يونيو 17, 2025
image

ميلاد عمر المزوغي

ما لاحظناه على الاقل منذ الاتيان بالجولاني رئيسا للبلاد باسناد قوي من امير المؤمنين
اردوغان ,ان الاوضاع في سوريا لا تسير نحو اقامة الدولة المدنية ,بل خلق فتنة بين مكونات
الدولة ومنها مجازر الساحل بحق العلويين ومجازر اخرى بحق الشيعة وكذلك الدروز, أي ان
غالبية المكونات تعاني من الحكم الجديد.
بالأمس يقول الامريكان بان الجولاني وتنظيمه ارهابي ويرصدون اموالا طائلة لمن يقبض
عليه ,فجأة يصبح ذلك الارهابي يستقبل من قبل رئيس الدولة التي رصدت المبلغ؟ ويوصف بانه
شاب يسعى الى بناء دولته؟ ,كنا ندرك تماما ان ما يسمى بالتنظيمات الإرهابية ومنها تنظيم
داعش من صنع امريكا ويصفونه بانه تنظيم اسلامي متطرف ,ها قد اوصلوه الى سدة الحكم
,ويطلبون منه قطع أي اتصال بري بين إيران ولبنان، ترك السماء مفتوحة للطيران الأمريكي
والإسرائيلي، عدم تصدير الأفكار “الثورية والمتطرفة” لدول الجوار التي تدور في فلك امريكا
، تدمير ما تبقى من ترسانة الجيش السوري, هذا ان تبقى منها شيء بعد الضربات الإسرائيلية
المكثفة .
الحكام العرب الذين ساهموا في إمداده بكل ما استطاعوا وفق الأوار الامريكية يستقبلون
الجولاني بالبسط الحمراء ,انه صديق حميم لهم لانهم جميعا سواسية في طاعة ولي الامر
امريكا من اجل ان ترضى عنهم وتبقيهم في السلطة.
رفع العقوبات عن النظام الجديد ومحاولة المساهمة في عمليات الاعمال بسبب الخراب الذي
طال البلد جراء دعمهم(الامريكان وبعض الحكام العرب) للفصائل التكفيرية ,فما يكون من
الرئيس المؤمن بالنهج التكفيري, الا القول بانه سيكون هناك مشروع برج يحمل اسمه في
دمشق “برج ترامب”, الاشياء تم ترتيبها مسبقا ولم تكن وليدة اللحظة تفتيت الامة واحياء دور
الاقليات التي كانت تعيش بأمان وسلام في كنف الدولة الاسلامية على مر العصور, إنها محاولة
لإحداث الفوضى في المنطقة, لكي يهنأ الكيان المحتل لفلسطين لا نقول الابن المدلل لأمريكا بل
لأنه (العدو) يملك القدرة على الاتيان بالرئيس الذي يخدم مصالح الصهاينة.
لا نقول بان الجولاني تلقى دعوة لزيارة البيت الابيض, بل تلقّى امرا بالمجيء الى هناك, كي
يسمع ما يجب عليه فعله, سيبقى الامريكان في شرق سوريا لتامين منابع النفط, ورصد أي
حركة يكون من شانها الاضرار بمصالح امريكا والصهاينة.
لعل السؤال الاهم هو, هل سيخنع الشعب السوري لإملاءات امريكا من خلال بيدقها الجولاني؟.
الذي نعرفه ان السوريين بمختلف اطيافهم العرقية والدينية, قاموا بالثورة ضد المستعمر
العثماني (رغم تشدقه بإقامة شرع الله) الذي امعن فيهم قتلا وتعذيبا ,كذلك انتفض الشعب
السوري ضد المستعمر الفرنسي الى ان اجبره على الرحيل المخزي والمذل.
نتمنى من الطائفة الدرزية الكريمة بسوريا, ان تبتعد عن الكيان الصهيوني وتصرفاته الحمقاء
بشان مساعدته لها, وان تتبرأ من كل من يتعاون مع الصهاينة ضد ابناء سوريا, فالمحتل الى
زوال هكذا قرانا بكتب التاريخ والخزي والعار للخونة, دولة الظلم ساعة ودولة الحق الى قيام
الساعة

ميلاد عمر المزوغي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *