وبقي الحال هكذا الى انسحاب الدولة العثمانية من العراق بعد الحرب العالمية الأولى واحتلاله من قبل الانكليز ,فهذه حقائق واضحة عن أكراد العراق وأصولهم ومن أين جاءوا لشمال العراق الآشوري التركماني وصدق مسرور البرزاني عندما يقول انه كردي وأصبح عراقي بالقوة فهو ومن على شاكلته ليسوا عراقيين ,ثم هل يعلم مسرور ان أربيل مدينة آشورية واسمها الأصلي أريخا وتعني مدينة الآلهة الأربعة وهذا ما موجود في قلعتها لحد الآن, أما السليمانية فقد أسسها الوالي العثماني على بغداد عام 1871.
بعد الأدلة التاريخية علينا ان نسال مسرور بارزاني إذا كان العراق بتاريخه وحضارته التي يشهد بها كل العالم القديم والحديث كيان مختلق فماذا يكون إقليمكم الذي خلقه الأمريكان والصهاينة بعد عام 2003 بعد الغزو البربري للعراق الذي كانت أهم أهدافه تقسيم العراق الى دويلات طائفية وعرقية ؟ ولنعود مع مسرور الى التاريخ القريب عندما تأسست الدولة العراقية الحديثة عام 1921 كان أول ما فعله أجدادك هو الخروج عن هذه الدولة الفتية وحمل السلاح ضد حكومتها التي حاربتكم وطردكتم من العراق الى أراضي أجدادكم وموطنكم الأصلي في إيران حيث لازالت قرى برزان موجودة الى يومنا هذا في إيران وقامت الحكومة الملكية في العراق بعد ذلك بنفي جدك الملا مصطفى ومن معه من الذين حملوا السلاح بوجه الدولة الى الاتحاد السوفيتي حيث لم تقبلهم إيران وتركيا وبعد ثورة 14 تموز عام 1958 قام الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الثورة ومؤسس الجمهورية بالعفو عن جدك ومن معه واستقدمهم من الاتحاد السوفيتي ثم قام بتعيين جدك البرزاني في وظيفة مرموقة وكذلك عين باقي المسلحين الأكراد الذين كانوا معه في وزارات الدولة وأراد بذلك توحيد كلمة العراقيين وصفوفهم تحت راية الدولة العراقية وكان جدك يقول للزعيم أنا خادم الزعيم فنهاه الزعيم عن ذلك وقال له قل أنا خادم الشعب لكنه ضل يقول أنا خادم للزعيم فماذا فعل جدك مع الزعيم لقد تنكر جدك لفضله ورد الفضل إليه بحمل السلاح ضد الجمهورية الفتية بدفع من الدوائر الأمريكية والصهيونية والإيرانية وحدثت معارك كبيرة بين الجيش العراقي وعناصر البارزاني تكبد فيها الجانبين خسائر بشرية كبيرة ما كادت تكون لولا خيانة الخائنين , ثم تحالف البرزاني الجد مع البعثيين لإسقاط حكومة عبد الكريم قاسم وعندما سقطت عاد البرزاني الجد ليتنصل عن حلفائه البعثيين ويحمل السلاح ضدهم وبتحريض أمريكي صهيوني شاهنشاهي وبتدخل عسكري إسرائيلي إيراني سافر في المعارك الدائرة في شمال لعراق حيث كان يشرف عليها الخبراء الإسرائيليون كما قام الإسرائيليون بتدريب العناصر المسلحة الكردية في إسرائيل وفي شمال العراق ومنهم والدك والصور والوثائق موجودة لدى العراق وإسرائيل ونزف العراقيون آلاف الشهداء والجرحى من جديد ثم اتفق البرزاني لإيقاف القتال مع حكومة الرئيس عبد الرحمن عارف لكن المؤامرات الأمريكية الصهيونية لم تسمح بذلك فتجدد القتال والغي الاتفاق واستمرت الأعمال العسكرية في شمال العراق الى ما بعد انقلاب تموز 1968 حيث حاولت حكومة البعث بكل الوسائل إيقاف نزيف الدم في شمال العراق الذي اتخذ هذه المرة أساليب جديدة عندما تدخلت قوات شاه إيران بشكل واضح وكبير لدعم التمرد كما زادت إسرائيل من دعمها للبرزاني بالمال والسلاح والخبرات وأصبح الوضع في شمال العراق في غاية لخطورة مما دفع الحكومة العراقية الى التوصل لاتفاق 11 آذار 1970 للحكم الذاتي الذي بموجبه تم منحت المحافظات الكردية حكما ذاتيا يتضمن الإدارة المحلية للأكراد وتطبيق اللغة الكردية في المدارس والمؤسسات وغيرها من الحقوق التي لم يتمتع بها أكراد أية دولة مجاورة كإيران وتركيا لكن الاتفاق الذي كان من المقرر ان ينفذ عام 1975 خرقه الملا مصطفى البرزاني عندما طالب بنفط كركوك مما تسبب في تأزم الموقف وعودة الاقتتال بين الطرفين عام 1974 الذي نفذت فيه الحكومة الحكم الذاتي من طرف واحد وبدفع أمريكي إيراني صهيوني رفض البرزاني الاتفاق وعلى اثر ذلك تجدد القتال وبعد موافقة الحكومة العراقية على مبادرة الرئيس الجزائري بومدين التي تمخضت عن اتفاقية الجزائر عام 1975 بين العراق وإيران وبعد إعلان الاتفاقية سحب شاه إيران قواته من شمال العراق وأوقف دعمه للبرزاني كما غادر الخبراء الإسرائيليون شمال العراق ونزل المسلحون الأكراد من الجبال آلاف مؤلفة وهم يلقون أسلحتنهم ويسلمون أنفسهم للقوات الحكومية التي اعلننت العفو عنهم وعاد الهدوء لشمال العراق, وفي عام 1975 تم تنفيذ الحكم الذاتي لمحافظات شمال العراق التي شهدت استقرار كبيرا بعد ذلك الى عام 1991 عندما اندلعت حرب الخليج حيث فرضت الأمم المتحدة حضرا جويا في شمال العراق وجنوبه ومن ثم تم تحديد الخط الأزرق للمناطق الكردية في شمال العراق وبقيت هذه المناطق على حالها حتى عام 2003 عندما غزا الأمريكان العراق فتمدد الأكراد خارج الخط الأزرق الذي حددته الأمم المتحدة واستولوا على مناطق عديدة في محافظات نينوى وديالى وكركوك ولم يكتفوا بذلك بل هم يطالبون اليوم بضم مناطق أخرى خارج خرائط الأمم المتحدة للخط الأزرق التي أخفاها هوشيار زيباري عندما كان وزيراً للخارجية منها مناطق مسيحية وايزيدية وعربية في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى ويطالبون بكركوك أيضاً بعد ان تم إدخال المادة 140 في الدستور بعد الاستفتاء عليه كحل لمشكلة ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها ولم تكن هذه المادة ضمن الدستور المستفتى عليه أي إنكم تريدون ثلث مساحة العراق وتقولون إنكم لستم عراقيين , يعني غير عراقيين ينازعون العراقيين عن مدنهم وأراضيهم وتتنازعون مع الدولة العراقية وتريدون تأسيس دولة كردية في ارض ليست كردية إنما عراقية تاريخاً وجغرافية وحضارة وسكاناً فلماذا لم تؤسسوا دولتكم في وطنكم الأصلي الذي جئتم منه ؟ وهل تسمح تركيا وإيران بقيام كيان كردي على حدودهما ؟ ومن يسمح بتطبيق المادة 140 التي انتهى العمل بها منذ عام 2007 ولم تطبق لأنها سرقة لأراضي ومدن عراقية أصيلة من قبل غير العراقيين باعترافهم والذي يسمح بتطبيق المادة 140 سيئة الصيت فهو ليس عراقي كمسرور بل هو عميل وخائن ومتآمر وأمريكي وصهيوني يريد تقسيم العراق وإعطاء ثلثه للأكراد الذين يعترف قادتهم أنهم ليسوا عراقيين وكل أفعالهم خصوصاً امتناعهم عن تسليم عائدات النفط والكمارك والضرائب للحكومة الاتحادية وكل مشاريعهم تقول كذلك , وأخيراً نقول لمسروران العراق بكل قومياته الأصلية وحتى الوافدة وبكل أديانه وبكل طوائفه سيبقى موحد رغم مؤامرات الأمريكان والصهاينة وعملائهم في العراق الذين يريدون ليس فقط تقسيم العراق بل تدميره أرضاً وشعباً لأنه الخطر الكبير عليهم وعلى مصالحهم