اسم الكاتب : نهاد حسن حجي
في الألف الخامس قبل الميلاد ظهرت ولاية سومر القديمة في بـلاد ما بين النهرين وهــي ولاية قريبة من الخليج العربـي ، والشعــب الذي اســتقر فيها وأتخذ من وادي نهر الفـرات الأسـفل موطنا له سمي بالسومــــريين ،وأسس السومريون هناك أحـدى أقـــدم حضارتين عرفهما التاريخ البشري ( حضـــارة وادي الرافدين في العراق وحضارة وادي النيل فـي مصــر ) ، وقد اخــتفى السومريون من على مسرح الأحداث مطلع الألف الـــثاني قبل الميلاد ، ولا نعلم على وجه الدقة من أين جاءت تسميــة سومر أكانت على أســم تلك الولاية الجنوبية العراقية القديمة أم أن الشـعب السومـري الذي أستقر فيها وأقام دولــته هو الذي منحها أسمه . (1 )
يختلف الشعب السومري تماما في اللغة والجنس عن الاكديين فهو يمتلك لغة فريدة لامثيل لها فهو الذي ابتدع الكتابة المسمارية التي تختلف تماما عن اللـغة الاكدية ؛ ولا تمت لها بأية صلة قرابة سوى أعارتها كتابتها المسماريــة والتي هي عبارة عن رموز مقطعية يبلغ عدد رموزها خمسمائة رمز تكتب من اليسار إلى اليمين ونادرا ما تكتب من الأعلى إلى الأسفل ، ولم تكتف السومـــرية بذلك فقط بل أثرت فيها من خلال إدخال مفردات ومصطلحات وعبارات سومرية كثيرة ولا سيما عند تدوين الوثائق اليومية ، لا بل أن التأثير أمتد إلى ابعد من ذلك حيث أمتد إلى أسلوب تركيب الجملة ومكان الفعل فيها مما أدى إلى ظهور حاجة ملحة إلى تأليف ما يشبه معاجم ثنائية اللغة للتعريف باللغة الســومرية
ومفرداتها ومصلحاتها الفقهية والقانونية ولمساعدتهم في فهم النــــصوص السومرية سيما وان استخدام اللغة السومرية بدا يتقلص تدريجيا وينحــسر ، فان ما وصل من اللغة السومرية قليل جدا إذا ما قيس بما متوفر من أثار اللغة الاكدية (1)
…………………………………
(1) سليمان، د.عامر ،محاضرات في التاريخ القديم ، الموصل،1978 ، ص27.