Dr Fadhil Sharif

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في صوت الجالية العراقية: عن السوداني يؤكد دعمه لترشيح الكاردينال لويس ساكو لخلافة البابا فرنسيس: أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، دعمه الكامل لغبطة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو، بصفته المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط لخلافة قداسة البابا فرنسيس، في الكرسي الرسولي بالفاتيكان. وذكر السوداني في تغريدة على موقع “إكس”: “نؤكد دعمنا لغبطة الكاردينال لويس روفائيل الأول ساكو، بوصفه المرشح الوحيد من منطقة الشرق الأوسط ليخلف قداسة البابا الراحل فرنسيس، بالكرسي الرسولي في الفاتيكان، نظرا لما يتمتع به غبطته من حضور محلي ودولي، ولدوره في نشر السلام والتسامح”. وأشار، إلى أن “بلدنا العراق هو أحد أهم الأماكن التي عاش فيها أبناء الديانة المسيحية متآخين مع بقية الأديان على مدار التاريخ، وهو اليوم يضم أتباع جميع الكنائس، بما يمثله هذا الأمر من محبة وإخوة بين المؤمنين من مختلف الأديانة”. ويأتي هذا الدعم تقديراً لما يتمتع به غبطة الكاردينال ساكو من حضور محلي ودولي متميز، ولدوره الريادي في نشر السلام والتسامح، وتعزيز ثقافة العيش المشترك بين مختلف المكونات الدينية والعرقية، في العراق والمنطقة. وأمس الاثنين، غيّب الموت في روما البابا فرنسيس، عن 88 عاما، يوم اثنين الفصح، وغداة ظهوره ضعيفا لكن باسما، بين آلاف المصلين الذين احتشدوا في باحة القديس بطرس في روما في عيد القيامة لدى المسيحيين. وعانى رأس الكنيسة الكاثوليكية منذ أكثر من شهرين، من تداعيات التهاب رئوي حاد. وقد كان يتمتع بشعبية واسعة بين أتباع كنيسته في مختلف أنحاء العالم، ولو أنه واجه معارضة شرسة من البعض، لا سيما داخل الكنيسة، بسبب إصلاحات دعا اليها أو قام بها. وكان البابا الأرجنتيني الجنسية نُقِل في 14 شباط إلى مستشفى جيميلي بسبب إصابته بالتهاب رئوي. وأعلن الفاتيكان حينها أنه في وضع “حرج”. وخرج من المستشفى في 23 آذار بعد 38 يوما من الاستشفاء، وهي أطول مدة قضاها في المستشفى منذ بداية حبريته، وذلك قبل وفاته أخيرا.

عن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن قسيسين “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ” ﴿المائدة 82﴾ “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا”. أي إن اليهود والمشركين أشد الناس عداوة للمسلمين. وكثيرا ما يستشهد بهذه الآية على أن دين النصارى أقرب إلى الإسلام من دين اليهود.. وهذا خطأ إن أريد دين اليهود والنصارى قبل التحريف، لأن الدين عند اللَّه وأنبيائه واحد من حيث العقيدة وأصولها، وان أريد دينهما بعد التحريف فهما فيه سواء: “إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ومَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ” (آل عمران 19). والصحيح ان عداوة اليهود والمشركين تتصل اتصالا وثيقا بالتصادم بين طبيعة الدعوة الإسلامية، وطبيعة النظام الذي كان سائدا في جزيرة العرب أول البعثة. كان هذا النظام يقوم على أساس التسابق لاقتناء المال والعبيد عن طريق السلب والنهب، والربا والغش، وما إليه من أسباب القهر والمكر، وقد انعكست طبيعة هذا النظام على الكبار من مشركي مكة الذين كانوا يسيطرون على التجارة الخارجية، كما انعكست على زعماء اليهود في المدينة الذين كانوا يسيطرون على الصناعة والتجارة الداخلية. وانطلقت دعوة محمد صلى الله عليه وآلهتنادي بالعدل، وترفض الظلم والاستغلال بشتى صوره وأشكاله، وتصدت للمستغلين من اليهود والمشركين بالذات، وعلى هذا الصعيد التقت مصلحة الطرفين، وتحالفوا على ما بينهما من التباعد في الدين والعقيدة، تحالفوا وتكاتفوا يدا واحدة على حرب محمد صلى الله عليه وآله العدو المشترك. وبهذا نجد تفسير قوله تعالى: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا”. وبتعبير أوضح ان عداوة اليهود والمشركين للمسلمين كانت بدافع دنيوي، لا بدافع ديني، ولكن تستر اليهود باسم الدين رياء ونفاقا، تماما كما يفعل اليوم أصحاب الكسب غير المشروع. هذا، إلى أن كلا من اليهود والمشركين يشتركون في العصبية الجنسية، والحمية القومية. ولكن مشركي العرب كانوا على جاهليتهم أرق قلبا، وأكرم يدا، وأكثر حرية في الفكر، ومن هنا آمن أكثرهم برسول اللَّه صلى الله عليه وآله، وما آمن به من اليهود إلا قليل. من هم أقرب مودة للمسلمين؟ “ولَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى”. يتخذ البعض من هذه الآية وما بعدها مادة للتمويه بأن القرآن الكريم يرجح أحد المعسكرين المتطاحنين في أيامنا هذه على المعسكر الآخر. وهذا ما يدعونا إلى أن نشرح هذه الآيات الأربع، ونوضحها بما لا يترك مجالا لاستغلال الانتهازيين والمنحرفين. ان من تأمل هذه الآيات لا يعتريه أدنى ريب بأنها متكاملة يتمم بعضها بعضا، وانه لا يصح بحال أن تفسر واحدة منها مستقلة عن أخواتها، وانها صريحة واضحة في ان اللَّه سبحانه لم يفاضل بين النصارى على وجه العموم، وبين غيرهم من الطوائف في البعد أو القرب من المسلمين، وإنما أراد سبحانه فئة خاصة من النصارى بدليل انه تعالى لم يقف عند القول: “ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ ورُهْباناً وأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ”.

جاء في موقع روداوو عن رسمياً. لويس ساكو بطريركاً على الكنيسة الكلدانية ومتوليّاً على أوقافها بتأريخ 11-06-2024: تسلم البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو النسخة الرسمية للأمر الديواني الموَقّع من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتسميته بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، وتولّيه أوقاف الكنيسة الكلدانية. البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، تسلم الأمر من ممثل رئيس الوزراء، المستشار حازم وطن بمرافقة قحطان الكعبي مستشار رئيس الوزراء للشؤون السياسية، مساء اليوم الثلاثاء (11 حزيران 2024) في الصرح البطريركي ببغداد، بحضور المطران المعاون باسيليوس يلدو والمطران المتقاعد شليمون وردوني وكهنة بغداد. أدناه نص الأمر الديواني ورسالة شكر البطريرك لرئيس الوزراء: شكر لكل الذين ساندوه. يتقدم غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو بالشكر والامتنان من المرجعيات الدينية المسيحية والإسلامية الشيعية والسنية وكل المنظمات الحكومية ويخصّ بالذكر الخارجية الامريكية دائرة شؤون العراق والحريات الدينية، والمدنية كغرفة التجارة العراقية الامريكية والمؤسسة الكلدانية في ديترويت، والقنوات الاعلامية، وكل الأشخاص الذين ساندوه في أزمة سحب المرسوم وعبّروا عن دعمهم الكامل. يتمنى غبطته ان يصحو ضمير الذين سببوا هذه الأزمة الموجِعة لكنيسة وطنية عريقة.

جاء في موقع أبونا عن البطريرك ساكو: العراق بحاجة لتطبيق مفهوم المواطنة واعتماد دستور مدني: الدستور، Constitution، التأسيس، لا حلَّ الا بدولة ديمقراطية، وبدستور مدني متقدم كما في البلدان المتطورة، يقوم على الأسس الوطنية والثوابت الإنسانية، يخدم الصالح العام. لا ينبغي ان يكرّس التمييز الديني والمذهبي والعرقي الذي يناقض مبدأ الديمقراطية والمواطنة الكاملة. كيف يمكن لبلد متعدد الأعراق والأديان والطوائف ان يتبنى دستوراً يكون فيه الفقه الإسلامي المصدر الأساسي للتشريع، أي من المذاهب الفقهية الاربعة؟ تبَنّي كذا موضوع شديد الحساسية، يجعل القوانين الأخرى رهينة بالتفسير الديني، وتدخل في الحريات الشخصية وقوانين الأحوال الشخصية. المسؤول في الدولة هو في خدمة الجميع من دون إستثناء، لان السلطة خدمة إنسانية ووطنية وأخلاقية، بعيداً عن العقلية السلطوية الفردية والفئوية المتطرفة. الدستور، ينبغي ان يكفل الحرية والكرامة والمساواة لجميع المواطنين، وحق المشاركة في إدارة الدولة والعملية السياسة. لنتعلم من الدول الغربية كيف يُسمح للمهاجرين المتجنسين تبوأ مناصب كرئيس الوزراء ووزارة. الخ. وكذلك على الدستور ان يكفل حقوق المرأة والطفل، وحرية الرأي والتعبير. للأسف أن الواقع على الأرض مختلف، بسبب الطائفية والمحاصصة، والفساد وترديّ الخدمات. لذلك هاجر العديد من العراقيين الى الغرب ومن ضمنهم أصحاب الكفاءات، والمسيحيون الذين هم جزء أصيل من هذه الأرض منذ آلاف السنين. لقد عانوا كثيراً من الإرهاب والتهميش والإقصاء، بحيث هاجر الثلثان. بعد خبرة أكثر من عشرين سنة لسقوط النظام، أجد ان الوقت قد حان لتنظيم طاولة حوار حضاريّ راقٍ، تضم أصحاب الكفاءات العلمية والقانونية، يفقهون آليات السياسة والقانون الدولي لمراجعة الدستور الحالي وإصلاح بعض الثغرات وتعديل بعض المواد ليعكس الواقع الحالي المتنوع، لا سيما ان للعراق حضارة وثروة ثقافية كبيرة يمكن الاستناد اليها. من الأهمية بمكان حماية هذه المبادئ الحيوية والاخلاقية، والإلتزام بها نُصرةً للعراق والعراقيين. هذا ما يطالب به غالبية المواطنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *