يناير 24, 2025
Cities_of_Sumer-ar.svg

اسم الكاتب : نقلا عن وكالة الاناضول .

مدة الفيديو 01 minutes 58 seconds01:58

قالت عالمة السومريات التركية المعمرة، معزز علمية جيغ، 108 أعوام، إن الثقافة والحضارة الإنسانية انطلقت من سومر (جنوب بلاد الرافدين)، وإن الحضارة السومرية (سميت لاحقا حضارة بلاد بابل) بمثابة “الأم” لكل الثقافات في العالم.

وذكرت جيغ، المعروفة بدراساتها في مجال علم السومريات بمتحف إسطنبول للآثار، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، أنها تمكّنت من خلال الدراسات التي أجرتها حول الحضارة السومرية (4500-1900 ق.م) من الوصول إلى معلومات قيّمة في هذا المجال.

ودوّن تاريخ الحضارة السومرية على الألواح الطينية بالخط المسماري في مناطق جنوب العراق حاليا وأسس السومريون مدن ممالك مستقلة أشهرها أور وأوروك وأوما، وعرفوا بتطور الفنون والعمارة والعلوم القديمة، وتعد ملحمة ملك الوركاء السومري جلجامش أحد أقدم النصوص الأدبية والدينية في التاريخ.

https://youtube.com/watch?v=Dovy2WT_jZc%3Fversion%3D3%26rel%3D1%26showsearch%3D0%26showinfo%3D1%26iv_load_policy%3D1%26fs%3D1%26hl%3Dar%26autohide%3D2%26wmode%3Dtransparent%26enablejsapi%3D1

سيرة شخصية وعلمية

وحول قرارها الدراسة في كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، قالت جيغ “تم افتتاح كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا عام 1936 وكنت ضمن الدفعة الأولى من الطلاب الذين درسوا في هذه الكلية”.

وأضافت “أبصرت النور في مدينة بورصة (غرب) عام 1914، في أسرة فقيرة من أصول مهاجرة (تتار القرم) وعملت قبل التحاقي بالكلية مدرّسة في إحدى مدارس ولاية أسكيشهير (شمال غرب)”.

وأردفت “ذات يوم تلقيت من والدي خبر افتتاح كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا في أنقرة. كانت الدراسة في تلك الكلية بمثابة حلم بالنسبة لي لكن عملي كمدرسة كان ضروريا وقتئذ لمساعدة الأسرة التي أصبحت للتو تمتلك بيتًا صغيرًا”.

وزادت “بفضل دعم والدي، تشجعت على الذهاب إلى أنقرة والتسجيل بالكلية مع صديقة لي، رغم جميع الظروف الصعبة التي كنا نعاني منها كلانا”.

وفيما يتعلق بالدافع الذي وقف وراء رغبتها في الدراسة بكلية اللغة والتاريخ والجغرافيا في أنقرة، أشارت جيغ إلى أن الكلية تأسست برغبة من مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، من أجل توفير فرصة دراسة التاريخ واللغة التركية، وتدريب الخبراء القادرين على دراسة اللغة والتاريخ والثقافة التركية.

واستطردت “كان من المهم جدا دراسة التاريخ التركي والدول التي أسسها الأتراك عبر التاريخ، وكذلك الروابط والعلاقات التي أقاموها مع الصين والهند والروس والعرب واليونان والمجر. وهذا بالضبط ما فعلته الكلية التي جرى تأسيسها بمساهمة مهمة من أتاتورك”.

نقطة تحول

وقالت إنها تلقت عرضًا لزيارة متحف إسطنبول للآثار بعد أن تخرجت من قسم علم الآثار -السومريولوجيا (علم السومريات) في كلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، وأن ذلك اليوم شكّل نقطة تحول حقيقية في تاريخ حياتها الممتد لأكثر من قرن، وفتح لها آفاقًا جديدة مكّنتها من إجراء دراسات مهمة في مجال علم السومريات.

وتابعت “في ذلك الوقت كانت تربطني علاقة جيدة مع مجموعة من الأكاديميين الألمان. بدأنا وقتها بكتابة مقالات حول أبرز الآثار التي كانت موجودة في متحف إسطنبول للآثار”.

وأضافت “هذا ما دفع الكثير من الأكاديميين الأجانب لشد الرحال إلى إسطنبول والاطلاع على الآثار الموجودة في المتحف، وقد عملنا مع أولئك الأكاديميين على كتابة مجموعة من الكتب تبحث في الحضارة السومرية”.

وحول ما إذا كانت تواصل البحث في المواضيع التي تتعلق بعلم السومريات، قالت جيغ إنه بات من الصعب عليها في الوقت الحالي، العمل في مجال البحث والدراسات الأكاديمية -بسبب تقدمها العمر- لكنها تتابع وبشغف جميع الكتب الصادرة في هذا المجال.

https://youtube.com/watch?v=w4QycfQd04g%3Fversion%3D3%26rel%3D1%26showsearch%3D0%26showinfo%3D1%26iv_load_policy%3D1%26fs%3D1%26hl%3Dar%26autohide%3D2%26wmode%3Dtransparent%26enablejsapi%3D1

تهميش الحضارة السومرية

وأردفت “لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يعملون في مجال علم السومريات داخل تركيا أو في الخارج. ولأكون صريحة، لا يوجد اهتمام كافٍ في العالم بعلم السومريات، كما هو الوضع في بلادنا، رغم أن الثقافة والحضارة الإنسانية انطلقت من سومر، وهناك كتاب بعنوان (التاريخ يبدأ في سومر)”.

واستطردت “الغرب لا يجد ضرورة للاهتمام بالحضارة السومرية لأنه يعتبر أن جميع الثقافات والحضارات انبثقت من رحم الحضارة الإغريقية. اليوم باتت الأوساط الأكاديمية تدرك حقيقة أن الحضارة السومرية هي أُمُّ كل الثقافات، ومن هنا تبرز أهمية الدراسات السومرية التي جرى العمل عليها في تركيا التي تمتلك ثلة مهمة من الباحثين الضليعين في علم السومريات”.

وحول شهرتها العالمية في مجال علم السومريات، قالت جيغ “لم أشعر لا الآن ولا في السابق بأنني حالة استثنائية، لكوني عملت في هذا المجال وأنتجت مجموعة واسعة من الدراسات. أشعر بالسعادة فقط عندما أرى كتبي تُقرأ وتحظى بالاهتمام”.

وردا على سؤال عن “سر النجاح” بالنسبة لها، أجابت “سر النجاح هو التفاني بالعمل دون الانهماك في التفكير بما قد يحدث في المستقبل. علينا العمل والدراسة وبذل الجهد. لقد عملت بجد طوال حياتي”.

وأضافت “طرح السومريون قبل 5 آلاف عام سؤالا بشأن ما الفائدة التي يمكن تحقيقها من وقت الفراغ؟ وأنا أقول إن القراءة وحدها لا تكفي. علينا أن نشرع ونواصل الكتابة كي نترك خلفنا أثرًا بدلا من أن نأخذ التجارب والمعلومات التي حصلنا عليها إلى القبر!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *