الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
1- قوله تعالى: “وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ”(الرعد 30) قال الزركشي: نزلت بالحديبية حين صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهل مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: أكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) فقال سهيل بن عمرو: ما نعرف الرحمن الرحيم، ولو نعلم أنك رسول الله لتابعناك، فأنزل الله تعالى: “وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ”(الرعد 30)إلى قوله تعالى: “مَتَابِ”(الرعد 30)، ثم استثنى من ذلك قوله تعالى: “وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ صلى الله عليه وآله وسلم بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا”(الرعد 31).
2- قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الكيل مكيال أهل المدينة، والوزن وزن أهل مكة) وذلك أن أهل المدينة معروفون بالزراعة، فأُرجِع الكيل إليهم، وأهل مكة لم يعرفوا بالزراعة وإنما بالتجارة فأُرجِع الوزن إليهم، لأنهم يزنون الأموال.
3- جاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: والروايات كما ترى صريحة في دلالتها على أن الآيات كانت مرتبة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحسب ترتيب النزول فكانت المكيات في السورة المكية والمدنيات في سورة مدنية اللهم إلا أن يفرض سورة نزل بعضها بمكة وبعضها بالمدينة ولا يتحقق هذا الفرض الا في سورة واحدة. ولازم ذلك أن يكون ما نشاهده من اختلاف مواضع الآيات مستندا إلى اجتهاد من الصحابة. توضيح ذلك أن هناك ما لا يحصى من روايات أسباب النزول يدل على كون آيات كثيرة في السور المدنية نازلة بمكة وبالعكس وعلى كون آيات من القرآن نازلة مثلا في أواخر عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهى واقعة في سور نازلة في أوائل الهجرة وقد نزلت بين الوقتين سور أخرى كثيرة وذلك كسورة البقرة التي نزلت في السنة الأولى من الهجرة وفيها آيات الربا وقد وردت الروايات على انها من آخر ما نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى ورد عن عمر انه قال مات رسول الله ولم يبين لنا آيات الربا وفيها قوله تعالى: “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله “(البقرة 281) وقد ورد انها آخر ما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
4- علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة: إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض وهي حرام إلى أن تقوم الساعة، لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ولم تحل لي الا ساعة من النهار.
5- في رواية للبزاز والطبراني وابن شاهين وغيرهم حديث: أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة ثم أهل مكة ثم أهل الطائف.
6- عن کتاب مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام للمؤلف عزيز الله عطاردي: جعل اللّه تعالى لنساء النبي صلى اللّه عليه و آله للمحسنة منهن أجرين و للمسيئة منهن و زرين ضعفين لمكانهنّ من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و جعل الصلاة في مسجد رسول اللّه بألف صلاة في سائر المساجد إلّا مسجد خليله إبراهيم عليه السلام بمكة، و ذلك لمكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من ربه.
7- جاء في كتاب الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني للمؤلف عدي جواد علي الحجار: من الفرائد في علم المحكم والمتشابه قول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، في آية إكمال الدين وإتمام النعمة بأنها محكمة غير متشابهة، وذلك ما رواه الحاكم الحسكاني بسنده عن ابن عباس (ت 69 هـ) أنه قال: (بينما النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمكة أيام الموسم إذا التفت إلى علي فقال: هنيئا لك يا أبا الحسن إن الله قد أنزل علي آية محكمة غير متشابهة، ذكري وإياك فيها سواء: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ” (المائدة 3) الآية وأنه قال أيضاً: (بينما نحن مع رسول الله في الطواف إذ قال: أفيكم علي بن أبي طالب؟ قلنا: نعم يا رسول الله. فقربه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضرب على منكبه وقال: طوباك يا علي، أنزلت عليّ في وقتي هذا آية ذكري وإياك فيها سواء: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا” (المائدة 3) قال: أكملت لكم دينكم بالنبي وأتممت علكيم نعمتي بعلي).
8- عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: بعد عودته صلى الله عليه وآله وسلم إلى مكة الشريفة من الطائف واشتداد الوطأة عليه وعلى أتباعه جاء الأمرُ بالهجرةِ إلى يثرب فأخذ المسلمون يتسلَّلون إلى يثربَ سرَّاً فعمدتْ قريشٌ إلى مصادرة ما خلَّفوه من أموآلهم والاستيلاءِ على دورِهم ومواشيهم كما وصف القرآن ذلك في قوله تعالى: “فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي” (ال عمران 195) وقوله تعالى: “لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” (الحشر 8) ثم إنَّ بطون قريشٍ اجتمع رأيُها على تصفية النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم إنْ أُتيح لهم ذلك أو حبسه أو إخراجه إلى الجهة التي يُريدونها كما قال تعالى: “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الانفال 30) لذلك أمره اللهُ تعالى بالهجرة سرَّاً إلى يثربَ والأمرِ لعليٍّ عليه السلام أنْ يبيتَ على فراشِه إيهاماً لهم، لأنَّهم كانوا قد اجتمع من كلِّ بطنٍ واحدٌ أو أكثر حول داره، وكانوا قد عقدوا العزم على اقتحامها عليه ليضربوه مجتمعين بأسيافهم ضربةَ رجلٍ واحد ليضيع دمُه بين القبائل، وقد أبطل اللهُ مكرَهم، فرجعوا خائبين بعد أن تفاجئوا بأنَّ المضَّجع على فراشِ الرسول عليه السلام كان عليَّاً عليه السلام ولم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
9- عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: وبعد أنْ انتهى الحصار وتُوفي أبو طالب اضطرَّ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إلى أنْ يهاجر إلى الطائف فلاحقته قريشٌ ووظَّفت نفوذها لافشال دعوته هناك فاضطرَّ للعودة إلى مكة بعد أن أدمى أهل الطائف جسده الشريف بما كانوا يرضخونه به من الحجارة وبعد أنْ أمعن سفاؤهم وصبيانهم في إيذائه والسخرية منه.
10- عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: إنَّ فشل قريش في استرجاع المهاجرين إلى الحبشة دفعهم إلى الإمعان في إيذاء مَن بقي من المسلمين في مكة، فكان التضييقُ عليهم والتعنيفُ بهم يزدادُ ضراوةً وقسوةً كلَّما شعروا بالفشل في إجهاض الدعوة أو الحدِّ من انتشارها، ولهذا لجأوا إلى استهداف النبِّي صلى الله عليه وآله وسلم وأقاربه، وذلك بمحاصرته وعشيرته في شِعب أبي طالب، وتعاهدت بطون قريش مجتمعةً على منع الناس قسراً من التعامل مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وبني هاشهم وبيعهم الطعام ومختلف المتاع وضرورات المعاش ومنع الناس من التزوُّج فيهم ومنهم، وامتدَّ ذلك ثلاث سنين أو تزيد حتى وضَعَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم حجَرَ المجاعةِ على بطنِه، واضطر بنو هاشمٍ إلى أنْ يقتاتوا أوراق الشجر والجلود.