اسم الكاتب : خالد عبد الرزاق ال كمال
1 مملكة ميسان “ميشان” هي مملكة عربية قديمة في العراق والاحواز العربية تشير الدلائل إلى قيامها جنوب العراق في القرن الثاني قبل الميلاد، وذلك بعد تفكك إمبراطورية الاسكندر المقدوني. كانت عاصمتها خاراكس في منطقة المحمرة حالياً، التي أسسها الملك (هيسباوسينز) عام 127 ق.م الذي لقبه
2 المؤرخ يوسفيوس بالعربي، امتدت شمالا حتى جنوب بابل في وسط العراق وعيلام جنوبا. كانت تشكل ميناء مهم على رأس الخليج العربي، حيث سيطرت على الملاحة في الخليج وفي شط العرب وأنهار الكارون ودجلة والفرات. وقد زارها الإمبراطور الروماني تراجان عام 116م وراى السفن تغادر منها إلى الهند،
3 وكان لها قوة عسكرية مهمة حيث احتلت بابل وسيطرت على مناطق كثيرة وهزمت العيلاميين واحتلت مدينة عيلام نفسها. وكان لمملكة ميسان علاقات في بداية القرن 1 م مع مملكة “حدياب”، وكان أحد الامراء الحديابيين وهو (ايزات) قد قابل أحد التجار اليهود في ميشان واقتنع بالايمان باليهودية فلما
4 عاد أصبح ملكا على حدياب بين 30 -36 م بحسب ما جاء في كتاب (تاريخ يهودا) لفلافوس جوزيفوس: وظلت المملكة قائمة حتى اكتسحها الملك الأشكاني (متر يدتيس الرابع) في الاعوام (128 -147 م) واحتل عاصمتها ميشان (كرخا) ونقل اهاليها إلى مدينة (فرات – ميشان) التي كانت واقعة على نهر دجلة القديم
5 جنوب المحمرة بحوالي (18 كم) وفي تلك الفترة دخلت المسيحية إلى ميشان خاصة في مدينة جنديشابور بواسطة مبشرين قد قدموا من مدينة انطاكيا وأخذ يطلق عليها (بيت هوزاي) التي ربما أصل كلمة الاهواز، وسميت جنديشابور من قبل ساكنيها (بيت لافاط) اي مكان الهزيمة وانتشرت المسيحية في منطقة بيت
6 قطرايا (قطر) وفي البحرين وفرات – ميشان (قرب البصرة فيما بعد). حكم هذه المملكة 26 ملكا، وكانت نهايتها على يد أردشير الأول أول ملك للفرس الساسانيين قرابة عام 222 م. وتقع مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان، على مسافة 390 كم إلى الجنوب من العاصمة بغداد. من مشاهيرها، الجغرافي إسدور
7 (الخاراكسي) والذي كتب كتاب في قياسات الأرض في زمن أغسطس قيصر (الأحواز ) يحدثنا التاريخ العربي عن هجرات في ارجاء الجزيرة العربية ومن حولها وكانت هذة الهجرات تارة طوعیة وتارة لظروف شتی يكون الحدیث عنها واسعا ومنشعبا، وبفضل الدرسات وعملیات التنقیب فی أرجاء الجزیرة العربیة ومن
8 حولها تبین لنا أن هذه الهجرات لها تاریخ طویل ولعل الایام المقبلة تكشف عما نجهله حتی الآن. ومن بین ما كشفته عملیات التنقیب والدرسات الأثریة، آثار ونقود راجعة لدولة عربیة یرجع تاریخها إلی المائة الثانیة قبل المیلاد نشأة وتطورت في غربي الأهواز وجنوب العراق عرفت بـ “مملكة میسان
9 العربیة” التي امیط اللثام عنها في مطلع القرن التاسع عشر.الا انها لم تحظ في الأوساط العلمیة بما تستحقه من دراسة وتنقیب تلیق بمقامها وأهمیتها، وبتبع ذلك ظل الكثیر من الأهوازيین یجهلون فصلاً هاما من فصول تاریخهم العریق علی الرغم إن ما یفصلنا عن أولی الدراسات عن هذه الدولة
10 حتی الآن ما یربو عن القرنین. برزت معرفة المختصین بمملكة میسان في أوائل القرن التاسع عشر بعد أن ران علیها من النسیان منذ العصور القدیمية. ففي سنة 1818 م لحظ (فیسكونتي) أن الأسماء المكتوبة علی بعض النقود الإغریقیة من أصل شرقي وتشبه أسماء الملوك الذین قال عنهم المؤلفون
11 الكلاسیكیون إنهم حكموا مدینة خاركس ((charaxعند رأس الخلیج. ولقد استطاع جي سانت مارتین في باكورة سنة 1818 أن یعد دراسة صرفیة اشتقاقیة وبلدانیة وتأریخیة بلغت من التمام الحد الذي استطاع أن یدركه ونشرت هذه الدراسة بعد وفاته أي سنة 1837 ثم توالت هذه الدراسات إلا أنها بقیت حتی
12 الآن خجولة في كثیر من جوانبها تستغیث المزید من الاهتمام والدراسات التاریخیة والأثریة المستفیضة. “میسان دولة عربیة الأصل وأشارت المصادر أن سكان میسان الأصلیين عرب منذ أیام الإمبراطوریة الآشوریة نزحوا أصلا من الجزيرة العربية إلی بلاد الشام واستوطن قسم منهم ضفاف الخابور والفرات
13 بین دیر الزور وطرابلس وغیرها من المدن، وقسم آخر استقر شمالي سوریا واسسوا دویلات في حماة ودمشق وحران وحلب كما توغل قسم منهم في بلاد سومر واكد جنوب العراق وزادوا من العنصر السامي في هذه البلاد واستطاعوا أن یكونوا دولة مستقلة في فترة الاحتلال الإخمیني المعاصر تحكم نفسها بنفسها،
14 وهذا یدل أن حكم الإخمیني كان اسمیاً ومن هنا نری أن الإسكندر الكبیر عندما وصل إلی هذه المنطقة في حدود 324 ق.م وجدها تابعة إلی حكم أمیر عربي مستقل. انتهى