اعداد : الجزيرة
13/3/2014
الجزيرة نت-ميسان
طلب خبراء آثار ومعنيون بشؤون الآثار والتراث من الحكومة العراقية والجهات المعنية ضرورة القيام بحملة التنقيب في عدد من المواقع المثبتة في الخريطة الأثرية لمحافظة ميسان من أجل الكشف عن كنوز تاريخية مهمة ومنع عمليات التنقيب العشوائي وسرقة الآثار العراقية.
وقال الباحث في الآثار كريم علكم الكعبي إن التلال الموجودة في المحافظة توجد بها ألغاز تاريخية بحاجة إلى فكها وتحليلها لعلنا نكتشف ثروة وطنية وكنوزا كانت خافية علينا منذ أزمان بعيدة، وهذه المناطق في معظمها ذات طبيعة طينية وعرضة لعوامل التعرية التي قد تطمس معالمها.
وأضاف الكعبي في حديث للجزيرة نت أن “محافظة ميسان ظلت مجهولة لدى الباحثين في تاريخ العراق وأكثر ما جاء عنها أنها دولة نشأت في جنوب أرض بابل وتعاقب على حكمها 23 ملكا على مدى أربعة قرون”.
كنوز تاريخية
ولعل ما يؤكد ذلك -كما يقول الكعبي- هو العثور على400 قطعة نقد فضية ونحاسية في المتحف العراقي تعود إلى حكم تسعة من ملوكها، وكان أول ملوك هذه الدولة الملك “هيسباوسينيس” (125-124 ق.م )، أما آخر ملوكها فهو الملك “إبتركاوس الثالث”.
ويرى خبير دائرة آثار ميسان عدنان هاشم حسوني الهاشمي أن “قلة اهتمام الجهات المختصة بالآثار وافتقارها إلى عمل جاد للتنقيب مثلما يجري في أغلب دول العالم يجعلنا نطالب على نحو متكرر بضرورة القيام بعمليات التنقيب للكشف عن الحضارات القديمة في هذه المنطقة المهمة من العراق (الأهوار ومحيطها)”، وأبرز المواقع التي جرت فيها التنقيبات هي “تل أبو شيجة” عام 2007 و”تل الكبان” عام 2010 و”تل العكر” عام 2011.
ويضيف الهاشمي في حديث للجزيرة نت أن العدد الأكبر من تلك المواقع بقي بلا حراسة، ونتيجة عدم إسراع الدوائر الرسمية المختصة بالآثار بالمحافظة في عمليات التنقيب تعرضت أغلب هذه المواقع إلى عمليات حفر غير مشروع وسرقة الموجودات الأثرية من قبل أشخاص لا يهمهم سوى الكسب والإثراء على حساب حضارة العراق وآثاره التي تسجل إبداعات وعطاء العراقيين القدماء عبر قرون سحيقة من الزمن.
ومن هذه المناطق “تل الواجف” و”عزيزة” و”أم الديري” و”شلال” التي تضم آلاف القطع الأثرية والتي يعود تاريخها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.
حفريات مستمرة
من جهته أشار خبير الآثار محمد خيون إلى وجود نحو 20 موقعا أثريا في مناطق الأهوار مهددة بالضياع نتيجة قيام ملاكات وزارة الموارد المائية بغمر المنطقة بالمياه.
وتضم محافظة ميسان أكثر من 400 موقع أثري تتوزع ضمن مراكز وأقضية ونواحي المحافظة، إضافة إلى مواقع أخرى غير مكتشفة كموقع “تل الصلت” في ناحية كميت والذي يعود للفترة الإسلامية، وهناك أيضا سبعة مواقع أثرية في أهوار ميسان.
وأشار خيون في حديثه للجزيرة نت إلى أنه تمت مباشرة عمليات التنقيب في موقع الخط الناقل لمجاري العمارة عند “تل الكبان” في منطقة البتيرة (15 كلم شمال مدينة العمارة) وظهرت في الطبقة الأولى من عمليات التنقيب أسس الجدران لوحدات سكنية تمثل الفترة الإسلامية الأخيرة.
وتظهر المكتشفات مقابر وفرنا لمعمل للطابوق، أشار خيون إلى أن أسرارا مهمة ستفصح عنها عمليات الحفر النهائية، حيث لا تزال خمس مجموعات من مديرية آثار ميسان تواصل عمليات التنقيب في مواقع أهوار ميسان.
ويرى الأستاذ المساعد في كلية التربية بجامعة ميسان حميد حسن طاهر في حديث للجزيرة نت أن ميسان تزخر بالمواقع الأثرية التي تتوزع على رقعة واسعة من مدن المحافظة، ويبلغ عددها -بحسب دائرة آثار ميسان- نحو 325 موقعا، إلا أن بعضها -يضيف طاهر- تعرض إلى عمليات الحفر العشوائية لمحاولة العثور على أثريات أو الذهب.
وحصل ذلك خاصة في منطقة “اليشن” التي سبق أن عثر فيها على عدد من الأواني الفخارية المطعمة بالزجاج التي يعود تاريخها إلى عصر الوركاء، وفي “إيشان أبو الذهب” في منطقة الميمونة (40 كلم جنوب مدينة العمارة) و”إيشان أم الهند” في قضاء الكحلاء (35 كلم جنوب غرب مدينة العمارة) وتلال “كنوز حفيظ”.
ويشير طاهر إلى أن هذه المناطق في الأهور ظهرت في أعمال أدبية مثل رواية “قصبة في مهب الريح” لكافن ماكسويل، وكتاب “عرب الأهوار” لأوليفر دينسكر، و”الحاج ريكان وعرب الأهوار” لفلانين هدجكوك.