
صباح البغدادي
يا للعار! بعد ساعاتٍ قليلة من انتهاء مهزلة تُسمى “قمة بغداد”، يستعد نواب كتلة النزاهة النيابية لفتح ملفات الفساد القذر الذي نخر عظم هذه القمة البائسة، بميزانيةٍ مُرصودة بلغت 250 مليار دينار عراقي راحت طعامًا للصوص! لافتة حديدية، ثلاثة أمتار في متر ونص، بـ 30 مليون دينار؟! أي مدادٍ هذا الذي كُتبت به؟! ليس ماء الذهب، بل دماء أطفال السرطان الذين يصرخون في مستشفياتٍ بلا دواء، يتصارعون مع الموت بينما تنفد الأدوية وتُبدَّد الملايين على لافتاتٍ وهمية! صرخاتهم صدحت حتى في قاعات الاجتماعات، لكن أين من يسمع؟! لا حياة لمن تنادي! وشارع المطار، يُعاد تبليطه وتشجيره بـ 100 مليون دينار، كأن الإسفلت السابق كان من تراب! وأقلام حبرٍ مقلدة، مستوردة من الصين وتركيا ولبنان، تُفوتر على أنها تحفٌ فنية يوقّع بها الرئيس الأمريكي قراراته العظيمة، بينما هي خردةٌ لا تساوي الحبر الرخيص الذي فيها! هذه مجرد عينةٍ من نهبٍ سافر، فكم هو المبلغ الحقيقي الذي التهمته جيوب اللصوص؟! قمةٌ لم تكن سوى مسرحيةٍ للسرقة، تُركت فيها دماء الفقراء والمرضى تُسفك على مذبح الفساد، بينما يرقص المسؤولون على أنقاض الأمل!.
قبل أيامٍ من انعقاد مسرحية “قمة بغداد”، أطلقت جمعية مرضى سرطان الدم في العراق صرخة استغاثةٍ مدوية إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تتوسل تدخله العاجل لتوفير علاجاتٍ أساسية تنقذ أرواح المرضى من قبضة الموت! رئيس الجمعية، محمد كاظم جعفر، كشف في تصريحٍ صحفي، نقلته وسائل الإعلام، عن مأساةٍ تفطر القلوب إن «مرضى سرطان الدم الحاد يواجهون الموت البطيء بسبب نفاذ علاجهم في المستشفيات الحكومية» وان وزارة الصحة لم تستجيب الى نداءنا لغاية الإن “. مرضى سرطان الدم الحاد يموتون موتًا بطيئًا، يعتصرهم الألم في مستشفياتٍ حكوميةٍ جردتها الإهمال من أدنى مقومات العلاج!» وزارة الصحة، بكل وقاحةٍ، أصمت أذنيها عن هذه الاستغاثات، تاركة الأطفال يصارعون الموت في صمتٍ مخيف! فكان لا بد من رفع النداء إلى السوداني نفسه، عسى أن يخترق صوت الألم جدران الحكومة، ويوقظ ضميرًا ميتًا لإنقاذ أرواحٍ بريئة تذوي بينما تُبدَّد المليارات على لافتاتٍ وشوارعَ مزيفة التجديد! أي عارٍ هذا؟! قمةٌ تتباهى بـ “الوحدة”، بينما أطفال العراق يُتركون فريسةً للموت، وصرخاتهم تُخنق تحت وطأة الفساد واللامبالاة! وهذه الأرقام، إن صحت، تُظهر إنفاقًا مبالغًا فيه مقارنة بقمم أخرى، وسط اتهامات بالفساد والهدر.
غياب البيانات الرسمية من الحكومة العراقية يُعزز الشكوك حول شفافية الإنفاق، خاصة في ظل انتقادات بأن الأموال كان يمكن توجيهها لقطاعات حيوية مثل الصحة (توفير علاجات مرضى السرطان)
ولم تُعلن الحكومة العراقية بشكل رسمي التكلفة الفعلية أو الميزانية المرصودة لقمة بغداد العربية (الدورة 34) التي عُقدت في 17 مايو 2025.
عندما تُبدَّد مليارات الدنانير في بغداد على مسرحيةٍ تُسمى “القمة العربية”، تتلألأ اللافتات الحديدية بثمن دماءٍ بريئة، وتُعبَّد الشوارع بفواتيرَ منتفخةٍ لتزيين واجهةٍ زائفة، بينما أطفال سرطان الدم يصرخون في مستشفياتٍ عاريةٍ من العلاج، يواجهون الموت البطيء في صمتٍ يمزق الضمير! أي قسمةٍ ضيزى هذه؟! قمةٌ تتغنى بالوحدة العربية، لكنها تُخفي تحت بريقها الإعلامي المُزيف نهبًا سافرًا وإهمالًا قاتلًا، تاركةً أرواح الأبرياء تذوي على مذبح الفساد! أليس هذا عارًا يلاحق كل من شارك في هذه المهزلة، بينما صرخات المرضى تُطارد أحلامهم كليلةٍ بلا نهاية؟!
يا للخزي والعار! بينما تُسكب مليارات الدنانير في بغداد لتلميع مسرحيةٍ هزيلة تُدعى “القمة العربية”، تُزيَّن الشوارع بإسفلتٍ مغشوش ولافتاتٍ حديديةٍ بثمنٍ يفوق خيال الأمم، تُسمع صرخات أطفال سرطان الدم وهم يلفظون أنفاسهم في مستشفياتٍ جردها الفساد من أبسط أدوية الحياة! أي قسمةٍ ضيزى هذه؟! قمةٌ تتشدق بالوحدة، لكنها ليست سوى سوقٍ للنهب العلني، تُدار بأيدٍ قذرة تُبدد المال العام على بهرجةٍ إعلاميةٍ كاذبة، بينما أرواح الأبرياء تُذبح على مذبح الجشع واللامبالاة! أليس هذا إجرامًا يُدمي القلوب؟! صوت المرضى يدوي كلعنةٍ تطارد ضمائر المسؤولين، لكن من يبالي وهم يرقصون على جثث الأمل، غارقين في نفاقٍ يفوح برائحة الموت؟!
وكان النائب مصطفى سند، أكد في 6 أيار مايو الجاري، أن تكلفة القمة العربية ليوم واحد تجاوزت 250 مليار دينار”، مبينا أن “تبليط شارع المطار بلغ 100 مليار دينار، بمشروعين، واحد مباشر، والآخر إلى قاعة الشرف”، فيما أشار إلى أن “تكاليف الضيافة من أدوات طعام، وصلت إلى 13 مليار دينار، من دون الطعام”.
ولكن الناطق الرسمي باسم حكومة السوداني قد شن هجوما لاذعا على العرب بعد انتهاء ما يسمى بـ”القمة العربية” يوم أمس في حوار مع الإعلامية فرح اطميّش على قناة الفرات . حيث انهار وبرز عليه العصبية وعدم الدبلوماسية في تناوله للقمة العربية وابرز ما جاء بها من نقاط ؟
چا ليش اعطينا 40 مليون دولار وصرفنا 300 مليون دولار على القمة ( احنه سباع احنه منخاف )
الناطق باسم حكومة السوداني يشن هجوما لاذعا على العرب بعد انتهاء ما يسمى بـ”القمة العربية
- التعاطي السياسي مع البلدان العربية سيبنى على الدروس التي أخذناها من مستوى المشاركة والتفاعل مع القمة
- إلي يندك بينا نندك بي.. إحنا جذع نخلة والي نوگع عليه انكتله والي يوگع علينا يتعور ، نحن العراق نشرّف ولا نتشرف
- العراق لن يصفكم بـ”الرجعيون” كما كان يفعل سابقا بل اليوم يفكر الاقتصاد والتعاون والتنمية والتكامل
- الذاكرة العربية تحتفظ بصورة أن العراق حين يستعيد قوته يتحول الى أخطبوط.. يتذكرون الماضي السيء للقوة العراقية
- “الما ينطي فلوس ماله قيمة بالسياسة”.. الله وهبنا ثروة يجب أن نستخدمها للتأثير والنفوذ
- ارسلنا رسالة لمن يبعد عنا 2000 كم بأننا سنوصل إليه الأذى إذا فكر بإرسال إرهـ ابي الى العراق
وقد أثيرت في الأسبوع الأخير معلومات كثيرة عن تكاليف باهظة لـ”القمة”، من ضمنها 13 مليون دولار تكلفة أدوات طعام وأَسرّة للضيوف، بحسب النائب سند.
كما انتقد نواب وسياسيون شيعة “منح الحنطة” العراقية مقابل حضور الرؤساء إلى القمة العربية.
وكان نوري المالكي، زعيم دولة القانون، قد قال في حوار تلفزيوني إن التحالف الشيعي لم يكن موفقًا في اختيار السوداني.
ويؤكد المالكي على ضرورة تعديل قانون الانتخابات لمنع “استخدام المال والإمكانات الحكومية” في الدعاية الانتخابية.
وخلال الشهرين الماضيين، استطاع السوداني وحلفاؤه في البرلمان، والذين يُقدَّر عددهم بنحو 50 نائبًا، تعطيل الجلسات لمنع تمرير تعديل قانون الانتخابات.
ودخل البرلمان الأسبوع الماضي في عطلة تشريعية، وبحسب مصادر، فإن “خصوم السوداني” يستعدون الشهر المقبل لطرح “تعديل قانون الانتخابات” بعد استئناف الجلسات.
وكانت العاصمة العراقية بغداد، خلال هذه الأيام السابقة ، شهدت حملة تجميلية، استعدادا لاستضافة القمة العربية المرتقبة، حيث رُصدت مبالغ مالية ضخمة لتنظيف وتجميل بعض أجزاء المدينة التي ستستقبل قادة الدول العربية.
وعلى الرغم عن عروض وتنازلات، قدمتها الحكومة العراقية، مقابل حضور بعض قادة الدول إلى القمة، مؤكدا أن كافة القمم العربية هي إجراء روتيني لا جدوى منه، والجامعة العربية بـ”الميتة سريريا”.