حجب تأشيرة رئيس الوزراء (السوداني) : صفعة دبلوماسية موجعة ومدوية تكشف عزلة بغداد الاستراتيجية!!؟

صباح البغدادي

في تطورٍ صادمٍ يُجسد عمق الأزمة بين بغداد وواشنطن، رفضت الإدارة الأمريكية منح تأشيرات دخول لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والوفد المرافق له لحضور اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. هذا القرار ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل رسالة سياسية صريحة، بل صفعة دبلوماسية موجعة، تعكس غضب واشنطن من استمرار بغداد في مهادنة الفصائل الولائية المسلحة المدعومة من إيران. الحجب المتعمد للتأشيرات يكشف عن تحول استراتيجي في تعامل الولايات المتحدة مع العراق، حيث أصبحت الحكومة العراقية، بقيادة السوداني، كياناً غير جدير بالثقة، بل منبوذاً خارج الحسابات الدولية، مُحاصراً في فلك التبعية الإيرانية. أن دلالات الحجب هي بالأساس رسالة سياسية بأبعاد استراتيجية رفض تأشيرة السوداني ليس مجرد إهانة دبلوماسية، بل إعلانٌ واضح من إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن العراق، تحت قيادته الحالية، قد فقد أي مصداقية في الساحة الدولية. هذا القرار يعكس استياء واشنطن من سياسات السوداني المترددة، التي تُفضل المهادنة مع مليشيات مثل “كتائب حزب الله” و”حركة النجباء”، المُصنفة إرهابية، على اتخاذ موقف حاسم لتفكيكها أو دمجها في الجيش الرسمي. هذه الفصائل، المدعومة بأموال وأسلحة الحرس الثوري الإيراني، نفّذت أكثر من 200 هجوم على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا منذ 2023، مما يُعزز يقين واشنطن بأن السوداني ليس فقط غير مؤهل للثقة، بل شريكٌ غير موثوق في مواجهة النفوذ الإيراني. حجب التأشيرة يحمل أبعاداً استراتيجية تتجاوز الإجراءات الإدارية. إنه إشارة واضحة إلى أن الإدارة الأمريكية، من خلال البيت الأبيض ووزارة الخارجية، قد اتخذت قراراً بعدم التعامل مع قادة يدورون في الفلك الإيراني، حتى لو فازوا في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وحسب ما نراها عن كثب في هذا السياق فإننا نشير بوضوح وصراحة إلى موضوع قد لم يتم التطرق إليه بصورة واضحة لغاية الآن من قبل كافة وسائل الإعلام وإلى أن واشنطن تستعد لتكثيف جهودها عبر سفارتها في بغداد لعزل أي شخصية سياسية ترضخ لضغوط طهران، مهما كانت شرعيتها الانتخابية. هذا التوجه يتماشى مع سياسة “الضغط الأقصى” التي أعادت إدارة الرئيس ترامب تفعيلها ضد إيران، والتي تشمل مطالب صريحة للعراق بوقف الإعفاءات من العقوبات على شراء الطاقة الإيرانية وتفكيك الفصائل المسلحة. ألان العراق اصبح كيان هزيل في ظل التبعية الإيرانية قرار حجب التأشيرة يعكس أيضاً الحالة المزرية للعراق على الساحة الدولية. البلد، الذي كان يوماً مركز ثقل إقليمي، أصبح اليوم كياناً هزيلاً، ينخره سرطان الفساد وسيطرة المليشيات. تقارير الأمم المتحدة تُحذر من أن العراق يعاني عزلة دولية متزايدة بسبب فساده السياسي وتدخل إيران، مع تراجع الدعم المالي والعسكري، ومخاطر انهيار الاستقرار الداخلي. هذه العزلة تجلت بوضوح في إقصاء العراق من اجتماع ترامب مع قادة عرب ومسلمين حول غزة، وهو ما يؤكد أن واشنطن لم تعد ترى في بغداد شريكاً ذا قيمة، بل عبئاً سياسياً يُدار من طهران. السوداني، الذي يُفترض أنه قائد دولة ذات سيادة، يظهر كأسير لتوازنات داخلية تجبره على الخضوع لإرادة المليشيات. هذه التبعية جعلته غير جدير بالثقة في عيون الإدارة الأمريكية، التي تُصر على أن أي قائد عراقي يرتبط بإيران لن يكون له مكان في الحسابات الدولية، حتى لو حمل شرعية انتخابية. هذا الموقف يُنذر بتشديد الضغوط الأمريكية على بغداد، سواء عبر السفارة أو من خلال عقوبات اقتصادية إضافية، لضمان استبعاد أي شخصيات موالية لطهران من المشهد السياسي المستقبلي. وان التحليل استراتيجي يتضح العراق في مأزق التبعية والعزلة من الناحية الاستراتيجية، يشير حجب التأشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتبنى نهجاً جديداً في التعامل مع العراق: العزل بدلاً من التفاعل. هذا النهج يعكس قناعة واشنطن بأن الحكومة الحالية، بقيادة السوداني، لا تملك الإرادة ولا القدرة على مواجهة النفوذ الإيراني، مما يجعلها عبئاً على الأمن الإقليمي بدلاً من شريك فيه. الإدارة الأمريكية، التي أعادت إحياء سياسة “الضغط الأقصى”، تُراهن على أن عزل القادة المرتبطين بإيران سيفتح الباب أمام قوى سياسية جديدة، أقل تبعية لطهران، في الانتخابات البرلمانية المقبلة. هذا الرهان يتضمن مخاطر كبيرة، إذ قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الداخلية في العراق، خاصة مع استمرار هجمات المليشيات على القوات الأمريكية، مما يعزز احتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة تستهدف الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد بنسبة 98% على إيرادات النفط. على المدى الطويل، يضع هذا القرار العراق في مأزق استراتيجي: إما قطع صلاته بالمليشيات الإيرانية لاستعادة مكانته الدولية، أو الاستمرار في التبعية، مما يعني عزلة أعمق وانهياراً محتملاً للدولة. الإدارة الأمريكية تبدو مصممة على استخدام كل أدواتها – من العقوبات إلى الضغط الدبلوماسي عبر السفارة في بغداد – لضمان أن الانتخابات القادمة لا تُنتج قادة آخرين يدورون في الفلك الإيراني. لكن السؤال المركزي يبقى: هل يملك العراق، تحت قيادته الحالية، القدرة على الخروج من هذا المستنقع، أم أن سرطان المليشيات والفساد سيُطيح به إلى قبر العزلة الدولية؟ أن صفعة التأشيرة وصرخة الشعب حجب تأشيرة السوداني ليس مجرد إهانة، بل إعلان حرب دبلوماسية من واشنطن على حكومة بغداد الفاسدة والتابعة. بينما يغرق العراق في الفقر والبطالة وانهيار الخدمات، يقف رئيس وزرائه كدمية عاجزة، محرومة حتى من شرف الحضور في نيويورك. هذه الصفعة تُعري الحقيقة: العراق، تحت سيطرة المليشيات الإيرانية، لم يعد بلداً ذا سيادة، بل أصبح “أبو الخرك” الحقيقي، كما يقول المثل العراقي، منبوذاً، عاجزاً، ينتظر أن تُهال عليه التراب. أي عار هذا؟ شعبٌ علّم العالم القراءة يُحكم اليوم بنخبة تُسلم مقاليده لطهران، وتُقصى من العالم كالجرب المعدي. استيقظوا، أيها العراقيون، قبل أن يدفنكم العجز والخيانة أحياء!