تحذير في الوقت بدل الضائع متعلق بمستقبلنا نحن الشيعة في العراق..!

ايادة الامارة

في خضم التحولات العاصفة التي تشهدها المنطقة، يبدو أن بعض أتباع مدرسة أهل البيت “عليهم السلام” الشيعة في العراق، لا يدركون تماماً حجم ما يُـراد لهم في هذه المرحلة الحساسة!

فالمخطط الذي يُـحاك اليوم ضدهم، ليس وليد اللحظة، ولا يختلف في جوهره عن المؤامرات التي استهدفت شيعة لبنان والمقاومة في غزة، لكنه يتخذ أشكالاً أكثر نعومة وخداعاً، بهدف إقصائهم بالكامل عن مشهد الحكم والتأثير في المرحلة القادمة.

إن أتباع مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة “عليهم السلام” الشيعة في العراق، كجزء أصيل من شيعة العالم، يواجهون اليوم مؤامرة مركبة تستند إلى محاور:

– سياسية.
– ⁠ وإعلامية.
– ⁠ وأمنية.
– ⁠ واقتصادية.

الغاية النهائية هي:
إعادة صياغة المعادلة الوطنية بحيث يتم تحجيم حضورهم، لا فقط في السلطة التنفيذية، بل في كل مفاصل القرار، مع تقليص دورهم الاجتماعي والثقافي، حتى يصبحوا مجرد كتلة هامشية في وطنهم الذي دفعوا ثمن حريته واستقراره بدمائهم.

الأمر الخطير أن بعض النخب الشيعية العراقية، سواء عن جهل أو مصلحة، تنخرط في لعبة الخصوم، عبر الانقسام الداخلي وتغليب الحسابات الشخصية أو الحزبية الضيقة على المصلحة العامة للطائفة والأمة!
هذه الانقسامات ليست صدفة، بل جزء من استراتيجية
“فرّق تَـسُـد”
التي أثبتت فعاليتها في التاريخ، وتُـستعمل اليوم لتهيئة الساحة العراقية لمرحلة ما بعد الإقصاء.

التجربة اللبنانية مع حزب الله، والتجربة الفلسطينية مع المقاومة في غزة، تقدمان نموذجاً صارخاً لما يجري:
١- حملة تشويه.
٢- حصار اقتصادي.
٣- ضغط سياسي.
٤- ثم محاولة فرض قيادة بديلة مروّضة ترضى بشروط الخارج.
واليوم يُـعاد تطبيق هذا النموذج على الساحة العراقية، مع فارق أن العراق يمتلك ثروات وموقعاً جيوسياسياً يجعله جائزة كبرى لمَـن ينجح في إعادة رسم معادلته الداخلية.

الوعي هنا ليس ترفاً، بل واجب شرعي ووطني ..
إن إدراك حجم المؤامرة واستباق خطواتها هو السبيل الوحيد لحماية الحضور الشيعي العراقي من التهميش الممنهج ..
فكما واجه شيعة لبنان وأهل غزة المؤامرات بالتماسك والوعي الاستراتيجي، على شيعة العراق أن يدركوا أن المعركة ليست معركة أحزاب وتوجهات، بل معركة وجود وكرامة ودور حضاري في المنطقة.

٩ آب ٢٠٢٥
تابعونا على قناة التلگرام الخاصة

https://t.me/kitabatsbeed